صحافي إسرائيلي: أوباما تجاوز الليكود في تأييده للاستيطان

هاجم الصحافي والكاتب الإسرائيلي البارز جدعون ليفي بشدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على خلفية قراره باستخدام حق النقض الفيتو لاحباط مشروع قانون في مجلس الأمن يندد بالاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي مقال نشره في عدد اليوم الأحد من صحيفة " هارتس "، قال ليفي أن أوباما بقراره هذا ينضم عملياً للجناح الأكثر تطرفاً في حزب الليكود اليميني الحاكم في إسرائيل. واعتبر ليفي أن قرار أوباما هذا يمثل ضربة لـ " حمائم " الليكود الذين كانوا ينتقدون البناء في المستوطنات. وقال ليفي: " قرار اوباما باستخدام حق الفيتو لا يعتبر قراراً ودياً لإسرائيل، بل قرار يمثل تأييداً للمستوطنين واليمين في إسرائيل ".
واعتبر ليفي أن مغزى القرار أوباما واضح وجلي وهو أن الولايات المتحدة " تقول نعم للاستيطان. وأضاف: " لن تجدي التواءات السفيرة الامريكية في الامم المتحدة، فامريكا المتعلقة بها اسرائيل أكثر مما كانت دائما، قالت نعم للمستوطنات، هذا هو المعنى الوحيد للقرار، وبذلك أيدت المشروع الأشد إضرارا باسرائيل ". واستهجن ليفي أن تقدم إدارة أوباما على هذه الخطوة في الوقت " الذي تهب فيه رياح تغيير في الشرق الاوسط، مشيراً إلى إن إدارة أوباما فضلت مواصلة " تأييدها الأعمى لاسرائيل الاستيطانية. ليست هذه امريكا التي تستطيع ان تغير مكانتها بين شعوب المنطقة ". وحذر ليفي الرأي العام الإسرائيلي من مغبة الركون إلى التأييد الأمريكي الأعمى، قائلاً: لن نستطيع الى الأبد أن نتدثر بهذه القبة الحديدية الجوفاء، حتى نفتح أعيننا ونفهم انه اذا لم توجد دولة، سوى امريكا الضعيفة، تؤيد ضلالتنا هذه، فان شيئا أساسيا مخطوء عندنا ". وأضاف: " لو كانت الولايات المتحدة تخاف على مصلحة اسرائيل، لقالت لها :لا، إن امريكا التي تدرك ان المستوطنات هي العقبة، كان يجب عليها ان تنضم الى التنديد بها، وكان يجب على قوة عظمى تريد ان تُحل السلام في فترة تنتفض فيها الشعوب العربية على أنظمة حكمها وعلى الولايات المتحدة واسرائيل ايضا – أن تفهم ان عليها ان تغير قواعد اللعب القديمة السيئة من التأييد الكاسح للحليفة المدمنة لمستوطناتها "، على حد تعبيره. واتهم ليفي السفيرة الأمريكية في الامم المتحدة سوزان رايس بالتضليل عندما اعتبرت أن صدور قرار يندد بالاستيطان اليهود في الامم المتحدة يعمل على تصلب مواقف الأطراف، قائلاً أن رايس تدرك أن العقبة التواجهة المفاوضات هو الاستمرار في بناء المستوطنات.