المواطنة هي علاقة قانونية بين الفرد والدولة وعلى أساسها تُحدد الواجبات والحقوق بغض النظر عن العقيدة،
وهذا نص من وثيقة المدينة: («بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي الأمِّيِّ، بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس». فالضابط في ذلك كله ليس القبيلة وليس اللغة وليس الجنس، وإنما هو الإسلام والإيمان اللذان يشترك فيهما أهل قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم. وقد رتبت تلك الوثيقة النبوية التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة الحقوق والواجبات بين المسلمين والمؤمنين، وكان فيما جاء في ذلك: «وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون النــاس»)

أماالدولة المدنية :
فترجع الجذور اللادينية للمفهوم في الغرب إلى الرأي القائل أنه تعبيراً عن انتقال مبدأ السيادة من السماء (الحكم بالحق الإلهي) إلى الأرض، فقد تم استخلاص كل سلطة مدنية من أصل مجتمعي دنيوي ولم يتم إسنادها إلى الحق الإلهي، وجعل هذه السلطة إلهاً من صنع البشر. وبهذا تكون الدولة المدنية دولة علمانية ,السيادة فيها للشعب وليس لله عز وجل , ولذلك فإنه لا يجوز بحال من الاحوال إلا أن يكون الحكم بالإسلام، وأن لدولة الإسلام شكل ومضمون يخالف الأشكال والمضامين المطروحة اليوم.

أما التعددية السياسية :
هي حرية تشكيل الأحزاب للمشاركة في المؤسسات الدستورية أو حكم البلاد، و الأحزاب في الإسلام لا تحتاج إلى ترخيص، ولكن يُشترط فيها أن تقوم على أساس الإسلام لا غير، بدليل قوله تعالى: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)), فلا يجوز ان نقيم حزبا يدعو غلى الشيوعية او إلى الرأسمالية ...إلخ .


اما الفصل بين السلطات :
نشأ هذا المفهوم حين كان ملوك أوروبا يحكمون حسب فرية الحق الإلهي، فيستبدون برأيهم وهواهم والناس عندهم كالعبيد، فــ (نشأ الصراع الدامي بين الملوك ورجال الدين من جهة والمفكرين والعلماء من جهة أخرى من أجل إلغاء الحق الإلهي إلغاء تاما وجعل التشريع والسلطة للأمة، فصار البحث في أن الشعب سيد وليس عبدا وانه هو له حق التشريع وهو الذي يختار الحاكم الذي يحكمه.) وأما حكم الإسلام في الفصل بين السلطات فأن حق التشريع لله هو من أسس العقيدة الإسلامية، وأن الحاكم في الإسلام لا يحكم أصلاً بهواه بل يحكم بالشرع، فهذا مفهوم دخيل يحمل حلاً متوهمًا لمشكلة متوهمة.
أذ ان الحاكم بالإسلام ليس كالبابوات الذين كانو يحكمون الغرب بهواهم ويحاربون كل علم ونور وذلك في القرون الوسطى