Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
"عمرو خالد".. إلى متى؟!

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 85

الموضوع: "عمرو خالد".. إلى متى؟!

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية جواد البشيتي
    تاريخ التسجيل
    23/12/2006
    العمر
    68
    المشاركات
    272
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي "عمرو خالد".. إلى متى؟!



    "عمرو خالد".. إلى متى؟!

    جواد البشيتي

    ثمَّة ظاهرة دينية ـ ثقافية ـ اجتماعية ـ سياسية جديدة هي ظاهرة "الداعية عمرو خالد"، إنْ صحَّ أنَّ اسمه الحقيقي، أو جزءا من اسمه الحقيقي، هو "عمرو خالد".

    "عمرو خالد"، أأدرك ذلك أم لم يدرك، هو جزء؛ بل هو من أهم أجزاء، "الحل" لمشكلة تسمَّى في بعضٍ من الغرب الثقافي ـ السياسي "الوحشية السياسية في الإسلام (الكامنة تارةً، والظاهرة طوراً)". وقد كان السؤال الذي وجدوا في "عمرو خالد"، ومن هم على شاكلته كمثل الدكتور زغلول النجار، بعضاً من جوابه هو "كيف نَنْزَع من الإسلام، فكراً وعملاً، تلك "الوحشية السياسية"، فيتحوَّل إلى ديانة للخلاص الفردي، ويُقام، بالتالي، برزخ بينه وبين كل مقاومة عربية للحرب الإمبريالية الشاملة التي تخوضها الولايات المتحدة، بالتعاون مع قوى غربية أخرى، ومع إسرائيل، ضد الوجود القومي العربي، وضد المصالح والحقوق القومية والديمقراطية للعرب؟ القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم لا تخوض حروبا دينية خالصة، على افتراض أنَّ التاريخ عَرَفَ "الحروب الدينية الخالصة"، وإنَّما توظِّف الدين، نزاعاً وصراعاً.. وحواراً، في حروبها الدنيوية الخالصة.

    لقد أرادت أن تدل الشباب المسلم ـ الذي، بفضل عدائها الإمبريالي للعرب، اشتد لديه الميل إلى "أسْلَمة" مقاومته لها، وإلى أن يُظْهِر ويؤكِّد قوة إيمانه والتزامه الديني في المقاومة، وبها، والتي يرى فيها "جهاداً" ـ على تجارةٍ تنجيها هي من عذاب أليم، فدلَّته على "إسلام الخلاص الفردي (الأخلاقي)" الذي يدعو إليه "عمرو خالد".

    إذا تحدَّث "عمرو خالد" في الأمور والقضايا السياسية التي تشغل بالنا وفكرنا، أو إذا توفَّر على "تسييس الدين"، فإنَّه لا يتحدَّث إلا بما يقع موقعا حسنا في نفوس ذوي المصلحة في نشر روح الانهزامية القومية بين شبابنا. إنَّه، في تلك الأمور والقضايا، لا يصمت دهرا إلا لينطق كفرا.. وقد نطق بشهادة تلمودية إذ روى قصة المسجد الأقصى، عَبْر فضائية مُسخَّرة له، ولأمثاله، هي فضائية "اقرأ"، بما يتَّفِق مع أوهام "العهد القديم".

    هذا الداعية الدعي، الذي، لجهة أسلوبه في محاورة الشباب، أرى فيه سقراط في طور المهزلة، روى لنا وكأنَّه "شاهد عيان" أنَّ النبي داوود، وبأمر من الله، هو الذي بنى المسجد الأقصى؛ وقد بناه في مكان بيت رجل يهودي؛ ثمَّ جاء النبي سليمان ليُكْمِل، بأمر من الله أيضا، ما بدأه داوود. وغني عن البيان أنَّ هذا المعبد، الذي يسميه الداعية "المسجد الأقصى"، هو "هيكل سليمان"، الذي، بحسب الرواية اليهودية، التي لا سند لها في التاريخ والواقع، يقع تحت المسجد الأقصى.

    ولعل خير دليل على أنَّ "عمرو خالد" لا ينطق إلا بما يرضي، سياسيا، صُنَّاع ظاهرته هو أنَّ غير فضائية إسرائيلية تبث برامجه الدينية التي يتَّجِر بها في سوقي "اقرأ"، و"L.B.C" التي يملكها حزب الكتائب اللبناني، وتعود عليه بربح جزيل يحسده عليه كبار "التجار غير الشرعيين".

    علم المحاسبة الذي درس شحذ حسه التجاري، وجعله لا يتورَّع حتى عن "تسليع" الدين، وعن استحداث فرع جديد لـ "قطاع الخدمات" هو "مكاتب الخدمات الدينية" التي يبيع فيها لجمهوره المسكين حتى "النغمات الدينية للموبايل".

    ذات مرة، تفتَّق ذهنه عن فكرة عبقرية للتضامن مع الشعب العراقي، مؤدَّاها أن ينفر المسلمون إلى "الجهاد الموبايلي"، فيكثرون من الاتصالات الهاتفية العشوائية مع العراقيين. ولولا الخراب الذي يعم شبكة الهاتف العراقية لعادت فكرته بربح ملاييني على شركات الموبايل التي يتعاون معها "عمرو خالد" على البر والتقوى.

    عجزه عن تحقيق فكرته العبقرية جعله ييمِّم وجهه شطر المعجزات، فدعا مشاهديه، الذين جلهم من أبناء البرجوازيين الذين يريدون لأفلاذ أكبادهم تديُّناً "يُغَنِّمهم (أي يجعلهم أغنام) سياسياً، إلى أن يقولوا "حسبي الله ونعم الوكيل" مدة 24 ساعة، فينجلي الغم عن الشعب العراقي!

    لقد رأيتُ أولئك الشباب من الجنسين وقد أسلموه عقولهم الصغيرة، وقلوبهم الكبيرة، ليُعيد خَلْقها على مثاله، وعلى مثال مساندي دعوته من أمثال صفاء أبو السعود وزوجها. رأيته، وبعدما انتهى من أسْلَمة الرواية التلمودية لهيكل سليمان، يتصبَّب عرقاً من فرط ما بذله من جهد فكري وديني لإثبات قضية تشغل بالنا وفكرنا وهي أنَّ البصاق في الشارع حرام؛ لأنَّه يؤذي الملائكة!

    هذا هو زمننا العربي.. زمن "عمرو خالد"، وهيفاء وهبي، وسمير جعجع.. و"بوس الواوا"!


  2. #2
    مترجم
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    1,119
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    كلام يستحق الكثير من التفكير والتأمل ، هذا إن صح أن عمرو خالدكان ألعوبة في أيدي الآخرين ولم يكن مدركا أنه كان بمثابة العرائس المتحركة .
    شكرا أستاذ جواد


  3. #3
    مترجمة الصورة الرمزية ايناس حمدي
    تاريخ التسجيل
    13/10/2006
    المشاركات
    2,925
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    السلام عليكم أستاذ جواد البشيتي
    اتفق معك فيما ذكرت بخصوص الأستاذ عمرو خالد وانا نفسي شاهدت هذه الحلقة التي تحدث فيها عن قصة بناء المسجد الاقصى . لكن ما علاقة ذلك كله بالاستاذ زغلول النجار ... اعتقد ان هناك فارق كبير بينه وبين الاستاذ عمرو خالد . الاستاذ زغلول النجار يحاول أن يكشف عن الاعجاز العلمي في القرآن والسنة ويعتمد على البحث العلمي ولقد توصل بالفعل الى اكتشافات مذهلة .
    مجرد سؤال.
    http://www.elnaggarzr.com/
    مع خالص تحياتي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ايناس

    There are two ways of spreading light: to be the candle or the mirror that reflects it

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية رشيد المنـاوي
    تاريخ التسجيل
    04/11/2006
    المشاركات
    136
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    تحية للجميع
    و كأن الاخت ايناس تطرح سؤالي الشخصي،
    إذ ما أعرفه شخصيا عن زغلول النجار ليس ما ذكرتم، إلا ان كانت هناك أمور غائبة عني..
    صحيح أن هناك بعض المؤاخذات عليه في ميدان الاعجاز العلمي، و هو ميدان أشتغل فيه شخصيا، من قبيل اعتبار بعض النظريات حقائق علمية، و هو ما لا يتماشى مع منهج البحث العلمي في ميدان الاعجاز، إلا أن هذه الأخطاء من قبيل ما يقع فيه العنصر االبشري فليس أجد منا معصوما، أما ما سوى ذلك فأنا لا أعرفه فأرجو الايضاح..
    أما بالنسبة لعمرو خالد فأظن أن هذه الحلقة كانت فقط تلك القطرة التي أفاضت الكأس كما يقال..

    [align=center]Responsable de la version française du site
    www.55a.net[/align]

  5. #5
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21


    كلمة حق أريد بها باطل

    الاخوة الأعزاء،

    لقد انهارت تاريخانية التوراة المفبركة وانهارت مصداقيتها بالأدلة العلمية الآثارية، وثبت لليهود أنفسهم أن ما ظنوه أرض إسرائيل لا صحة له، وأنه لا يمت بأية صلة إلى الأرض والأمكنة الافتراضية الخيالية المذكورة في توراتهم.

    لذلك فقد انهارت كل التفسيرات التوراتية للتاريخ، أما محاولة الأستاذ عمرو خالد التي قام بها في سنواته الأولى لتفسير التاريخ توراتيا فقد كانت محاولة فاشلة ومتأخرة وغير ناضجة وغير ضرورية. وأعتقد أنه ينبغي عليه أن يتراجع عن هذا الخطأ غير اللائق، وأن يحاول الحد من انتشار تلك الحلقة التلفزيونية المعنية لما فيها من خطأ وتضليل.

    ربما كانت كلمة الكاتب الأستاذ جواد البشيتي في هذه الجزئية كلمة حق، لكن ما دونها من كلام يوحي لنا أنها كانت كلمة حق أريد بها باطل.

    ودمتم،

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  6. #6
    - الصورة الرمزية حسام الدين مصطفى
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,876
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل جواد البشيتي
    الأخوات والأخوة الكرام
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
    عندي قناعة خاصة بأن لا أتجرأ وأناقش المسلمات الدينية لاحترام جبلت عليه للفقهاء وعلماء الدين، ولجهل أستشعره في نفسي كلما أوغلت في دراسة الدين... فكنت ولا زلت أرى في كلمات الفقهاء ورجال الدين نواميس هم بها أعلم مني، وأكثر قدرة على تحمل تبعات ما يأتون به. لكن ذلك لم يمنعني في كثير من الأحيان أن أعمل الفكر والدراسة في بعض الأمور التي لا تصطبغ بصبغة الفقه البحت، ولا الشرائع التي أقرها النقل، ولا الاجتهادات التي اتفق عليها العقل...

    واليوم أجد أن أستاذنا الفاضل جواد البشيتي قد أثار موضوعاً –شاء قدر الله أن يكون أول ما تقع عليه عيناي اليوم- وهو الحديث عن "ظاهرة الأستاذ عمر وخالد" وقبل أن أبدأ مداخلتي فإن أرى أن أضع قاعدة هي ركيزة الحديث وهي أن الحديث عن الأفراد أو تناول ما يثيرونه من قضايا لا يبنى على هواجس شخصية أو نقد لذات الشخص... فالأستاذ عمر خالد مثله كشخص عندي كأي فرد، وما دفعني للكتابة هنا ليس الشخص، وإنما " الظاهرة"
    ظهر الأستاذ عمرو محمد حلمي خالد، والذي اشتهر فيما بعد باسم الداعية عمر خالد خلال التسعينات من القرن الماضي ليذيع صيته في مصر ثم انتشر منها إلى باقي الدول العربية لقد عمر خالد بدأ بإلقاء الدروس في نادي الصيد في حي الدقي في القاهرة، ثم إلى مسجد المغفرة في حي العجوزة حتى ازدحم المسجد ولم يتحمل، فانتقل منه إلى مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، حيث ذاعت شهرته بقوة، وبدأ الشباب المسلم يحضر دروسه قادمين من أماكن بعيدة ،كما بدأت دروسه في ذلك الوقت تذاع على القنوات الفضائية وخاصة على قناة إقرأ الفضائية حتى أصبح معروفاً في سائر الدول العربية والإسلامية...
    تلك كانت تقدمة صغيرة عن ظاهرة رجل شغل بالي لفترة غير قصيرة خاصة عندما أثيرت قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم...
    إن المتدبر في هذه الظاهرة سيكتشف أن جذورها تعود إلى ثلاثمائة عام انقضت، حين ظهر الإسلام الوهابي في شبه الجزيرة العربية والذي تم استغلاله في هذه الفترة لأغراض سياسية قد لا يتسع المجال لتناولها وإن كانت جميعها موثقة مذكورة في العديد والعديد من المراجع عربية وأجنبية. إن ما يعنينا هنا هو أن المد الوهابي أسهم في خلق وتكوين كيان سياسي في شبه الجزيرة، وطبق ما عرف فيما بعد بأسلوب " تسييس الدين"، واستمرت مظلة الفكر الوهابي تخدم تلك الأغراض السياسية حيناً من الدهر، وخرجت من تحت عباءتها جماعات وجماعات.
    وبدأ الفكر الوهابي يعرف التصدير إلى خارج حدود شبه الجزيرة العربية، فاستبانت القوى الامبريالية ما له من قوة مؤثرة، فاستطاعت أن تطوعه ليصبح حائط صدها أمام المد الشيوعي، وهرع الكثير إلى أفغانستان بعد أن ألهبتهم فتاوى الاستشهاد، ومقاتلة أعداء الله... وباتت قلوب المسلمين تدعوا للمجاهدين في فلسطين وأفغانستان على حد سواء.
    ثم... انتهت المهمة.... وارتد سهم الصانع في نحره .... والتفت المجاهدون إلى الولايات المتحدة .... وبين عشية وضحاها تحولوا من وصف " المجاهدين" إلى " الإرهابيين" هم في كابول "مجاهدين" وفي نيويورك " إرهابيين" ...
    لقد انتبهت الولايات المتحدة إلى أن الزمام قد أفلت من يدها فأرادت أن تعمل الكيانات السياسية على تغيير لونها السياسي... فكان لابد من فتاوى تشير إلى أن شهداء أفغانستان الأمس هم إرهابيو نيويورك اليوم ...
    ولم يكفي هذا ... كان لابد من أن تتغير أيضاً ثوابت الفكر ... فالإسلام القائم على التقى والورع والزهد في الحياة والانشغال بالآخرة لم يعد مصدر إعجاب لدى القطب العالمي الأوحد.... فإسلام الاستغناء عن الدنيا وزخرفها لم يعد يخدم مصالحها الاقتصادية ولا الأمنية ولا السياسية ... فما الحل؟؟
    كان لابد من ظهور " نسخة" جديدة من الإسلام الرأسمالي المنفتح على الغرب.... ومن يقوم بذلك؟ كان لابد لمن مسح فانوس علاء الدين السحري فخرج منه الجني أن يعيد هذا الجني إلى مكمنه، ويبحث عن زجاجة عطر ماركة " شانيل أو هابي إن بلووم" لينثر عبقها .... فبزغت ظاهرة عمر خالد..
    رجل معاصر يختلف في الشكل والمضمون عن باقي المشايخ التقليديين بعمائمهم ولحاهم تلك التي أصبحت تنفر الغرب وتشعرهم بالقلق، وكلام يختلف عن هتافات المنابر، ودموع تروي عطش الإنسانية المعذبة، و رسالة تدعو إلى صلاة الفروض ولعب الجولف .... وأن تعطي الصدقات وتكون لك أسهم في شركة متعددة الجنسيات... لا مانع أن نسير على خطى الحبيب، على أن تكون وجهتنا نحو التعايش مع الغرب. كفى المسلمين كلاماً عن أصول دينهم، وقصص أنبيائهم، ودورهم في عالمهم، عليهم أن يشغلوا بالهم الآن بالقفز إلى أرجوحة الغرب التي تتراقص على نغمات الانفتاح على الآخر...
    كان لابد من ظهور " نسخة" مضغوطة لاسطوانة تعزف أنشودة الهوليكوست الغربي وما ذاقه على يد الإسلاميين ... وما أروع أن يشدو به أحد المسلمين..
    إنني -كمسلم-أحمل عمرو خالد مسئولية إضاعة فرصة عظيمة على المسلمين وهي فرصة إقرار قانون بالأمم المتحدة يجرم الإساءة إلى الأديان بما فيها الاسلام ... وذلك بعد حادثة الرسوم الكاريكاتيرية... فقد ذهب ومعه بعض صحبه إلى الدنمارك منصباً من نفسه متحدثاً رسمياً باسم الإسلام في مؤتمره الذي أصر على عقده في كوبنهاجن تحت اسم " مؤتمر الحوار" وذلك رغم رفض الكثير من علماء المسلمين لذلك، فما كان من نتيجة لذلك إلا أن فشل مؤتمره، وضاعت معه الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية التي كان من الممكن ممارستها، وتميعت مشاعر السخط التي كانت تنادي بقانون كقانون " معاداة السامية" الأشهر... لقد أعطى عمرو خالد الدنية في ديننا.... وجاء بإهانة أقسى من تلك التي ربما يكون الصحفي قد وجهها للمسلمين عن جهل أو سوء طوية ...
    إن مرجعية خالد لا تتعدى الثقافة العامة والتي لا تؤهله أضعاف أضعافها من أن يرتقي سدة الدعوة، فإن كانت مبادئه تميل إلى العولمة والتخصص، فالرجل دارس للتجارة، ودرس بمعهد الدراسات الإسلامية ويسعى للحصول على الدكتوراة من بريطانيا في موضوع الإسلام والتعايش مع الغرب.
    وبالنظر إلى المرجعية الفقهية له فهي لا تتجاوز المعلومات العامة، وما جاء به اجتهادا معظمه خطأ مبني على تفسير شخصي والبقية منه مغالطات دينية وفقهية وتاريخية ومنطقية .... وهذا مثبت بمراجع كثيرة منها ما هو منشور بالفعل وهذا ما سأورده هنا تفادياً للإطالة:
    http://www.sunna.info/books/amr_khaled.php

    أدعو الله أن لا يأتي يوم نرى فيه دعاة يعظون على أنغام الروك أندرول إرضاءً لخاطر القطب الأوحد. ... ويكفي أن أحدهم خرج علينا لينادي بأن نتحرى الحلال فلا نقوم باستخدام وصلات الأقمار الصناعية بينما هو لم يسأل الجهة المعلنة عن أسماء الأغنيات التي ستسبق إعلانه أو تأتي بعده...

    مترجم خبير- محاضر دولي
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    مؤسس المدرسة العربية للترجمة

    active5005@yahoo.com
    www.facebook.com/hosam.e.mostafa.771

  7. #7
    المدير العام
    زائر

    افتراضي

    رسالة لمجموعة واتا الإخبارية لم تصل للأعضاء من الدكتور قاسم سارة من شبكة أحسن الطبية وهو عضو في مجموعة واتا الإخبارية منذ سنوات وكان مسجلا في المنتديات السابقة.

    "رداً على ما كتب حول الأستاذ عمرو خالد أطلب شطب اسمي من هذا المكان"

    إدارة الجمعية بدورها تستغرب هذه الكلمات التي لم يكلف صاحبها نفسه التعبير والدفاع عن رأيه ونحن نرفض أن يكون أمثال الدكتور قاسم سارة في هذا المكان ونطلب منه أن لا يزور بوابة الجمعية ولا منتدياتها ولا مجلتها إن كان يحترم كلمته ونفسه!

    يرجى القفز وعدم التعليق على مضمون هذه المداخلة منعا لحرف مسار الموضوع والمداخلات المطروحة.


  8. #8
    مترجمة وكاتبة مستقلة الصورة الرمزية هالة لولو
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    المشاركات
    53
    معدل تقييم المستوى
    18

    Thumbs down


    أستغرب كثيراً هذه السخرية ... والتي لا تليق بمثقف .
    أتمنى أن يراجع الأساتذة أراءهم أكثر حول رجل داعية أحب دعوته وأخلص لها.


    تعليق اليوم:
    " الغيرة (الحسد) في القلوب تنهش العقول
    "

    live every day like it is your
    last day and don't leave
    a mess behind you

  9. #9
    مترجم - كاتب صحفي الصورة الرمزية هشام السيد
    تاريخ التسجيل
    14/10/2006
    المشاركات
    622
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل جواد البشيتي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بدايةً أنوه إلى أنني لست مؤيداً لعمرو خالد ولا معارضاً له ، فللرجل أسلوبه الخاص في تناول بعض الشخصيات الدينية ، وخاصة القديمة منها .هذا الأسلوب:-
    * قد يعجب البعض ، والدليل هؤلاء الملايين من أتباعه ومحبيه عبر أقطار العالم الإسلامي ، فضلاً عن المسلمين المقيمين في بلاد الغرب .
    * وقد لا يعجب البعض الآخر ، بدليل أن هناك الملايين ممن لا يؤيدونه ولا يقتنعون بمادته ولا طريقته ولا أسلوبه الدعوي .

    هذا أمر نتفق عليه جميعاً ، ولا خلاف في ذلك .
    أما أن تصنفه كرجل يحمل في صدره قرآناً وسنة وتاريخ وسيرة ، مع هذه الشخصيات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواد البشيتي مشاهدة المشاركة

    زمن "عمرو خالد"، وهيفاء وهبي، وسمير جعجع.. و"بوس الواوا"!
    فهذا هو ما أختلف معك فيه ، فللرجل إحترامه كغيره من أصحاب القضايا الفكرية ، ولسنا هنا لنصنف البشر حسب أهوائنا الشخصية .
    فعلى سبيل المثال ، مقالتك هذه الماثلة بين أيدينا ، كثيرون هم المؤيدون لها ، وكثيرون هم المتحفظون عليها ، فهل للمتحفظ الحق في نعتك ببعض الأوصاف التي لا تليق بك وأن الكاتب والمفكر والمثقف الذي يؤيده البعض ويعارضه البعض الآخر ؟؟
    ديننا الإسلامي علمنا أن نحترم الآخر ولا نحقره ، فقال:-
    ( كلكم لآدم وآدم من تراب ).
    وقال ( إنما بعثت متمماً لمكارم الأخلاق )
    وقال ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
    هذا هو رأيي الشخصي ، ولك كل الحق في قبوله أو رفضه ، وأرجو ألا أكون بذلك قد سببت لك بعض الضجر .
    ولك مني كل التقدير والاحترام

    قمة الصبر أن تسامح وفي قلبك جرح ينزف..
    وقمة القوة أن تبتسم وفي عينيك ألف دمعة

  10. #10
    مترجمة مستقلة-باحثة أنثروبولوجية الصورة الرمزية داليا أحمد عبد الرحيم مصطفى
    تاريخ التسجيل
    02/01/2007
    العمر
    55
    المشاركات
    268
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أتمنى أن نستمع إلى بعضنا البعض و ألا يفسد الاختلاف للود قضية، و أدعو الله أن يمكّننا دائماً من تطبيق القواعد الديمقراطية في الحوار وألا يمارس أي منا إرهاباً فكرياً ضد آخر لمجرد إبداء رأي، أو يصادر حقاً مكفولاً لآخر في طرح وجهة نظره ؛ فمن أصل التسمية: هي مجرد وجهة نظر و قد يرى زيد أمراً من زاوية أخرى غير التي يرى منها عمرو نفس الأمر. أما المحاسبة فلا تحق لأي مخلوق كان؛ إنما هي من اختصاصات الخالق وحده عز و جل.


    لي معكم لقاء في هذا الصدد بعد الانتهاء من بعض المهام الملحّة.

    في هذه الأثناء، يمكنكم الاطلاع على الروابط التالية:
    http://weekly.ahram.org.eg/2003/639/fe1.htm

    http://weekly.ahram.org.eg/2002/614/fe1.htm

    أحدها كتبه أستاذي المرموق و المتخصص في رصد الحركات الاجتماعية الدكتور عاصف بيات -إيراني الأصل بريطاني الهوية- عن "ظاهرة عمرو خالد." أما المقال الثاني فكتبته جيهان شاهين من الأهرام ويكلي. لا تعبر آراء من سبق ذكرهم بالضرورة عن رأيي و إن كنت أتفق معهم في الكثير فيما يتعلق بالظاهرة و ليس بالضرورة بالأشخاص.

    إلى لقاء قريب
    داليا

    داليا أحمد عبد الرحيم مصطفى (أم نديم)
    مترجمة حرة/باحثة
    طالبة دكتوراه
    ماجستير في العلوم الاجتماعية و الأنثروبولوجيا- الجامعة الأمريكية بالقاهرة
    بكالوريوس الصحافة و الإعلام-الجامعة الأمريكية بالقاهرة
    بريد إلكتروني: deemost@hotmail.com
    [movet=left]
    [movet=right]It's what money can't buy that counts most.[/movet[/movet]]

  11. #11
    مترجمة مستقلة-باحثة أنثروبولوجية الصورة الرمزية داليا أحمد عبد الرحيم مصطفى
    تاريخ التسجيل
    02/01/2007
    العمر
    55
    المشاركات
    268
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أستاذ حسام...لا تتوقف كلماتك المتزنة عن إبهاري و لا يزال المنطق الذي لا تفتقر إليه آراؤك أبداً (أدامها الله عليك نعمة) يضاعف من تقديري لأستاذ متعقل مهموم فقط بما يستحق الاهتمام من قضايا بلده. أحترم ذكاءك و أسلوبك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أم نديم

    داليا أحمد عبد الرحيم مصطفى (أم نديم)
    مترجمة حرة/باحثة
    طالبة دكتوراه
    ماجستير في العلوم الاجتماعية و الأنثروبولوجيا- الجامعة الأمريكية بالقاهرة
    بكالوريوس الصحافة و الإعلام-الجامعة الأمريكية بالقاهرة
    بريد إلكتروني: deemost@hotmail.com
    [movet=left]
    [movet=right]It's what money can't buy that counts most.[/movet[/movet]]

  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية محمد محي الدين جانو
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    العمر
    65
    المشاركات
    85
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أكلما خمدت فتنة أو حتي قبل أن تخمد يشعل احدهم غيرها
    لا حول ولا قوة إلا بالله

    ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) صدق الله العظيم

  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد بوعلي
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    640
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأساتذة الأفاصل
    قد نتفق مع الأستاذ جواد حين وصفه لعمرو خالد بأنه ظاهرة ... وأهم ميزات الظواهر أنها تغدو ملزمة لمؤيديها لدرجة المشيخة ...والمثال واضح أمامنا في الأستاذ الذي انسحب بسبب أن شيخه قد انتقد على منتدياتنا ... وهذه العقلية هي أخحطر النماذج التي ينبغي محاربتها والدليل على أن الطريق أمام التغيير مازال طويلا.. من منا لم يعجب بالأستاذ عمرو ويتلقى دروسه ومواعظه ..لكن أليس من حقنا أن نقرأه قراءة نقدية ؟ والدليل على ماجاء في كلام الأستاذ جوزاد أن عمرو خالد يساهم في الدعاية للقناة السعودية ويعطي لدعايته مساحيق إيمانية (مثل اعتبار من شفر القناة بدون إذن صاحبها موعده النار) ...
    لكن هذا لايمنع من التساؤل : أليس عمرو خالد بدل أن يكون بديلا للاسلام التكفيري يعطينا صورة أخرى لإسلام مسامح قريب من القلوب وممكن اعتناقه في العصر الحالي ؟ وأليس عمرو خالد هو من جلب الشباب من الكازينوهات إلى دور العبادة وجعلهم يؤمنون بقدرتهم على مسايرة العصر ؟ واليس عمرو هذا هو الذي قدم للناس صورة جديدة عن عالم ليس بالضرورة المعمم الذي يردد الكتابات القديمة بل يقربها إلى دجمهور مختلف الشرائح ؟
    هذه أسئلة للتواصل وليس للاتباع كما فعل صاحبنا أعلاه
    وأستكمالا للنقاش أنقل إليكم دراسة للأستاذ سعيد بنكراد أستاذ السيميائيات السردية حول نفس الموضوع :
    عمرو خالد : الهوية وسلطة السرد
    عرفت ظاهرة عمرو خالد، الداعية الإسلامي الشهير، انتشارا واسعا في الوطن العربي كله. وهي ظاهرة لا تثير الاهتمام حولها من حيث بعدها الوعظي الإرشادي، فتلك ممارسة معروفة في الدين والأخلاق والاجتماع والسياسة أيضا، ومثيلاتها كثيرة في حياتنا بدءا من الدروس التي يلقيها الأئمة في المساجد، مرورا بأحاديث الإذاعة والتلفزيون، وانتهاء بتجارة الشرائط والأقراص المدمجة المرئية منها والمسموعة.
    إن الجديد في هذه الظاهرة شيء آخر، ونادرا ما يتم الانتباه إليه، أو إثارة الشكوك حوله. فما تقدمه " الجلسات " ليس وعظا حافيا يعتمد الخطاب التقريري المباشر في بلورة رسالته، بل هو أسلوب قصصي أداته المثلى في " النصح " و" التنبيه" و" التوجيه" و" التحذير " هي سرد حكايات تعيد صياغة حياة ماضية تقود حتما إلى بلورة " قواعد للفعل " كما يقتضي ذلك كل خطاب أُطروحي محكوم بغائية " مَثَلية " توجد خارجه. وبدون هذه الغائية لن يكون لهذا الخطاب أية قيمة، فـ" المَثَلية "، التي هي في الأصل تعميم لنموذج قيمي عام، تفرض على القصة الإحالة على عوالم توجد خارج أحداثها المباشرة، فهي دعوة صريحة إلى الانتماء إلى نوع أخلاقي عادة ما يكون مفصولا عن إكراهات الزمن ومقتضياته (1).

    وعلى عكس الكثير من " الدعاة " المعاصرين الذين يبنون خطابا وعظيا قائما على الترهيب والتخويف من النار والسلاسل الممتدة طويلا في أرجل المارقين وأعناقهم، فإن عمرو خالد اختار سبيلا آخر يعتمد " المحبة " التي تبشر بجنات الخلد التي أُعدت للذين تطهروا في الأرض من كل الأدران ( يطلق على جلساته مع الجمهور " نلقى الأحبة"). لذلك، فهي ليست محبة إنسانية عامة، بل محبة موجهة ومبنية على نموذج أخلاقي واحد، لأنها تستند إلى وقائع مخصوصة أبطالها ينتمون إلى دائرة قيمية واحدة هي القاعدة الأساس في بناء سلوك طاهر ونقي تجسيدا لهوية لا يأتيها الباطل من أي اتجاه، فنماذجه السلوكية منتقاة من نبع صافي لا يعرف الشر. وإن وقع الخطأ، ونادرا ما يكون الخطأ خرقا كليا للنظام القيمي العام، فإن المخطئ يخضع لطقس استئناسي يعيد له سلامته الأصلية الجسدية والنفسية، كما هو الحال في قصة كعب بن ملك التي سنعود إليها في هذا المقال.

    إن الخطأ في هذا النظام عرضي وطارئ وليس عنصرا داخل ثنائية تتضمن بالضرورة الحد ونقيضه، لذلك يجب ألا نعده جزءا من سلوك إنساني هو بالضرورة سلوك ناقص لاندراجه ضمن الزمنية الإنسانية. وهنا تكمن أهمية " الطابع المثلي " لكل القصص التي تُروى في هذه " الجلسات". و" المثَلية " هنا لها طابع خاص، فهي ليست معطاة من خلال وقائع القصة الأولى، بل يبنيها الفعل السردي الثاني ( صوت عمرو خالد). فالقصة الأولى ( المعطى التاريخي) ليست سوى ذريعة لرواية قصة أخرى هي مزيج من الوقائع القديمة وحالات النفس المؤمنة في زمننا الحالي وردود أفعالها، أي ما ينبثق عن خطاب الترغيب والتحريض على العودة إلى أصل يعيد للهوية بهاءها ونقاءها.

    وكما سنرى ذلك لاحقا، فإن هذا الأسلوب منبثق من استراتيجية خاصة في الإبلاغ بمفهومه الدعوي. فالخطاب الديني في " الجلسات " ليس خطابا قيميا يبني عوالمه استنادا إلى مفاهيم مجردة تدعو إلى هذا الفعل وتنهى عن ذاك، إن الأمر على خلاف ذلك. فالعوالم المشخصة (الحياة كما تكشف عن نفسها من خلال سلوك الأفراد والجماعات) هي التي تقود إلى صياغة القيم المجردة على شكل " خلاصات كونية " ( هي كذلك في سذاجتها)، يبلورها السارد، بمساعدة الجمهور السامع/الرائي، في نهاية كل جلسة، فيما يشبه لقاء معلم بتلاميذه.

    ومع ذلك، فإن الحكايات المقصودة هنا ليست تخييلا خالصا يُبنى استنادا إلى عوالم ممكنة تتمتع بحرية كبيرة في التأليف وانتقاء العناصر المؤثثة للكون الممثل. وبعبارة أخرى، إنها ليست مجرد حكي بسيط يكتفي بسرد أحداث خاصة بحياة فرد أو مجموعة من الأفراد، بل يتعلق الأمر، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، باستراتيجية جديدة في التواصل الإنساني تعتمد أساليب إقناعية تبتعد عن الوعظ المباشر واستمالة القلوب وافتتان العقول استنادا إلى إكراهات الكون القيمي المجرد. إن اختيار القصة أسلوبا للوعظ والإرشاد، معناه اختيار السرد أداة للإقناع. وهو ما يعني الانحياز الصريح إلى نظام " المحتمل" بكل آلياته على حساب " الوصف الموضوعي" للعالم.

    ذلك أن المحتمل لا يندرج ضمن ما تبنيه الحقائق الموضوعية أو تشير إليه وقائع التاريخ، كما لا يحتاج إلى برهنة المنطق وآليات الحجاج، إنه خطاب من طبيعة أخرى. فهو يعتمد الانفعال أسلوبا أمثل للوصول إلى لاشعور الآخر والتأثير فيه وتوجيهه. أو هو، بعبارة أخرى، إقناع لا يكشف عن آليات اشتغاله، إنه مقنع، فهو يتوارى خلف الجزئيات والعناصر البسيطة والأحاديث والتعليقات والأوصاف المتنوعة. وتلك طبيعة كل الإيديولوجيات التي عرفها التاريخ الإنساني : إنها لا تحضر في الوجود إلا مجسدة في وقائع مادية، تماما كما هو حال المعنى، إنه لا يمكن أن يوجد إلا باعتباره جزئية ثقافية نسبية مرتبطة بنسق مولد، و" النسق المولد هو سلسلة الإكراهات التي ننتج ضمنها الوقائع السلوكية ونتداولها ونستهلكها ". (2)

    ولهذا السبب، فإن فضاءات الوجدان شيء آخر غير آليات الرقابة العقلية، إنها تتكون من حالات انفعالية مبهمة وغامضة تعشش فيها صور تتغذى من الحكايات والأساطير والأحلام والرؤى البعيدة، وكل العوالم التي لا تحتاج إلى تحليل منطقي يأخذ في الحسبان مقتضيات الزمن وإكراهات الفضاء ومتطلبات الحس السليم. استنادا إلى هذا، فإن الإقناع الذي يعتمد الأسلوب السردي ينزاح عن منطق الحجاج والبرهنة ليخاطب تلك المناطق المظلمة التي لا تستهويها أدوات العقل ومنطقه في رؤية الأشياء والاقتراب منها وتصنيفها.

    وضمن المحتمل يبني السرد كافة عوالمه، واستنادا إليه تبلور استراتيجيات الإقناع السردي آلياتها الخاصة في الوجود والاشتغال. فهذا الإقناع يعتمد بالأساس الطاقات الانفعالية التي تشتمل عليها الوضعيات الإنسانية المألوفة. وهي وضعيات لا يمكن إدراك مضامينها إلا من خلال ما يطلق عليه في السرد " حالات التحول "، وهي الحالات التي يُنظر إليها عادة باعتبارها مدى محسوسا نقيس من خلاله حركية الزمن الذي يتخلص، حين يتشخصن، من طابعه الكمي العام ليصبح وعاء لسلوك إنساني محسوس له حجم وامتداد وغاية.

    وتستمد الاستراتيجية التي يتبناها عمرو خالد " مصداقيتها" من السرد التاريخي ( الإحالة المرجعية التي يمكن إثباتها تاريخيا) لكي تسرب عبره " حقائق جديدة "، هي في واقع الأمر مجموعة من الأحكام الإيديولوجية والتصورات الخاصة بالهوية والزمن والسلف والخلق والامتداد والعودة والأصل الثابت، أي كل ما يقود إلى رهن الحاضر بالماضي، ورهن الحياة الفعلية بعوالم أخرى شبيهة بحياتنا لكنها موجودة خارج الزمن الإنساني.

    إن كمية " التوتر" و" الإحساس الجياش" و" الاندفاع" و" الشعور بالحزن أو الألم أو الندم " لا يمكن العثور عليها في " المواقف الكبرى" و" الأوصاف العامة "، إنها تستوطن الشقوق الدقيقة والخيوط الرفيعة التي عادة ما لا تطالها يد المؤرخ، ولا تثير اهتمام الباحث في القضايا القيمية الكبرى. إلا أنها تعد قوة ضاربة في خطاب الوعظ الديني لداعيتنا. فهو يقوم، من أجل استثارة هذه الطاقة الانفعالية، بإعادة صياغة المشهد الموصوف من قبل السارد الأول وفق غايات جديدة هي " تأويل" و" قراءة " فيما تقوله" الملامح المتخيلة " لا ما ترويه الوقائع. يقول كعب بن مالك وهو يروي قصته:

    " وفي اليوم الأربعين جاء من يقول لي إن رسول الله يقول لك : إن الله يأمرك بأن تعتزل امرأتك، فقلت أأطلقها أم ماذا أفعل ؟ فقال لا تطلقها ولكن اعتزلها ولا تقربها، فقلت لها الحقي بأهلك وابقي عندهم ".

    وعندما يصل الموقف الدرامي إلى حالاته القصوى، وتشتد الانفعالات يتوقف عمرو خالد، ويستعيد صوته ليكتب المشهد السردي من جديد بلغته الخاصة قائلا باللهجة المصرية : " ونا ناقص" ( ألا يكفي ما جرى لي ؟ )، مصحوبة بمجموعة من الإيماءات : حركات الرأس والعينين واليدين، وهي أدوات تواصلية قوية تشحن هذه الجملة بمجموعة من الانفعالات المتباينة في وقعها، فهي تشتمل على بعد مأساوي، وتشتمل على فعل الطاعة والامتثال لأوامر هي حالة استئناسية وليست تعذيبا ساديا، وهي الحالة التي من خلالها سيتم الربط بين حالة كعب كفرد معزول وبين حالات الجمهور الحاضر كحالة حضارية عامة.

    فما يستميل السامع/الرائي هو هذا البعد المشخص الذي يحول القيمة المجردة إلى سلسلة من الأفعال المجسدة في مواقف " حزينة" أو " سارة " أو " درامية " أو مشوقة ". وهذه المواقف هي وليدة نفس سردي جديد يبلور قصة جديدة تبني وقائعها مما يفصل بين وقائع القصة الأولى. وبعبارة أخرى، إن الطاقة الانفعالية هي نتاج " مؤول طاقوي"، بتعبير بورس، ينقل أثر الوقائع على السارد الأول إلى الجمهور المشاهد من خلال ذات السارد الثاني ( عمرو خالد) : يعيره اللسان والجسد والقلب، ويستعير منه قيم الماضي التي عبرها يستعيد الحاضرون هويتهم : يكفي أن نشير هنا إلى أن عمرو، وبلغة الأستاذ، يسأل أحد الحاضرين أو الحاضرات ماذا كنت ستقول لرسول الله لو كنت مكان كعب، ليتحول المشهد كله إلى حالة جذب قصوى ينخطف فيها الذي يُسأل ويتوهم أنه حقا أمام رسول الله.

    وبما أن السرد هو كل هذه العناصر وغيرها، فإن هذه الطاقة الانفعالية التي يضعها السارد على مسرح التمثيل تسلب من المشاهد آليات الدفاع والحماية. فالعقل في هذه الحالة، يتوقف عن العمل والمراقبة ويطلق العنان لآليات أخرى تفعل فعلها في غفلة من الرقابة وآليات الضبط. حينها يتحرر الفعل ورد الفعل من كل القيود، وتنتفي المسافات وتتقلص الأحقاب وتتداخل فيما بينها، ويصبح التاريخ كله لحظة واحدة وحيدة القيمة، وليس له من وجهة أخرى سوى العودة إلى هذا الأصل الصافي الذي يبدو بعيدا في الزمن، ولكنه قريب جدا على مستوى الحكايات. إن حقائق العقل ليست هي حقائق التمثيل المشخص، تماما كما أن حقائق التاريخ ليست هي الحقائق التي تبنيها العوالم الممكنة. لذلك فإن الهوية في مضمونها الأقصى تبنى على مستوى المتخيل لا على مستوى معطيات الواقع المباشر.

    وهذا أمر بالغ الأهمية، فالسرد يتحدد عادة باعتباره أسلوبا في تمثيل عوالم " المحتمل " والكشف عن صوره المتعددة التي لا تكتفي باستعارة قضايا كبرى من واقع يشير إلى سلوك إنساني " معقول" أو ممكن الحدوث أو على الأقل قابل للتصور، بل يبني أيضا عوالم تستمد هويتها من الجزئي والعادي والمألوف. وهذا الترابط بين ثيمات التاريخ ومحطاته الكبرى، وبين جزئيات الفعل الإنساني كما تجسده القصص الخاصة هو السمة المميزة " للجلسات ". فما تقدمه " الجلسات" ليس أمرا مفصولا عن التاريخ، ( فالحكايات تحيل على وقائع وشخصيات يعرف عنها القارئ العربي الشيء الكثير)، ولكنه ليس من التاريخ في شيء، فالحكايات لا تستعير من هذا التاريخ سوى الإطار المرجعي العام، لتتعامل معه باعتباره قاعدة ارتكاز توجيهية من حيث التحديد الزمني ومن حيث إحالاته الإيحائية في الذاكرة المعاصرة ( الغزوات والبطولات والفتوحات التي لا تتوقف). لذلك سيكون من العبث البحث عن بنية الحكاية ودلالاتها المتنوعة في الواقعة التاريخية ذاتها. فالواقعة هنا للتضليل لا لإثبات الحقائق، فهي لا تحضر في الحكاية، وبشكل مفارق، إلا من خلال تفاصيل وجزئيات لا يدرجها المؤرخون عادة ضمن السرد التاريخي.

    إن التخلص من مقتضيات التاريخ وعبئه يمر عبر " تضخيم" الواقعة من داخلها، أي النفخ فيها من حيوية الفعل الإنساني المشخص. وهو ما يعني فصل الفعل عن بعده الزمني، لكي يصبح عابرا لكل الأزمان، وهي صيغة أخرى للتخلص ببساطة من الزمن ذاته. إن الهوية، كما سبق أن رأينا ذلك، هي، كما كانت دائما، استحضار لماضي، لا إسقاط لآت. إنها ليست سوى ذاكرة بمضمون زمني/قيمي ممتد نحو الماضي، إنها وعاء زمني يشتمل على وضعيات وأحداث ومواقف ورموز وكل ما يمكن أن يشتمل عليه متخيل أمة ما. لذلك، فإن استعادة الماضي " المجيد" لا يتم من خلال إحياء المفاهيم، بل يمر بالضرورة عبر تعميم للحكايات. ففي أغلب الحالات يتم بناء الهوية على مستوى المتخيل لا على مستوى الواقع، فالمتخيل وحده قادر على التحايل على الزمن الفيزيقي وتحويله إلى كميات يُشكلها السارد وفق هواة.

    وتلك ميزة كل الحكايات التي تُروى في الجلسات، إنها قائمة على تمفصل مزدوج : انتماء إلى التاريخ من حيث الإحالات الزمنية، ومن حيث المضمون القيمي وثبوت الواقعة أيضا، وانتماء إلى عوالم التخييل من حيث الصيغ المعتمدة في التشخيص السردي، وهي صيغ تعيد سرد " مسرود" أول، أي خلق حالة تراكب بين " سرد أصلي" وبين " سرد تعليقي". فالانتماء الأول يحدد " الهوية " في بعدها الحضاري التاريخي المثبت في وقائع يمكن التأكد منها، ويدرجها الثاني ضمن عوالم المتخيل حيث تكتسب أبعادها الرمزية، وهي الأبعاد التي بها تحيى ومن خلالها تتخلص من الزمان، و بها تقاوم وتحمي الذات من الذوبان أيضا.

    وهذا ما توضحه " قصة " كعب بن مالك المشار إليها أعلاه ( وهو ما نصادفه في كل حكايات الجلسات أو " نلقى الأحبة " كما تسمى). وهي القصة التي يرويها السارد الثاني ( إن الأمر كما رأينا يتعلق بقصتين لا قصة واحدة). فهذه القصة وثيقة الصلة بغزوة تبوك. ومع ذلك، فإن الأولى في حاجة لأن تروى كي تعرف وتُتداول، لأنها قصة فرد معزول يعيش حياة محدودة في الزمان وفي المكان، في حين لا تحتاج الثانية إلى ذلك، ويكفي ذكر اسمها والتذكير بها ضمن باقي أحداث التاريخ الإسلامي لكي يستحضر المتلقي كل ما يعرفه عنها وعن غيرها من الغزوات. إن القصة الأولى تنتمي إلى السرد الشخصي الذي يحكي تجربة تندرج ضمن نظام المحتمل، أي ضمن نظام العوالم الممكنة التي هي أساسا بناء ثقافي لا يستمد قيمته من الإحالات المرجعية المباشرة. أما الثانية فهي واقعة من التاريخ، يمكن أن نتحدث عنها من خلال كل ما يحيط بها، نتحدث عن زمنها وعدد الجنود المشاركين فيها، ونتحدث عن قتلاها وجرحاها وأسراها وعدد المفقودين والسبايا والغنائم وما شئتم من العناصر التي نعثر عليها بالضرورة في كل الغزوات. ولكننا لن ننسب إلى التاريخ " واقعة " من قبيل " ابتسم محارب في وجه فتاة مسبية "، أو " صرخ جندي صرخة عنيفة وقد أصابه سهم في القلب"، فهذه جزئيات لا يقبلها الزمن التاريخي، لأنه بطبعه " مبسط كبير" على حد تعبير فيسيلوفكسي Vessélovski. ومع ذلك، ولأن هذه العناصر " غير التاريخية " من هذه الطبيعة، فإنها هي ما يشكل جوهر قصة كعب، وهي التي تجعل منها أحداثا جديرة بأن تروى، باعتبارها " حقائق" تنتمي إلى تاريخ متخيل.

    فقد تخلف الرجل عن هذه الغزوة دون مبرر، بل تخلف عنها وهو في أحسن حالاته المادية والمعنوية، وكان بإمكانه أن يلحق بالركب ولم يفعل، ولم يجد شيئا في داخله يمكن أن يثنيه عن التخلف. إن هذه الحقيقة الجارحة التي برع السارد في التمثيل لها عبر إضافة جزئيات تنوع من وجوهها، هي الأساس الذي ستقوم عليه القصة، وربما هي مبررها الأول والأخير. فكل الشحنات الانفعالية الموزعة على مشاهد القصة تنبعث من هذه البؤرة ومنها تستخرج القيم وتعمم الخلاصات وتنتشي الذات بنفسها في حالة من أشد حالات الإشراق الإنساني، أو هكذا يصورها السارد.

    كذب المنافقون الذين رفضوا المشاركة في الغزوة، وذكروا أسبابا واهية واستغفروا الرسول فغفر لهم. ولم يستطع كعب فعل ذلك، لقد قادته عزة النفس وصدق النية إلى أن يقول الحقيقة كما هي. ونفى أمام الرسول صراحة أن يكون عنده ما يبرر فعلته، وأُمر المؤمنون بمقاطعته وشخصين آخرين هما مرارة بن ربيع وهلال بن أمية وألا يكلمهم أحد لمدة خمسين يوما حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

    كان عليه أن يتطهر تماما كما سيتطهر المشاهدون ( القريبون الموجودون في القاعة، والملايين الذين يتابعون القصة عبر فضائيات الخليج) من خلال التماهي الاستيهامي الذي يسميه إيكو " تشهي الإثم " (3)، والتشهي يأتي عبر ما يسميه إيكو أيضا " التهدئة" التي تقود إلى خلق " زمن للتشنج " (4)، من أجل تأجيل الحل الدرامي، أي الدفع بالانفعال إلى حالاته القصوى لكي يكون السقوط مدويا، ويكون التطهر قد وصل إلى أعلى درجاته. فتأجيل " الحل " لا يتم من خلال قصة كعب، لأن قصة كعب لا تحتوي إلا على القليل من الدرامية، أو على الأقل ليس لها نفس وقع القصة التي يرويها عمرو خالد، بل يتم من خلال " الإضافات" المتتالية، وهي سلسلة من التوقفات ( تقنية التهدئة في السرديات)، التي تمنح السارد فرصة إثارة انفعالات الجمهور الحاضر والمتفرج والتحكم فيها وتوجيهها في اللحظة المناسبة نحو الغاية المناسبة : يعطيهم شيئا قليلا ( قصة رجل أخطأ واعترف بخطئه )، ويأخذ منهم الشيء الكثير،( اعترافات عفوية ومباشرة)، وهي اعترافات شبيهة بتلك التي يبوح بها الخاضع للتنويم المغناطيسي كما يحدث ذلك في أساليب العلاج النفسي.

    بل إن الأمر أكبر من ذلك، فقصة كعب بن مالك لا قيمة لها خارج سياقها التداولي الثاني. فهي لا تعدو أن تكون قصة من أخطأ واعترف بالذنب وتاب. أما قصة عمرو خالد فهي عابرة لكل قارات النفس" الإنسانية ". فكلمة واحدة " تخلف " ( تخلف عن غزوة) مأخوذة من قصة كعب بن مالك تصبح أداة لإثارة كل حالات " التخلف": تخلف الفتاة عن التحجب، وتخلف الفتى عن أوامر الله وربطه لعلاقة مع بنت الجيران، وتخلف الرجل عن الصلاة، وتخلف الغني عن إخراج الزكاة.... وما تشاؤون من المواقف التي لا تستقيم داخل النسق القيمي الذي يبلور السارد حدوده المشخصة.

    وهنا يكمن الفرق بين ما ينتمي إلى التاريخ حقا، وبين ما يعود إلى السرد التخييلي، فما يرفضه المؤرخ هو ما يشكل القصة التخييلية، ومن هذه الكوة الضيقة جدا ( والواسعة جدا أيضا لأن السرد مكون أساس في التاريخ لأنه زمني) يتسرب عمرو خالد إلى القصة التاريخية ليحولها إلى أداة لمضمون هو شيء آخر غير دروس الدهر أو عبرة التاريخ، إنه مضمون لهوية تتطور خارج التاريخ وضد قوانينه. فالتاريخ ليس زمنيا، بل هو حالة حضارية استقرت على شكل هو الأصل النهائي والكلي لحياة لا تعرف فصلا دقيقا بين عالم أرضي وآخر سماوي. فالتقدم في التاريخ يتم من أجل العودة إلى نقطة البدء، والزمن يتطور وينمو ويتجه نحو الأمام بقدر اقترابه من نقطة البداية، والبداية أصل، إلا أن كل" أصل " هو أصل اعتباطي، إنه نقطة في زمن يدور بلا توقف، فكل نسق يملك" نقطته الأصلية " ولا وجود لنقطة أخرى سوى ما يحدده النسق القيمي.

    وهو ما يعلنه الخطاب التقديمي صراحة، حيث يتحدث السارد عن الجنة، التي خلقت خصيصا للمسلمين دون سواهم، وقد تحولت إلى شوارع ومنازل وحدائق غناء، يتجول فيها الناس كما يفعلون في الأرض، ويتبادلون فيها التحيات، ويروون أخبار الحياة، ويقيم عمر بن الخطاب مأدبة يدعو إليها من يشاء من الأحبة. ويتوجه السارد نحو الحاضرين، ويخاطب فتاة بالمفرد المخصص متحدثا عن الجنة :

    - تخيلي نفسك ماشية مع السيدة سمية، وراجعة مع السيدة عائشة.

    - معزومة على العشا.

    - لك موعد مع عمر بن الخطاب لكي يحكي لك عن ولايته.

    - عمر بن الخطاب عامل عزومة، وعازم فلان وفلان.

    وهكذا تصبح الجنة في " الجلسات" هي ما عاشه الأوائل من المؤمنين في مكة والمدينة أيام الرسول حيث كان كل شيء جميلا، وحيث كان الناس يعيشون وفق مبادئ عامة ومجردة هي منتهى السمو الأخلاقي، لا وفق ما تفرضه حاجات الحياة الإنسانية على الأرض. فالسارد يقدم هذه المرحلة من خلال تصوير يفصلها كلية عن الزمن، فهي عنده حالة أصلية أولى لا تقوم سوى بمحاكاة ما يقع حقا في الجنة.

    إن الأمر يتعلق برغبة مأساوية في العودة إلى نقطة أولى عندها يبدأ التاريخ وفيها ترسم النهاية المؤكدة لهذا التاريخ. فمع البداية حددت النقطة النهائية التي لن تكون سوى عودة جديدة إلى أصل لا يتحدد من خلال الثنائيات المؤسسة للوجود الحالي، إن الأمر يتعلق بالعودة إلى عالم نقي صافي وطهراني، كل شيء فيه جميل، ومجرد التفكير في الشر يعد تأنيبا لضمير لا تأخذه سنة ولا نوم. إن الحالة التي يتم تصويرها شبيهة بما تحيل عليه مقولة " صدمة الولادة " التي تحدث عنها أوتو رانك في التحليل النفسي، حيث الولادة استفاقة من حلم جميل كان يعيش فيه الإنسان داخل عالم لا يعرف الشر ولا يعرف الحقد والجوع والعمل والتعب، كل شيء يُعطى له دون مقابل أو مجهود أو استجداء. وتلك هي الهوية الجديدة التي يبشر بها عمرو خالد، استقالة مطلقة للعقل والتفكير والوجدان الخلاق.

    ]

  14. #14
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    مازلت أقرأ باهتمام


  15. #15
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    27/02/2007
    المشاركات
    41
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    أعتقد أن أكبر مشكلة وقعنا فيها نحن العرب بالخاصة والمسلمون بالعامة هي رفض الآخر...

    أظن أننا يجب أن نتفق على أمر واحد فقط وهو أننا لا بأس إن اختلفنا... وللأسف نحن كلنا متفقون على أمر واحد معاكس وهو أننا نحارب من نختلف معه ..

    لا أتفق مع كاتب الموضوع بل أرى نظرته متحيزة وغير شمولية ، رغم أنني أول من انتقد عمرو خالد في منتداه منذ حوالي ثلاث سنوات عندما كان يحضر برنامجه صناع الحياة ولم يطردني المشرفون بل تكلمت عدة مرات مع عمرو خالد شخصيا وأحداها بمنتهى القسوة التي تحملها الرجل دون أي تذمر.. وكذلك في موضوع الرسومات فقد انتقدت موقفه في منتداه أيضا ..
    ولا أظن أن شتم أي إنسان مخلص في عمله ويحاول أن يكون مخلصا في عقيدته فيه أي فائدة.. ولا أتفق مع من يرفع أي شخص ليضعه في مستوى لا يقبل النقد بل من الواجب تفنيد كل خطأ خاصة عند من هو في بداية التزامه بمبدأ كعمرو خالد والذي لازال شاباً فلازال أمامه سنوات عديدة يحتاج فيها الرجل أن ننبهه عند كل شاردة وواردة لينضج كما يجب فهو قليل الخبرة والمعرفة رغم اندفاعه وتفانيه..

    وأخيرا فأظن أن مدير المنتدى قد أخذته ثورة غضب لا تليق به عندما كتب ما كتب في الرجل الذي طلب حذف اسمه ، لأن الحلم لا يزيد البيت وأصحابه إلا رفعة.. ومن يدخل البيت فأهلا به ومن يخرج مغاضبا فمع ألف سلامة وكلنا يعرف قصة معن بن زائدة مع الأعرابي الذي هجاه قائلا :

    سأرحل عن بلاد إنت فيها... ولو جار الزمان على الفقير

    فأجابه معن: إن أقمت فينا فمرحبا بك ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة....


  16. #16
    شاعر / أستاذ جامعي الصورة الرمزية نذير طيار
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    1,025
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أحبذ في مثل هذه الحالات الابتعاد عن المواقف المتطرفة.
    فهناك من لا يحب عمرو خالد لأنه يبغض كل الإسلاميين.
    وهناك من الإسلاميين من يبغض عمرو خالد لأنه لا ينتمي لذات مدرسته الفكرية، كما هو حال بعض السلفية.
    وإن كنت أوافق الإخوة في ضرورة دراسة الظاهرة وتقييمها، أنا لا أوافق على الطعن في إخلاص الرجل وصدقه. ولا في مقارنته برموز الفجور والفساد.
    المطلوب هو إعطاء الرجل حجمه الحقيقي. فلا هو بالعالم ولا المفتي.
    من ناحيتي أرى غياب الشحنة العقلية عن الخطاب الدعوي لعمرو خالد، فالحماس الفياض غالب على دروسه.
    بساطة دروسه وشعبية لغته هي التي صنعت جمهوره.
    من الطبيعي أن لا يجد أصحاب الثقافات الواسعة مبتغاهم عنده.
    ولا زلت مخالفا له في قضية الرسوم الكاريكاتورية.
    كذلك لا زلت لا أفهم قناة إقرأ هذه، وظاهرة الشيخ صالح على وجه الخصوص.
    وهي ظاهرة الجمع بين المتناقضات، بين قناة الأفلام والأغاني الخليعة وبين إقرأ؟
    وأخطر ما طرحه الإخوة هو هذا الدور في الترويج لإسلام أمريكاني وديع مسالم؟؟؟

    رياضيات - صحافة - شعر - فلسفة علوم - معلوماتية

  17. #17
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    وأخطر ما طرحه الإخوة هو هذا الدور في الترويج لإسلام أمريكاني وديع مسالم؟؟؟
    نذير طيار
    صدقت أستاذ نذير ولكن من سنسمع ومن سنصدق لقد بات الطعن من الجميع في الجميع ليس هناك ذقن لم تسلم من الطعن أين الحلَّ أين؟ أتراهم نجحوا في رَمينا بهوة الحيرة ؟من سيخرجنا مادامت الثقة بالجميع مزعزعة؟


  18. #18
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    06/02/2007
    المشاركات
    98
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بسم الله

    ما أسهل أخوتي الكرام من الكلام ..وخاصة إن كان الواحد منّا محميّا ومحصّنا ومن خلف الشاشة .

    وما أسهل رمي التهم جزافا بغير رويّة أو تمعن ..

    وما أسوأ أن نكون إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساؤوا أسأنا .

    ولكن ما أشدّ وقع هذه الآية في القلوب الواعية : " وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .


  19. #19
    مترجم
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    1,119
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إخواني .. أخواتي
    _ بلا تحليل للظاهرة أدعي أني أعرف عن عمرو خالد الكثير بإستثناء النقطة التي أوردها الأستاذ جواد والتي أراها مجرد تنظير.
    - وأقول أن للرجل بعض السقطات التي تمس الإعتقاد.
    - أظن أنه مسئول مع آخرين في ظهور جيل جديد من الشباب المتدين بالأسلوب المودرن ( يعني مفيش مانع نروح رحلة لندن - معسكر بنين وبنات - والبنات تلبس جينز بس المهم إيشارب سبانش يغطي الشعر علشان الحجاب)
    - يقولون أنه يشبه إلى حد كبير الواعظين الأنجليكان ويقلدهم حرفيا في الأسلوب وحتى في بعض الألفاظ .
    - يقولون أيضا أنه أصبح أداة لتنفيذ خطط وحملات دعائية لشركة إيه أر تي ( حملة سرقة الإشتراكات التي إشترك فيها عمرو بشكل غير مباشر )
    - يقولون أيضا أنه أسُتقطب من قبل المخابرات البريطانية لتقديم الصورة الجديدة للإسلام على الطريقة الغربية.

    دعوني أقول لكم ... ورغم كل ماقيل وبغض النظر عن صدق ما ورد من عدمه ...فإن عمرو خالد في رأيي إستطاع وخلال فترة وجيزة جدا أن يؤثر في الملايين في العالم الإسلامي ، فعل عمرو خالد ماعجز عنه فطاحل العلم ... حيث ظل الدين معهم وكأنه طلسمات وأحجيات لا يتجرأ أحد على مناقشتهم إن (قل أدبه) ليفهم شئ... وجد الاف الناس ضالتهم في عمرو لأنهم متعطشون للدين ولا يوجد من يروي ظمأهم...... إهتدى الآلاف بفضل الله على يديه... حرك جمود وتكلس وتيبس وتعفن الكثيرين من علماء الأزهر وغيرهم وأستفزهم ليغيروا من أساليبهم الرثة حين شعروا بالغيرة منه رغم أنه أقل علما بكثير منهم .. فرأينا العديد منهم الآن بدأ يلتحم أكثر بالناس ويبسط المفاهيم بلا تفريط.
    إستطاع عمرو خالد أن يفهم لغة عصر الإتصالات والثورة المعرفية وتمكن إلى حد كبير أن يحسن إستغلال هذه الإمكانات لصالح الدين ( رغم السقطات ). سيسجل التاريخ لعمرو خالد ريادته في آليات إتصال علماء الدين بالجماهير المتعطشة للدين .
    أما سقطات عمرو فهي كثيرة ,و إن كنت أتلمس فيها حسن النية وضعف العلم من جانبه ..وكان يكفي أن يحتضنه من هم أكثر علما منه ليوضحوا له ويخططوا له ويستغلوا نجاحه بدلا من أن يتحولوا لمعاول تهدمه .
    أحترم عمرو خالد لأنه يتحرك بينما نحن وغيرنا نائمون ننظر ونتفلسف ولا نفعل سوى الكلام .. الكلام .. الكلا.......الك.
    .


  20. #20
    أستاذ بارز الصورة الرمزية تميم فخري الدباغ
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    60
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم
    اؤيد بشدة ماجاء به الاخوة والاخوات من ترك الخوض في الكلام عن الاشخاص خصوصا الشخصيات التي لابد ان نعترف انها قدمت الخير الكثير لشباب الامة وعلينا ان لانركز على الاخطاء التي قد تقع لاننا جميعا خطائون وهذه من صفات جميع البشر عدا الرسل والانبياء .
    فلاننسى انه قدم لنا بافضل صورة سيرة الرسول الكريم وهو اليوم يقدم لنا افضل الصور عن الائمة الاربعة وماقدمه في برامج نلقى الاحبة وغيرها ، نعم يجب ان نقر ان هذا الرجل أثر باسلوبه في مخاطبة الشباب وخلال سنوات بسيطة بشكل لم يسبق له مثيل .وهو لم يدعي يوما انه مفتي او عالم ولم يعطي فتوة معينة بل ترك كل ذلك للعلماء الفقهاء ،اما ان ننسى كل شي ولانذكر سوى العيوب والاخطاء فهذا غير صحيح وعلينا ان نحكم بالظاهر فالله وحده يعلم مافي الصدور .

    والسلام


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •