السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم محمود حمد سليمان
حياكم الله على غيرتكم على الامة العربية من المحيط الى الخليج،
استسمحك القول انني لم اطلع على هذه الرسالة حتى كتابة هذا الرد ،وللوهلة الاولى كنت اظن ان الرسالة حديثة العهد لكن لما رجعت الى تاريخ نشرها تبين لي انها كتبت من شهر ماي من السنة الماضية اي قبل استفحال الصراع بسوريا،للعلم اخي الكريم لست ممن يتشيع لحزب سياسي او توجه علماني او ديني وما انا كما نسبت لنفسك سوى انسان يتطلع لان يعيش حياة طبيعية يحس فيها بكرامته العربية والاسلامية وبمنأى عن جبروت الاحتلال الصهيوني الذي يلغ في الدم العربي والاسلامي.
أخي الكريم رسالتك لبشار الاسد تنم عن مدى حبك للشعب العربي ،ووتطلعك ليعيش هذا الشعب في امن وطمئنينة وسلام ،بعيدا عن مضايقات اجهزة المخابرات التي لاتكل في تتبع أنفاس مواطنيها تاركة الحبل على الغارب كلما تعلق الامر بتحركات المخابرات الصهيونية والتي ما فتئت تقتل كل معارض اذاقها مرارة الحرب كما فعلت مع الفلسطينيين واللبنانيين عماد مغنية.نموذجا.
انا مع النظام السوري في احتضانه للمقاومة ،مع النظام السوري في مواقفها العلنية من ما تفعله امريكا بحق الشعوب المستضعفة،غير ان كل ذلك لايمكن ان يشقع له فيما فعله بحق شعبه السوري ،كما اشار الى ذلك الاستاذ سهاد ،وقد اودت مذابح هذا النظام بحياة الالاف من السوريين لو ان هذا النظام استثمر هؤلاء الشهداء في مواجهة الكيان الصهيوني ما تمكن هذا الاخير من فرض هيمنته على المنظقة برمتها،فقد قتل النظام السوري من السوريين ما لم تقتله اسرائيل من العرب قاطبة طوال تاريخها ومنذ قيامها.
ذهب حافظ الاسد وقلنا بان شيئا سيتغير في سوريا ،اعتقدنا ان القيادة الشابة في سوريا ستتحرر من ارث الماضي وستعمل على نشر الحرية والاستقلال في سوريا ،وتفاعلنا بشكل كبير مع خطابات بشار في اللقاءات الدولية والجهوية والمحلية ،الا ان ما تعرفه سوريا في الوقت الراهن خيب امالنا ،واتضح لنا ان الكلام المعسول والمنساب من فم بشار صار من الماضي وانه مجرد فرقعات ضد من يعتبرهم اعداء ،واتضح له بان اعداءه الحقيقيين غير موجودين في الجولان وانما في درعا وادلب وحماة واحياء دمشق،وبدل توجيه فوهات دباباته باتجاه الجولان لتحريره من كيان غاصب اذا بهذه الفوهات تتوجه صوب احياء دمشق ،ومساجده تحت عنوان تطهير سوريا من الارهابيين المسلحين ،لوكان النظام في سوريا نظاما وطنيا لتخلى رئيسه عن الحكم حقنا لدماء شعبه ورحمة بمواظنيه ،الا ان دفئ الكرسي وحرارته منعته من فعل ذلك .
الاستاذ الفاضل ،مر على رسالتكم زهاء سنة ونصف تقريبا ومن يعود اليها ويقرأها يعتقد انها كتبت اللحظة مما يشير الى نظرتك الاستشرافية لما يجري في سوريا ولو ان رأس النظام فقه فحوى هذه الرسالة وغيرها من الرسائل الموجهة له بصورة مباشرة أوغير مباشرة ،وعمل على العمل بما تضمنته ما وصلت الامور الى ما وصلت اليه ،ولعل الوقائع التي تجري بسوريا في الوقت الراهن تفيد بتكرر المأساة التي وقعت لمعمر القدافي وشر القتلة التي قتل بها ما لم يتم تدارك الامر بالرغم من الامور خرجت تحت السيطرة ويعلم الله وحده تداعيات الاحداث بسوريا وحدود تاثيراتها.