الهراوات جوائز الأساتذة والدكاترة في المغرب

منير الناقه
*أستاذ – باحث في التواصل والإعلام


يا حسرة على مغرب الحرية
في مغرب الحرية والديمقراطية الفئة المثقفة تنال جوائز التحفيز على شكل هراوات تكسر جماجم الأساتذة والدكاترة ، في الوقت الذي تكرم فيه الدول المحترمة نخبتها المثقفة بالجوائز والاعتراف والتقدير .
التدخل الوحشي ضد الأساتذة المجازين وحملة الشهادات العليا والدكاترة المحتجين بالرباط يوم 26مارس 2011م . وضح أمام عين كل عاقل في هذا البلد ، أن من يحكموننا- المخزن وأعوانه - مجموعة من الحاقدين والظالمين . وإلا كيف يهان رجل التعليم ماديا ، وحينما يدرس ليحسن أوضاعه ينال الإهانة والضرب وحتى القتل . أليس هو مربي الأجيال الذي نضع بين يديه فلذات أكبادنا ؟؟؟
يا حسرة ......يا حسرتي وأنا أقولها من أعمق منطقة في قلبي ، على بلد أريده متطورا مزدهرا كباقي بلاد الدنيا ... لكن ... هناك من يريدون له البقاء كما هو . لمصلحة هي في أنفسهم .
نعم تعرضت النخبة المثقفة لهذا البلد للمرة المليون للإهانة ،دون ان تتحرك الجمعيات الحقوقية والشعب والإعلام العمومي ... كل كلما مررت من شارع محمد الخامس،سترى كيف يعامل خيرة أبناء هذا الوطن الطلبة المعطلون للسب والشتم والضرب والتنكيل وحتى القتل ... وكثيرا ما لجأ إخواننا الطلبة المعتصمون أمام – ما يفترض أنها قبة برلمان الشعب _ إلى إحراق أنفسهم بالنار ، نعم النار فقد سد أمامهم الحاكمون في هذا البلد كل طريق إلى الأمل .
يوم 26 مارس 2011كانت الحصيلة 170مصابا حسب ما أكده مجموعة من الذين لم تكسر أفواههم واستطاعوا الكلام بعد ما حدث، فقد صرح الأستاذ عبد العزيز ميمي من الحوز أنه تعرض لضرب على مستوى العمود الفقري وهو حديث عهد بالترويض وبمتابعة خاصة على مستوى الظهر، مما جعل حركته صعبة لكن عزيمته والمعنيين أقوى، وقد أكد مجموعة من الحاضرين أن حالتين خطيرتين سجلتا أثناء الهجوم الهمجي لقوات العنف على أساتذتهم، كما ذكروا أن المهاجمين يركزون ضرباتهم بشكل قوي على الرأس والأطراف، تلك الهراوات التي كان من الأولى أن توجه لناهبي المال العام ولمن حرم هؤلاء الأساتذة من حقوقهم المشروعة والبسيطة.
إنني أدعوا الأسرة التعليمية والشعب المغربي إلى الاستجابة لنداء الضمير الحي للنزول إلى العاصمة الرباط في إضراب وطني يومي29+30مارس الجاري لنقول بصوت واحد لهؤلاء الرعاع الذين يحكمون بعقلية القرون الوسطى : أفيقوا فهؤلاء رجال التعليم ، محرك هذا المجتمع وحذار ـ حذار من الاقتراب مرة ثانية إلى الفئة الأكثر حساسية في البلد .
ويبقى السؤال المطروح هل المخزن بعناده هذا يريد تأزيم الوضع لتلفيق تهمة فشل التعليم المغربي العمومي والخصوصي لرجل التعليم ؟
إن المخزن بسلوكه هذا وبتعريض المواطنين- وأخص بالذكر الأساتذة الدكاترة- للإهانة والضرب قد فتح معركة يصعب جدا التنبؤ بنتائجها، ونتأسف على عدم استيعاب هذا المخزن -الحاكم بعقلية قديمة- للإصلاح الاجتماعي في شموليته ومنه إعطاء كل ذي حق حقه: فمن هؤلاء المجازين والدكاترة من عمل عشرين سنة وبعد حصوله على إجازة تكسر عظامه بالعاصمة وفي ظرفية حساسة ودقيقة.
حذار أيها المخزن من المس بالقطاعات الحساسة ، وأنا اعتقد أن مسامير نعش النظام المخزني قد تبدأ من قطاع التعليم .