Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية محمود العناقرة
    تاريخ التسجيل
    31/10/2007
    العمر
    56
    المشاركات
    119
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

    كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

    وكم يؤسفني جداً الوقت الذي مضى بحيث أنني أنقطعت عنكم في المنتدى ولكننكم باقين و موجودين بالبال.

    بعد العودة للمنتدى بحمد لله وفضله احب ان أواصل واياكم في هذا المنتدى للنهوض به الى ما هو افضل باذن الله

    متمنين من الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان يهدينا الى سواء السبيل

    وشكرا للجميع ادارة واعضاء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #2
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

    الأستاذ الفاضل محمود العناقرة،

    عودة حميدة،
    مع دعائنا لك بطيب المقام.

    أشرقت الأنوار.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  3. #3
    أديب وناقد وباحث
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية عبد الرحمان الخرشي
    تاريخ التسجيل
    10/04/2008
    المشاركات
    1,024
    معدل تقييم المستوى
    10

    Post رد: كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود العناقرة مشاهدة المشاركة
    كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم
    وكم يؤسفني جداً الوقت الذي مضى بحيث أنني أنقطعت عنكم في المنتدى ولكننكم باقين و موجودين بالبال.
    بعد العودة للمنتدى بحمد لله وفضله احب ان أواصل واياكم في هذا المنتدى للنهوض به الى ما هو افضل باذن الله
    متمنين من الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وان يهدينا الى سواء السبيل
    وشكرا للجميع ادارة واعضاء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أخي المكرم الجليل



    محمود العناقرة



    حفظك الله ورعاك




    عـــود ميمونة إلى بيتك .. إخوانك في القيادة الجماعية لــ (( واتا )) يرحبون بك ويشدون على يدك مهنئين بسلامة العودة .


    إخوانك في القيادة الجماعية .




    ***




    .

    كــــن جــمــيـــــلا تــر الـوجــــود جــمــيـــــلا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ..

  4. #4
    باحث لغوي وكاتب
    عضو القيادة الجماعية
    الصورة الرمزية ابراهيم ابويه
    تاريخ التسجيل
    12/12/2007
    العمر
    62
    المشاركات
    2,736
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

    أهلا وسهلا أخي محمود العناقرة .
    يسعدنا أن تكون بيننا مرة أخرى في مساحات منتداكم العريق ، وإننا لفخورون بكم وبما تقدمونه لصالح الثقافة العربية الاسلامية.
    مرحبا بكم.


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية محمود العناقرة
    تاريخ التسجيل
    31/10/2007
    العمر
    56
    المشاركات
    119
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: كم يسعدني ويشرفني التواجد مره أخرى بينكم

    موجز تاريخ نشأة الترجمة الفورية/عبد الله العميد
    المقدمة
    لم يعالج موضوع الترجمة الفورية في الكتب العربية إلا حديثا.1وما زالت نسبة ما صدر من الكتب العربية المخصصة لهذا الموضوع ضئيلة حتى اليوم. فهي لا تتجاوز ثلاثة كتب من مجموع يناهز أربعمائـة كتاب صدر في الفترة من1945 إلى2010. والترجمة الفورية شكل من الأشكال المتعددة التي تمارس بها الترجمة الشفهية. فوسائل الترجمة متعددة، ويتجلى تعددها في أشكال متباينة يصنـفها بعض الباحثين2 في ثلاث فئات رئيسية هي (بالترتيب التاريخي لممارستها): الترجمة الشفهية،3والترجمة التحريرية، والترجمة الآلية.
    ويتفرع كل شكل من هذه الأشكال إلى عدة فروع نكتفي هنا بالإشارة إلى فروع الترجمة الشفهية فـقط، وذلك تمهيدا للحديث عن الترجمة الفورية التي نود أن نعرض بضع صفحات من تاريخها في محاولتـنا هذه. وتجدر العودة إلى موضوع التداخل الحديث بين فروع الأشكال الرئيسية للترجمة في محاولة أخرى...
    بدأت الترجمة في شكلها الشفهي قبل أي شكل آخر من أشكال الترجمة في أقدم العصور. ومارسها الناس لشتى الأغراض بأسلوبها "التـتبعي"أولا، وذلك لقرون طويلة4. ولم تـنـتقل إلى شكلها الفوري إلا في النصف الأول من القرن الميلادي العشرين، كما سنرى. وظهرت الترجمة السمعية البصرية في شكلها القديم أيضا في الفترة ذاتها في الصناعة السينمائية. وتـنوعت ما بين "دبلجة" صوتية (سمعية) وترجمة مكتوبة في أسفل الشاشة (بصرية/مرئية).5
    ثم اعتُمدت الترجمة الشفهية الإملائية بفضل آلة الإملاء،6 وإن كان ذلك في إطار الترجمة التحريرية، بحيث يسجل المترجم ترجمته على شريط "كاسيت"، ويتولى الراقـنون بعد ذلك نقل محتويات الشريط إلى نص مرقون ثم مطبوع. وعادت الترجمة السمعية البصرية إلى الـظهور في شكلها الإلكتروني الحاسوبي لتلبـية احتياجات التلفزة المستجدة، من ترجمة "الصوت الفوقي"7، وهي الترجمة التي يسمع فيها صوت الترجمان "فوق" صوت المتكلم باللغة الأصلية في المقابلات والأخبار المصورة والاستطلاعات المتلفزة، إلى دبلجة الأفلام، و"سترجتها" بترجمة حواراتها كتابـيا في أسفل شاشة التلفاز (الترجمة البصرية/المرئية)، كما كان الأمر سابقا في الأفلام السينمائية.
    ويجري حاليا تطوير شكلها الإملائي الحاسوبي الذي يمكن أن يعتبر استمرارا للترجمة الشفهية الإملائية، ولكن بواسطة البرامج الحاسوبـية التي ترقن كلام الترجمان/المترجم مباشرة بواسطة تكنولوجيا التعرف على الصوت...
    الترجمة الـفوريـة
    الترجمة الفورية إذن شكل حديث نسبيا من أشكال الترجمة الشفهية مقارنة بأشكال أخرى، مثل التتبعية والهمسية. وقد نشأت أول الأمر بفعل الضرورة، حينما بدأت المؤتمرات الدولية تتكاثر، ورافق هذا التكاثر تعدد في لغات العمل بها. ونظرا إلى هذا التعدد، وحتى لا تطول جلسات الوفود بسبب الترجمة من كل لغة إلى سائر لغات العمل في المؤتمرات، فقد لجأ منظمو المؤتمرات الدولية إلى الترجمة الفورية بدافع الحاجة إلى توفير الوقت، بحيث يتسنى نقل كل خطاب إلى عدة لغات في آن واحد. ولم يـتِح هذ الأسلوب الجديد في العمل الاستغناء عن الترجمة التتبعية في المؤتمرات فحسب، بل وأتاح استخدامُ الميكروفونات والسماعات، وعزل التراجمة عن المتحدثين، التخلصَ نهائيا من مضايقات الوشوشة وتضارب أصوات المتحدثين والتراجمة، وهي مضايقات كانت تحدث كثيرا بسبب الترجمة الهمسية.
    يفضل بعض المجتهدين تسمية الترجمة الفورية بـ"الـتزامنية". ولا تخلو هذه الصفة من دقة لأنها تدل على تزامن الكلام الأصلي وترجمته الشفهية... الفورية. ويسميها البعض الآخر "الآنية" بمعنى الترجمة التي تنجز في الآن نفسه. وهذه أيضا صفة لا تبتعد عن الموصوف. ولكن المعروف هو أن صفة "الفورية" هي التي التصقت بهذا الشكل الشفهي منذ ظهوره في جميع الأقطار العربية قبل نحو نصف قرن. ثم إن هذه التسمية هي التي يطلقها أهل المهنة أنفسهم على مهنـتهم، والكثير منهم، إن لم يكن معظمهم، يجهل مصطلحي "التزامنية" و"الآنية" حتى وإن كانا صحيحين، ربما بسبب جِدتهما أو طابعهما المحلي.
    مـحـاولـة تـأريــخـيـة
    ثمة موقفان فيما يخص مراحل نشأة الترجمة الفورية في المؤتمرات. ولكل موقف من هذين الموقفين "حقيقته" الأحادية. كما أن وراءكل واحد منهما نزعته المركزية المعتادة. ويـبدو الأمر وكأن جدارا أيديولوجيا تاريخيا بقي قائما بين الموقفين حتى بعد سقوط الرمز المادي للجدار في برلين!
    فـفي شرق أوروبا هناك من يعتبر أن الترجمة الفورية بدأت فعلا في سنة 1928.8ثم جُربت سنة 1933، وبعد انـقطاع دام اثـني عشر عاما، عادت سنة 1945في نورمبرغ بالذات. وتوقـف العمل بها مرة أخرى نحو سبعة أعوام عاد الروس بعدها إلى اعتمادها بصورة متواصلة.
    أما في غرب أوروبا فهم يرون أن الترجمة الفورية لم تـبدأ إلا في محاكمة نورمبرغ سنة 1945.9وقد انطلقت هذه التجربة في غرب أوروبا فعلا بشكلها الحالي تقريبا في تلك السنة، ثم نقلت إلى الأمم المتحدة ومحاكمة نورمبرغ ما زالت قائمة. وشاع العمل بهذه الطريقة تدريجيا في وكالات المنظمة الأممية وخارج منظومتها، إلى أن أصبحت أداة يستحيل بدونها عقد المؤتمرات الدولية.
    وعند المقارنة، كما سنرى، يتضح الفرق بـين النهجين في إبراز الأحداث: فهوفمان يعتبر أن البداية تعود إلى أواخر العشرينيات، وما حدث بعد ذلك كان مجرد تطور. أما غايـبا فتعتبر أن البداية الحقيقية لم تأت إلا في أواسط الأربعينيات، وما حدث قبل ذلك إنما كان تمهيدا للترجمة الفورية في شكلها الحالي.
    تــأريخ الترجمة الـفـوريـة في روسـيا السوفـيــيتـية
    يذكر الباحث السوفيـيتي ي. هوفمان أن الترجمة الفورية بعدة لغات "اعتمدت لأول مرة سنة 1928في الاتحاد السوفيـيتي، وذلك في المؤتمر السادس للأممية الشيوعية".10ويؤكد قوله بالاستـناد إلى صورة فوتوغرافية صدرت بالمناسبة في مجلة "كراسنايا نيفا" (سنة 1928نفسها). وهي صورة ظهر فيها التراجمة وهم جالسون أمام المنصة، وكل واحد منهم يتحدث في الميكروفون المعلق أمامه. ويوضح هوفمان في مقاله المذكور أن أصوات المتحدثين كانت تصل إلى التراجمة مباشرة من المنصة بدون سماعات. كما أنهم لم يكونوا معزولين في مقصورات كما هو الحال اليوم. ولم تظهر المقصورات لأول مرة إلا في سنة 1933، وذلك في اجتماع اللجنة التـنفيذية للأممية الشيوعية.11ومنذ ذلك التاريخ أيضا اعتُمدت السماعات في جميع أعمال الترجمة الفورية.
    ولم تـنـتشر هذه الوسيلة الجديدة على نطاق أوسع إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ففي سنة 1945بدأت محاكمات أكبر مجرمي الحرب النازيـين في نورمبرغ، كما سنرى في الجزء الخاص بشهادة فرانشيسكا غايـبا أدناه.
    تـنظيم أعمال الترجمة الفورية في محاكمة نورمبرغ
    زُود أحد أركان قاعة المحاكمة في قصر العدالة بنورمبرغ بأربع مقصورات زجاجية غير مسقـفة ومتلاصقة إحداها بالأخرى. ووزعت المقصورات على صفين متوازيـين، أحدهما وراء الآخر وأعلى منه قليلا، لتمكين التراجمة من رؤية المتحدثين. وخصصت المقصورتان في الصف الأول للغتين الروسية والإنكليزية، بينما خصصت المقصورتان الخلفيتان للغتين الفرنسية والألمانية. وجلس المتهمون النازيون في صفين أحدهما خلف الآخر ويتقاطعان مباشرة مع صفي التراجمة بزاوية عمودية، بحيث يستطيع التراجمة رؤية المتهمين بدون صعوبة.
    ولما كانت لغات المحاكمة أربع هي: الإنكليزية (للطرفين الإنكليزي والأمريكي) والفرنسية والروسية والألمانية، فقد جلس في كل مقصورة ثلاثة تراجمة ينقل كل واحد منهم إلى لغة المقصورة (اللغة الأم) عن إحدى اللغات الأجنبـية التي يتقنها. وكان جميع الجالسين في القاعة يتابعون كلام المتحدثين عبر السماعات، بحيث يستمع كل واحد منهم إلى اللغة التي يخـتارها بواسطة تجهيزات خاصة تـتيح لهم الانـتقال من لغة إلى أخرى. وتولى كل وفد في المحكمة العسكرية الدولية القيام بالترجمة إلى لغته الأم، باستـثـناء مقصورة اللغة الألمانية التي تكفل الأمريكيون بمهام الترجمة فيها.
    وكانت كل مقصورة مزودة بميكروفون واحد قابل للنقل من طرف إلى آخر فوق الطاولة المشتركة بـين التراجمة الثلاثة. بحيث يستخدمه كل واحد منهم حالم ينتقل الحديث إلى اللغة المكلف بالنقل إليها. وكان التراجمة، مثل سائر المشاركين في المحاكمة، يستعملون سماعات تـنقل إليهم ما يدور في القاعة مباشرة. أما نوبات عمل التراجمة فكانت محددة بساعة ونصف الساعة، وهي مدة جلسات المحكمة.
    وكان هناك أحيانا بعض الاختلال في "التوازن اللغوي" للمحاكمة، إذ كان يحدث أن يـبقى التراجمة الذين ينقلون عن اللغة الفرنسية، مثلا، في كل من المقصورة الألمانية والإنكليزية والروسية ساعات طويلة بدون عمل لأن الحديث كان يدور بغير الفرنسية خلال تلك الساعات الطوال. وبالمقابل، كان التراجمة الذين ينقلون من الألمانية إلى اللغات الأخرى يصابون بالإرهاق حينما يأتي دور المتهمين والمحامين المكلفين بالدفاع عنهم فيتحدثون لفترات طويلة بالألمانية. وكثيرا ما عمل هؤلاء التراجمة بدون انقطاع طوال نوبة عملهم. بل كان يحدث لبعضهم أن يترجموا عن الألمانية خلال نوبتين وحتى ثلاث نوبات حينما يتغيب أحد الزملاء لسبـب من الأسباب.
    ومن الممكن تلخيص الصعوبات التي واجهها التراجمة آنذاك وتصنيفها في فئـتين كالتالي:12
    أولا- من الناحية العملية، كان التراجمة غير معتادين على تلقي الكلام في السماعات، ثم إرسال ترجمتهم فورا كي يتلقاها الآخرون أيضا في سماعاتهم. وكان على "رواد فضاء الترجمة الفورية" أن يتعلموا من عملهم التـنسيق بين ما يتلقونه من أصوات الخطاب الأصلي وبين ما يتفوهون به ويسمعونه أيضا من أصوات تنقل كلامهم المترجم. يضاف إلى ذلك التـنقل السريع والمفاجئ بين المتحدث ورئيس الجلسة أو غيره من المتحدثين، كل بلغته، وما ينجم عن ذلك أحيانا من اضطراب وتردد بين الزملاء التراجمة. ثم هناك المواقف المشحونة بفيض من المشاعر التي تـثيرها قراءة بعض الوثائق.
    ثانيا- وبجانب ذلك، واجه التراجمة الكثير من الصعوبات ذات الطابع اللغوي الصرف: ذلك أن إيجاد المقابلات بمختلف اللغات للمصطلحات الألمانية في المجال القانوني بسرعة كان أمرا عسيرا في بعض الأحيان. ومن الطبيعي أن التردد والتلعثم في الأيام والأسابيع الأولى للمحاكمة تراجعا تدريجيا بتراكم الخبرة، ولاسيما بفضل المشاورات المتواصلة مع رجال القانون المشاركين في المحاكمة.
    توقـف العمل بالترجمة الفورية في الاتحاد السوفييتي نحو ستة أعوام حتى سنة 1952التي نُظم فيها مؤتمر اقتصادي دولي كبير في موسكو. فاجتمع بهذه المناسبة قدماء التراجمة مع المتخرجين الجدد. وجرى تـنظيم تدريـبات خاصة قبـيل انعقاد المؤتمر كي يستفيد "الجدد" من خبرة "القدماء".
    وتمت تعبئة "جيش" من التراجمة يناهز خمسين شخصا. إذ بلغ عدد لغات العمل في هذا المؤتمر ستة هي: الروسية والألمانية والفرنسية والإسبانية والإنكليزية والصينية.
    وأنشئت مقصورات الترجمة بحيث يعمل في كل واحدة منها ترجمان واحد يترجم إلى لغته الأم (الروسية في هذه الحالة)، وإلى "لغته" الأجنبية. وكان لا بد من المرور باللغة الروسية للانـتقال من إحدى اللغات الخمس إلى الأخرى. ولذلك خصصت حجرة توزيع "محورية" متصلة بجميع المقصورات، بحيث تأخذ عنها جميعا ما تنقله من مختلف اللغات إلى الروسية، ويتصل بها سائر التراجمة فيلتـقطون منها الترجمة الروسية كي ينقلوا عبرها ما قيل بإحدى اللغات غير الروسية إلى اللغة الأجنبية التي يترجم إليها كل واحد منهم. وبهذه الطريقة تمكن الناطقون بكل لغة من اللغات الخمس غير الروسية من متابعة الكلام الذي كان يدور باللغات الأربع الأخرى بعد أن يمر بالحجرة المحورية الروسية، وتلقي ما يقال بالروسية مترجما مباشرة من المقصورة الروسية.
    تجدر الإشارة هنا إلى أن العمل بـ"اللغة المحورية" ما زال معتمدا حتى الآن في المؤتمرات التي تستخدم عددا كبيرا من اللغات لا يتسنى معه الترجمة من كل واحدة منها إلى كل اللغات الأخرى. ولكن الأمر مخـتلف اليوم عما كان عليه الحال في هذا المؤتمر. فقد حُذفت "الحجرة المحورية"، وأصبح النقل يجري مباشرة عن "اللغة المحورية". وعلى سبـيل المثال، فـفي عدد من وكالات منظومة الأمم المتحدة التي تعتمد ست لغات من بـينها الصينية، تـتكفل المقصورة الصينية بنقل الكلام من الصينية إلى الإنكليزية أو الفرنسية، ثم تقوم باقي المقصورات بالنقل عن إحدى هاتين اللغتين إلى اللغات الأربع الأخرى.
    وكانـت النـتيجة أن العمل بنظام الانـتقال من المقصورة الروسية إلى الحجرة المحورية كان له تأثير سلبي في سرعة الترجمة وجودتها إلى حد ما... ولو أنه أتاح أيضا خفض عدد التراجمة العاملين في آن واحد، أي اقتصاد كثير من الجهد والمال. وبالإضافة إلى ذلك، أتاح هذا النظام استخدام مقصورة احتياطية أحيانا لترجمة الكلمات بلغات أخرى غير لغات العمل التي اعتمدت في هذا المؤتمر.
    ومن المؤكد أن عمل فريق من التراجمة بهذا الحجم في مؤتمر من هذا القبيل في أوائل خمسينيات القرن العشرين أتاح فرصة فريدة لتدريب عدد كبير من التراجمة، سواء في مقصورات الترجمة الفورية، أو في الاجتماعات المصغرة لبعض اللجان التي اعتمدت فيها الترجمة التتبعية، أو حينما عمل التراجمة بمثابة مرافقين للوفود، فضلا عن قيامهم بالترجمة التحريرية لكم هائل من الوثائق. وفي أعقاب هذا المؤتمر، انطلق أفضل التراجمة يعملون في معظم الاجتماعات والمؤتمرات الهامة، المحلية والإقليمية والدولية.
    وفي سنة 1952اعتمدت الترجمة الفورية في المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفييتي، وبذلت فيه جهود كبيرة لتحسين ظروف عمل التراجمة. فقد جهزت المقصورات بالمراوح، وبمعدات ميكروفونية جديدة متعددة الأزرار والمصابيح الصغيرة لتنبيه التراجمة وتيسير متابعتهم لأعمال المؤتمر. كما دعمت جدران المقصورات بالمواد العازلة للأصوات. غير أن الترجمان الذي كان ينقل الكلام إلى اللغة الروسية في هذا المؤتمر كان يقف إلى جانب الخطيب على المنصة.13
    واتسع نطاق العمل بالترجمة الفورية بسرعة بعد هذا المؤتمر الذي شملت لغات عمله السبع الروسية، والصينية، والألمانية، والفرنسية، والإسبانية، والإنكليزية، والإيطالية.
    وفي الدورة الحادية والعشرين لهذا المؤتمر، ارتفع عدد لغات العمل إلى ثمان عشرة لغة. وحينما انتقل عقد المؤتمرات الكبرى إلى المبنى الجديد لقصر المؤتمرات بالكريملين سنة 1961، ارتفع عدد لغات الترجمة في المؤتمرات إلى 29لغة!14وجهزت المقصورات بشاشات تلفزيونية تمكن التراجمة من رؤية المتحدثين أمامهم مباشرة، بحيث يستطيعون متابعة تعابير وجوههم وحركاتهم عن كثب.
    الـرؤيـة من زاويـة النـظر " المقابلة "
    حينما ننـتقل إلى الجانب الغربي من "الستار الحديدي"، حتى بعد انهياره، تـتغير النظرة، وتـتغير معها الاعتبارات والمعالم، كالعادة. ذلك أن عام 1945يعتبر في هذا الجانب عام البداية "الرسمية" لهذا الشكل "الجديد" آنذاك من أشكال الترجمة الشفهية.
    ومن المعروف أن الفرنسية بقيت اللغة الدبلوماسية الرسمية الوحيدة المعتمدة في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية خلال القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين. وقد تناولت فرانشيسكا غايـبا في كتابها15مسألة تطور الممارسة اللغوية في المؤتمرات، فذكرت أن الحاجة إلى الترجمة التتبعية نشأت خلال الحرب العالمية الأولى، لأن بعض أعضاء الوفدين المتفاوضين من أمريكا وبريطانيا لم يكونوا قادرين على العمل باللغة الفرنسية. وهكذا اعتُمدت الترجمة التتبعية في جلسات لجان الهدنة التي استعملت فيها الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وخلال مؤتمر السلام،16 أصر البريطانيون على أن يتم الإقرار بالإنكليزية لغة دبلوماسية رسمية. وأدى هذا الموقف إلى استخدام الترجمة التـتبعية فعلا طوال فترة انعقاد مؤتمر السلام. ومنذ ذلك الوقت، أخذ بعض الدبلوماسيين الذين يتقنون أكثر من لغة واحدة يقومون أحيانا بمهام الترجمة التتبعية في الاجتماعات والمؤتمرات.
    وجرى العمل في عصبة الأمم (1920 - 1946) وفي مؤتمرات منظمة العمل الدولية (المنبثقة عن عصبة الأمم) بأسلوب الترجمة التتبعية. وتُلاحظ فرانشيسكا غايـبا بأن التراجمة كانوا يستخدمون التجهيزات المخصصة للترجمة "الآنية"، ولكن أسلوب استخدامهم لها كان مختلفا عما هو معهود حاليا. وتسميه: "الترجمة الفورية المتعاقبة".17
    وفي أثناء هذه الفترة، وتحديدا في عام 1941، أُنشِئت مدرسة جنيف للترجمة، وكانت أول مؤسسة جامعية لإعداد المترجمين المتخصصين في الترجمتين التتبعية والهمسية، وذلك أساسا للعمل في عصبة الأمم التي كان مقرها في جنيف.
    واستُخدمت الترجمة التتبعية أيضا في الاجتماع التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة (سان فرانسيسكو، يونيو 1945)، وذلك قبل بضعة أشهر من محاكمة نورمبرغ18التي اعتُمدت فيها الترجمة الفورية لأول مرة بشكلها المعروف حاليا. بيد أن العمل بالترجمة التتبعية تواصل في المؤتمرات الدولية خلال هذه المحاكمة، بما في ذلك الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة بلندن في أوائل عام 1946. وكانت اللغتان الوحيدتان المستعملتان في اجتماعات الأمم المتحدة هما الفرنسية والإنكليزية.
    وبعد تعثر المحاولات الأولى للعمل بالترجمة الفورية في الأمم المتحدة، عاد المشاركون في اجتماعاتها إلى المطالبة باعتماد الترجمة الفورية اختصارا للوقت. وكان الروس يعتمدون على بعض الأعضاء في وفودهم للاضطلاع بمهام الترجمة التتبعية. ثم طالبت وفود أمريكا اللاتينية باستعمال اللغة الإسبانية عند إنشاء منظمة الصحة العالمية. وأدى ذلك إلى ازدياد عدد لغات العمل من اثنتين إلى أربع لغات. واستمر العمل بترجمة كلمات المتحدثين ترجمة تتبعية إلى لغة واحدة، تليها ترجمة "تزامنية" إلى لغتين أخريين، أو أكثر.
    وحالما انتهت المحاكمة، انتقل الكثير من التراجمة الذين عملوا فيها إلى نيويورك للعمل في الأمم المتحدة، مستفيدين من تدربهم على استعمال الفرنسية والإنكليزية والروسية في نورمبرغ. وبعد ذلك بعام، عقد أول مؤتمر للأمم المتحدة بدون ترجمة تتبعية، إذ لم تُستخدم في اجتماعات لجانه إلا الترجمة الفورية.
    وفي يناير 1951، دُشن مقر الأمم المتحدة الجديد في نيويورك. وتم تجهيزه بأحدث المعدات اللازمة للترجمة الفورية في قاعة الجمعية العامة ومجلس الأمن وغيرهما من قاعات الاجتماعات. ومنذ ذلك التاريخ، تزايد تنوع موضوعات المؤتمرات، كما أن اللغات المستعملة فيها أخذت تتكاثر. وأدى هذا التطور إلى الاستعانة بمزيد من المترجمين القادرين على استعمال لغات غير الفرنسية والإنكليزية.
    الــخــاتمــــة
    لقد فتحت ممارسة الترجمة الفورية الباب على مصراعيه أمام أعداد هائلة من المؤتمرات الدولية والإقليمية. وأدت إلى نشأة مهنة جديدة يستحيل أن تستغني عنها المؤتمرات واللقاءات الدولية أيا كانت أنواعها أو أحجامها. ويجري منذ أكثر من عقدين تطوير أسلوب العمل بالترجمة الفورية عن بعد. وتم العمل بهذه الطريقة أول الأمر بفضل الاتصال عبر السواتل في ثمانينيات القرن العشرين.19بيد أن العالم دخل مرحلة الربط الشبكي الكونـي عبر "الإنترنت" على نطاق واسع منذ أوائل التسعينيات. وبذلك أصبح ممكنا عقد بعض فئات الاجتماعات عن طريق الإنترنت، والاستعانة فيها بالترجمة الفورية عن بعد...
    إن تحديد تاريخ نشأة ظاهرة من الظواهر وتطورها أمرٌ حاسم في فهم تطور تلك الظاهرة. وعلى سبيل المثال، لفهم ما سيطرأ على ممارسة "الترجمة عن بعد"، لا بد من العودة إلى تاريخ نشأة هذه الممارسة وتطورها وانتشارها. وحينما يطرح البعض في أيامنا هذه مسألة احتمال "انقراض" المترجم البشري في غضون العقود القليلة القادمة، بسبب الثورة التكنولوجية المتواصلة، فلا بد أيضا من الاهتمام بالجوانب التاريخية لمرحلة الترجمة "الآلية"، ثم نشأة "الترجماتية"، فالمساعي الحالية لتحقيق أقصى قدر من الدقة للترجمة "الآلية" عبر الإنترنت، وذلك للابتعاد عن المواقف التي تنحصر في مجرد إبداء التشاؤم أو التفاؤل من دون استقراء الماضي في هذا الصدد.
    إن هذه المحاولة التـأْريخية ليست سوى مدخل متواضع نأمل أن يتم تطويره واستكماله لاحقا. وحري بنا أن نهتم اليوم بموضوع تاريخ اعتماد اللغة العربية في الترجمة الفورية، سواء في الأمم المتحدة أو في غيرها من المحافل الدولية...
    أيا كان الأمر، فإنه يطيب لي أن أُهدي هذه المحاولة إلى الأخ هيثم سفر (سوريا/بلجيكا) والأخ مراد بولعراس (تونس/فرنسا)، تذكيرا بسبقهما في هذا المضمار، حينما نشرا مقالين، أولهما غير مسبوق إطلاقا في موضوع تقنية تدوين المعلومات الخاصة بالترجمة التـتابعية، والثاني مقال رائد عن الترجمة الفورية في مجلة "عالم الترجمة"، التي أصدرنا بعض أعدادها من المركز العربي الأوروبي لدراسات الترجمة [باريس/بروكسيل، مارس 1994]. كما أهديها إلى الأخ عليّ محمد الدرويش (لبنان/أستراليا)، والأخت رشيدة بصافي (الجزائر) والأخ هشام الخوجلي (السودان/المملكة العربية السعودية) اعترافا وترحيـبا بأعمالهم الرائدة باللغة العربية التي مهدت السبيل لدراسة الترجمة الشفهية المعاصرة بوجه عام، والفورية بوجه خاص (البيانات المرجعية في الحاشية الأولى أعلاه).
    الحواشي:
    1يجدر التنويه في هذا الصدد بمساهمات مجموعة من الباحثين الرواد، وهي:
    · دليل الترجمان في مبادئ الترجمة الشفهية، عليّ محمد الدرويش، منشورات رايتسكوب، ملبورن، 2003
    · مقاربات في تعليمية الترجمة الفورية، رشيدة بصافي، دار الغرب، وهران، 2003
    · الترجمة الفورية، هشام الخوجلي، دار طيبة، الرياض، 2004
    2من بين أوضح التصنيفات في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى تصنيف أ. ف. فيودوروف، الوارد في كتابه: أسس النظرية العامة للترجمة، موسكو، 1968 (ط 2، بالروسية)؛ والتصنيف المماثل الذي قدمته ليلوفا، الرئيسة السابقة للفدرالية الدولية للمترجمين: آنا ليلوفا، مدخل إلى النظرية العامة للترجمة، دار نشر "المدرسة العليا"، موسكو، 1985 (الترجمة الروسية عن الأصل البلغاري الصادر في صوفيا عام 1981)
    3 النسبتان: "شفهي" و"شفوي" صحيحتان. ولكن بعض الباحثين يفضلون الاحتفاظ بمصطلح "شفهي" مقابلا لكلمةoral ، وترك النسبة بالواو في كلمة "شفوي" مقابلا لمصطلح labialالمعتمد في علم الصوتيات، وذلك لتحقيق شيء من التمييز والاستقرار والتوحيد لهذه المصطلحات.
    4قد تدعو الحاجة في البحوث والدراساتالـمـتـخـصــصـــة مستقبلا إلى التمييز بين الترجمة "التتبعية" من دون تدوين المعلومات، وبين الترجمة "التتابعية" المستعان فيها بتدوين البيانات والمعلومات. وعندئذ يجدر إدراج الشكلين "التتبعي" و"التتابعي" تحت تسمية واحدة هي: الترجمة "التعاقبية".
    5 أسفل الشاشة/على الشاشة/المرئية، بل و"سَتْرجة" المعربة من sous-titrage الفرنسية، انظر في هذا الصدد: علم الترجمة، دراسات في فلسفته وتطبيقاته، ترجمة حميد العواضي، دار الزمان، دمشق، 2009

    6Dictaphone/Dictating machine
    7أو "الصوت الأعلى" أو "الصوت الأجهر"... Voice over. ما زلنا في مرحلة التذبذب بين عدة خيارات إلى أن تستـقـر المصطلحات الأشد شيوعا بفضل الاستعمال...
    8من تاريخ الترجمة الفورية، ي هوفمان، مجلة "كراسات المترجم"، العدد1، 1963، ص 20 (بالروسية).
    9The Origins of Simultaneous Intreprpretation, The Nuremberg Trial,
    Francesca Gaiba, University of Ottawa Press, Ottawa, 1998.
    10المصدر الروسي أعلاه، ص 20.
    11المصدر نفسه، ص 20.
    12المصدر نفسه، ص 22.
    13المصدر نفسه، ص 24.
    14المصدر نفسه، ص25.
    15The Origins of Simultaneous Intreprpretation, The Nuremberg Trial, Francesca Gaiba, University of Ottawa Press, Ottawa, 1998, p 28
    16دام مؤتمر السلام في باريس من 18 يناير 1919 إلى 10 أغسطس 1920. ووُقِّعت معاهدة السلام في فيرساي يوم 28 يونيو 1919.
    17Idem, p 31
    18دامت المحاكمة أكثر من 10 شهور (20 نوفمبر 1945 – 1 أكتوبر 1946).
    19يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى العروض الفعلية لهذا الشكل الجديد من أشكال الترجمة التي تم تقديمها في مؤتمر الفدرالية الدولية للمترجمين (FIT) عام 1987. فقد استغلت شركة فيليبس الهولندية فرصة انعقاد المؤتمر في ماستريخت كي تقوم بحملة دعائية كبيرة لأجهزتها الخاصة بالترجمة الفورية عبر السواتل...


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •