آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: صمت كبير ومظلم (مقال مترجم)

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية Amerhannini
    تاريخ التسجيل
    07/10/2006
    العمر
    45
    المشاركات
    117
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي صمت كبير ومظلم (مقال مترجم)

    صمت كبير ومظلم
    كتبه:إليعازر ياعري*
    (صحيفة هآرتس الإسرائيلية بتاريخ 6/2/2012م)
    ترجمة: عامر الهنيني


    بعد سنوات قام خلالها أعضاء كنيست من العرب بالتوجه للقاء الرئيس السوري راغبين إليه جاء صمتهم على المذبحة المخزية التي ارتكبها بأبناء شعبه. ثلاثمائة إنسان قتلوا ولم تنظم أية مظاهرة استنكار في ميدان الناصرة.

    أكثر من 300 إنسان قتلوا في سوريا آخر الأسبوع على يد حكومتهم، على لهب الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون. قوضت منازلهم ومازال المئات مقبورين تحت الأنقاض، وتخلفت سلسة طويلة من الدماء وراء الأرقام. صور تتأرجح لأولاد صغارألقوا من النوافذ، وصور التقطت بالهاتف المحمول لرجل ماش ٍ فسمع دويّ طلقة فيسقط قتيلا ً.

    أكثر من ثلاثمائة! حدث هذا بعد أيام قليلة راح خلالها " فقط " 15، و35، و58 قتيلا ً! حصل هذا هنا.. على معبر حدودي على بعد ساعة بالسيارة من كريات شمونا.. رئيس فاشي لا رادع له يذبح أبناء شعبه.. قد تقولون إن المحللين للأحداث بعدون أن ينتهي هذا في أسابيع قليلة ويتدخل مجلس الأمن، آلآن تذكر؟ كان هذا شأنا ً داخليا ً يقتل العرب بعضهم البعض والآن رقّ فؤاده؟

    قد تقولون إن هذا إجمالا ً حدث وحشي يثبت لنا فقط أنه لا يمكن الثقة بالعرب، وعليه يمكن الاستمرار في الصمت ونسيان كل ما يمكن أن يتعلق بالاتفاق الإقليمي القائم على التفاهم والتعاون الفعال والتنازلات بالطبع.

    منذ أشهر وأنا أكتب في هذا الموضوع وأحاول أن أخاطب قلوب منظمات حقوق الإنسان. قضيت أفضل سنيّ حياتي وكرست همتي ونشاطي لترسيخ قواعد هذه المنظمات مع إيمان عميق بعدم إمكانية تجزيء حقوق الإنسان: لا لتمييزامرأة تضع مولودها عمن سواها فقط لكونها عربية، لا لتمييز طالب أثيوبي عن بقية أقرانه لكونه أسود اللون، ولا للتستر على الأفعال الفاحشة والجائرة حتى لو حصلت عند أضرحة الأولياء.

    إن دول العالم وحتى منظمات حقوق الإنسان لا تستطيع الصمت على الإبادة الجماعية، والإجابات التي وصلتني كانت سمتها التلعثم والتذرع بأن هذا من اختصاص منظمة العفو الدولية، أو التذرع بأن العالم حولنا قد أخذ يستجيب ونحن جزء منه، وعلينا التزام جانب الحياد إزاء ما يجري هنا وهذا واجبنا.

    لقد وجدت في الوسط الاجتماعي الذي عملت فيه في التسعينات من القرن المنصرم مجموعة كبيرة من المنظمات العربية اتصلت بهم خلال الأسابيع الماضية. توجد تقديرات تشير إلى مقتل 10 آلاف إنسان تقريبا ً في سوريا. لقد استنكرت على الهيئات المعنية وعلى مسامعها عدم خروج أية مظاهرة واحدة تندد بالمجازر بل هي أشبه بتلك التي تجري في يوم الأرض أو في ذكرى مذبحة كفر قاسم.

    دعوكم من المنظمات اليهودية فأنتم من سيفتح لهم حسابا ً في يوم ما لكن الأسبوع الجاري يساوي عشرة أشهر من مجزرة تجري في بلد عربي، والبارحة ذبح الآلاف وجرح المئات. كان وقع الخبر مدويا ً يوم السبت رغم كون الجو جميلا ً، وحشدت المظاهرات العفوية وها قد صار لكم مئات الأقرباء والأصدقاء.

    لقد قصد أعضاء الكنيست العرب سوريا على مدى سنوات رغبة إلى الرئيس السوري الذي يذبح أبناء شعبه، وجلسوا مع الزعيم القاتل وكلهم لهف وراء كلامه وبعد كل ذلك لا تعلو لصوتهم الآن ولو نبرة واحدة تطالب بالكف عن سفك الدماء. ولعلكم قلتم لي ولم أسمع! هذا محتمل فأنا لا أقرأ الصحف باللغة العربية، ولكن ليس من المفترض أن تكون ثمة مباحثات من خلف الأبواب المغلقة بل على الجمهور الإسرائيلي كافة أن يكون على علم به. وإني على علم بما يعنيه وجود أقلية عربية في إسرائيل والانفتاح على العالم العربي ولكن هناك حدود.. 300 قتيل في يوم واحد وآلاف الجرحى كذلك ولم تخرج مظاهرة واحدة في الميدان الرئيس في الناصرة أو شفا عمرو!

    أرخيص الدم العربي إلى هذه الدرجة؟ أذكر في أكتوبر سنة 2000م مقتل 13 مواطنا ً إسرائيليا ً عربيا ً بنيران قوات الأمن فاهتزت أرجاء البلاد لما جرى، وخرجت المظاهرات في الجليل وفي عارة طبعا ً وأذكر مخيمات الحوار ولجان التحقيق، والاستنكارات والخطب البليغة وهي ذي أيام الربيع تتحول إلى شتاء زمهرير، ولا أسمع سوى أن د. أحمد الطيبي عضو الكنيست صاحب الشعبية في المجتمع اليهودي اعتلى المنصة وكاان يقرأ بإقدام غيراعتيادي مقتطفات حول زميلة له في الكنيست غريبة الأطوار وعنصرية من حزب " يسرائيل بيتينو". يا لها من شجاعة ويا لها من فطنة! إنه يعلم أن هذا هراء وصرف نظر عما يجري لأن اليوم ذبح مائة آخرون بيد بني جنسه لا بيد يهودية هوجاء ولم تسمع أية صرخة إلى الآن.. فلا هو ولا أي من أعضاء القيادة المدنية اعتلى منصة وانصاع للمطالب الدولية وقف هذه المجزرة.

    لا الشعراء تغنت أشعارهم، ولا الصحفيون رثت أقلامهم، والسياسيون ما انفكوا يظهرون في البرامج الحوارية على شاشات التلفاز. قد يكمن عار عظيم في دياجير الظلام، زد عليه الألم والتمادي.. وربما لا يتناهى لمسامعنا سوى الصمت.. صمت كبير ومظلم أطلق العنان لدماء الأطفال السوريين وهو أمر لا يمكن التدخل فيه لأنه شأن داخلي عند القتلة أمثال الرئيس الأسد، وهذا الصمت سوف يظل متلقى المسامع لسنين طويلة.

    *كاتب ومؤلف إسرائيلي

    الرابط الأصلي: http://www.haaretz.co.il/opinions/1.1634629

    التعديل الأخير تم بواسطة Amerhannini ; 19/02/2012 الساعة 05:01 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •