كيف نواجه المد الفارسي



إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

من المعلوم أن الاختراق الإيراني للعراق مر عبر قنطرة الشيعة العرب والإيرانيين المستعربين، ومظاهر ولاء شيعة العراق والخليج ولبنان لإيران بارزة لا تحتاج إلى أدلة، ولذا فهم يشكلون خطراً كبيراً على الحكومات والشعوب العربية، والعلاج لهذا الخطر يكون بإبراز نظرة شيعة إيران الاحتقارية والعدوانية للعرب بما فيهم الشيعة، واعتقادهم أن من مهام مهديهم المنتظر قتل العرب جميعاً كما قال المجلسي في كتابه «بحار الأنوار».

وإبراز هذه النظرة من أقوى الأسلحة في قطع هذا الولاء المستخدم ضد السنة، وهذا الملك الإيراني الأخير البهلوي حينما سئل عن سر الفتور في العلاقة بين الشعب الإيراني والعرب بشكل عام؟ أجاب: "إننا قبلنا الإسلام من العرب، ولكننا لا ننسى أن العرب هم الذين أزالوا دولتنا القوية".

ولذا لم يقبل الشيعة بالحسين ويعظموه إلا لأن أم علي بن الحسين هي ابنة ملكهم "يزدجرد" بعد ما جاءت مع الأسرى الإيرانيين كجارية، فوهبها أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه – للحسين، ولقد اتهم المرجع الشيعي العراقي آية الله حسين المؤيد إيران بأنها "أكثر خطراً على الدول العربية من أمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن لديها "مشروعاً قومياً" يهدف إلى السيطرة على المنطقة حسب رأيه.

ولذا يعتبر هذا المرجع العراقي الشيعي أن المشروع الإيراني في العالم الإسلامي "ليس مشروعاً إسلامياً ولا شيعياً عاماً، بل مشروع قومي"، ومن الأدلة العملية الملموسة في عداء إيران الصفوية للشيعة العرب ما يلاقيه شيعة الأحواز العرب حيث الفقر المدقع - رغم وجود 90% من النفط الإيراني في مناطقهم -، والاضطهاد والتفريس لمناطقهم، وقتلهم رغم أنهم شيعة، فهل يرغب شيعة العراق والخليج بمصير كهذا عندما يتطلعون لحكم إيران لمناطقهم؟

وفي العراق أدلة أخرى حيث سعت إيران لإقناع شيعة الصدر العرب (الصدر أصله إيراني، وقد هاجرت أسرته إلى العراق من مدينة محلة الإيرانية في القرن الثامن عشر، ويتبعه كثير من الشيعة العرب) بالقيام بذبح سُنّة العراق لقطع العلاقة التاريخية بين سُنّة العراق وشيعته، وبعد قيامه بهذا الدور تخلت عنه للأمريكان ليؤدبوه أو ليخلو الجو للفرس كما تخلت عنه من قبل في معاركه مع الأمريكان في النجف.

وانظر في قادة الحكومة العراقية تجدهم من ذوي الأصول الإيرانية وعلى رأسهم قائد الائتلاف الشيعي عبدالعزيز طبطبائي المتسمي بالحكيم، والذي تتحدر أسرته من شيراز جنوبي إيران، ووزير الداخلية السابق والمالية الحالي باقر جبر صولاغ خسروي، ومستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي وهو موفق باقر كاظم وغيرهم، ولا يخفى أن المرجع الشيعي علي "السيستاني الذي هو صاحب الكلمة العليا في العراق مواطن إيراني لا يتكلم العربية بشكل جيد، أما الشيعة العرب فلهم التهميش في الحكم الشيعي الجديد.

ولم يكتف الصفيون بتهميش الشيعة العرب بل شاركوا في ذبحهم عبر السيارات المفخخة كما حدث في مدينة الصدر قبل شهرين، وتبين أن السيارات المفخخة قدمت من إيران، واعترف أحد المنفذين بعد القبض عليه بعلاقة فيلق بدر الإيراني بالتفجيرات، وكان آخر المذابح الصفوية للشيعة العرب ما حدث قبل أيام في النجف من مجزرة طالت المئات من شيعة العرب، فماذا ينتظر شيعة العرب؟ هل يترقبون مهدي الشيعة ليذبحهم مع العرب؟

وهذه العنصرية الفارسية ليست ضد العرب فقط بل حتى ضد شيعة أذربيجان الذين اصطفت إيران ضدهم في نزاعهم مع الأرمن النصارى، لا لشيء سوى أنهم أتراك، ولم يشفع لهم تشيعهم، ومن أجل تخفيف ولاء شيعة العرب لإيران وشرهم على بلادهم؛ فعلى دعاة السنة وحكوماتهم ووسائل إعلامهم التركيز بشكل كبير، وإبراز معاناة شيعة الأحواز العرب على يد إيران أمام كل الشيعة العرب ليعلموا أن هذا مصيرهم إن حكمتهم إيران.