الأخوة والأخوات الكرام في واتا الحبيبة
وقفت منذ أن رأت عيني هذا الموضوع والنقاش الرائع على آية كريمة في كتاب الله العزيز , وذلك حين قالت الملكة سبأ لقومها بعدما تركوا أمر الخيار والشورى لها :
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }
النمل34
فهاهي النتيجة الحتمية للحكام , والملوك التي أقرّ بها كتاب الله العزيز ..
الفساد , والظلم , والتعسف ..... إلا ما ندر من الحكام
ذلك لأن الحكام وعلى مر الزمان والعصور تريد أن تكون هي صاحبة الشأن والسلطان , وما دونها عبيد أذلّاء لها
وهذا هو منهجهم , وطريقتهم مع محكوميهم ...
ذلك لأن الشرّ والخير لا يمكن لهما أن يلتقيا مهما اقتربت المسافة بينهما ..
ويحاول الباطل دائمًا , وبشتى الوسائل والطرق قتل الحق وخنقه ..
وخير مثال على ذلك يا أخوتي وأخواتي الكرام
نراه في فطرة وسليقة هذا الرجل الأعرابي حين سمع نبي الأمة ومعلم البشرية جمعاء يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله
فقال له : « هذا أمر تكرهه الملوك! »
لمَ هذا الأمر تكرهه الملوك والحكام !!!؟؟...
أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال لا يخفى على أحد منا أبدا ...
وسواء علينا أبينا أم رضينا فهذا هو سبيل الحاكم مع شعبه , ولا يمكن له أن يتبدل إلا بميلاد جديد لعمر بن الخطاب فاروق الأمة وأميرها العادل الذي كان ينظر لرعيته بنور الله , فيرى حقيقة النفس البشرية , وهو يوصي رعيته وعماله من الأمصار فيقول لهم :
ولا تضربوا أبشارهم فتذلوهم » . .
كان في حكمه العادل يأبى أن يذلّ ويستعبد الرعية .. فالناس كلهم سواسية في مملكته...والعدل كان ساريًا في حكمه حتى مع الملل الأخرى, والتاريخ يشهد له ذلك ...
وأين نحن الآن من الخليفة الخامس
عمر بن عبد العزيز ....
حين جاء أحدهم وسأله :
أتحرس الذئاب بالأغنام يا أمير المؤمنين , ماذا فعلت مع ربك يا عمر !!؟؟..فأجاب الخليفة العادل :
(( أخلصت ما بيني وبين ربي , فأخلص الله مابين الذئب والغنم ))... فهل نرى في يومنا هذا حاكمًا أخلص ما بينه وبين ربه , ليحقق العدالة لشعبه !!!؟؟؟...
لنعلم أن الطواغيت هي نفسها على مرّ الزمان , ولكن الشخوص والأوجه قد تختلف ..والخوف والخشية منها يتعلق بمدى قوة الإيمان والثبات والصبر ..
وهذا عنصر مقاومة لا يمكن أن يستمسك به إلا من كان يعلم بحق أن الله هو حسبه وكافيه ....
ومع ذلك نراه بالرغم من كيانه الصلب الحي , لكنه في بعض الأحيان قد يستسلم , ويقول في نفسه : سأبحث عن لقمة العيش بدل أن أزجّ في ........
أو أن يذّلني فلان أو فلان .....
ولكن يأبى على نفسه أن يكون عبدًا للحكام وأسيادهم ..
وكما يقال : يمشي الحيط الحيط ويقول يارب السترة
ونجد فئة قليلة من الناس تحاول أن تواجه الظلم والطغيان , وتأبى على نفسها أن تسكت أمام جولة الباطل ... ولكن ترى ما مصيرها بعد ذلك إذا ما شعرت أن حرماتها ستهتك , وأعراضها تستباح كما يجري الآن على أرض العراق الرشيد !!!؟؟؟....
قد يأتي أحدهم ويقول : إن ابنة الشهباء تضعنا في دوامة ...
تارة تنادي بجهاد الكلمة , وتارة تنادي علينا أن نلتزم الصمت خوفًا على أنفسنا وأهلينا !!!.....
إنها الحقيقة المرّة التي يحياها الأحرار والشرفاء ... صراع ... كبت ... خوف ... قلق ...
لكن نجد أحيانًا صوتهم يعلو في الآفاق :
والله إننا لا نريد إلا الخير لبلادنا ...
نأبى أن نحيا في ظلّ الخوف والتشرد ...
نأمل أن نكون أحرارًا في كلمتنا , أمناء على أقلامنا ...
فهل في ظلّ هذا الخوف ترى سننعم بالحرية والأمان !!!؟؟؟....
.
المفضلات