آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 21 إلى 33 من 33

الموضوع: التنشيط القصصي الثامــــن

  1. #21
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلك ميمون مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    الأستاذ القاص عبد الوهاب محمد الجبوري
    أبو الشهيد
    السلام عليكم
    أشكرك أيّها العزيز ، على انك انضممت إلينا في هذا التنشيط الذي يخصًّ نصا من نصوصك الهادفة . كما أشكرك على كريم دعائك ، و بدوري أتمنى لك و لأهلك الصحة و العافية .و لعراقنا الأبي الأمن و الأمان ، و الحفظ من كلّ الآفات و الفتن ..و أعاده الله لأبنائه الأشاوس :عراق العراقيين و العرب و المسلمين ..و عجل بجلاء الغزاة الغاصبين ، و أذنابهم الأنذال الخائنين ...و إن الغد لمنتظره لقريب إن شاء الله رب العالمين...
    888888
    كم بودي ــ أستاذ عبد الوهاب ــ أن تناقش بعض التدخلات حول نصك ..إثراء للنقاش ، و تعميقا للرؤية السردية ، و معمارية النص .. و في انتظار ذلك دمت مبدعاً ..
    تحياتي / مسلك
    حياك الله اخي واستاذي المبدع الكبير الدكتور مسلك ميمون
    وانا اشكرك على هذا التنشيط وهذا الجهد المعبر عن مفكر يحمل رسالة بالغة الاهمية في مجال القصة القصيرة جدا انطلاقا من اهتمام وحرص ذاتيين للانطلاق بهذا النوع من الادب نحو الرقي والتطور وما نحن الا تلاميذ نتعلم ونستفيد وناخذ كل ملاحظاتكم بالاعتبار مع خالص الشكر الجزيل والتقدير العالي ..
    حفظك الله ولا حرمنا اطلالاتك العطرة وحضورك الدائم باذن الله
    اخوك ابو الشهيد


  2. #22
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2008
    العمر
    37
    المشاركات
    3,628
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    مونتاج:
    الشهيد
    عبدالوهاب محمد الجبوري

    من هول الصدمة راح يمشي على أقدام نائمة ..
    راح يتأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها تكبيرة شوق .......
    اختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها .. صام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله ..


  3. #23
    عـضــو الصورة الرمزية د. نزيه بريك
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    243
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    الأستاذ الكريم مسلك ميمون ، بداية تحياتي لك والحمد لله على سلامتك، ودمت متعافيا، وتحياتي الى الأخ عبد الوهاب الجبوري صاحب هذا النص الرائع
    عوده الى نقاش النص

    الشهيد
    عبدالوهاب محمد الجبوري
    من هول الصدمة راح يمشي على أقدام نائمة وأوغل في نفق مظلم كي يصحو بلا عينين ..
    راح يتأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها تكبيرة شوق .......
    تذكر أن النعش لا يمكن أن يسبق الكفن وعليه أن يختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها .. فصام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله .. مع الأنبياء والشهداء ..
    نناقش هذا النص انطلاقا من النقط التالية، حتى لا يشتط بنا النقاش :
    1 ـــ معمارية النص Archi – texte
    2 ـــ ماذا عن الإضمار L’implicitation
    3 ـــ ماذا عن القفلة أو المفارقة Paradoxe
    معمارية النص:
    * يأخذ النص بمضمون أحداثه شكلا (أود أن أسميه ) هرمياً، حيث (وككل النصوص) يبدأ بالرأس (العنوان) ، لكنه يتسع نحو القاعدة (النهاية) وذلك من خلال
    تسارع وتكاثف الأفعال (راح يمشي، أوغل، يصحو، راح يتأمل، تتعطر، تذكر، يسبق، يختصر، تتزاحم، صام، شدّ، قرر)
    * العنوان يكشف الفاعل والفعل، دون أن يفضح أسباب الفعل
    * تقوم حركة النص على صيغتين من الأفعال ( الماضي والمضارع)، وفي رأيي حبذا لو اعتمد صيغة فعل الماضي، ليقلل من حروف العطف
    وجاء النص على النحو التالي:
    من هول الصدمة مشى على أقدام نائمة، أوغل في نفق مظلم فصحا بلا عينين ..
    تأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها
    تكبيرة شوق .......
    تذكر أن النعش لا يسبق الكفن، اختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها .. فصام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله ..

    * النص يقوم على استعمالات الجمل القصيرة والطويلة’ وذلك بسبب الانتقال في صياغة النص ما بين أفعال الماضي والمضارع،
    فلو اعتمد الكاتب صيغة الفعل الماضي، لجاءت الجمل كلها قصيرة، كما يتبين في الصيغة التي طرحتها سابقاً.
    * يبدأ النص بشبه جملة ( من هول النص) والتي أحالت القارئ من البداية الى وضعية التساؤل
    عن سبب الصدمة، وبذلك فتح شهيته على المتابعة بشغف لمعرفة أسباب الصدمة.
    * يزخر النص بالجمل البلاغية التي تحمل صوراً شعرية جميلة ، وبصياغات لها دلالات صوفيه ( يمشي على أقدام نائمة،
    يصحو بلا عينين، تتعطر بمعاني التسبيح
    ) كلها تعابير تأخذنا إلى مشهد صوفي، حيث يصبح المشي حالة من التحليق فيفقد الإحساس بقدميه،
    ويصبح الصحو ليس من خلال العينين، بل من خلال إغلاق العينين واستدعاء العالم الآخر، ويشعر بالتعطر من خلال التسبيح
    أما القفلة " قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله" فقد جاءت قوية في صياغتها التعبيرية، لكنها ضعيفة بفقدانها عنصر المفاجئة، ذلك أن العنوان " الشهيد"،
    وما سبق القفلة من مفردات، سلب من القصة عنصر المفاجئة.
    أتأمل أني فعلت خيرا، والا معذرة على التطفل
    دمتم بخير
    نزيه بريك


  4. #24
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فائق البرغوثي مشاهدة المشاركة
    عود أحمد أستاذ نا العزيز ، دكتور مسلك ميمون .


    نص من العيار الثقيل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ، اختيار موفق للأستاذ القاص د .عبد الوهاب الجبوري ، يحتاج منا لقراءته والتوقف عنده أكثر من مرة .

    هذا مرور سريع ، ولنا عودة جميعا إلى النص ، محاولين الإجابة عن الأسئلة المطروحة .

    محبتي وتقديري لك ، وللدكتور عبد الوهاب الجبوري .


    حياك الله اخي العزيز الاستاذ محمد فائق البرغوثي
    وشكرا على مرورك وكلماتك البهيات
    متعك الله بحبه ورضاه
    مني ومن اهلك في عراق الجرح والجهاد كل الحب والتقدير
    اخوك ابو الشهيد


  5. #25
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نزيه بريك مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الكريم مسلك ميمون ، بداية تحياتي لك والحمد لله على سلامتك، ودمت متعافيا، وتحياتي الى الأخ عبد الوهاب الجبوري صاحب هذا النص الرائع
    عوده الى نقاش النص
    الشهيد
    عبدالوهاب محمد الجبوري
    من هول الصدمة راح يمشي على أقدام نائمة وأوغل في نفق مظلم كي يصحو بلا عينين ..
    راح يتأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها تكبيرة شوق .......
    تذكر أن النعش لا يمكن أن يسبق الكفن وعليه أن يختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها .. فصام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله .. مع الأنبياء والشهداء ..
    نناقش هذا النص انطلاقا من النقط التالية، حتى لا يشتط بنا النقاش :
    1 ـــ معمارية النص Archi – texte
    2 ـــ ماذا عن الإضمار L’implicitation
    3 ـــ ماذا عن القفلة أو المفارقة Paradoxe
    معمارية النص:
    * يأخذ النص بمضمون أحداثه شكلا (أود أن أسميه ) هرمياً، حيث (وككل النصوص) يبدأ بالرأس (العنوان) ، لكنه يتسع نحو القاعدة (النهاية) وذلك من خلال
    تسارع وتكاثف الأفعال (راح يمشي، أوغل، يصحو، راح يتأمل، تتعطر، تذكر، يسبق، يختصر، تتزاحم، صام، شدّ، قرر)
    * العنوان يكشف الفاعل والفعل، دون أن يفضح أسباب الفعل
    * تقوم حركة النص على صيغتين من الأفعال ( الماضي والمضارع)، وفي رأيي حبذا لو اعتمد صيغة فعل الماضي، ليقلل من حروف العطف
    وجاء النص على النحو التالي:
    من هول الصدمة مشى على أقدام نائمة، أوغل في نفق مظلم فصحا بلا عينين ..
    تأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها
    تكبيرة شوق .......
    تذكر أن النعش لا يسبق الكفن، اختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها .. فصام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله ..

    * النص يقوم على استعمالات الجمل القصيرة والطويلة’ وذلك بسبب الانتقال في صياغة النص ما بين أفعال الماضي والمضارع،
    فلو اعتمد الكاتب صيغة الفعل الماضي، لجاءت الجمل كلها قصيرة، كما يتبين في الصيغة التي طرحتها سابقاً.
    * يبدأ النص بشبه جملة ( من هول النص) والتي أحالت القارئ من البداية الى وضعية التساؤل
    عن سبب الصدمة، وبذلك فتح شهيته على المتابعة بشغف لمعرفة أسباب الصدمة.
    * يزخر النص بالجمل البلاغية التي تحمل صوراً شعرية جميلة ، وبصياغات لها دلالات صوفيه ( يمشي على أقدام نائمة،
    يصحو بلا عينين، تتعطر بمعاني التسبيح
    ) كلها تعابير تأخذنا إلى مشهد صوفي، حيث يصبح المشي حالة من التحليق فيفقد الإحساس بقدميه،
    ويصبح الصحو ليس من خلال العينين، بل من خلال إغلاق العينين واستدعاء العالم الآخر، ويشعر بالتعطر من خلال التسبيح
    أما القفلة " قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله" فقد جاءت قوية في صياغتها التعبيرية، لكنها ضعيفة بفقدانها عنصر المفاجئة، ذلك أن العنوان " الشهيد"،
    وما سبق القفلة من مفردات، سلب من القصة عنصر المفاجئة.
    أتأمل أني فعلت خيرا، والا معذرة على التطفل
    دمتم بخير
    نزيه بريك
    حياك الله اخي الدكتور نزيه بن بريك
    واشكر مرورك البهي وملاحظاتك القيمة
    صحيح ما قلت حول الفعل المضارع وكنت قد انتبهت الى هذا بعد النشر
    وعندما عدت للتصحيح لم اجد خاصية التعديل موجودة ..
    لا اخفيك ان النص عبر عن حياة واقعية وحدث حصل هو استشهاد ولدي محمد
    فجاء التعبير عن الحدث منسجما مع مكنونات القلب ومشاعره
    متعك الله بحبه ورضاه
    مني ومن اهلك في عراق الجرح والجهاد كل الحب والتقدير
    اخوك ابو الشهيد


  6. #26
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بن حاج مشاهدة المشاركة
    مونتاج:
    الشهيد
    عبدالوهاب محمد الجبوري
    من هول الصدمة راح يمشي على أقدام نائمة ..
    راح يتأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها تكبيرة شوق .......
    اختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها .. صام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله ..
    اخي العزيز الاستاذ شوقي
    اولا احييك واشكر مرورك العطر
    اسرني المونتاج كثيرا وتم اعتماده
    فجزاك الله خير الجزاء
    اخوك ابو الشهيد


  7. #27
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم....
    سلام الله على الأحبة الكرام...
    الحمد لله على سلامتك أستاذنا الجليل الدكتور مسلك ميمون...
    الحمد لله على عودتك الميمونة و على نشاطك المتواصل الذي نستقي منه جمالية الحرف و بلاغة المعنى و الفكرة الهادفة...
    سلام الله على الدكتور الأديب الفاضل عبد الوهاب الجبوري...
    و كما قال الأستاذ البرغوثي...نص من العيار الثقيل يحتاج إلى قراءة متأنية و إلى قراءة متفحصة لما تتضمنه الأسئلة التي اختارها أستاذنا الجليل بعناية لإبراز روعة النصيص و جمالية القصة القصيرة جدا بكل مقوماتها و بكل عناصرها...
    و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...
    حياك الله اخي العزيز الاستاذ سعيد نويضي
    وسلام عليك ياغالي
    اشكر مرورك البهي وملاحظتك القيمة ومتابع لحديثك ان شاء الله
    مع خالص مودتي
    اخوك ابو الشهيد


  8. #28
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الناقد الأديب الحبيب د. مسلك ميمون،
    السلام عليكم،

    أولا نحمد الله تعالى على سلامتك، وندعو الله العظيم أن يكلأك بعين رعايته، وأن يحفظك ذخراً للأدب والفكر والأمة.
    كل الشكر والتقدير لك على تنشيطاتك المركزة والمنتخبة بعناية فائقة، وكل الشكر والتقدير لصاحب النص المنتخب الأديب القاص د .عبد الوهاب الجبوري.
    وتجاوياً مع دعوتكم وطلبكم، إليك اجتهادي المتواضع:

    أولاً: معمارية النص Archi – texte

    يمتاز النص بمعمارية غاية في السبك والإتقان، صاغها باحتراف قاص متمكن، يمتلك أدوات القص، ويستخدمها بذكاء ومهارة عالية.
    فالنص يمتلك مقومات النص السردي من العنوان حتى جملة الختم؛ إذ نجد فيه كل مقومات الحبكة السردية من أحداث وشخصيات وفضاء ومنظور سردي وكتابة أسلوبية متنوعة. وفيه تكثيف، وإيجاز، واختزال، وحذف، وإضمار، وإحالات ورمزية عالية: أقدام نائمة، نفق مظلم، النعش، الأفلاك، شد على بطنه الحجر، الشهيد، التسبيح، تكبيرة، ميراث، صام، مائدة الله، الأنبياء والشهداء. وهي رموز ذات دلالات معروفة وفق النسق الثقافي للمتلقي.
    كما يلاحظ في النص، غلبة نبرة اللغة الشاعرية: ( يتأمل دماءها المضرجة بالحب ) ، ( يختصر التراب )، ( تتزاحم الأفلاك في ميراثها )، (النعش لا يمكن أن يسبق الكفن)، ... ألخ. كما يمكن تلمس هذه النبرة من تشبيهه (الوطن ) بـ ( محبوبة ) صدمه فقدها.

    كما يمتاز النص بحركية السرد، وذلك من خلال تركيز القاص على أفعال المضارعة، حتى تلك التي كانت بصيغة الماضي ( راح، أوغل، تذكر، صام، شدّ ) نجدها دخلت على أفعال المضارعة ( يمشي، يصحو، يتأمل، تتعطر، يسبق، يختصر، تتزاحم، يفطر )، فاكتبست بذلك معنى المضارعة.

    كما يلاحظ أن النص يحتوي على انزياحات تركيبية؛ كالتقديم في شبه الجملة: (من هول الصدمة )،وأخرى دلالية كما في قوله ( صام ) إذ يقصد بها التوقف عن الكلام، لتعطي دلالة مغايرة للمألوف إذ لو كان المقصود بها الصوم عن الطعام لكانت الكناية في عبارة ( شدّ على بطنه الحجر ) زائدة، وتفسيراً لا تحتمله القصة القصيرة جداً. كما يلاحظ الإنزياح في عبارة ( راح يتأمل دماءها المضرجة بالحب )، حيث يكون التضرج بالدماء كما هو شائع؛ لكننا نجد الدم هنا مضرجاً بالحب، لتعطي دلالة إضافية ( فيها إبداع غير مسبوق ) في عشق الوطن.

    غير أن عبارة (مع الأنبياء والشهداء)، أرى أنها جاءت زائدة بعد اكتمال المعنى في عبارة (قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله ) لأن الشهيد يحشر يوم القيامة مع الأنبياء والشهداء وهو أمر معلوم.

    ثانياً: ماذا عن الإضمار L’implicitation

    نلاحظ أن السارد قد استخدم الإضمار في صياغته التعبيرية، في أكثر من موضع، فقد أخفى طبيعة المصيبة التي أحدثت تلك الصدمة. وأضمر كيف سيفطر بطل القصة على مائدة الله، ليترك للمتلقي أن يستنتج ذلك بالشهادة من خلال التناص الخفي في عبارته، المستوحاة من قوله تعالى عن الشهداء : ( بل أحياء عند ربهم يرزقون ).
    كما استخدم السارد النقطتين الأفقيتين (..)و الثلاث نقط (...) للدلالة على كلام محذوف، تاركاً المجال للمتلقي للتفكير والتأمل وتخيل بقية الأحداث.

    ثالثاً: ماذا عن القفلة أو المفارقة Paradoxe

    يحتوي النص على أشكال متنوعة من المفارقات؛ فتارة نجدها لغوية: ( يمشي على أقدام نائمة )، ( بلا عينين .. راح يتأمل )، وأخرى تركيبية: ( أوغل في نفق مظلم )، ( يتأمل دماءها المضرّجة بالحب )، وتارة تكون في الحدث: الإنتقال من مشهد الدماء المضرجة (للمحبوبة)، إلى الصيام، ثم قرار الإستشهاد لـ (يفطرعلى مائدة الله).
    وجاءت القفلة غير متوقعة بعد أن (صام) عن الكلام، وعن الطعام ( شدّ على بطنه الحجر)، ليفاجئنا بقراره أنه لن يفطر إلا على مائدة الله، وذلك لا يكون إلا للشهيد.

    عساني بذلك قد أوفيت النص حقه أو قاربت الصواب.
    ولكم كل الود والتقدير.
    مرة اخرى ادخل لاحيي اخي الكبير الاستاذ احمد المدهون
    في سياق دخولي على كل الاخوة والاخوات الذين شاركوا في هذه المداخلات
    لتقديم الشكر لهم وللاطلاع على من لم تسنح الفرصة للرد عليه بسبب انشغالي
    وعذري لهم ولك جميعا ياغالي
    مع خالص مودتي
    اخوك ابو الشهيد


  9. #29
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرم زعرور مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل د. مسلك ميمون
    بداية ً، أحمد الله على سلامتك ، وأرجو لك عودة ًموفقة ً .
    كما أنوه بالنصِّ الرائع للأستاذ عبد الوهاب الجبوري ,
    آملا أن تُتاح لي فرصة ُالإطِّلاع ِعلى مداخلاتكم التي
    ستثري معلومات المبتدئين مثلي في إدراك مفاهيم
    فن القصة ِ، وعلى الخصوص القصة القصيرة جداً .
    متمنيّا للجميع التوفيق والنَّجاح .
    ولك مودَّتي واحترامي - كرم زعرور

    حياك الله اخي العزيز الدكتور كرم زعرور
    ومرحبا بك وبمرورك العطر
    دائما تتحفنا بالراي السديد والكلمة الطيبة
    جزاك الله خير الجزاء
    اخوك ابو الشهيد


  10. #30
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاروق طه الموسى مشاهدة المشاركة
    قبل أن أنطلق من الأسس التي وضعتها للنقاش أود أن أقول بأن العنوان عطل دور الكثير من العناصر على الرغم من حضورها القوي .
    فلو كان للنص عنواناً آخر وتم إدراج العنوان الحالي على هامشه كإهداء لكان أفضل ..
    إذاً سأنطلق من وجهة نظري هذه :
    1ـ معمارية النص :
    - ابتدأ الكاتب نصه " بشبه جملة " وشبه الجملة يحتاج إلى تعليق سابق
    مما جعل هذه البداية تشدنا للبحث عن المتعلق المتأخر .. وعبر أدوات سردية مقتدرة استطاع الكاتب أن يختزل قصة أخرى وقعت قبل البداية .
    وحدثاً تمثل بـ " الصدمة " ترك للمتلقي حرية تخيله من خلال استنفار ذهنه
    وفي نفس الوقت جعله مشدوداً إلى ما سيأتي .
    - ترددت الأفعال بصورة كبيرة مما أعطى النص حركة وحيوية وانسيابية تسمح للقارئ بالتسلل بين ثنايا الجمل دون صعوبة
    - استخدم الكاتب جملاً طويلة وهذا مناسب لأسلوب القصيرة جداً فعلى الرغم من قصر النص إلا أن هذه الجمل لبت حاجة الكاتب لما أراد طرحه .
    - النص كله مرتبط ببعضه بأحرف العطف التي نلاحظ ترددها بكثرة والتي أعطت النص صفة تراتبية متتابعة .
    وقد أحسن الكاتب توظيف الصور الفنية ( الأقدام النائمة ) – ( تكبيرة الشوق)
    و ( الدماء المضرجة بالحب ) وكلها قدمت للنص متانة في السبك
    - النص يمتلك فضاءات وأمداء واسعة تتيح للمتلقي حرية التنقل بين الأحداث بسلاسة .. فلم يقيدنا الكاتب بنمط معين .
    ـ لم أشعر أنني عدت إلى الخلف لأقرأ جملة مرتين ولم أشرد عن النص وذلك
    بسبب الربط المحكم والبناء السليم . والعقدة الدرامية المتصاعدة .
    2ـ الإضمار :
    كما ذكرت سابقاً بعيداً عن العنوان الفاضح ..
    ظهر عنصر الإضمار بحياء فرأينا الكاتب يواري الصورة أثناء السرد لكن سرعان مايكشف عن دلالاتها عند نهايات الجمل
    فمثلاً تلك التي تأملها .. بدت للوهلة الأولى على أنها جسد وروح .. لكنها تجلت عندما ولجت بالتسبيح لتسمو عالياً متنزهة عن الجسد .
    والصورة العامة في هذه الجملة تفك رموز الجملة الأولى ..
    3ـ المفارقة : كانت أكثر العناصر حضوراً ..
    حيث أكثر الكاتب من المتناقضات في نصه ( المشي بأقدام نائمة ) – ( الصحو في نفق مظلم )
    والأفلاك والميراث والصوم .. كل هذا التناقض كان كافياً لتحفيز المتلقي على استشفاف المفارقة والابتعاد به عن القفلة التي هيأها لتكون صادمة .. فهل كانت كذلك .. ؟
    4ـ القفلة :
    رأيتها عند " مائدة الله " فالجملة الأخيرة زائدة وتفسيرية .. هذا وقد كان هناك فجوة بينها وبين ماذكرت .. مما أفتر النص .
    فمن سيفطر على مائدة الله إلا الأنبياء والشهداء .. ؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
    عموماً هذا النص عالج بمضمونه صوره متفردة استطاعت إخراجنا من الأنفاق المظلمة إلى النور وحلقت بأرواحنا لتسمو عالياً بعيداً عن عالمنا الملوث ..
    ومن خلال جمل وصفية رشيقة أمنت لي متعة فنية .
    ـ هذه وجهة نظر ارتكزت على ذائقة تلميذ ..
    كل الشكر لكم أستاذنا الميمون .. على هذه الحلقات المضيئة وهذا الجهد المبذول الذي يساهم بصقل الذائقة والارتقاء بالمستوى .
    الاخ الاستاذ فاروق طه المحترم
    حياك الله ومرحبا بك وبمرورك العطر وملاحظاتك القيمة
    ما يتعلق بكثرة الافعال .. فقد اخذت هذا بنظر الاعتبار واما عن العنوان فانا مع ملاحظتك وبودي
    ان اغير اسم القصة الى ( على مائدة الله ) على سبيل المثال
    اسعدني حضورك اخي العزيز وجزاك الله خير الجزاء
    مع محبة اخيك ابو الشهيد


  11. #31
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء عبد الله مشاهدة المشاركة
    السلام على أستاذنا الفاضل مسلك ميمون وحياه الله
    ونسأل له دوام الصحة والعافية
    وحقيقة اختيار رائع من جملة الاختيارات في التنشيط المميز الذي تعلمت منه أنا شخصيا الكثير
    فشكرا على مضيفنا الكريم وشكرا على من استضاف الأستاذ القدير عبد الوهاب الجبوري
    وكلنا ضيوف في هذا الجمع المبارك نسأل الله دوام القائم عليه وساكنية وضيوفه الكرام بوافر الصحة والعمر المديد
    وأقف أمام نص رائع باذخ متين لايسعني وأنا التلميذة ان أبرز بعض معالمه
    فقد شدني النص حد الدهشة
    ولابد من المشاركة هنا للتعلم أولا وأخيرا من أساتذتنا الأفاضل



    1 ـــ معمارية النص Archi – texte
    2 ـــ ماذا عن الإضمار L’implicitation
    3 ـــ ماذا عن القفلة أو المفارقة Paradoxe

    معمارية النص :بنيّ على رمزية عالية فهو ثري بالإيحاءات والتعابير والحبك وقد اعتمد النص بشكل قوي على العنوان

    أما الإضمار: فجاء مع بداية النص لشد القاريء وجذبه وتكرار القراءة ومعاودتها لأكثر من مرة وهذا من ذكاء وإحاطة القاص باحترافية عالية لترك المجال للتأويل والتقصي والبحث ..

    أما المفارقة والقفلة
    فأتت المفارقة تمهيدا للقفلة (النعش لايسبق الكفن ) وأن يختصر التراب ويشد الحجر على البطن تمهيدا للصيام أي العزم على الموت شهيدا في سبيل الله لتأتي القفلة ليحشر محشر الأنبياء
    فجاء الربط بين العنوان والقفلة بعد ان مهدت المفارقة ما أضمر ..
    نص متين لا يتخذ اللغز والمراوغة أسلوبا ،إنما جاء متزنا رزنا متينا
    استمتعنا به منبهرين بأمكانيات أديبنا القاص على احترافية وتمكن القص

    هذا من متواضع مالدي وما أصبت به فبتوفيق من الله
    وما كان من خطأ فمن نفسي وعذرا على التقصير
    بارك الله بكم جميعا وبمسعاكم
    تحية كبيرة تليق
    احترامي وتقديري
    العزيزة البهية شيماء عبدالله
    حياك الله ومرحبا بك وبمرورك العطر
    اسرتني ملاحظات المعبرة عن دراية ومعرفة
    وتقييم دقيق للنص ولاسلوبه ولغته ومكوناته
    جزاك الله خير الجزاء
    ولا حرمنا اطلالاتك العطرة
    مني ومن اهلك في عراق الجرح والرباط والجهاد
    كل الحب والتقدير
    ابو الشهيد


  12. #32
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    سلام الله على الأحبة الكرام...
    الشهيد
    يكشف العنوان بداية عن مضمون الحدث...لكنه ليس أي حدث...فالشهادة لا يكتبها الحق جل و علا كجسر للعبور إلى العالم الآخر...عالم الغيب الذي أخبرنا به الحق جل و علا في كتابه العظيم و بينه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في العديد من الأحاديث الصحيحة كحقيقة واقعية معلقة التنفيذ إلا لمن شاء له الجنة صحبة النبيين و الصديقين و الصالحين...
    فالعنوان "الشهيد" هو نافذة على فضاء القصيصة/الحدث...و الحدث هنا ليس فكرة بل هو سلوك يعيشه الإنسان في ظل ظروف معينة و في زمان يختلف عن الزمن العادي الذي يعيشه القارئ/المتلقي بخلاف زمن الكاتب الذي يعيش الحدث في واقعه...و إن كان الزمن التاريخي هو زمن واحد بالنسبة للكاتب و المتلقي على السواء...زمن الاعتداء زمن الاستكبار و الاستعلاء من طرف القوى العظمى و ما هي بعظمى إلا في نظر الذي لا يعلم أن الله هو القوي و أن ذاك ابتلاء لهم و لغيرهم...
    من هول الصدمة راح يمشي على أقدام نائمة وأوغل في نفق مظلم كي يصحو بلا عينين ..
    سبق حدث الشهادة شيء آخر أحدث صدمة لدى الكاتب الذي ينتمي لأمة...بحيث كانت هذه الأمة تحيى حياة عادية ليس فيها ما هو غرائبي إلى حد ما...إلى حين ما ألم بها من قضاء الله و قدره...حتى أن "المشي أصبح على أقدام نائمة"...هو المشي بخطوات هي أقدام لم تعد تستند إلى المنطق العادي للأمور...لأن الصدمة مهولة و المصيبة كبيرة...فالمشي في حالة النوم و كانت توصف [أنها حالة مرضية] فهي في واقع الحدث حالة سوية على اعتبار أن الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة هي الحالة المرضية التي أنتجت حالة الصدمة حيث تتعطل القوى المنطقية العادية و تبدأ قوى أخرى لها منطقها الخاص...هذه الخطوة في البناء الهرمي للنصيص يشكل قاعدة الهرم لتحقيق نعمة الشهادة...فالشيء الذي خلقته حالة الصدمة أن الحياة أصبحت نفقا مظلما و أن النور الذي يمكن أن يبدد هذا الظلام هو "حالة الشهادة" لتحقيق الحق في زمن الباطل...فالعيون مفتوحة لكنها لا ترى حقيقة الأمور لأن البصيرة التي هي نعمة يعطيها الحق جل و علا لمن شاء الله لهم أن يروا بنور الهدى و بنور الله جل و علا و بنور كتابه العظيم و سنة نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم...
    فاللبنة الأساسية في بناء فضاء و عالم الصحوة يبتدأ بتشكيل الرؤيا/الموقف من الحياة و الإنسان و الكون...فيتجاوز الإنسان الظاهر إلى ما وراء هذا الظاهر...فهناك عالم الشهادة و هناك عالم الغيب...و هنا تأحذ كلمة الشهادة العالم المرئي بالعين و يكون عالم الغيب هو العالم المرئي بالبصيرة و بنور الإيمان... فيرى الإنسان/المؤمن بنور البصيرة الذي يرى أبعد مما هو كائن و مما هو ظاهر و مما يحب و مما يكره و مما باق و مما هو فان إلى غير ذلك مما يفتحه الحق جل و علا على الإنسان...
    "يقول الحق جل و علا: كتب عليكم القتال و هو كره لكم...
    فالإنسان يكره القتال و لا يحب الموت و يرغب في الحياة و من تم عندما يجد الإنسان/المؤمن وجوده قاب قوسين من الكرامة أو المذلة تكون الشهادة بطاقة العبور لعالم الكرامة التي جعل فيه الحق جل و علا جنة عرضها السماوات و الأرض لمن آثر حياة الآخرة على حياة الدنيا...فالحياة هي الحياة لكنها تختلف في الشكل بحسب اختلافها في المضمون الذي يحمله الإنسان كمواقف و ما يدعو إليه كذلك كمواقف...و من هنا قال الحق جل و علا في حق الشهداء أنهم أحياء...
    {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154
    ولا تقولوا -أيها المؤمنون- فيمن يُقتلون مجاهدين في سبيل الله: هم أموات, بل هم أحياء حياة خاصة بهم في قبورهم, لا يعلم كيفيتها إلا الله - تعالى-, ولكنكم لا تُحسُّون بها. وفي هذا دليل على نعيم القبر.[التفسير الميسر].
    و هذا لأنهم يقتلون في سبيل الحق أما الذين قتلوهم فيعتبرون مجرمون و هذا ما جعل الاعتقاد و الإيمان بما أنزل الله جل و علا فيصلا بين الشهيد و المجرم...
    فالمجرمون الذين يعتقدون أن الشهداء ماتوا على اعتبار أن اعتقادهم هو الذي يملي عليهم هذا التصور... يقول فيهم الحق جل و علا فيمن يكذبون بتلك الحقيقة "حقيقة الشهادة التي هي حقيقة الحياة" و يكذبون بعالم الغيب و ما أخبر به الحق جل و علا :أنهم ليسوا بميتين و لا بأحياء...و بينه الرسول عليه الصلاة و السلام في العديد من الأحاديث...
    {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى }طه74
    إنه من يأت ربه كافرًا به فإن له نار جهنم يُعَذَّب بها, لا يموت فيها فيستريح, ولا يحيا حياة يتلذذ بها.[التفسير الميسر].
    فهذا الذي فتح الله بصيرته نتيجة أسباب يسرها الحق جل و علا بدأ ينظر للحياة بنظرة أخرى غير تلك التي كانت عليه من قبل...
    راح يتأمل دماءها المضرّجة بالحب وهي تتعطر في معاني التسبيح وكان آخر أنفاسها تكبيرة شوق .......
    و هذه صورة للشهادة ساقها الأديب بلغة مضرجة بنفحات قدسية و بسكينة ربانية أحاطت بها تكبيرة لمن هو أكبر في الدنيا و الآخرة و الكون بشقيه الدنيوي و الأخروي بعالميه عالم الشهادة و عالم الغيب...
    و من هنا يتساءل القارئ/المتلقي على هذه الشهيدة التي سبقته بحبها إلى عالم الغيب...أهي الأرض التي أنبتت الشهيد...أم هي الحرية التي أنجبت كرامة الشهيد...كرامة الحياة...أم هي الحرية/الكرامة/الحياة التي يحيا من أجلها الشهيد إعلاء لكلمة الحق و ابتغاء وجه الحق الذي خلق الإنسان حرا...و ليعيش حرا في بلد حرة لا تحكمه قوانين الغابة و لكن تحكمها قوانين من خلق الغابة بأشجارها و أحجارها بمخلوقاتها المتعددة و المتنوعة...و على رأسها الإنسان...
    تذكر أن النعش لا يمكن أن يسبق الكفن وعليه أن يختصر التراب قبل أن تتزاحم الأفلاك في ميراثها ..
    و بعد التأمل و صل إلى حقيقة مفادها...أن النعش لا يمكن أن يسبق الكفن...فالحامل لا يمكن أن يسبق المحمول...فالأرض التي تحمل الإنسان لا يمكنها أن تضيع قبل أن يبذل الإنسان/المؤمن حق الله جل و علا في الحفاظ على الأمانة التي وجد من أجلها على هذه الأرض...و من الأمانة حفظ الحياة التي تشمل كل ما له علاقة بما استخلف فيه الإنسان...من أرض و ما عليها و من قيم و ما يحصنها...
    فالاختصار الذي يمكن أن يحقق الحياة هو اعتناق التربة ببطاقة الشهادة...قبل أن تتزاحم الأرواح التي تبدل كل ما تحبه في سبيل إعلاء كلمة الحق جل و علا...و في ذلك فليتنافس المتنافسون...فإذا كانت الجنة بما وصفها الحق جل و علا و بينه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم من نعيم هي الملاذ الأخير لمن مات شهيدا...فمن أجل ذلك فليتنافس المتنافسون في حالة ما يسمى الاعتداء على الأمة على الدين على استخلف فيه الإنسان حفاظا للأمانة التي تحملها الإنسان و أبت الجبال و السماوات أن يحملنها...
    يقول الحق جل و علا: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26
    آخره رائحة مسك, وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق المتسابقون.[التفسير الميسر].
    .. فصام
    وشدّ على بطنه الحجر ، ثم قرر أن لا يفطر إلا على مائدة الله .. مع الأنبياء والشهداء ..
    و هذه وصفة ربانية مستقاة من مائدة الحق جل و علا لمن أراد الجهاد لإعلاء كلمة الله أكبر و لا أكبر سواه...فيبدأ بمجاهدة النفس حتى يحقق ما كان عليه الرسول عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام في ساعة العسرة حتى جاءهم الفرج من عند رب العالمين...
    حتى يحقق إنسان العصر ما حققه الجيل الأول ممن تحملوا رسالة الحق لمن في الأرض جميعا...فليس الفكرة أن يعودوا إلى ذاك الزمن...بل أن يعيشوا قيم ذاك الزمن في زمننا هذا...قيم الإيمان و العمل الصالح و التواصي بالحق و التواصي بالصبر...
    فلو كان الأصل هو عودة الزمن...أي رجوع على مستوى الزمن لعاد آدم و حواء عليهما السلام إلى ما كانوا عليه من النعيم...و إنما هو الابتلاء من أجل التوبة...و التوبة ثورة على الدوام لا تنتهي بتحقيق استبدال فلان بعلان بل باستبدال قيمة بأخرى...
    قراءتي المتواضعة لعمل فني ثقيل قي المبنى و المعنى...
    1- معمارية النص...النصيص فيه بناء متقن من حيث الانتقال السردي من لبنة إلى أخرى...و من صور تحمل من الدلالات الفنية و الغرائبية إلى حد ما... التي تحيل القارئ/المتلقي على منطق معين لتقديم الواقع الذي يمكن القول فيه أنه يمشي بشكل معكوس لما هو مألوف في اتجاه تقويم النظرة للأمور و رؤية الأشياء بمنظار الحق...الذي من المفروض في كل من معتقد بحقيقة لأن يدافع عنها بكل ما أوتي من صبر و عزيمة و بكل
    2- الإضمار...في مسألة الإضمار التي تبدو واضحة من الجملة الأولى...يخفي الكاتب الأنا-الآخر[القارئ/المتلقي]...فالضمير الغائب في الأفعال الثلاثة الأولى...راح – يمشي – أوغل – يعقبه فعل في الحاضر...و كأن إضمار الأنا سيعقبه إظهار لهذا الأنا من خلال فعل الصحوة التي تشهده الأمة...رغم كل النوم – إشارة ضمنية لمن ناموا حتى استيقظوا - أهل الكهف الذين مشوا عبر الزمن في أماكنهم و هم نائمون لسنين عديدة – ثم تبدأ الصحوة بالتأمل كفعل يمارس سلطة التفكيك و التحليل و المقارنة و التشبيه بين خطوات النمو و الارتقاء إلى الأعلى بحكم أن الروح تصعد إلى الأعلى مع كل تكبيرة ككلام طيب الذي يقترن بالعمل الصالح الذي يرفعه...و كأن المؤلف يدعونا للتأمل في قوله جل و علا: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }فاطر10
    3- من كان يطلب عزة في الدنيا أو الآخرة فليطلبها من الله, ولا تُنال إلا بطاعته, فلله العزة جميعًا, فمن اعتز بالمخلوق أذلَّه الله, ومن اعتز بالخالق أعزه الله, إليه سبحانه يصعد ذكره والعمل الصالح يرفعه. والذين يكتسبون السيئات لهم عذاب شديد, ومكر أولئك يَهْلك ويَفْسُد, ولا يفيدهم شيئًا.[التفسير الميسر].
    و هنا و كأنه يدعو القارئ /المتلقي كذلك أن يستعمل فعلا آخر لا يقل أهمية عن فعل التأمل في اللحظة الراهنة و هو فعل التذكر فيما تراكم كحقائق تكون فيها الأسبقية لما يقتضيه منطق الأمور...الذي يأخذ بالأسباب من جهة و بحقيقة المنافسة الحقة من جهة أخرى...
    4- القفلة أو المفارقة...تأتي القفلة كنتيجة منطقية لفعل المجاهدة...مجاهدة النفس...الفوز بمأدبة الحق جل و علا مع الصديقين و الشهداء و الصالحين في جنة عرضها السماوات و الأرض...أما المفارقة فهي المنافسة بين من سيسبق من...هل ستسبقه مع العلم أن الشهداء هم الذين يسبقون إلى الجنة و أن الأرض سيرثها عباد الله الصالحون بعد ما يقضي الله أمرا كان مفعولا...و أن التربة كرمز لكل ما يجذب الإنسان للتشبث بها...الحرية/الهوية/الوطن/الكرامة/الخير و الحق و العدل و الجمال و كل القيم التي تنبتها التربة الصالحة من أجل بناء الإنسان الصالح...
    5- و الشهداء مهما قيل في حقهم فلن نفيهم حقهم...فيكفيهم فخرا أنهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله...يقول الحق جل و علا: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ{169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ{171} سورة آل عمران الآيات 169- 170-171.
    تحيتي وتقديري...
    اخي الحبيب في الله سعيد نويضي
    حياك الله ومرحبا بك وبمرورك العطر الثاني وقراءتك الرائعة
    اسرتني ملاحظات المعبرة عن دراية ومعرفة
    وتقييم دقيق للنص ولاسلوبه ولغته ومكوناته
    جزاك الله خير الجزاء
    ولا حرمنا اطلالاتك العطرة
    مني ومن اهلك في عراق الجرح والرباط والجهاد
    كل الحب والتقدير
    ابو الشهيد


  13. #33
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: التنشيط القصصي الثامــــن

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلك ميمون مشاهدة المشاركة
    بسم الله
    الأستاذ القاص عبد الوهاب محمد الجبوري
    أبو الشهيد
    السلام عليكم
    أشكرك أيّها العزيز ، على انك انضممت إلينا في هذا التنشيط الذي يخصًّ نصا من نصوصك الهادفة . كما أشكرك على كريم دعائك ، و بدوري أتمنى لك و لأهلك الصحة و العافية .و لعراقنا الأبي الأمن و الأمان ، و الحفظ من كلّ الآفات و الفتن ..و أعاده الله لأبنائه الأشاوس :عراق العراقيين و العرب و المسلمين ..و عجل بجلاء الغزاة الغاصبين ، و أذنابهم الأنذال الخائنين ...و إن الغد لمنتظره لقريب إن شاء الله رب العالمين...
    888888
    كم بودي ــ أستاذ عبد الوهاب ــ أن تناقش بعض التدخلات حول نصك ..إثراء للنقاش ، و تعميقا للرؤية السردية ، و معمارية النص .. و في انتظار ذلك دمت مبدعاً ..
    تحياتي / مسلك
    حياك الله اخي واستاذي الكبير الدكتور مسلك ميمون
    كما ارتايت حضرتك وكما يفترض ان يكون فقد دخلت - بعد ان تيسر لي الوقت - وتم مناقشة مداخلات الاخوة
    وملاحظاتهم القيمة .. وساتواصل ان شاء الله مع كل المستجدات والاراء الجديدة لما فيه خير العمل الادبي وتطوره
    ولا يسعني الا ان اتقدم لك ولكل الاخوة والاخوات جزيل الشكر والامتنان على هذا التنشيط ( ليس الثامن وحسب)
    بل مجمل عملية التنشيط التي تقودها حضرتك من اجل خلق روح الحوار والنقاش الهادف لتطوير وكتابة القصة القصيرة جدا
    في هذه التنشيطات دروس بليغة في فن القصة واساليبها وعناصرها ومكوناتها ..
    جزاك الله خير الجزاء ومتعك الله بحبه ورضاه
    اخوك ابو الشهيدد


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •