المنهج الكلاسيكي في الإدارة!
May 14, 2011
هل قيام الموظف بكافة التزاماته وأدائه لواجباته في العمل وتنفيذ كل ما يطلب منه يعد كافياً للحفاظ على مكانته ووظيفته؟، أو يحتاج إلى أكثر من ذلك؟ وهل للعلاقات الشخصية تأثير بالغ على إنتاجه في العمل؟، فهناك الكثير من تؤهله شهاداته وخبراته للحصول على وظائف محترمة براتب ودخل جيد ولكنهم لا يفوقون تماماً في بناء علاقات شخصية قوية مع زملائهم في العمل خاصة أسلوب المجاملات والمدح الذي يستخدمه البعض للوصول إلى أهدافهم وتحسين أوضاعهم الوظيفية من ترقيات وحوافز وبدلات وإلى غير ذلك، فمن يستخدم لغة المصداقية والوضوح في العمل والتعامل مع رئيسه والتخاطب بأسلوب المجادلة والإصرار على وجهة نظره ورأيه حتى وإن كان صواباً يفقد وظيفته أو يصبح مهدداً بالنقل أو بالاستغناء عن خدماته في أي وقت، فإذا نظرنا إلى هذا الموضوع بصفة عامة نجد أن العلاقات الشخصية والعامة للموظف مرتبطة ومكملة لأدائه الوظيفي داخل المؤسسة، بل في الكثير من الأحيان قد تؤثر العلاقات الشخصية إيجاباً أو سلباً على الأداء في العمل، فالمدير أو صاحب المؤسسة يمكنه بأسلوب إدارته الجيد وحسن علاقاته مع موظفيه أن يرفع من أسهم مؤسسته ويزيد من إنتاجها، والعكس يمكن أن يحدث أيضا إذا فشل في التعامل مع موظفيه وكان أسلوب إدارته المنهج الكلاسيكي الذي أكل عليه الزمن وشرب… خاصة إذا أهمل في متابعة مؤسسته بالشكل المطلوب أو في حل المشاكل التي تطرأ عليها خاصة تلك التي تخص إنتاجية العمل من موظفين ومعدات، فبعض هذه المشكلات تحتاج إلى تدخل سريع من الإدارة للمحافظة على سمعة المؤسسة وعلى مكانتها في السوق، وهناك عوامل وعلاقات أخرى تدور أحداثها خارج إطار العمل مثل علاقات الموظفين كافة وكذلك مدرائهم ورؤسائهم مع أسرهم والحالة المزاجية التي يبدؤون بها عملهم اليومي والتي غالباً ما يكون لها مفعول السحر في إنهاء الكثير من الصفقات بصورة جيدة تزيد من ميزانية وإنتاجية العمل أو تأجيل اتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، وهذا ما قد يؤدي إلى ضياع هذه الصفقات،وخسارة عائدها المادي الذي قد تكون المؤسسة في أمس الحاجة إليه، إن المدير الناجح الذي يأمل ويتطلع إلى أن تكون مؤسسة في مصاف الشركات الناجحة التي يشار إليها بالبنان.. هو المدير الذي يفصل بين مباشرته وأدائه داخل عمله وبين علاقاته الشخصية والأسرية خاصة مشكلاته والأمور الخاصة التي تحدث معه خارج أسوار المؤسسة، فيجب أن يتناسى أحداثها بمجرد وصوله إلى مكتبه وجلوسه على كرسيه، لأن انشغال ذهنه بمشكلاته الخاصة ومحاولاته حلها من داخل مكتبه قد يكون له تأثيره السلبي على قراراته وسيؤدي حتماً إلى عدم الاستفادة من فترة دوامه في العمل، وبالتالي يصبح وجوده في المؤسسة دون فائدة، و قد ينتج عن ذلك أيضا التسرع وعدم التركيز في اتخاذ قراراته وهو ما قد يكون له مردود سلبي على المؤسسة وعلى موظفيه، لذا من الأفضل في مثل هذه الحالات أن يأخذ المدير إجازة لحين انتهاء وحل مشكلاته ليعود له تركيزه الكامل في إدارته للمؤسسة، خاصة إذا كانت لديه مشكلات صعبة لها تأثير على حياته وعلى مستقبله مع أسرته، وعلى الجانب الآخر نرى أن الإدارة الحديثة الناجحة هي التي تحرص على مراعاة ظروف كافة موظفيها وهي التي تعمل على حل مشكلاتهم خاصة التي تعيقهم في تأدية عملهم على أكمل وجه، مثل توفير المواصلات وسكن قريب من العمل والعلاج، مع عدم تأخير رواتبهم، فالارتياح النفسي للموظفين من العوامل الهامة التي تساعدهم على بذل الكثير من الجهد ويجعل تركيزهم الكلي يصب في العمل المطلوب منهم وفي كيفية زيادة الإنتاج، فبدون شك المؤسسة أو الشركة تحتاج إلى تعاون كل من فيها والعمل في جو أسري، وفي إطار أخوي من كافة موظفيها وعمالها بعضهم بعضاً وعلى رأسهم المسئولون عنها حتى تحقق أهدافها، ويزيد إنتاجها ونشاطها،وهذا بالطبع ما يؤدي إلى وصولها إلى المكانة الكبرى التي يطمح ويسعى إليها مؤسسوها .. وللمقال بقية بإذن الله.
أحمد محمد أحمد مليجي
صحيفة رسالة جامعة الملك سعود
http://rs.ksu.edu.sa/48219.html