الأديبة زهور ونيسي :..أول وزيرة في الجزائر


زهور ونيسي اسم أنثوي جميل صنع نفسه جزائريا وعربيا في التاريخ والثورة والأدب والسياسة ، هذه السيدة الوقورة –حفظها الله –لا ترضى بغير الريادة مقاما ولا بغير التميز حضورا، فهي مجاهدة ومعلمة وأديبة وسياسية ووزيرة هي ابنة قسنطينة –مدينة الجسور – وتلميذة الشيخ عبد الحميد بن باديس ومروّجة أفكاره الإصلاحية ودعوته لحماية اللغة العربية ولا أدلّ على ذلك من أنها رفضت أن تكتب بالفرنسية الموضة الشائعة إلى الآن بين الكتّاب المغاربة ، وتمسّكت بالعربية لغة وثقافة لتعبّر عن الثورة الجزائرية وقيم النضال الوطني التي عاشتها تجربة بحلاوتها ومراراتها..
زهور ونيسي ..المجاهدة:
تغني زهور ونيسي خارج السرب حين تعترف –كما تذكر جريدة الراية –بأنّ انضمامها للثورة لم يكن خيارا بقدر ما كان واجبا أملاه الحسّ الوطني وأجبرها على أن تتخلّى على أحلامها الطفولية حول اللعب والمرح والملابس الزاهية وتسريحات الشعر الجميلة ، كما أنّها لم تستشعر فرحا عميقا بلذّة الاستقلال لأنّ وعيها النضالي نبّهها إلى أنّ جهادا أكبر ضدّ الجهل والتخلّف والأميّة في انتظارها هي وأبناء جيلها..
زهور ونيسي ..الوزيرة :
كان تاريخ زهور ونيسي الثوري وثقافتها العالية معروفا لدى صناع القرار غداة استقلال الجزائر لذا استدعيت هذه السيدة لتكون أول جزائرية تحمل حقائب وزارية ، فكانت أوّل وزيرة تشرف على قطاع الشؤون الاجتماعية عام 1982، وأول وزيرة للتربية الوطنية عام 1986 كما كانت عضوا في المجلس الشعبي الوطني في الفترة من 1977 إلى 1982 ،وكانت أول امرأة جزائرية تتولى رئاسة تحرير مجلة تعنى بقضايا المرأة أسمتها مجلة "الجزائرية..
وعن تجربة كونها وزيرة ، تقل " كانت تجربة رائعة جدّا ..قضيت فيها أجمل سنوات عمري ..ولأنّ المسؤولية تكليف وليست تشريفا فأنا مقتنعة بأنّي عملت بكلّ جهد ، وأعتقد أنّي نجحت بامتياز بدليل أنّي فتحت المجال لنساء أخريات نجحن بدورهنّ في تسيير وزارات مهمّة"
زهور ونيسي ..الأديبة :
يقدّم التاريخ شهادته بأنّ زهور ونيسي هي أولى الأديبات الجزائريات اللاتي كتبن باللغة العربية في الجزائر ، فقد نشرت أول مجموعاتها القصصية بعنوان "الرصيف النائم" عام 1967 بمساعدة ومباركة الناقدة المصرية سهير القلماوي ، وتلتها مجموعات قصصية أخرى : "على الشاطئ الأخر" (قصص 1974) "من يوميات مدرّسة حرّة" (رواية 1978) "لونجا والغول "(رواية 1996) "عجائز القمر "(قصص1996) روسيكادا (1996)
وصدر لها مؤخرا مجموعتها القصصية "الساكنة الجديدة ،وقد كتب مقدّمتها زوجها الأستاذ أحمد جابر ،قال فيها " لا يزال همس قلمها يصنع من الألم عطرا و أملا ، وينقّي من الرمل حبات لؤلؤ مصقولة بفلسفة الحبّ والجمال ، هادئة بتواضع العارفين ، ..إنّها زهور ونيسي في مجموعتها القصصية الجديدة فاقرأوا لتستردّوا لأنفسكم بعضا من قيم ضائعة أو مسلوبة..
والآن وهي تقارب الثمانين تخطط لمشروع سيناريو يحكي معاناة الجزائريين الذي نفاهم الاستعمار الفرنسي إلى كاليدونيا وسيخرج هذا السيناريو في شكل مسلسل تلفيزيوني من إخراج الجزائري سعيد عولمي ، فأرجو أن يكون ذلك قريبا ، ونرجو أكثر لهذه السيدة الوقور أن يحفظها الله كما حفظت لغة الضاد في الجزائر..