آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: نظرات في الحسد وعلاجه

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية سامح عسكر
    تاريخ التسجيل
    19/07/2010
    العمر
    44
    المشاركات
    2,677
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي نظرات في الحسد وعلاجه

    بقلم/ عصام سلطان


    نظرات في الحسد وعلاجه

    بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده، سنبحر سويا في مخاض نفسي تجلي منه الحسد وبرز للنفس والعيان، وأنتج مجموعة من صور الفساد والضرر علي شكل أقوال وأفعال،فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة، أن اعبد الله بنفعك لنفسك وللناس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"الدين المعاملة"، إذا فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه.

    الحسد هو عبارة عن تركيبة نفسية معقدة، تلك التركيبة هي خليط من الأحقاد والشعور بالذنب والتقصير والضعف، ونادرا ما يشعر الحسود بما يعاني منه، ولن تجد مريضا يقر بما هو عليه من الذنب، ومكابرته دليل الإدانة، تبدأ الحالة من الاستكانة أو حب الشهوات بأنواعها أو قلة العلم والاطلاع، فينتج عنها ضعفا فكريا وبالتالي ضعفا روحيا ومعنويا، ولم لا والعقل هو المغذي الأول للشعور، فحتي مع فصاحة الإنسان ودخول الكلمة إليه دون حاجز فلابد من عقل يدرس ويتوصل إلي ماهية الكلمة وتفاعلها مع مشاعره وأحاسيسه، ومن هنا يبرز دور العلم والوعي ، فكلاهما حائط صد لتثقيف الإنسان وزيادة وعية وكمية إدراكة بما يُقال له ويسمعه.

    إن للحسد أبوابا ينفذ منها إلي الإنسان، جميعها دلالة ضعف أو عدم قدرة سواءا فكرية أو بدنية أو مالية، ولكن يجمعها الاتصال الروحي بخالق الكون ومدي قوة هذا الاتصال هي التي ستتحكم بمقدار المرض وطريقة العلاج، لذلك فالاتصال بالله جل وعلا سواءا بالصلاة أو الذكر أو بإخضاع النفس بالصيام والزكاة والصدقة أو بإنكار الذات وعلو الهمة وكثرة الاطلاع ونشر العدل كانت هي الفاعل الحقيقي في استقامة بني البشر، فيترفع الإنسان عن دنو أخلاقه وتعلو ثقته بنفسه ويشعر بالأمان، قد لا يحتاج الإنسان إلي فهم ما يفعل، فلربما كان فعله تلقائيا يتميز به منذ ولادته، ولكن سقوط تلك الأشياء من نفسه أو تقصيره فيها قد يعرضه للخطر.

    من ابرز دوافع الحسد هو الشعور بالخوف -ربما يكون من المجهول - ولن يأتي ذلك إلا بالاحتكاك والتجربة، وقد تكون لبعض المواقف صلة بهذا الشعور، فالعلم وسعة الاطلاع مع الذكر وإنكار الذات هي السلاح الفعال لمقاومة هذا الخوف ومن ثم بناء الذات علي أسس متينة روحانية، لذلك نقول بأن أقل الفئات تعرضا للحسد هم العلماء وشيوخ المتصوفة، فالفكر الصوفي يمتاز بإنكار الذات والعمل للآخر وهذا أولي درجات المقاومة.

    ضروري جدا التنبه دوما لماهية الأخلاق-المقاومة للحسد- وعدميتها في حال الوحدة، كيف ستكون خلوقا مع نفسك وليس في الكون غيرك، هذا هو الشاهد، إذا فالأخلاق وُجدت لكونك لست وحيدا في هذا العالم ، وشركائك مفروض عليهم نفس ما فُرض عليك من القوانين والدساتير، وسقوطك بين براثن الضعف والجهل-بأنواعهما-مسؤليتك وحدك وليس لأحد عليك سبيل إلا النصيحة في حال ظهور أعراض المرض، لذلك وجب علي الإنسان السعي لاكتساب جميع الأدوات الممكنة لمقاومة الحسد

    ما دور المجتمع تجاه الحاسد؟؟

    أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديا اتهاما كاذبا بالحسد، فالحاسد لا يثق بنفسه ويشعر دوما بالخوف والضعف، بينما ستكون مكابرته والحرص علي عدم إبراز سلبياته سيقفوا حجر عثرة دون تخلية عن الشعور بالدونية، وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز، فالإنسان علي خلاف إلي يوم الساعة، ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب.

    ثانيا: علينا بالمدح لمن نثق فيهم وبأخلاقهم والتعفف عن عيوبهم وإبراز محاسنهم، فكل إنسان به الخير والشر حتي الحاسد، لذلك كان ضروريا معاملة الحاسد معاملة حسنة وعدم إبراز ما يعاني وكتمان سره.

    ثالثا:وجبت تهيئة كافة الظروف المواتية لبناء إنسان سليم عبر الحوار الموضوعي والهادف، حينها فقط ستذهب الأحقاد .

    رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي، فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية، والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة.


    خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع، فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير، والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.


    -هذه الاستراتيجية المقاومة للحسد أتبعناها بتكتيك مقاوم نشدد فيه علي إنكار الذات وحب الاطلاع والعلم والانتظام في سائر العبادات والتحلي بالأخلاق الرفيعة القائمة علي مصلحة الإنسان، وعدم إطلاق الأحكام المعلبة، جميعها أساليب قد تُذهب الحسد، ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء، ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت .


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية سامح عسكر
    تاريخ التسجيل
    19/07/2010
    العمر
    44
    المشاركات
    2,677
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: نظرات في الحسد وعلاجه

    بسم الله للرفع لمن أراد القراءة


  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية سامح عسكر
    تاريخ التسجيل
    19/07/2010
    العمر
    44
    المشاركات
    2,677
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: نظرات في الحسد وعلاجه

    تم نشر المقال بحمد الله في موقع قدوة

    http://www.qudwa1.com/?page=articles/14/14-368


    تم نشر المقال بحمد الله في موقع دنيا الوطن

    http://pulpit.alwatanvoice.com/artic...14/245468.html

    التعديل الأخير تم بواسطة سامح عسكر ; 15/12/2011 الساعة 01:06 PM

  4. #4
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: نظرات في الحسد وعلاجه

    ( ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء، ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت )

    الأستاذ عصام سلطان الفاضل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    مقال قيم مليء بالتذكير .. فالحسد والكبر تؤامان ، وهما أول خطيئة قام بها إبليس - اللعين -
    دفعته لعدم التسليم لأمر الله جل وعلا ، وإساءة الأدب مع الله تبارك وتعالى ..
    ومن وجهت نظري التي تحتمل الصواب والخطأ أجد أن الحسد سببه سوء الأدب مع الله تعالى
    وهذا ناتج عن عدم العلم به وتعظيمه - سبحانه وتعالى -
    ولا علاقة بالعلم المكتسب ، ربما العلم المكتسب وسيلة من وسائل المعرفة بالله تعالى والتأدب معه
    ولكننا نجد أرباب علم ونهى ولكن قلوبهم تلتهب حسدا وكرها ، وآخرون ربما لا يوجد لهم حظ في العلم لكن قلوبهم بيضاء سليمة
    فالقلب إذا طهره الإيمان ، لن تلوثه خطيئة الحسد ..
    لذا كانت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإصلاح القلوب ، فكلما صلح القلب كان العبد قريبا من الله تعالى ، قريبا من الناس ..
    وأخيرا أختم كلامي بدعوة الخليل إبراهيم عليه السلام حيث قال تعالى عنه : {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 83 ـ 89]

    وفقك الله ورعاك ...

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  5. #5
    مـشـرف الصورة الرمزية محرز شلبي
    تاريخ التسجيل
    12/06/2009
    المشاركات
    7,171
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: نظرات في الحسد وعلاجه

    وكما ذكرتم أخي عصام بعيدا عن ماهو معروف لدى الجميع حول الحسد فهو لاينبع الا من النفوس الخاوية التافهة ...
    أسأل الله أن يأجركم ..
    محبتي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •