استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه الجزء الأول :
قالت زينب بنت عقيل بن أبي طالب بالبقيع تبكي قتلاها ومنهم الحسين بن علي :
ماذا تقولون إن قال النبي لكم***** ماذا فعلتم وكنتم آخر الأمم
بأهل بيتي وأنصاري وذريتي***** منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدمي
ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم***** أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم
ولد الحسين رضي الله عنه بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان ، في السنة الرابعة للهجرة كما روى بذلك ابن عساكر وهو ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت خديجة بنت خويلد ، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما ولد الحسين سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( أروني ابني ما سميتموه ؟ )) قال قلت حربا . قال (( بل حسين )) ، وعن أنس رضي الله عنه قال شهدت ابن زياد حيث أتي برأس الحسين بن علي رضي الله عنه فجعل ينكت بقضيب في يده ، فقلت أما انه كان أشبههما بالنبي صلى الله عليه وسلم ، يعني أنس الحسن والحسين .
ومن مناقب الحسين عليه السلام قول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (( اللهم إني أحبهما فأحبهما )) وأيضا روى الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط ))، والحسن والحسين هما ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا .
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا في أهل بيته قال صلى الله عليه وسلم ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي )) ، فلم يصن بنو أمية وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقابلوا عظيم هذه الحقوق بالعقوق والنكران فسفكوا دم أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسبوا نسائهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم واستباحوا سبهم ولعنهم فخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته .
وفي سنة ستين للهجرة أخذ معاوية بن أي سفيان على الوفد الذين وفدوا إليه مع عبيد الله بن زياد البيعة لابنه يزيد وقال إني أخاف أن ينازعك في هذا الأمر أربعة من قريش هم : الحسين بن علي وعبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبيروعبد الرحمن بن أبي بكر ، فأما عبد الله بن عمر فرجل قد وقذته العبادة وذا لم يبقى أحد غيره بايعك ، وأما الحسين بن علي فان أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوا عليه فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ماسة وحقا عظيما ، أما ابن أبي بكر فليست له همة إلا في النساء واللهو فان رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ، وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فإذا أمكنته فرصة وثب عليك فابن الزبير فان هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه اربأ .
ولما توفي معاوية وآلت الخلافة إلى ابنه يزيد ولى عبيد الله بن زياد على الكوفة والبصرة ، ولم يكن ليزيد هم إلا مبايعة النفر الذين رفضوا إجابة أبيه لبيعة يزيد ، وخرج الحسين بن علي إلى مكة ولم يبايع وكان عبد الله بن الزبير قد خرج أيضا إلى مكة فبله بليلة واحدة ، أما عبدا لله بن عمر فقال إذا بايع الناس بايعت .
وكان مسلم بن عقيل بن أبي طالب يدعوا أهل الكوفة لمناصرة الحسين بن علي ، وقد أخذ البيعة من اثني عشر ألف منهم وأرسل رسائل للحسين أن أخرج إلى الكوفة ، وعلم يزيد بذلك فأرسل لواليه على الكوفة عبيد الله بن زياد أن اقتل مسلم بن عقيل ، وقد كان في منزل هاني بن عروة المرادي ، فأحضر مسلم بن عقيل فأصعد إلى أعلى القصر فضربت عنقه وألقى جثته إلى الناس ، وأمر بهاني فقتل في السوق وسحب إلى الكناسة فصلب هناك
.ونختم هذا الجزء بأبيات للإمام الحسين بن علي :
لئن كانت الدنيا تعد نفيسة *******فدار ثواب الله أغلى وأنبل
وان كانت الأبدان للموت أنشئت***** فقتل سبيل الله بالسيف أفضل
وان كانت الأرزاق شيئا مقدرا***** فقلة سعي المرء في الكسب أجمل
وان كانت الأموال للترك جمعت***** فما بال متروك به المرء يبخل