باسم الله الرحمان الرحيم
رزئت قناة الجزيرة هذا الاسبوع ومعها المتتبعون لبرامجها في احد صحفييها وهو المشمول برحمة الله علي الجابر ،والذي كان يؤدي واجبه كاعلامي في بلد القدافي كذلك اعتقد ملك الملوك كما يحب ان يسمي نفسه،وبذلك اختلط الدم القطري والدم الليبي معا في تحرير ليبيا من هيمنة متسلط على الرقاب لمدة اربعين سنة،واذا كان القدافي يعتبر نفسه المدافع الاول عن شعبه ضد الصهيونية والامبريالية والقاعدة الى ما هنالك من اسماء،واذاكان العقيد يعتبر المسلحين الذين ثارو ضد حكمه من متناولي حبوب الهلوسة وقطاع الطرق والدراويش والعملاء الى آخر النعوت التي لم يفتأ القدفي وابواقه الاعلامية ترديدها فماذا فعل هذاالصحافي الذي اختار نقل الخبر بالصورة الى العالم ،ماذا عساه فعل ضد نطام القدافي ؟؟
ان اغتيال هذا الصحافي له اكثر من دلالة على المستوى الاعلامي والسياسي ومسار ثورة الشعب اللبي ضد طاغيته.
- ان اطلاق النار على سيارة قناة الجزيرة يوضح وبالملموس ان النظام اللبي وصل درجة الاشباع في سماع حقيقة ما يجري على ارض ليبيا اذ ان القدافي لم يكن يتصور ان ان يثور شعبه عليه اظلاقا وبالامس القريب كان ينصح التونسيين ويدعوهم الى الهدوء والصبر على بن علي الى ان يتم فترة رئاسته ،ولذلك لم يستطع ان يتحمل نقل حقيقة ما يجري على ارض ليبيا ،فاوصله فكره الاهوج او رعونة ابنه المرشح ليخلفه اوصلهما معا او احدهما الى ارتكاب عملية قتل بحق من يرونهم يتسببون للنظام في مزيد من الالتفاف حول الثورة ،غير ان هذا النوع من التفكير ينم عن دموية النظام ودرجة الهلوسة التي اصيب بها.
-ان اطلاق النار على مراسلي قناة الجزيرة من قبل النظام الليبي بعد فشله في حجبه القناة عن جمهورها يدل ايضاعلى ان النظام يقضي ايامه الاخيرة ،وليس له من سبيل لتفجير غضبه سوى ارتكاب عمليات القتل بحق الصحفيين ،بعد ان اوغل قتلا وتدميرا بحق الشعب الليبي.
-ان اغتيال الجابر هواغتيال للكلمة وكذب من ظن ان اسكات صوت شخص او شعب او قناة سيوفر عليه تعب مواجهة العالم له ،وووقوفه ضد اعماله الهمجية .
-ان اغتيال على الجابر يشير الى اهمية الاعلام ودوره الفعال في ادارة المعركة ،وان الاعلامي الموضوعي الذي لايباع ولايشترى اعلامي مرفوض عند الطغاة الذين لايرغبون في سماع الحقيقة بموضوعية وصدق .
ان قتل علي الجابر بدم بارد سوف يزيد هذه القناة اصرارا على فضح جرائم القدافي ،مما يشير الى بلادة الحس السياسي والاعلامي عند النظام الليبي،كما سيعزز مكانة هذه القناة لدى المواطن الليبي على وجه الخصوص والمواطن العربي على وجه العموم ،وسيالق نجم هذه القناة التي عاداه النظام الليبي بدعوى انها لاتنقل ما يجري على ارض ليبيا بمهنية وموضوعية ،وكم يقول المثل يفعل الجتهل بنفسه ما لايفعله العدو بعدوه .
استشهد على الحابر وانتقل الى جوار ربه ،وكذلك كان قضاء الله وقدره ،وهذا من بين المؤشرات على قرب زوال النظام الليبي ورميه الى مزبلة التاريخ.