آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حكم قراقوش

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي حكم قراقوش

    قراقوش معناه( النسر الأسود) وهو لفظ تركي مكون من كلمتين "قره"بمعني الأسود و"قوش" بمعنى طائر وارتبط اسم قراقوش في مصر والشرق بالظلم والبلة والتحكم والغفلة ورويت عنه نوادر كثيرة تدل علي الخبل والجنون حتى شاعت بين الناس عبارة "حكم قراقوش" ويقصدون بها التحكيم الأعمى ولكن هل هذه حقيقة قراقوش وهل كان ظالما متجبرا مستبدا؟ وهل كان يتسم بالبله والغفلة والجنون؟ حسبما جاء في كتاب محمد رضوان طرائف العرب ونوادرهم.

    فقرقوش هو أبو سعيد بن عبد الله الاسدي الملقب ببهاء الدين قراقوش وكان وزيرا لصلاح الدين الأيوبي ,ولان عصر صلاح الدين كان عصرا يحفل بالاضطرابات والمنازعات الداخلية والخارجية فقد فوّض وزيره قرقوش بأقوى السلطات و أعظمها مما جعل قراقوش نموذجا لهذا المستبد الذي يقاس الناس باستبداده فينتقمون منه بالضحك عليه والسخرية منه, وقد ألفت عن قراقوش كتب كثيرة منها "الفاشوش في حكم قراقوش" لابن الحماقي و"الفاشوش في أحكام قراقوش" لجلال الدين السيوطي , وأيضا "الطراز المنقوش في حكم السلطان قراقوش"

    وقد ذكر هؤلاء حكايات عن قراقوش تصفه بالظلم والاستبداد والغفلة والبله والغباء فقد جاء في كتاب ابن حماقي أن امرأة أتته بولدها فقالت له يا سيدي إن ولدي يشتمني فأمر بحبسه سنة فلم يأخذ أمه تلك الليلة نوم فلما أصبحت راحت للسجانين فقالوا لها اذهبي للأمير وقولي له أنا امرأة حبست لي ولدي سنة وقد انقضت تلك السنة فاخرج لي ولدي فاتت المرأة قراقوش وقالت له ذلك فقال بقي له من السنة سبعة أيام "ولم يكن إلا أمس وغدا" فمضت المرأة و أخبرت السجانين فقالوا لها اذهبي إليه غدا وقولي له قد انقضت السبعة أيام فأصبحت المرأة وجاءته فلما نظر إليها قال يا امرأة انتظري حتى تغرب الشمس و أطلق ولدها من الحبس.
    وذكر أيضا انه سابق رجلا بفرس له فسبقه الرجل بفرسه فحلف انه لا يعلفه ثلاثة أيام فقال له السابق يا مولاي يموت فقال له قراقوش احلف انك إذا علفته يا هذا لا تعلمه إنني دريت بذلك .

    بهاء الدين قراقوش هو أحد القادة البارزين زمن صلاح الدين الأيوبي، وأحد مساعديه، وأحد الذين خاضوا الحروب ضد الصليبيين الغزاة، كما أنه قدم خدمات جليلة لمدينة القاهرة عمرانياً من خلال إقامة الأسوار والقلاع والقناطر وكان له الجهود الكبيرة في القضاء على الدولة الفاطمية الشيعية، وإعادة مصر إلى مذهب أهل السنة... ومع ذلك يرتبط اسمه ـ زوراً ـ بالظلم والقسوة والأحكام الغريبة، وتحيط به الافتراءات، وتنسج حوله النوادر والحكايات.
    وفي هذه السطور نعرض شيئاً من حياة هذا الأمير القائد، وأعماله جهاده، وحملة الافتراء والتشويه التي تعرض لها، كمثال على ما تتعرض له الشخصيات القوية من ظلم وتشويه.

    وبهاء الدين قراقوش([1]) تركي، كان في بادئ أمره، خادماً عند أسد الدين شيركوه ـ عم صلاح الدين ـ ثم اتصل بخدمة صلاح الدين بعد موت عمه، فأعتقه، وقربه إليه، وبدأ يوكل إليه المهمات.

    ومن أولى المهمات الجسيمة التي أوكلها صلاح الدين إلى قراقوش، تعيينه متوليّاً على القصر الفاطمي، عندما قام صلاح الدين بإنهاء الدولة العبيدية الفاطمية، سنة 567هـ (1171م)، وأعاد مصر إلى مذهب أهل السنة، وإلى دولة الخلافة العباسية، كما كانت عليه قبل قدوم العبيديين إلى مصر.
    واستطاع قراقوش التعامل بحكمة وحزم مع المؤامرات التي كان يحيكها بقايا الفاطميين في مصر، بعد سقوط دولتهم، وموت آخر خلفائهم "العاضد" فازدادت ثقة صلاح الدين بقراقوش، ومن المهمات الكبرى التي أوكلها إليه، أن ولاّه مدينة عكا لمّا فتحها صلاح الدين ، وطلب منه تحصينها بأسوار تمنع عودة الصليبيين إليها، لكنّ عكا سقطت بعد حصار دام سنتين، ووقع قراقوش في الأسر، ففداه صلاح الدين من الأسر بعشرة آلاف دينار، وفرح بعودته فرحاً شديداً، مقدراً الخدمات التي قدّمها للسلطان والإسلام والمسلمين.

    وقد شارك قراقوش صلاح الدين في حروبه ضد الصليبيين، كما شارك في الفتوحات التي انطلقت تجاه المغرب العربي، وحقق فيها المسلمون انتصارات مهمة، وغنموا أموالاً كثيرة.

    وقد أجمع المؤرخون على شجاعة قراقوش، وبسالته وهمته، إذ يقول ابن خلكان: "... ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية، جعله زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوّض أمورها إليه، واعتمد في تدبير أحوالها عليه، وكان رجلاً مسعوداً وصاحب همة عالية"([2]).

    ويقول الإمام ابن كثير: "الأمير بهاء الدين قراقوش، الفحل الخصي أحد كبار كتاب أمراء الدولة الصلاحية، كان شهماً شجاعاً فاتكاً، تسلم القصر لما مات العاضد، وعمّر سور القاهرة"([3]).

    وإضافة إلى قدراته العسكرية والسياسية، فقد كان لقراقوش منجزات معمارية هامّة، ما يزال بعضها حاضراً إلى اليوم في مصر، إذ أمر صلاح الدين وهو في غمرة قتاله مع الصليبيين بتحصين مصر، والقاهرة على وجه الخصوص بالقلاع والأسوار، وولّى على هذه المهمة، قراقوش، الذي أبدع في بناء سور القاهرة، وقلعة المقطم، كما أنشأ الجسور والقناطر والترع، مستفيداً من أساليب الفرنج في هندستها، ويروي الإمام ابن كثير في حوادث سنة 573هـ أن فيها، "أمر الملك الناصر (صلاح الدين) ببناء قلعة الجبل، وإحاطة السور على القاهرة ومصر فعمر قلعة للملك لم يكن في الديار المصرية مثلها ولا على شكلها، وولّى عمارة ذلك الأمير بهاء الدين قراقوش"([4]).

    وبعد وفاة صلاح الدين سنة 589هـ حمل قراقوش جزءاً من العبء والمسؤولية، وعني بأبنائه وإصلاح ذات بينهم، وظل على ذلك إلى أن توفي سنة 597هـ "وكانت وفاته في مستهل رجب سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالقاهرة، ودفن في تربته المعروفة به بسفح المقطم بقرب البئر والحوض اللذين أنشأهما على شفير الخندق رحمه الله تعالى"([5]).

    وبالرغم مما قدمه قراقوش من خدمات للإسلام والمسلمين، إلاّ أن سيرته تعرضت للتشويه والافتراء، ، فألّف الوزير الأسعد بن حماقي (ت سنة 606هـ ـ 1209م) كتاباً أسماه "الفاشوش في أحكام قراقوش"، نسب فيه إلى قراقوش أحكاماً قضائية عجيبة "أقرب إلى الجور والظلم والتعجل في إصدار الحكم، منها إلى المنطق والعدل والتأني في البحث عن الحق"

    وقد شكك العلماء والمؤرخون بالأحكام التي نسبها ابن حماقي لقراقوش، فقد قال ابن العماد الحنبلي: "الأمير الكبير الخادم بهاء الدين الأبيض فتى الملك أسد الدين شيركوه، وقد وضعوا عليه خرافات لا تصح، ولولا وثوق صلاح الدين بعقله لمّا سلّم إليه عكا وغيرها، وكانت له رغبة في الخير وآثار حسنة" ويقول ابن خلكان عن كتاب الفاشوش: وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه والظاهر أنها موضوعة، فإن صلاح الدين كان معتمداً في أحوال المملكة عليه، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته، ما فوضها إليه" .

    المراجع :
    1ـ وفيات الأعيان ـ الإمام ابن خلكان.

    2ـ البداية والنهاية ـ الإمام ابن كثير.

    3ـ هكذا ظهر جيل صلاح الدين ـ الدكتور ماجد الكيلاني.

    4ـ قراقوش ـ الدكتور عبد اللطيف حمزة.

    5ـ الموسوعة الفلسطينية.


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد الحاج محمود الحياري
    تاريخ التسجيل
    08/11/2008
    العمر
    62
    المشاركات
    439
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: حكم قراقوش

    الأمير بهاء الدين قراقوش
    محمد محمود كالو

    ( قراقوش ) لفظ تركي تفسيره بالعربي ( العقاب الطائر المعروف ) كان قراقوش من الكرماء ، وشيوخ الدولة الكبراء ، أمير الأسدية ومقدمها ، وكريمها ومكرمها ، الرجل الذي له في الغزوات والفتوحات مواقف معروفة، ومقامات موصوفة ، وله حقوق على المسلمين ، ووصفه الواصفون بأنه كان حسن المقاصد ، جميل النية ، فتح بلاداً كثيرة ، وغنم أموالاً جزيلة ، الفحل الخصي أحد كبار كتاب أمراء الدولة الصلاحية ، كان شهماً شجاعاً فاتكاً ، عمَّر سور القاهرة، وانتهى إلى المقسم ، وهو المكان الذي اقتسمت فيه الصحابة ما غنموا من الديار المصرية ، وبنى قلعة الجبل ، وكان صلاح الدين سلَّمَه عكا ، ليعمر فيها أماكن كثيرة ، فوقع الحصار وهو بها ، فافتدى نفسه بعشرة آلاف دينار ، وعاد إلى صلاح الدين ففرح به فرحاً شديداً.

    وقد لفق الوزير أبو المكارم الأسعد بن مهذب ابن مماتي (1)ـ وكان نصرانياً أسلم هو وجماعته في ابتداء الدولة الصلاحية ـ لفق عن الأمير قراقوش أشياء، واشتطَّ كثيراً ، فقال عنه : إنه لا يميز بين المظلوم والظالم ، ويشتط اشتياط الشيطان ، ويحكم بما لم ينـزل الله به من سلطان .

    قال القفطي عن ابن مماتي هذا : كان من أقباط مصر في عصرنا ، وكان جده جوهرياً ، يصبغ البلور صبغة الياقوت فلا يعرفه إلا الخبير بالجواهر ، وهذا يعني أنه كان يدلس ، فلا غرو ولا غرابة أن يمتهن حفيده مهنته في تزييف الحقائق عن بعض الرجال ، ومن يشابه أبه فما ظلم .

    قال ابن خلكان : وقد نسب إلى قراقوش أحكام عجيبة ، حتى صنف بعضهم جزءاً لطيفاً ، سماه :  كتاب الفاشوش في أحكام قراقوش 
    [ وينسب إلى السيوطي خطأ ، وإنما هو لأسعد ابن مماتي ] فذكر أشياء كثيرة جداً ، وأظنها موضوعة عليه ، فإن الملك صلاح الدين كان يعتمد عليه ، فكيف يعتمد على من بهذه المثابة ، والله أعلم .

    لقد دلس ابن مماتي في كتابه الفاشوش عن قراقوش خَرَفات لا تصح ولا يقبلها عقل سليم ، ولولا وثوق صلاح الدين بعقله لم يسلم إليه عكا وغيرها، وكانت لقراقوش رغبة في الخير وآثار حسنة .

    من هذه الخَرَفَات ما يقوله ابن مماتي :
    جاء فلاح إلى قراقوش يشكو لصاً سرق من داره دجاجة ، وقدَّم شاهداً ، وعند استجواب اللص واعترافه ، أعلن قراقوش الحكم التالي :
    اللص غرم ديناراً ، وصاحب الدجاجة غرم ديناراً ، والشهد غرم ديناراً أيضاً وعندما سئل عن حيثيات هذا الحكم البهلواني قال معللاً :
    حكمت على اللص لأنه معتدٍ على مال غيره ، وعلى صاحب الدجاجة لأنه قصَّرَ في حفظها ، ولما سئل ما ذنب الشاهد يا مولانا ؟!
    أجاب قراقوش : لأنه تدخَّلَ فيما لا يعنيه.
    إنها قصة أشبه بقصة توفيق الحكيم حين كتب ساخراً عن الإوز ، بيد أن فيها تهكم على الأحكام الشرعية ، تدل على خبث في الطوية.
    وللمهذب ابن الخيمي في الأسعد ابن مماتي يهجوه :
    وحديث الإسلام واهي الحديث باسم الثغر عن ضمير خبيث
    لو رأى بعـض شـعره سيبويه زاده فـي عـلامة التأنيث

    كانت وفاة الأمير بهاء الدين قراقوش ، في مستهل رجب سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالقاهرة ، ودفن في تربته المعروفة به بسفح المقطم ، بقرب البئر والحوض اللذيْن أنشأهما على شفير الخندق، رحمه الله تعالى.
    ــــــــــــــــ
    ـ الأسعد بن مهذب ابن مماتي : (1149- 1209م) أديب ومؤرخ مصري كان ناظر الدواوين زمن صلاح الدين الأيوبي أشهر آثاره:(قوانين الدواوين) وفيه شرح للنظام الضرائبي بمصر, و( نظم سيرة السلطان صلاح الدين) و(نظم كليلة ودمنة).


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية أحمد الحاج محمود الحياري
    تاريخ التسجيل
    08/11/2008
    العمر
    62
    المشاركات
    439
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: حكم قراقوش

    حكم قراقوش
    وهي كنايةً عن الحكم الظالم أو المتعسف ولا تستغرب أن تعلم أن قراقوش هذا وهو الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي من الرجال المفترى عليهم من قديم يقول عنه إبن كثير :

    ((كان الأمير بهاء الدين قراقوش عالماً فقيهاً ، إلا أنه كرس نفسه للخدمة الإدارية والعسكرية وكانت حياته حافله بالإنجازات العظيمة والبطولات والإخلاص للإسلام والمسلمين خلال ملازمته القائد صلاح الدين الأيوبي وكذلك بعد وفاته مما جعله محط كيد الحاسدين وأعداء الإسلام والمسلمين)) .

    والسؤال ما أصل المثل القائل ((حكم قراقوش ومنشآه )) ؟

    ذكر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني فى كتابه ((هكذا أظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس ، ص (303 – 304)

    ((إن سياسة الأمير بهاء الدين قراقوش فى القاهرة كانت حكيمة وحازمة فى إزالة الفاطميين وتضييق الخناق على بقاياهم لذلك لم يجدوا سبيلاً لمحاربته إلا بالإشاعات وتشويه السمعه ، حيث وضعوا عنه كتاباً أسموه ((الفاشوش فى أحكام قراقوش)) وهي الإشاعات التى يرددها معاصرونا بغباء)) .

    وذكر إبن خلكان أن الناس ينسبون للأمير بهاء الدين قـراقـوش (( أحكاماً عجيبة فى ولايته نيابة مصر عن صلاح الدين ، حتى أن الأسعد بن مماتي له فيه كتاب سماه ((الفاشوش فى أحكام قراقوش)) وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه والظاهر أنها موضوعه ، فإن صلاح الدين كان يعتمد فى أحوال المملكة عليه ، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته ما فوضها إليه)) .

    رحم الله قراقوش والحقيقة التى لابد أن ندركها كم قراقوش قد ظلمه الناس ؟؟؟

    أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب بهاء الدين (- 597هـ)(وقراقوش معناها بالتركية - النسر الأسود - (قوش : نسر، قرا : أسود) كان خادم صلاح الدين الأيوبي وقيل خادم أسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين فأعتقه. ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية جعل له زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوّض أمورها إليه، واعتمد في تدبير أحوالها عليه. كان رجلاً مسعودًا، حسن المقاصد، جميل النية، وصاحب همة عالية، فآثاره تدل على ذلك، فهو الذي بنى السور المحيط بالقاهرة، ومصر وما بينهما، وبنى قلعة الجبل، وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام، وعمّر بالمقدس رباطا، وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان سبيل، وله وقف كثير لايعرف مصرفه.
    وعندما أخذ صلاح الدين مدينة عكا من الفرنج سلمها إليه، ثم لما عادوا واستولوا عليها وقع أسيرًا في أيديهم، وافتك نفسه منهم بعشرة آلاف دينار في سنة 588هـ، ففرح به السلطان فرحًا شديدًا، وكان له حقوق كثيرة على السطان وعلى الإسلام والمسلمين، واستأذن في المسير إلى دمشق ليحصل مال إقطاعـه فأذن له. والناس ينسبون إليه أحكاماً عجيبة في ولايته، حتى إن للأسعد بن مماتي له جزء سماه "الفاشوش في أحكام قراقوش"، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة، حيث إن صلاح الدين كان معتمدا عليه في أحوال المملكة، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضها إليه، وتوفي بالقاهرة سنة (597هـ). وقراقوش: وهو لفظ تركي معناه بالعربي العُقاب، الطائر المعروف، وبه سمي الإنسان. وقد قضى مايزيد على الثلاثين عاما في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وابنيه. ويعرف قراقوش لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالما تارة وغبيا تارة أخرى، وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف نسبت قبل قراقوش إلى الكندي وجحا وأشعب حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا ظالما أو غريبا يطلق عليه "حكم قراقوش".
    قراقوش.. المظلوم حيا وميتا
    قراقوش.. كان موضوع كتاب صدر حديثا للأستاذ / صالح محمد الجاسر تحت عنوان: (قراقوش.. المظلوم حيا وميتا)
    بدأ المؤلف كتابه بمقدمة تطرق فيها إلى ماتعرضت له سيرة العديد من أعلام المسلمين من تشويه وانتقاص، وتطرق إلى ماتعرضت له شخصية بهاء الدين قراقوش من تشويه وقال: "أما بهاء الدين قراقوش فعلى الرغم من أنه شخص شبه مغمور لايعرف سيرته إلا من يبحث في سيرة صلاح الدين الأيوبي وأعماله حيث يرى بصمات واضحة لقراقوش في تلك الأعمال، إلا أنه تعرض لتشويه جعله ينتقل من قائمة المحاربين والمهتمين بالعمارة إلى قائمة الحمقى والمغفلين وأحيانا الطغاة".
    وأشار المؤلف إلى أنه على الرغم من قسوة التهم التي تعرض لها قراقوش "إلا أنها كانت سبباً في شهرته وتداول اسمه بين الناس، ممادفع بالكثير من المؤرخين إلى التطرق إلى سيرته ونفي مايُنسب إليه من أحكام".وأتبع المؤلف مقدمته بمدخل أبان فيه أن دافعه لتأليف هذا الكتاب تقديم سيرة قراقوش كما كتبها المؤرخون الثقاة وليس كما صورها ابن مماتي ومن جاء بعده من العامة. بعد المقدمة والمدخل جاء الكتاب في ثلاثة فصول حرص المؤلف على توثيقها بهوامش تفصيلية لكل فصل تشرح ماورد في المتن من كلمات غريبة وترجم للأعلام الذين تطرق لهم الكتاب وكان لهم دور في حياة بهاء الدين قراقوش.
    [عدل] بهاء الدين قراقوش.. الخادم الأمين
    وتناول المؤلف في الفصل الأول وعنوانه:(بهاء الدين قراقوش.. الخادم الأمين) سيرة قراقوش واتصاله بصلاح الدين الأيوبي وبدأ الفصل برأي أو على الأصح بشهادة من صلاح الدين قالها في قراقوش حين عهد إليه ببناء سور عكا حيث قال صلاح الدين: "ما أرى لكفاية الأمر المهم، وكف الخطب الملم، غير الشهم الماضي السهم، والمضيء الفهم، الهمام المحرب، النقاب المجرب، المهذب اللوذعي، المرجب الألمعي، الراجح الرأي، الناجح السعي، الكافي، الكافل بتذليل الجوامح، وتعديل الجوانح، وهو الثبت الذي لايتزلزل، والطود الذي لايتحلحل، بهاء الدين قراقوش، الذي يكفل جأشه بما لاتكفل به الجيوش".
    ثم أشار المؤلف إلى أن المؤرخين لم يذكروا شيئا واضحا عن نشأة قراقوش وإنما أشارت بعض المصادر إلى أنه فتى رومي خصي أبيض ولد في بلاد آسيا الوسطى وفيها عاش فترة طفولته ثم في ظروف غامضة اتصل بأسد الدين شيركوه عم صلاح الدين، وبعد وفاة شيركوه سنة 564 هـ التحق قراقوش بخدمة صلاح الدين الأيوبي حيث برزت مواهبه منذ أول يوم تولى فيه صلاح الدين الوزارة في مصر وتمثل ذلك في سعي قراقوش مع الفقيه عيسى الهكاري لإقناع معارضي تولية صلاح الدين الوزارة، ثم قيام صلاح الدين بتولية قراقوش إدارة القصر الفاطمي الذي كان مصدر إزعاج لصلاح الدين بسبب ما كان يضمه القصر من حاشية كبيرة زاد نفوذها وأصبحت ذات دور مؤثر في إدارة البلاد ولم تكن راضية على تعيين صلاح الدين في الوزارة وقد استطاع قراقوش إدارة القصر بحنكة واقتدار.
    كما أشار المؤلف إلى ما تولاه قراقوش بعد ذلك من أعمال منها تولي أمور عكا وعمارة سورها لصد هجمات الصليبيين ثم تكليفه ببناء العديد من القلاع والحصون منها قلعة صلاح الدين بالقاهرة وبناء القناطر الخيرية. وأشار المؤلف إلى الأعمال التي قام بها قراقوش بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي سنة 589 هـ حيث عمل في خدمة الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب فكان ينوب عنه حين يسافر خارج القاهرة، وحينما غدر بالعزيز بعض أمراء الأسدية بقي قراقوش الذي كان نائبه في القاهرة مواليا له فعاد العزيز إلى الديار المصرية للقضاء على ذلك التمرد، كما أوكل إليه العزيز مهمات أخرى حيث كان يتولى حفظ أموال الزكاة ويتولى النظر في المظالم.وبعد وفاة الملك العزيز أصبح قراقوش وصيا على ابنه الملك المنصور محمد الذي كان عمره تسع سنين حتى عزل قراقوش من الأتابكية (الوصاية) إلا أن قراقوش بقي على أهميته حتى وفاته في رجب سنة 597 هـ.
    [عدل] الفاشوش في أحكام قراقوش
    في الفصل الثاني تناول المؤلف كتاب (الفاشوش في أحكام قراقوش) للأسعد بن مماتي الذي كان معاصرا لقراقوش وكان هذا الكتاب وماتبعه من كتب سببا في تشويه سيرة قراقوش، وتطرق المؤلف إلى أسباب تأليف هذا الكتاب الذي لم يؤدي الغرض الذي ذكره ابن مماتي في مقدمته وهو أن يريح صلاح الدين من قراقوش المسلمين كما يطرح المؤلف عدة تساؤلات حول الكتاب، هل المقصود منه قراقوش أم الدولة الأيوبية بكاملها؟ وهل رأى صلاح الدين هذا الكتاب وإذا كان قد رآه لماذا لم يذكر المؤرخون موقف صلاح الدين من الكتاب أو من قراقوش المقصود به. ويشير المؤلف إلى الآراء التي تناولت هذا الموضوع كما يسوق معظم الحكايات التي ضمنها ابن مماتي كتابه ويبدي ملحوظاته عليها.كما يتطرق المؤلف إلى من اتخذوا كتاب الفاشوش في أحكام قراقوش مرجعا لهم حين تطرقهم لشخصية قراقوش ويناقش ماطرحوه من آراء متأثرة بكتاب البن مماتي.
    [عدل] قراقوش في ميزان التاريخ
    وخصص المؤلف الفصل الثالث والأخير وعنوانه (قراقوش في ميزان التاريخ)لبيان الوجه المشرق الذي أثبته المؤرخون الثقاة لقراقوش فيورد العديد من النصوص التي وردت في عدد من كتب التراجم والتاريخ وعرفت بقراقوش كما استبعدت ماينسب إليه من أحكام ومن أبرز هذه الآراء رأي شمس الدين أحمد بن خلكان الذي أفرد لقراقوش ترجمة خاصة في كتابه وفيات الأعيان تطرق فيها إلى ماينسب لقراقوش من أحكام فقال: "والناس ينسبون إليه أحكاما عجيبة في ولايته، حتى أن الأسعد بن مماتي المقدم ذكره له جزء لطيف سماه (الفاشوش، في أحكام قراقوش) وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة، فان صلاح الدين كان معتمداً في أحوال المملكة عليه، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضـها إليه".
    • قيل أنه (أي قراقوش) سابق رجلاً بفرس له، فسبقه الرجل بفرسه، فحلف أنه لايُعلفه ثلاثة أيام.
    فقال له السابق : "يا مولاي يموت" فقال له قراقوش : "احلف لي أنك إذا علفته ياهذا لاتعلمه أنني دريت بذلك"
    • قيل وأتوه بغلام له ركبدار (أي صاحب الركاب) وقد قَتَل، فقال :
    "اشنقوه". فقيل له : "إنه حدادك، وينعل لك الفرس، فإن شنقته انقطعت منه". فنظر قراقوش قبالة بابه لرجل قفاص (أي صانع أقفاص) فقال : "ليس لنا بهذا القفاص حاجة". فلما أتوه به، قال : "اشنقوا القفاص، وسيبوا الركبدار الحداد الذي ينعل لنا الفرس".
    • قيل وأتاه شيخ وصبي أمرد، كل منهما يقول :
    "يا مولاي داري !" فقال عند ذلك قراقوش للصبي : "معك كتاب يشهد لك ؟ فالدار ماتكون إلا للشيخ الكبير، ياصبي ادفع له داره، وإذا صرت في عمر هذا الشيخ الكبير دفع لك الدار".
    • وأتوه بغلام، وفي يده ديك. فقال :
    "ياهذا إن هذا الديك لو نقر عينك لكان يقلعها، ياغلمان، خذوا منه دية عينه". فحلف الغلام ألا يقعد في مدينة يكون حاكمها قراقوش أبدا.
    • حُكي عن قراقوش أنه نشر قميصه، فوقع من على الحبل، فبلغه ذلك، فتصدق بألف درهم، وقال : "لو كنت لابسه ووقع بي لانكسرت!".
    • وحُكي أن شخصاً شكا له مماطلة غريمه، فقال له المدين: "يامولانا، إني رجل فقير، وإذا حصلت شيئا له، لاأجده، فإذا صـرفته جاء وطالبني". فقال قراقوش : "احبسوا صاحب الحق، حتى يصير المديون إذا حصل شيئاً يجد له موضعاً معلوماً، يدفع له فيه". فقال صاحب الحق: "تركت أجري على الله" ومضى.
    [عدل] المصادر والمراجع
    • ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان تحقيق إحسان عباس، بيروت 1994.‏
    • ابن كثير، البداية والنهاية، دار الغد العربي، الطبعة الأولي، القاهرة 1991.‏
    • العماد الكاتب ‏الأصفهاني، الفتح القسي في الفتح القدسي، ‏ت. محمد محمود صبح، المطبعة الخيرية، القاهرة 1965.‏
    • جمال الدين الرمادي، صلاح الدين الأيوبي، مطبعة الشعب 1958.
    • نظمي خليل أبو العطا،"قراقوش وتشويه تاريخ عظماء الأمة"، أخبار الخليج، العدد (9835) 25/2/2005م.
    • محمد علي محيي الدين، قراقوش بين الواقع والأسطورة، جريدة المدى، 25/4/2009.
    • علي أحمد البغلي، مقال بعنوان "عذراً قراقوش"، جريدة القبس: يومية سياسية مستقلة، 15/11/ 2008.
    [عدل] وصلات خارجية
    • اللوذعي الألمعي.. بهاء الدين قراقوش، بقلم: أشرف صالح، مجلة أمواج، العدد (41) يوليو - سبتمبر 2009
    التصنيفات:

    الأمير بهاء الدين قراقوش
    محمد محمود كالو

    ( قراقوش ) لفظ تركي تفسيره بالعربي ( العقاب الطائر المعروف ) كان قراقوش من الكرماء ، وشيوخ الدولة الكبراء ، أمير الأسدية ومقدمها ، وكريمها ومكرمها ، الرجل الذي له في الغزوات والفتوحات مواقف معروفة، ومقامات موصوفة ، وله حقوق على المسلمين ، ووصفه الواصفون بأنه كان حسن المقاصد ، جميل النية ، فتح بلاداً كثيرة ، وغنم أموالاً جزيلة ، الفحل الخصي أحد كبار كتاب أمراء الدولة الصلاحية ، كان شهماً شجاعاً فاتكاً ، عمَّر سور القاهرة، وانتهى إلى المقسم ، وهو المكان الذي اقتسمت فيه الصحابة ما غنموا من الديار المصرية ، وبنى قلعة الجبل ، وكان صلاح الدين سلَّمَه عكا ، ليعمر فيها أماكن كثيرة ، فوقع الحصار وهو بها ، فافتدى نفسه بعشرة آلاف دينار ، وعاد إلى صلاح الدين ففرح به فرحاً شديداً.

    وقد لفق الوزير أبو المكارم الأسعد بن مهذب ابن مماتي (1)ـ وكان نصرانياً أسلم هو وجماعته في ابتداء الدولة الصلاحية ـ لفق عن الأمير قراقوش أشياء، واشتطَّ كثيراً ، فقال عنه : إنه لا يميز بين المظلوم والظالم ، ويشتط اشتياط الشيطان ، ويحكم بما لم ينـزل الله به من سلطان .

    قال القفطي عن ابن مماتي هذا : كان من أقباط مصر في عصرنا ، وكان جده جوهرياً ، يصبغ البلور صبغة الياقوت فلا يعرفه إلا الخبير بالجواهر ، وهذا يعني أنه كان يدلس ، فلا غرو ولا غرابة أن يمتهن حفيده مهنته في تزييف الحقائق عن بعض الرجال ، ومن يشابه أبه فما ظلم .

    قال ابن خلكان : وقد نسب إلى قراقوش أحكام عجيبة ، حتى صنف بعضهم جزءاً لطيفاً ، سماه :  كتاب الفاشوش في أحكام قراقوش 
    [ وينسب إلى السيوطي خطأ ، وإنما هو لأسعد ابن مماتي ] فذكر أشياء كثيرة جداً ، وأظنها موضوعة عليه ، فإن الملك صلاح الدين كان يعتمد عليه ، فكيف يعتمد على من بهذه المثابة ، والله أعلم .

    لقد دلس ابن مماتي في كتابه الفاشوش عن قراقوش خَرَفات لا تصح ولا يقبلها عقل سليم ، ولولا وثوق صلاح الدين بعقله لم يسلم إليه عكا وغيرها، وكانت لقراقوش رغبة في الخير وآثار حسنة .

    من هذه الخَرَفَات ما يقوله ابن مماتي :
    جاء فلاح إلى قراقوش يشكو لصاً سرق من داره دجاجة ، وقدَّم شاهداً ، وعند استجواب اللص واعترافه ، أعلن قراقوش الحكم التالي :
    اللص غرم ديناراً ، وصاحب الدجاجة غرم ديناراً ، والشهد غرم ديناراً أيضاً وعندما سئل عن حيثيات هذا الحكم البهلواني قال معللاً :
    حكمت على اللص لأنه معتدٍ على مال غيره ، وعلى صاحب الدجاجة لأنه قصَّرَ في حفظها ، ولما سئل ما ذنب الشاهد يا مولانا ؟!
    أجاب قراقوش : لأنه تدخَّلَ فيما لا يعنيه.
    إنها قصة أشبه بقصة توفيق الحكيم حين كتب ساخراً عن الإوز ، بيد أن فيها تهكم على الأحكام الشرعية ، تدل على خبث في الطوية.
    وللمهذب ابن الخيمي في الأسعد ابن مماتي يهجوه :
    وحديث الإسلام واهي الحديث باسم الثغر عن ضمير خبيث
    لو رأى بعـض شـعره سيبويه زاده فـي عـلامة التأنيث

    كانت وفاة الأمير بهاء الدين قراقوش ، في مستهل رجب سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالقاهرة ، ودفن في تربته المعروفة به بسفح المقطم ، بقرب البئر والحوض اللذيْن أنشأهما على شفير الخندق، رحمه الله تعالى.
    ــــــــــــــــ
    ـ الأسعد بن مهذب ابن مماتي : (1149- 1209م) أديب ومؤرخ مصري كان ناظر الدواوين زمن صلاح الدين الأيوبي أشهر آثاره:(قوانين الدواوين) وفيه شرح للنظام الضرائبي بمصر, و( نظم سيرة السلطان صلاح الدين) و(نظم كليلة ودمنة).



    ابراهيم الجيار
    الحوار المتمدن - العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19
    المحور: كتابات ساخرة
    راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

    أولا :
    1 ـ جاء الفلاح يشكو جنديا إلى الأمير قراقوش ، كان الفلاح يركب سفينة ومعه زوجته الحامل فوكزها الجندي فأجهضها ، وتفكر قراقوش ثم نطق بالحكم ، حكم بأن يأخذ الجندي زوجة الفلاح عنده وكما أجهضها عليه أن يحبلها، وهرب الفلاح بزوجته قائلا : أجري على الله .... !!

    2 ـ وشكا رجل إلى قراقوش تاجرا أكل عليه أمواله ، فاستدعى قراقوش التاجر وسأله عن السبب فقال التاجر : ماذا أفعل له أيها الأمير ؟ كلما وفرت له الأموال لأسدد له دينه بحثت عنه فلم أجده ، وتفكر قراقوش كعادته ثم حكم بأن يسجن الرجل صاحب الدين حتى يعرف المدين مكانه حين يريد تسديد الدين له ، وهرب الرجل قائلا : أجري على الله .. !!

    3 ـ وقالوا لقراقوش أن طائر " الباز " المفضل لديه قد هرب من القفص وطار ، فأمر قراقوش بغلق كل أبواب القاهرة حتى لا يستطيع الفرار ...!!
    4 ـ وكان هناك ولد عاق ركبته الديون بسبب تبذيره ومجونه وعاقبه والده العجوز فمنع عنه الأموال ، وانتظر الابن ومعه أصحاب الأموال أن يموت الأب دون جدوى ، فقرروا أن يدفنوه حيا ، واحضروا الأب العجوز عنوة تحت إشراف الابن العاق ، وغسلوه وكفنوه وهو يستغيث بلا فائدة ، ثم وضعوه في النعش وساروا به. وتصادف أن قابلهم قراقوش وقفز الرجل من النعش وقال : الحمد لله . سأجد من ينقذنى ، واستغاث بقراقوش من ابنه وأولئك الذين يريدون دفنه حيا ، وسأل قراقوش الابن والناس فاقسموا أنه كان ميتا حين غسلوه وكفنوه . وتفكر قراقوش كعادته ، ثم قال للرجل العجوز : هل تريدنى أن أصدقك أنت ،وأكذّب كل أولئك الناس ؟ ثم إننى إذا أخذت بكلامك سيثور علينا كل الموتى ويطلبون العودة للحياة مثلك ، ثم قال للناس : اذهبوا به إلى المقبرة .

    ثانيا
    1 ـ هذه بعض النوادر التي كتبها المؤلف المصري القبطى ابن مماتي في كتاب " الفاشوش في حكم قراقوش" وفيه اغتال شخصية ذلك القائد الأيوبي بهاء الدين قراقوش مملوك صلاح الدين الأيوبي ، واتبع في كتابه طريقة التشنيع وتأليف الحكايات البسيطة المضحكة مما سهل على الناس حفظها وتداولها عبر الأجيال حتى أصبح قراقوش يحتل في الضمير الشعبي شخصية الحاكم الظالم الأحمق ، وحتى قال المثل المصرى الشعبي : ولا حكم قراقوش

    2 ـ على أن الشخصية الحقيقية لقراقوش تختلف تماما عن ذلك ، فهو الذي أنشأ القلعة ، وهو الذي انشأ سور القاهرة ، وقد بدأ البناء سنة 572 هـ واستنبط عين ماء في القلعة كانت السواقي تنقل ماءها من أسفل إلى أعلى.
    وكان إنشاء القلعة ضروريا بسبب تهديد الصليبيين لمصر وقتها ، وكان لابد من الفراغ منها بأسرع وقت ، ولم يجد صلاح الدين الأيوبي أكفأ من قراقوش لهذه المهمة فأتمها بنجاح ، ويقال انه استخدم في هذه المهمة خمسين ألف أسير ، وسخّر بعض العوام فى العمل وفق الشائع فى العصور الوسطى ،فاستحق نقمة الناس .
    وقد أنشأ قراقوش إلى جانب القلعة وسور القاهرة قناطر الجيزة على النيل .
    ولا تزال القلعة شامخة حتى الآن ، ولا تزال أثار سور القاهرة أمام أعيننا ، ولكننا نسينا القائد العسكري الأمين الذي أنشأهما ، ونتذكر فقط تلك الأقاصيص المزورة عنه والتى تجعل من قراقوش شخصية مضحكة لأى حاكم ظالم أحمق .
    3 ـ والسبب الذي شوه سيرة قراقوش هو خصومته مع الكاتب ابن مماتي.
    والصراع بينهما هو الصراع المستمر بين القلم و السيف ، كان ابن مماتي يمثل القلم وكان قراقوش يمثل السيف والقوة ، وتنافس الاثنان على النفوذ فى دولة صلاح الدين الأيوبى ، وربما يكون قراقوش قد فاز مؤقتا لأنه الذى صار أكبر شخصية بعد موت صلاح الدين ، وأصبح القائم بأمر ابنه السلطان العزيز عثمان بعده.
    ولكن الذى انتصر فى النهاية وحتى الان هو الكاتب ابن مماتى .
    انتصر ابن مماتي حين حول إنجازات قراقوش إلى نماذج قصصية من الحمق والجور لا تزال تعيش في وجدان المصريين .
    قراقوش كان له الجاه والقوة في مقابل ابن مماتي الذي لا يملك إلا القلم ، وقد انتصر قراقوش في حياته على ابن مماتي ، ولكن العادة أن النصر الأخير دائما للقلم حتى لو كان قلما ظالما ، ولذلك سيظل المصريون يتندرون على قراقوش حتى وهم يمرون على القلعة وسور القاهرة ، فقد انتهى قراقوش الحقيقي بقوته وصولجانه بينما دخلت إلى عالم الخلود تلك الشخصية الهزلية التي رسمها قلم ابن مماتي عن قراقوش.
    إن القوة تعيش مع صاحبها طالما ظل قويا ، أما القلم فيعيش بصاحبه ومع صاحبه ويدخل به إلى دائرة الخلود ..

    ثالثا :
    1 ـ وكم عرف التاريخ وقائع صراع بين صاحب السلطان وصاحب القلم واستطاع السلطان أن يبطش بصاحب القلم ، ولكن انتهى السلطان إلى النسيان وانتصر القلم وعاش في الوجدان.

    2 ـ في سنة 705 هـ أمر السلطان باعتقال ابن تيمية في الجب بقلعة الجبل ( التي أنشأها قراقوش من قبل ) وكالعادة أمر السلطان قضاته بعقد محاكمة لابن تيمية ، وأدخلوه السجن ، وظل ابن تيمية مضطهدا مطاردا إلى أن خرج سنة 708 هـ .
    وكان ابن تيمية يملك القلم والفكر وكان أعداؤه من مدعي العلم لا يملكون إلا السلطان والجاه ، وكان السلطان المملوكي وقتها أشدهم كراهية لأبن تيمية.
    ومرت الأيام ،وثار الناس على ذلك السلطان ففقد عرشه وحياته. وعاش ابن تيمية بعده.
    وحتى الآن لا يزال ابن تيمية يعيش بيننا ، وسيظل يعيش بفكره ومؤلفاته ما بقي الناس يقرأون، ومهما اختلفت معه فى فكره فلن تستطيع أن تنكر أنه يعيش بقوة بفكره ومؤلفاته فى عقول آلاف الملايين ، من عصره وحتى الآن وفى المستقبل طالما ظل الناس يقرأون .
    أما ذلك السلطان الغاشم الخائب التافه فقد غاب في زوايا النسيان بمجرد مقتله وموته، وقليل من الباحثين في التاريخ من يعرف اسمه. وبالمناسبة فاسمه هو السلطان بيبرس الجاشنكير. فهل تعرف عزيزى القارىء شخصا لااسمه بيبرس الجاشنكير ؟ ولك أن تقارن بين هذا الاسم النكرة المجهول وبين أسم أبن تيمية ، وستعرف الفارق بين هذا وذاك، فالقوة قد تكسب ساعة ولكن القلم هو الذي يكسب إلى قيام الساعة .


    أخيرا :

    1 ـ لقد ظلم الكاتب القبطى (ابن مماتى ) القائد العسكرى بهاء الدين قراقوش ، وبالتزوير والأقاصيص المفتراة شوّه سمعته ، وأحتاج قراقوش الى قلمنا لينصفه بعد موته بتسعة قرون . لقد اقسم الله تعالى بالقلم و بما يسطره القلم ، في هذا تعزية كبرى لنا نحن الذين لا نملك إلا القلم الجاف
    حكم قراقوش او قره قروش


    يضرب هذا المثل للأحكام الجائرة, يفرضها على الناس حاكم متسلط , جائر, ظالم, فيمضي أحكامه فيهم طغيانا , وجبروتا , وظلما.
    و" قره قوش" : عبارة تركية مكونة من كلمتين : "قره", ومعناها: أسود. و"قوش", ومعناها : نوع من الطيور البرية. و" قره قوش", لقب أطلق على أحد حكام مصر زمن المماليك .
    وقراقوش او " قره قوش" ___ وهو بهاء الدين بن عبدالله الأسدي___ كان فتى من آسيا الصغرى. ثم انتقل إلى دمشق , واتصل بالسلطان أسد الدين شيركوه عم السلطان صلاح الدين الأيوبي . ثم خدم السلطان صلاح الدين الأيوبي , بعد وفاة عمه أسد الدين شيركوه , فولاه حاكما على مصر , لما بدا عليه من النجابة, والإخلاص , والجد, والطاعة ,وكان قراقوش من الكرماء ، وشيوخ الدولة الكبراء ، أمير الأسدية ومقدمها ، وكريمها ومكرمها ، الرجل الذي له في الغزوات والفتوحات مواقف معروفة، وقد لفق الوزير أبو المكارم الأسعد بن مهذب ابن مماتي (1)ـ وكان نصرانياً أسلم هو وجماعته في ابتداء الدولة الصلاحية ـ لفق عن الأمير قراقوش أشياء، واشتطَّ كثيراً ، فقال عنه : إنه لا يميز بين المظلوم والظالم ، ويشتط اشتياط الشيطان ، ويحكم بما لم ينـزل الله به من سلطان .لقد دلس ابن مماتي في كتابه الفاشوش عن قراقوش خَرَفات لا تصح ولا يقبلها عقل سليم ، ولولا وثوق صلاح الدين بعقله لم يسلم إليه عكا وغيرها، وكانت لقراقوش رغبة في الخير وآثار حسنة ,حيث إن صلاح الدين كان معتمدا عليه في أحوال المملكة، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضها إليه،قضى مايزيد على الثلاثين عاما في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وابنيه وتوفي بالقاهرة سنة (597هـ)..
    وقد كان خادم لصلاح الدين الأيوبي وقيل خادم لأسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين فأعتقه. ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية جعل له زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوّض أمورها إليه، واعتمد في تدبير أحوالها عليه. كان رجلاً مسعودًا، حسن المقاصد، جميل النية، وصاحب همة عالية، فآثاره تدل على ذلك، فهو الذى بنى السور المحيط بالقاهرة، و مصر وما بينهما، وبنى قلعة الجبل ، وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام ، وعمّر بالمقدس رباطا، وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان سبيل ، وله وقف كثير لايعرف مصرفه.
    ولما أخذ صلاح الدين مدينة عكا من الفرنج سلمها إليه، ثم لما عادوا واستولوا عليها وقع أسيرًا في أيديهم، وافتك نفسه منهم بعشرة آلاف دينار في سنة 588هـ ، ففرح به السلطان فرحًا شديدًا، وكان له حقوق كثيرة على السطان وعلى الإسلام والمسلمين ، واستأذن في المسير إلى دمشق ليحصل مال إقطاعـه فأذن له.
    والناس ينسبون إليه أحكاماً عجيبة في ولايته، وقد جرت بين " قره قوش" المذكور ,بن مماتي" بعض الأمور التي اغتاظ فألف فيه كتابا سماه: " الفاشوش في حكم قره قوش " , كما اسلفنا وفيه غرائب الطرف , والنوادر عن أحكام زعم أنها صدرت عن " قره قوش" إبان حكمه . فصارت مما يتندر به الناس , ثم سارت بينهم مضربا للأمثال .
    من نوادر ماقيل عنه :
    فمن ذلك: أن أحد اللصوص سطا_ ذات يوم _ على بيت ليسرق مما فيه . فتسلق الجدار حتى وصل أعلاه . وكان الجدار قديما متداعيا , فلم يتحمل ثقل اللص , فهوى به إلى الأرض , ومات اللص من ساعته . فأسرع أهل اللص إلى " قره قوش" فأقاموا عنده الدعوى على صاحب البيت , مدعين أنه قد أهمل في إتقان بناء الحائط , فتركه ضعيفا متداعيا . ولو كان متينا قويا لاستطاع معيلهم اللص أن يسرق , ماتيسر له , من غير أن يهوي به الحائط فيلقى مصرعه ويترك أهله من غير معيل ! . فاستدعى " قره قوش" صاحب البيت , وزجره , ووبخه, ثم أصدر عليه حكم بالإعدام شنقا , جزاء وفاقا لتسببه في موت اللص المسكين . فأنكر صاحب البيت إهماله لبناء الحائط, وادعى أن الذنب في ذلك ليس ذنبه , بل هو ذنب " البناء " الذي بناه , وأنه ليس له من ذلك الأمر شئ . وعلى هذا فهو برئ من تهمة التسبب في موت اللص. فأمر " قره قوش" باطلاق سراح صاحب البيت , واستدعاء البناء.
    فجئ له بالبناء الذي بنى الجدار. فزجره " قره قوش" , ووبخه , وأمر به أن يعدم شنقا , جزاء وفاقا لعدم إتقانه بناء الجدار, وتسببه في موت اللص المسكين. فاعتذر البناء بأنه بناء مجد, يتقن عمله دائما ولكنه عندما كان يبني الجدار, مرت به امرأة ترتدي إزارا أخضر جميلا , فأعجبه ذلك الون الأخضر , فدهش من حسنه , وبهت من جماله, مما تسبب في عدم إتقانه لعمله . فالمرأة هي المذنبة في الحقيقة , وليس هو, إذ أنها لو لم تكن مرتدية ذلك الأزار , لأتقن هو عمله , ولما مات اللص المسكين!. فأمر " قره قوش" باطلاق سراح " البناء" وجلب المرأة ذات الأزار الأخضر . فجئ له بها. فزجرها " قره قوش" , ووبخها , وأمر بها أن تعدم شنقا , لأنها سببت موت اللص بارتدائها ذلك الأزار الأخضر الجميل!.. فدافعت المرأة عن نفسها : بأن الذنب ليس ذنبها , وأن الناس يلبسون ماطاب لهم من ملابس ذات ألوان شتى ...وإنما الذنب هو ذنب " البزاز"_ بائع الأقمشة _ لأنه هو الذي باع لها الأزار! . وعلى ذلك فهي برئية من دم اللص المرحوم براءة الذئب من دم يوسف . فاقتنع " قره قوش" بقول المرأة , فأمر باطلاق سراحها , وأمر بأن يؤتى له بـ " البزاز" !. فجئ له به , فزجره" قره قوش" ووبخه , وأمر به أن يعدم شتقا , جزاء وفاقا , لبيعه الأزار الأخضر للمرأة , مما تسبب عنه عدم إتقان البناء لبناء الحائط , لإنشغال باله بالنظر إلى لونه الجميل, ثم موت ذلك اللص البرئ المسكين , الذي دفعه الفقر , واضطرته الفاقة , إلى السرقة!. فدفع " البزاز" عن نفسه بأن الذنب في ذلك ليس ذنبه, وإنما هو ذنب الصباغ الذي صبغ ذلك الأزار بذلك اللون الجميل , وأنه ليس له من الأمر شئ . فأمر " قره قوش" باطلاق سراح " البزاز" , وأن يؤتى له بالصباغ . فجئ له بالصباغ , فزجره" قره قوش" , ووبخه , وأمر به أن يشنق , جزاء وفاقا لتسببه بموت اللص المسكين . فلم يجد الصباغ مايدافع به عن نفسه , فسلم أمره إلى الله تعالى , وتقبل الحكم عليه مؤمنا محتسبا!. ثم سأل الجلاوزة سيدهم " قره قوش" عن موعد ومكان تنفيذ الحكم , فأمرهم بأن يعدم في التو واللحظة على باب داره . فأخذه الجلاوزة ومضوا به إلى باب داره , وثبتوا الحبل في إطار الباب , ثم وضعوه في رقبة الصباغ المسكين . ولكنهم وجدوا : أن الصباغ أطول قامة من ارتفاع الباب , ولا يمكن تعليقه بها . فذهب أحدهم إلى " قره قوش" , ورفع الأمر إليه , وأخبره بأن الصباغ أطول من ارتفاع الباب . فأطرق " قره قوش" هنيهة , ثم قال: " أطلقوا سراح هذا الصباغ , الطويل القامة , وفتشوا عن صباغ آخر أقصر قامة منه , فاشنقوه بدلا عنه !!."

    ومن ذلك أيضا: أن رجلا كان يسير في طريق ضيق, وهو يحمل على رأسه بعض عيدان الخشب الطويلة . فظهر أمامه رجل آخر من منعطف الزقاق, فلم يستطع الرجل تفاديه , فأصاب طرف عود , من تلك العيدان , عين الرجل ففقأها!. فذهب الرجل إلى " قره قوش" وأقام الدعوى على الرجل حامل العيدان . فأمر " قره قوش" باستدعائه إليه. فلما مثل بين يديه , وأمر أن ينفذ فيه حكم الشرع كما جاء في القرآن المجيد , في الآية الشريفة:" وكتبنا عليهم أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف", وأن تفقأ إحدى عينيه!. وكان الرجل ذكيا, كيسا, ماهرا, . فقال: " سيدنل قره قوش..... أنا رجل أعمل حائكا... فأنا أرمي المكوك بيدي اليمنى , وأتبعه بعيني اليمنى.... ثم أعود فأرميه بيدي اليسرى وأتبعه بعيني اليسرى. فإذا فقأت إحدى عيني فإني سأعجز _ لامحالة_ عن القيام بعملي.. فأهلك جوعا , وتهلك معي عائلتي التي أعيلها ... لأني لاأحسن حرفة غير الحياكة!.." . فقال" قره قوش": " كلامك حق أيها الرجل... فما العمل؟". فقال الرجل: هذا جارنا " أبوجاسم".. رجل صياد . يغمض إحدى عينيه عندما يصوب بندقيته نحو الصيد ... فهو لايحتاج في عمله إلا إلى عين واحدة !. فلو فقأت إحدى عينيه _ بدلا من عيني_ فإن ذلك لن يؤثر شيئا على سعيه في الحصول على رزقه !". فقال" قره قوش": " إن كلامك مقبول ومعقول!. اطلقوا سراح هذا الرجل ... ثم إذهبوا فأتوا بذلك الصياد , فافقأوا إحدى عينيه بدلا من هذا الرجل!..".

    ومن ذلك انه جئ له مرة بلص , فأمر به أن يقام عليه الحد , وهو أن تقطع يده . فقال له اللص: مولانا قره قوش.... أنا رواف ماهر ...أرتق الخروق , والفتوق, بمهارة مابعدها مهارة !.. فإن قطعت يدي سأصبح عاجزا عن ذلك العمل!. فأمر به أن تقطع إحدى رجليه بدل يده!...
    وجئ له يوما برجل تخاصم مع صاحب له فبصق في لحيته ! . فأمر بالرجل أن تحلق لحيته . فقيل له أن الرجل سناط , أي لالحية له . فالتفت فرأى بجانبه حرسيا ذا لحية طويلة . فأمر أن تحلق لحية ذلك الحرسي بدل لحية الرجل!.....

    ومن ذلك انه جاء فلاح إلى قراقوش يشكو لصاً سرق من داره دجاجة ، وقدَّم شاهداً ، وعند استجواب اللص واعترافه ، أعلن قراقوش الحكم التالي :
    اللص غرم ديناراً ، وصاحب الدجاجة غرم ديناراً ، والشهد غرم ديناراً أيضاً وعندما سئل عن حيثيات هذا الحكم البهلواني قال معللاً :
    حكمت على اللص لأنه معتدٍ على مال غيره ، وعلى صاحب الدجاجة لأنه قصَّرَ في حفظها ، ولما سئل ما ذنب الشاهد يا مولانا ؟!
    أجاب قراقوش : لأنه تدخَّلَ فيما لا يعنيه.


    فلا تصدق كل مايقال واعلم ان الحقيقه ولا غيرها ستظهر ولو بعد حين ..~

    الموضوع ذات صلة بـ منتديات عالم الرومانسية: http://forum.roro44.com/301670.html#ixzz1apC787Lu

    حكم قراقوش (فيلم)
    حكم قراقوش
    المخرج فطين عبد الوهاب

    انتاج سراج منير

    بطولة محمد الديب
    نور الهدى
    استيفان روستى
    سراج منير
    رياض القصبجى
    ميمى شكيب
    زكى رستم
    عمر الحريرى
    اسكندر منسى
    زوزو شكيب

    البلد مصر

    اللغة الأصلية عربية

    الميزانية 40 ألف جنيه مصري[بحاجة لمصدر]

    الإيرادات 10 ألف جنيه مصري[بحاجة لمصدر]

    معلومات على ...
    imdb.com صفحة الفيلم

    تعديل

    فيلم بطولة سراج منير حيث نزل به إلى ميدان الإنتاج، وكان هدفه أن يكون منتجًا مثاليًا يرقى بصناعة السينما. فقد اختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم "حكم قراقوش" عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات،[بحاجة لمصدر] بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف،[بحاجة لمصدر] مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب (التي عاش معها حياة زوجية استمرت 17 عامًا) وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة أصابته بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته.[بحاجة لمصدر]


    الطائر الأبيض
    معلومى نشيط
    ________________________________________
    رقم العضوية : 17903
    تاريخ التسجيل : May 2008
    المشاركات : 51
    المستوى :
    الحالة :
    حكم قراقوش
    ________________________________________

    بهاء الدين قراقوش ، ذلك الرجل الذى شوّه التاريخ صورته ، وظلمته الأساطير الشعبية كثيراً ، هو أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدى الملقب ببهاء الدين ، وكلمة قراقوش بالتركية تعنى النسر الأسود، كان خصيّاً أبيض من خدم أسد الدين شيركوه عم محرر القدس صلاح الدين الأيوبى عينه صلاح الدين متولى القصر الفاطمى ثم جعله كبيرا لشئون القصر فأبدى همة كبيرة فى عمله ثم ترقى حتى أصبح رجل صلاح الدين الأوّل وعضده الأيمن ، ناب عن صلاح الدين على القاهرة فترة فوطد الأمن وضبط الأمر وقام عندما أصبح نائباً ووزيراً لصلاح الدين بأعمال عظيمة وإنشاءات رائعة تشهد له بالكفاية وبلوغ الهمة منها ( إنشاع قلعة الجبل عام 569هجرية /1174م وأنشأ بئرها العجيبة / بناء سور حول القلعه وبنى قناطر الجيزة وغيرها من الأعمال الكبيرة / وقع قراقوش فى الأسر على يد الفرنج وهو فى عكا وقد دفع السلطان صلاح الدين فدية كبيرة لعودته ، وفرح به أيما فرح ، توفى قراقوش عام 597هجرية / 1201م وقد قيل عنه أنه كان يحكم بغرابة وبقسوة وتوجد رسالة خطيّة كتبها ابن مماتى يسخر فيها من عقل قراقوش وفساد رأيه تسمى ( الفاشوش فى حكم قراقوش)ومن غرائب أحكامه أنه حكم بحبس دائن شكا من مماطلة غريمه وأمر بالقبض على المدين فاحتج بأنه فقير وأنه كلما اقتصد مالا ليدفعه لصاحب الدين يجده مسافرا فينفق ما ادخره وبذلك يعجز عن سداد الدين فقرر قراقوش سجن صاحب الدين حتى يستطيع المدين إكمال الدّين ويدفعه لصاحبه ، وعند ذلك صرخ صاحب الدين متنازلا عن دينه ، والكثير من الأحكام الغريبة التى ربما أفاض عليها الخيال الشعبى الكثير والكثير حتى صار قراقوش مثلاً يُضرب لفساد وقسوة الحكم فيُقال حكم قراقوش

    تامر رمضان
    عضو مميز
    منتديات نور اسلامنا الأقسـام الاسـلامية منتدى التاريخ الاسلامي سيرة عظماء الأمة


    هذا حكم قراقوش!!

    لطالما سمعنا هذه العبارة كثيرا كلما مررنا بظلم ولكن الا ينبغى علينا معرفة من هو قراقوش الذى اصبح مضربا للمثل فى الظلم والقهر ؟



    قراقوش بالتركية -النسر الأسود- (قوش +نسر ، قرا : أسود) إن قراقوش له صورتان صورة تاريخية صادقة وصورة روائية صورها عدو له من منافسيه .

    والعجيب أن الصورة التاريخية الحقيقية طمست ونسيت والصورة الخيالية بقيت وخلدت فلا يذكر قراقوش إلا ذكر الناس هذه الحكايات العجيبة وهذه الأحكام الغريبة التي نسبت إليه وافتريت عليه ..

    فمن هو قراقوش؟

    أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين 597هـ ارتبط اسمه - قراقوش - في مصر والشرق بالظلم والتحكم والغفلة، ورويت عنه نوادر كثيرة، تدل على البخل والجنون، حتى شاعت بين الناس عبارة حكم قراقوش ويقصدون بها التحكم الأعمى، فقراقوش يعرف لدى غالبية الناس مقترنا بالأحكام العجيبة والتي تصوره ظالما تارة وغبيا تارة أخرى، وهي أحكام يتناقلها الناس ويزيد عليها البعض نوادر وطرائف نسبت قبل قراقوش إلى جحا وأشعب حتى أصبح البعض حين يرى تصرفا ظالما أو غريبا يطلق عليه حكم قراقوش .

    لكن الحقيقه

    هو أحد قواد بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي كان من أخلص أعوانه وأقربهم إليه وكان قائدا مظفرا وكان جنديا أمينا وكان مهندسا حربيا منقطع النظير .

    وكان مثالا كاملا للرجل العسكر إذا تلقى أمرا اطاع بلا معارضة ولا نظر ولا تأخير ، وإن أمر أمرا لم يرض من جنوده بغير الطاعة الكاملة لا اعتراض أو تأخير أو نظر .

    وكان أعجوبة في أمانته ، لما احس الفاطميون بقرب زوال ملكهم شرعوا يعبثون بنفائس القصر ويحملون منها ما يخف حمله ، ويغلو ثمنه ، وكان القصر مدينة صغيرة كدس فيها الخلفاء الفاطميون خلال قرون من التحف والكنوز والنفائس مالا يحصيه العد ، ولو ان عشرة لصوص اخذو منه ما تخفيه الثياب لخرج كل منهم بغنى الدهر ولم يحس به أحد .

    فوكل صلاح الدين قراقوش بحفظ القصر فنظر فإذا أمامه من عقود الجواهر والحلي النادرة والكؤوس والثؤيات والبسط المنسوجة بخيوط الذهب ما لامثيل له في الدنيا ، هذا فضلا عن العرش الفاطمي الذي كان من أرطال الذهب ومن نوادر اليواقيت والجواهر ومن الصنعة العجيبة ما لا بقوم بثمن

    وكان في القصر فوق ذلك من ألوان الجمال في المئات والمئات من الجواري المتحدرات من كل أمم الأرض ما يفتن العابد ، فلا فتنه الجمال ولا أغواه المال ، وفى الأمانة حقها ولم يأخذ لنفسه شيئا ولم يدع أحدا يأخذ منها شيئا .

    وهو الذي اقام اعظم المنشئات الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين، وإذا ذهبتم إلى مصر وزرتم القلعة المتربعة على المقطم المطلة على المدينة فاعلموا أن هذه القلعة بل المدينة العسكرية اثر من آثار قراقوش .

    وإذا رأيتم سور القاهرة الذي بقي من آثاره إلى اليوم ما يدهش العين فاعلموا أن الذي بنى السور وأقام فيه الجامع وحفر البئر العجيبة في القلعة هو قراقوش .

    ولما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين وكادت تقع بينهم الحرب ما كفهم ولا ردهم إلا قراقوش .

    ولما مات العزيز الأيوبي وأوصى بالملك لابنه المنصور وكان صبيا في التاسعة جعل الوصي عليه قراقوش ، فكان الحاكم العادل والأمير الحازم أصلح البلاد وأرضى العباد .

    هذا قراقوش فمن أين جاءت تلك الوصمة التي وصم بها ؟ ومن الذي شوه ذهه الصورة السوية ؟

    إنها جريمة الأدب يا سادة !

    لقد أساء المتنبي إلى كافور فألبسه وجها غير وجهه الحقيقي وأساء ابن مماتي إلى قراقوش فألبسه وجها غير وجهه الحقيقي .

    ولم يعرف الناس من الاثنين إلا هذا الوجه المعار كوجه الورق الذي يلبسه الصبيان في العيد .

    ابن مماتي هذا كاتب بارع وأديب طويل اللسان ، كان موظفا في ديوان صلاح الدين وكان الرؤساء يخشونه ويتحامونه ويتملقونه بالود والعطاء ولكن قراقوش وهو الرجل العسكري الذي لا يعرف الملق ولا المداراة لم يعبأ به ولم يخش شره ، ولم يدر أن سن القلم أقوى من سنان الرمح ، وأن طعنة الرمح تجرح الجرح فيشفى أو تقتل المجروح فيموت أمام طعنة القلم فتجرح جرحا لا يشفى ولا يريح من ألمه الموت …

    فألف ابن مماتي رسالة صغيرة سماها " الفافوش في أحكام قراقوش " ووضع هذه الحكايات ونسبها إليه …….. وصدقها الناس . ونسوا التاريخ …

    ومات قراقوش الحقيقي وبقي قراقوش الفافوش كما مات كافور التاريخ وبقي كافور المتنبي وكما نسي عنترة الواقع وبقي عنترة القصة

    ======================================
    اطمة بنت زيد
    مشرفة القسم الاسلامي و الشبكات العائلية تاريخ التسجيل: Oct 2008
    المشاركات: 1,424

    الأوسمة التي حصل عليها

    مجموع الأوسمة: 2

    حكم قراقوش
    ________________________________________
    بسم الله الرحمن الرحيم



    الســـــــــلام عليـــــــــكم ورحمــــــــة اللــــــه

    كــــــــيف الحــــــــال !!!

    نسمع كثيراً عن بعض الأسماء المشهورة والتي تضرب بها الأمثلة في موقف من المواقف ... مثلا مصطلح دكتاتوري يرتبط بالأذهان الزعيم هتلر الذي يعتبر رمزاً للدكتاتورية وربما يقال هتلرية كرديف لكلمة دكتاتورية .. وسوف أذكر شخصيتين تاريخيتين نسمع عن قسوة حكمهم ويضرب بهم المثل ظلماً وخدشاً في تاريخهم وهم ..

    قراقوش :
    ففي وقتنا الحاضر نسمح كثيراً عن حكم قراقوش فحين يكون هناك أمراً قاهراً أو حكماً تعسفياً فإن الدارج على الألسنة كتعبير عن القهر والاضطهاد ( حكم قراقوش ) ولو نظرنا في حقيقة الأمر فإن قراقوش كان قائداً عظيماً حكم فترة من الزمن في وقت كثرت فيه الفتن وتعددت الطوائف وقد أقر شريعة الله حكماً له وطبق الأحكام الإسلامية دون التهاون أو الخضوع للإعتراضات في ذلك الوقت وحقدت عليه الطوائف المخالفة لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وحاولو تشويه سمعته فبعد وفاته ألفو الكتب وحاكو فيها قصصاُ كاذبة ووصفوه بالظالم والمضطهد للشعب ..

    الحامورابي :
    حكم فترة من الزمن ووضع قوانين خاصة لمملكته وضعها بنفسه فمثلاً حين يسقط منزل على ابن صاحب المنزل ويموت فإن حكمه آنذاك أن يهدم منزل الرجل الذي بناه على ابنه فيموت كما مات ابن صاحب المنزل , كعقاب للباني من سوء عمله في ذلك المنزل وعلى أن أحكامه قويه وغريبة إلا أنها مناسبة للعصر الذي عاش به واستطاع أن يرضي شعبه في ذلك الوقت بأحكامه ..


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •