رأسمالية ألمانيا المفضوحة: تأييد لقصف غزة وتباطؤ في التفاعل مع قصف القذافي!
أعلنت ألمانيا تأييدها للغارات "الإسرائيلية" على غزة، حيث قال وزير خارجيتها جيدو فيسترفيلله في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء في برلين: "نحن ندين بأشد لهجة القصف الصاروخي على إسرائيل من غزة ..". ورأى فيسترفيلله، رئيس الحزب الديمقراطي الحر، أن "من حق إسرائيل حماية مواطنيها ضد مثل هذه الأنشطة الإرهابية، لابد من منع اندلاع أي موجة جديدة من العنف بأي ثمن".
عندما تداعى الغرب لقصف ليبيا تحت غطاء الدوافع الإنسانية (فيما هو يتنافس على النفوذ والمصالح فيها)، وقفت ألمانيا موقف المتفرج المفضوح من وحشية القذافي، وهو يقصف أهل ليبيا لأن مصالحها اقتضت ذلك، بينما تؤيد ألمانيا اليوم القصف الوحشي من دولة العدوان اليهودي على المسلمين في غزة في وقاحة رأسمالية مقززة، تعري الغرب وتؤكد بطلان مقاييسه.
إن ازدواج المعايير الغربية فيما يتعلّق بالمسلمين دليل آخر على عداء الغرب للأمة الإسلامية، وإن هذه المواقف المخزية للغرب تكشف عن مدى تحكم النفعية الرأسمالية في كل أعمال ساسته وتصريحاتهم، فالإنسانية والرأسمالية كالنار والماء لا تجتمعان في صعيد واحد دون أن تلغي إحداهما الأخرى.
ومن المؤسف أن تبقى بعض أصوات المنخدعين بالحضارة الغربية تمجد ديمقراطية الغرب وتضلل الأمة بالسعي لتطبيق نموذجه الفاشل-الباطل في الحكم، بعدما تبين المرة تلو الأخرى أن ديمقراطية الغرب إن هي إلا دكتاتورية الشعوب القوية فوق الشعوب الضعيفة.
ولذلك يجب على المنتفضين من أبناء الأمة في شتى بلاد المسلمين أن لا ينخدعوا بتصريحات الساسة الغربيين، والأصل بكل مخلص يعمل لإسقاط الأنظمة أن يترفع عن أي اتصال مع السياسيين الغربيين لأنها اتصالات وسخة تلوث نقاء وصفاء الانتفاضات العفوية، ولأن مواقف الغربيين لا تحكمها سوى مصالحهم ومطامعهم في مقدرات الأمة ومحاولات منع الإسلام من العودة إلى سدة الحكم.