التسيير الإداري في ظل الإحتراف الرياضي(2/2)


أما كونتر واودونيل فقد عرفاها بأنها وظيفة تنفيذ المهام عن طريق الآخرين ومعهم· وعرفها، كيمويل، بأنها تشمل جميع الواجبات والوضائف ذات العلاقة بإنشاء المشروع وتمويله وسياسته الرئيسية وتوفير كل المعدات اللازمة ووضع الاطار التنظيمي العام الذي يستعمل ضمنه، واختيار الموظفين الرئيسين· وعرفها، ويتشستر برنارد، بما يقوم به المدير من أعمال أثناء تأديته لوظيفته· ويعرفها، الأستاذ عبد المالك عوده، بأنها تتكون أساسا من مجموع العمليات والإجراءات والخطوات التي هدفها تنفيذ أو تحقيق السياسة العامة التي تعتقدها، وعرفها الدكتورإبراهيم درويش، بأنها مجموعة الأنماط المتداخلة والمتشابكة والمرتبطة بعملية صنع القرارت وتنفيذها والمتمثلة في النشاطات المختلفة التي تصدر من المؤسسات العامة في داخل المؤسسات السياسية الرسمية للنضام السياسي·

تطور فلسفة الإدارة

من خلال الذين تعرضوا للإدارة على أنها الجهد الجماعي المنظم، يدرك أن الإدارة العامة ليست وليدة هذا القرن، بل أن الانسان عرفها منذ فجر التاريخ (تاريخ الفراعنة والصينيين) وكافة الأمم القديمة منها والحديثة· عرفت الإدارة بصورة أو أخرى، وفي هذا المجال يقول الدكتور إسماعيل صبري في كتاب ''الدراسة بالإدارة العامة'': أن التاريخ في الإدارة العامة يرتبط بإدارة المصرية القديمة وهي الحقيقة التي أشار إليها الفيلسوف الألماني، ماكس فيلر، الذي قال أن الجذور التاريخية البيروقراطية المعاصرة، ونجد أن الصينيين قد بلغوا مرحلة كبرى من التقدم الإداري والتنظيم، ويقول الدكتور علي شريف : تعتبر الحضارة الصينية القديمة أو من اشترط للتعيين بوظائف الحكومة اجتياز امتحان الخدمة المدنية التي تراعي فيه الجوانب العلمية والمؤهلات العلمية للمتقدمين·

كذلك في عهد الإغريق ترى طبقة الموظفين العاملين الذين هم من مواطني الدولة بجانب نظريات الفلاسفة اليونان القدماء كأفلاطون مثلا يرى أن النظام السياسي والإداري السليم هو الذي يعتمد على التفكير المثالي للدولة، أما سيديرس فقد تعرض للسياسة والإدارة حيث يرى أنها هي الصراع من أجل السلطة والتسلط والمزايا المادية ثم ينتهي القول بأن القرارات في أثينا كانت تصدر بطريقة ديمقراطية، أما في اسيرتا فكانت تصدر بطريقة ديكتاتورية·

كما نرى في الدولة الإسلامية التي كانت المدينة المنورة نواتها الأولى، فإن الإدارة الإسلامية تختلف عن سواها بحيث أنها تستمد تشريعها وقوانينها من الكتاب والسنة حيث أتت بأروع القيم والدعامات التي ينادي بها المتحضرون وتتمثل في الديمقراطية والعدل والإخاء والمساواة واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، بجانب ذلك نجد العديد من الاسهامات العديدة في تطوير الفرد الإداري بصفة عامة، سواء في النبي (صلى الله عليه وسلم) كإرساء العديد من المفاهيم والمبادئ الحديثة في النظام السياسي والإداري كالشورى والقيادة والسلطة أو في عهد الخلفاء الراشدين كإنشاء الدواوين وإيجاد الإدارات المحلية والوصف الوظيفي، وكذلك في عهد العباسيين والأمويين، بعد ذلك تأتي فترة الإقطاع في أوروبا لنرى أنها تميزت بطابع نظام إداري خاص· ووجد العديد في التنظيمات الإدارية والحكومية في مابين القرنين 15و18 م وهي فترة الإقطاع في أوروبا حيث كانت هذه التنظيمات تتميز باللامركزية، أما السلطة العامة فكانت بيد الملوك ورجال الدين وبعض الجماعات ذات المصالح الاقتصادية، ثم ظهرت بعض الاتجاهات الحديثة التي تبلورت بوجود برلمان وممثلين برلمانيين إثر مطالبت السياسة ورجال الكنيسة في السياسات واتخاذ القرارت ثم كان لبعض رجالات العصور الوسطى ومفكريها كميكيافلي أثر بارز في إرساء مصالح العلوم السياسية والنظم الإدارية ومن آثاره دعوته لعدم الخلط بين السياسة والأخلاق·

ومما سبق ندرك أن الإدارة لم تكن وليدة هذا القرن كما يظن البعض، وأنها وجدت منذ فجر التاريخ ومنذ وجدت التجمعات البشرية، أما في العصر الحديث نجد أن هناك من المراحل التي مرت بها الإدارة خلال فترات تطورها، فهناك فترة الثورة الصناعية التي أرست العديد من مبادئ وأسس علمية للإدارة، وهي نمو وتطور الدولة إلى أن وصلت إلى دور متقدم، بجانب ذلك فإن من سيمات هذه الحقبة نمو الفكر الرأسمالي وظهور منصب الفرد، وكذلك نمو الفكر الاشتراكي ذلك أن ظهور ونمو هذين الأخيرين وما رافقهما من نظريات لالكترو آدام سويث وكار ماكس أثر كبير وبالغ في بلورة العديد من المفاهيم السياسية والاقتصادية التي لايزال أثر بعضهما سائدا حتى يومنا هذا، ثم جاء في أواخر القرن 19 في سنة 1887 ويدرو ويلسون أحد الساسة الأمريكيين يحدد نقطة الانطلاق الرائعة للدراسة بأسلوب علمي ومنهجي وذلك في مقالته الشهيرة تحت عنوان ''دراسة الإدارة العامة'' التي اعتبرها العديد من كتاب الإدارة ودارسيها منشأ الإدارة العامة وبدايتها، ومع مطلع هذا القرن كان لظهور الحركة العلمية ''حركة كفاية'' لفريديريك تايلور وعلماء الإدارة دورا بارزا ومن أهم ما أتى به تايلور إصراره على استخدام الطريقة العلمية في البحث وتعديده مهام المديرين التي يرى أنها تشمل:

- التجديد العلمي لكل عنصر في عمل الإدارة

- الإختيار العلمي للعاملين وتدريبهم

- تعاون الإدارة والعاملين لإنجاز الأعمال وفقا للطرق العلمية

- التقسيم العادل للعمل بين المديرين والعمال مع مسؤولية المدير عن تخطيط العمل وتنظيمه·

وفي تلك الفترة ظهر العالم الفرنسي هنري فايلول وكان أحد العاملين في مجال الإدارة، ولولا ظهوره في فترة انبهار العالم في إنجازات فريديريك تايلور لتغير ربما تاريخ نظرية الإدارة، ولربما ظهرت مبادئ الإدارة العامة مبكرا، ومن أعظم أعماله وضعه 14 مبدء للإدارة توصل إليها من خبراته أو ممارساته وهي:

- تقسيم العمل·

- السلطة والمسؤولية والإلتزام بالقواعد·

- وحدة العمل·

- وحدة الاتجاه أو الغاية·

- المركزية·

- خضوع العاملين للمصلحة العامة·

- المكافآت·

- تسلسل القيادة·

- النظام·

- العدالة·

- الإستقرار الوظيفي·

- المبادئة·

- روح العمل كفريق·

Email: namanea@yahoo.fr

الأستاذ: نعمان عبد الغني