استوزار أذناب اليساريوما بعد آخر يتأكد للمواطنين , أن تنافس القوى الحزبية , صارت تحكمه الانتهازية السياسية , دونما أي اعتبار للمرتكزات الحقيقية التي اعتمدتها المنهجية الديمقراطية , ودونما اعتبار للمبادئ الحزبية ونهجها الديمقراطي
والأغرب الذي يصيب بالهول العظيم والدهشة المفرطة , أن يكون صاحب الخرجات والتصاريح الإعلامية المدوية , هو من ينقلب على المفاهيم , ويتبدل ويتلون بسبب الحاجة إلى إشباع الرغبة الذاتية والطموح الفردي للاستوزار , حتى إذا وصل منصة السلطة , ضاعت فيه وشوه الصورة ا؟لإيجابية للفكر الاشتراكي الذي غطى على أفعاله المسيئة داخله بادعاء النضال من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للطبقات الشعبية في المجتمع المغربي , وإحداث صدمة التغيير داخل منظمته , والتي لم تكن إلا محركا لانتهازيته التي لا تتوقف ولن تتوقف ما دام حريصا على انتهاز الفرصة ما أمكن وبشكل مفضوح , متقمصا منطق التبرير في أولى خرجاته الإعلامية بعد الاستوزار , فأكد أنه بخلاف ادعاءاته
اليسار يئن من وطأة المتغيرات العالمية التي كان لها تأثيرها النسبي على اليسار المغربي بفعل الهزات العنيفة الداخلية التي كادت تعصف ببعض مكوناته لولا التمسك بالشرعية والثبات على المبدأ واستلهام القوة من ثقة القوا ت الشعبية في شرف نضال وتضحيات المناضلين الأوفياء ممن كانت ترى فيهم الأمل الوحيد في زمن الفتن قبل أن يصنعوا العفن في وهمهم السياسي
لكن هذه القوات وقد رأت الانتهازية تحبو على أربع , لم يتضاءل أملها فقط , بل ألبست الاتحاد الاشتراكي برمته لبوس هذا الانتهازي الذي خذل من كانوا من مريديه وتابعين لأطروحته فثارت ثائرتهم في رجة كانت وانتهت في نفس الزمان والمكان كمن يؤجج ناره ليحترق بلهيبها , وقد اختار البلاهة السياسية وهي جريمة نكراء في حق اليسار عموما والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خصوصا , والذي لم يعد حزبا يحكمه النظام الداخلي ولا يستظل بقانونه , بل يجازي ينهشه ديناصور الديكة الذي ينهشه وهو يصرخ ويخطب وينافق , وهو في الواقع يسرق أحلام النضال الشريف , ولم يعد ينقصه إلا أن يقول : سبحاني . أنا الحزب أنا الوزير أو لا أحد
أفيدوني , أفتوني في من يكون أضحوكة الزمان هذا ؟
محمد التهامي بنيس