عطسة الإخوان ودستور آخر الزمان
مع كامل الإعتذار للأخ الأديب ( ديك الجن ) إذ كتب ذات يوم عن عطسة رئيس الجمهورية وأثرها الفعال على كافة المحافل المحلية والدولية ... إلا أنني والحق يقال وجدت أن عطسة المرشد العام للإخوان المسلمين أكثر فاعلية وأقوى تأثيرا , فحينما عطس المرشد العام هرعت وكالات الأنباء إلى مكان العطسة حيث استطاعت إحدى الصحف المستقلة تصوير الحدث على الطبيعة ... وعلى الفور أذاعت قناة الجزيرة على شريطها الإخباري المتحرك خبر العطسة كنبأ عاجل .. وفي اليوم ذاته صرح مصدر مسئول بوزارة الداخلية المصرية بأن العطسة المذكورة أثارت قلقا واسعا في الشارع المصري خاصة وأن صوت المرشد أثناء العطسة كان مرتفعا نوعا ما , كما صرح المصدر ذاته بأن الوزارة تدرس الطرق الكفيلة بالحفاظ على الأمن في الشارع المصري , وأفادت بعض الصحف أن سبب إرتفاع صوت العطسة وإنتشار الرذاذ على غير العادة يرجع إلى كون المرشد ينتمي إلى الجناح المتشدد داخل الجماعة .. وأفادت الصحف أيضا أن الجماعة إنقسمت إلى جناحين .. جناح أيمن يضم الذين يميلون للعطسة الهادئة وجناح أيسر يضم الذين يعطسون بعنف .. كما أفادت الصحف ذاتها أن الجماعة مازالت تبحث عن رأس حربة بعد أن تم تجميد مختار نوح , وفي تحليل مسهب للمحلل السياسي ضياء رشوان قال إن هذه العطسة من الأمور الفردية التي لاتعبر عن سياسة الجماعة كما أن الجماعة تحظر على أعضاءها العطس دون حمل منديل من القماش الابيض فإن لم يكن فمنديل ورقي لمن لم يتم تثبيت عضويته .. كما كتب عمرو الشوبكي المحلل المختص بشئون جماعات الإسلام السياسي مبينا أن التنظيم الدولي للإخوان لاعلاقة له بالعطسة المرشدية إلا أنه يدرس كيفية تلافي الآثار السلبية لهذه العطسة ..وفي المساء قام برنامج القاهرة اليوم باستضافة اللواء فؤاد علام الذي وقف في مواجهة الإخواني جمال حشمت ليؤكد علام أنه كان يعلم علم اليقين أن المرشد سيعطس وأنه سبق وأن نبه الأمن العام لهذا الأمر إلا أن أحدا لم يلتفت لتنبيهه , كما أبدى فؤاد علام تخوفه من أن تكون هذه العطسة بداية لحركة إرهابية الغرض منها نقل أنفلونزا الطيور للبلاد بواسطة الإخوان خاصة وأن الإخوان قد إنقسموا إلى "" جناحين "" وأنهم يقبعون خلف "" قفص "" الإتهام منذ زمن طويل كما أن رجال الأعمال منهم "" متريشين "" على غير العادة كما لاينسى أحد أنهم ــ أي الإخوان ــ هم "" طيور "" الظلام , و"العرف " عندهم مقدم على اللائحة , أما في برنامج العاشرة مساء فقد صرح اليساري البارز رفعت السعيد أن الإخوان يعطسون منذ زمن دون أن يتنبه أحد وأكبر دليل على ذلك هو أن حسن البنا عطس عندما كان في الإسماعيلية وأن العطس كان متفقا عليه مع الإنجليز .. وفي اليوم التالي إنعقدت جلسة مجلس الشعب الصباحية حيث إستعرض زعيم الأغلبية موضوع العطسة وأنها سببت هروب المستثمرين من البلاد وطالب الدولة باتخاذ إجراءات صارمة ضد الإخوان .. وهنا قال الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب : العضو الموقر نحن لانطالب .. نحن فقط نشرع إذ أن المواثيق الدولية تحظر العطس بدون سبب وجيه ونحن دولة دستورية نلتزم بالمواثيق الدولية لذلك فأنا أقترح إعداد مشروع لقانون يعطي الحق للرئيس بإحالة العاطسين والعاطسات للقضاء العسكري ... موافقون ... موافقون ..(( وأثناء الموافقة شوهد أحد الأعضاء وهو يعطي سيجارة مارلوبورو لأحد أعضاء الحزب الوطني من الفلاحين ثم سأله إيه رأيك في الديمقراطية ياحاج؟؟.. فرد عضو الوطني : والله أحسن من الكيلوباترا ))..
وفي المساء قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على العشرات من الإخوان المسلمين ومن القياديين البارزين بالجماعة .. وتم غلق شركاتهم ومصادرة أموالهم إذ ثبت من خلال التحقيقات أنها كانت تمول العطس والعطاس .. وبعد أيام اصدر الرئيس قرارا جمهوريا بإحالة المقبوض عليهم من الإخوان للقضاء العسكري حتى يتم الفصل في القضية العطاسية على وجه السرعة ... في حين التزمت وزارة الخارجية الأمريكية الصمت بدعوى أن عطسة المرشد العام من الأمور الداخلية لمصر الحرة .. وقد انتهزت الدولة الفرصة فطرحت التعديلات الدستورية للمناقشة في مجلس الشورى حيث تم مناقشة العطس كمبدأ عام وقد إنتهت المناقشات إلى عدم جدوى مراقبة القضاة للإنتخابات أو الإشراف عليها في ظل وجود جماعة متطرفة يعطس مرشدها جهارا نهارا دون خشية من أحد .. ومن بعدها وفي سرعة البرق وافق البرلمان على التعديلات الدستورية بعد أن أدخل عليها " فصلة ونقطة " وتم عرض التعديلات على الشعب الذي وافق عليها دون أن يذهب ... غيبا ... وأثناء الإستفتاء ( عفوا الإستقياء على رأي هشام السيد ) قام أحد افراد الشعب المصري الصابر المسكين بسؤال رئيس لجنة الفرز : بقى معقول انتوا بتقعدوا تفرزوا الأصوات دى كلها ؟؟!!
فقال له : ولا بنفرز ولا حاجة...التعليمات واضحة وصريحة... نحن نرمى ورقة الإستفتاء فى الهواء...فلو نزلت على بطنها أو ظهرها يبقى موافق على التعديلات ..ولو على سنها يبقى معارض
ومن عطسة لعطسة ياقلبي لاتحزن ... فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين ... يرحمكم الله
ثروت الخرباوي
المفضلات