ألتَّبَوّلُ اللَّيليُّ اللاإراديُّ
طِفلُكِ ليسَ الوحيدُ

يُعاني 50 مليون طفل حولَ العالم ِمن التَّبول ِاللَّيلي اللاإرادي ،
ويُقَدَّرُ أنَّ15 -20% ممَّن هم في سنِّ الخامسة ، و5% ممَّن
هم في سنِّ العاشرة ِ، يُعانونَ من التَّبول ِاللَّيلي اللّاإرادي ، والّذي
يُعَرَّفُ بأنَّهُ حدوثُ تبوُّل ٍليليٍّ لاإراديٍّ او حدوثُ بَلَل ٍفي الفراش ِ
رغمَ تجاوز ِالطِّفل ِالسِّنَّ الّتي يُفْتَرَضُ فيه أن يكونَ قادراً على
ضبط ِإفراز ِالمثانة ِأثناءَ النَّوم ِ.
تُصيبُ هذه ِالحالة ُكلا الجنسين ِ، وإن كانت نسبة ُالحُدوث ِفي
الذُّكور ِتفوقُ تلكَ في الإناث ِبنسبة ِ3-2 ، مِمّا يجعلُ الطِّفلَ
مُنطوياً وخجولاً وقد يُصبحُ مَوضِعَ سُخرية ٍأو موضعَ تأنيب ٍ
لأمر ٍلا إرادة َلهُ فيه ِ، بلْ كثيراً ما يُحجمُ عن المُشاركة ِبنشاطات ٍ
مُمْتعة ٍومُفيدة ٍكالرِّحلات ِوالمُخَيَّمات ِالكشفيَّة ِوزيارة ِالأقارب ِ
لقضاءِ ليلة ٍمََعهم .

ما هيَ أسبابُ التَّبوّل ِاللّيلي اللاإراديّ ؟

* هلْ هوَ النَّومُ العميقُ ؟
لوحظَ كثيراً من قِبَل ِالآباء ِوالأمَّهات ِأنَّ أبناءَهم ُالمُصابينَ
ينامونَ بِعُمق ٍأكثرَ من إخوتِهم ، لكنَّ الدِّراسات ِالّتي أُجريتْ
على هؤلاءِ الأطفال ِأكَّدتْ أنَّ مراحلَ النَّوم ِلديْهِم طبيعيَّة ٌ،
ولكنَّها وَجدتْ أنَّ إيقاظَ َهؤلاءِ الأطفال ِأصعبُ منْ إيقاظ غيرِهِمْ .
* هَلْ هوَ مرضٌ وراثيّ ٌ؟

هنالكَ علاقة ٌواضحة ٌبينَ التَّبول ِاللّيليّ اللاإراديِّ والوراثة ِ،
حيثُ أكَّدت الدِّراساتُ أنَّ 57% من الأطفال ِالمُصابينَ يوجَدُ
في أحد ِأفرادِ أسرتِهم ( ألوالدين ، ألإخوة ، ألأقارب ) من
هوَ مُصابٌ بالتَّبوّل ِاللَّيليِّ اللّاإراديِّ .
* هلْ هوَ مرضٌ نفسيّ ٌ؟
لم تُثبِت ِالدِّراساتُ أنَّ التَّبوُّلَ اللَّيليَّ اللّاإراديَّ هو نتيجة ٌلضُغوط ٍ
أو اضطرابات ٍنفسيَّة ٍ، ولكن وُجِدَ أنَّهُ في حال ِعلاج ِالمُشكلة ِ،
تعودُ للطِّفل ِالثِّقة ُبالنَّفس ِ، حيثُ يُصبحُ أكثرَ سعادة ً ، ويَتَحَسَّنُ
أداؤُهُ في المدرسة ِمُقارنة ًمعَ وجود ِالمُشكلة ِ، ممّا يُؤَكِّدُ أنَّ
المُصابينَ يُعانونَ من ضغط ٍنفسيٍّ بسبب ِالمرض ِوليسَ العكس .
* هلْ هوَ بسبب ِخَلل ٍفي عمل ِالمثانة ِ؟

يكونُ عملُ المثانة ِ- في أغلب ِالحالات ِ- طبيعيّاً لدى الأطفال ِ
المُصابين َ،كما أنَّ حجمَ الكِلية ِوالحالبين ِفي الأطفال ِالمُصابينَ
طبيعيَّيْن ِ، ولا يستلزمُ إجراءَ أيِّ فُحوصات ٍللتَّأكُّد ِمن ذلك ،
ولكنْ بالطَّبع ِهنالك بعضُ الإمراض ِالّتي يكونُ أحدُ أعراضِها
التَّبوُّلَ اللَّيليَّ مثل الإلتهابات ِالبوليَّة ِواختلالات ِالمثانة ِالعصَبيَّة ِ.
* إذأً ، ما هو السَّببُ الرَّئيسيّ ُ؟

يعودُ هذا لفهم ِفسيولوجيَّة ِالتَّبوُّل ِاللَّيليِّ اللّاإراديِّ خلالَ النَّوم ِ
حيثُ يقومُ الجسمُ بإفراز ِمادَّة ٍتُسمّى مانعَ التَّبوُّل ِ(Vasopressin)
المسؤولة عن تقليل ِكمِّية ِالبول ِالمُنتَجة ِأثناءَ النَّوم ِ، ينتجُ عن ذلك
توازنٌ دائمٌ بينَ كميَّة ِالبول ِالمُنتجة ِأثناءَ النَّوم ِوسعة ِالمثانة ِ، ممّا يُمكِّنُ
الطِّفلَ منَ النَّوم ِطيلة َفترة ِاللَّيل ِدونَ الحاجة ِللذَّهاب ِإلى دورة ِالمياه ،
وتكتملُ قدرة ُالطِّفل ِعلى السَّيطرة ِعلى هذه العمليَّة ِعندَ سن 3-5 سنوات .

أمّا عندَ الأطفال ِالمُصابينَ يتأخُّر ُاكتمال ُقدرة ِالطِّفل ِعلى السَّيطرة ِعلى
هذه العمليَّة ِعن موعِدِهِ الطَّبيعيِّ ، وبالتّالي تكونُ كمِّيَّة ُإفراز ِمادَّة ِمانع ِ
التَّبوُّّل ِ(Vasopressin) أقلَّ من المُستوى الطَّبيعيِّ المطلوب ِممّا
يُؤدّي إلى زيادة ِكمِّيَّة ِالبول ِالمُنتَجَة ِأثناءَ النَّوم ِإلى حدٍّ يفوقُ سعَة َالمثانة ِ
الطَّبيعيَّة ِفتخرجُ لاإراديّاً أثناءَ النَّوم ِ، لذا فليسَ منَ المُستَغرَب ِأن تحصلَ
عمليَّة ُبلل ِالفراش ِ.
لذا فمنَ الأفضل ِعدمُ التَّأخُّر ِببدءِالعلاج ِ، لأنَّ عمليَّة َاكتمال ِنُمُوِّ هذه ِ
السَّيطرة ِقد تطولُ لعدَّة ِسنينَ عندَ بعض ِالأطفال ِالمُصابين َ.

هل يستطيعُ الطِّفلُ المُصابُ التَّحكُّمَ بالمرض ِ؟

كما ذكرنا فإنَّ لهذا المرض ِمُسبِّباتٌ لا قدرة َللطِّفل ِعلى التَّحكُّم ِبها ،
وليس لهُ علاقة ٌبتصرُّفات ِالطِّفل ِوسُلوكِهِ ، ومنَ المُهمِّ جدّاً التَّعامُلُ
معهُ على هذا الأساس ِ.
كما يجبُ عدمُ تأنيبِهِ أو مُعاقبتِهِ أو الإستخفاف ِبِهِ في حالة ِالتّبوُّل ِ
اللَّيليِّ اللّاإراديِّ ، فذلك قد يزيدُ من الضَّغط ِالنَّفسيِّ على الطِّفل ِ،
ممّا يُؤدّي إلى صُعوبة ِالعلاج ِ.

ما هيَ الآثارُ السَّلبيَّة ُللتَّبوُّل ِاللَّيليِّ اللّاإراديِّ ؟

الأثرُ السَّلبيُّ الأساسيُّ هو الضَّغطُ النَّفسيُّ على الطِّفل ِوإحساسُهُ بالنَّقص ِ.
أثبتت الدِّراساتُ أنَّ الآثارَالسَّلبيَّة َللتَّبولِ اللّيلي اللّاإرادي تُؤثِّرُ على تكوين ِ
شخصيَّة ِالطِّفل ِوثقتِهِ بنفسِهِ ، وقدرتِهِ على التَّعامُل ِمع الآخرينَ بدرجة ٍ
تفوقُ تأثيرَ الأمراض ِالمُزمنة ِمثل أمراض ِالقلب ِوالصَّرع ِ، ويُؤدّي هذا
بالتّالي إلى انخفاض ِنسبة ِالإبداع ِوالتَّحصيل ِالعلميِّ عند الإطفال ِوالإنزواء .
قامت دراسة ٌأخرى بمُقارنة ِالضَّغط ِالنَّفسيِّ النّاتج ِعن التَّبول ِاللّيليِّ اللّاإراديِّ
مع المشاكل ِالإجتماعيَّة ِكالطَّلاق ِوالخلافات ِالزَّوجيَّة ِبينَ الأبوين ِوقلَّة ِالمال ِ
وغيرِها ، وأشارت هذه الدِّراساتُ إلى أنَّ التَّبولَ .. يُؤدّي إلى ضغط ٍنفسيٍّ
على الطِّفل ِبدرجة ٍتُقاربُ تأثيرَ المشاكل ِالإجتماعيَّة ِالَّتي سبقَ ذكرُها .

متى يُفّضَّلُ استشارة ُالطَّبيب ِ؟

* إن وصلَ الطَّفلُ الخامسة َمن العمر ِوهو يُعاني من التَّبول ِ....
* إن كانت هناك إعراضُ عدم تحكُّم ٍبالبول ِخلالَ النَّهار ِ، أو
وجود التهابات بوليَّة .
* إن كانت قد مرَّتْ فترة ٌمن الزَّمن ِبدون وجود ِالمشكلة ِ ،
ثُمَّ ظُهورُها من جديد ٍ .

تَذَكَّرْ ...!
* يجبُ عدمُ تجاهل ِالمشكلة ِفترة ًطويلة ً، حيثُ أنَّهُ معَ تقدُّم ِالسِّنِّ
يزدادُ الضَّغطُ النَّفسيّ ُ، وتزدادُ صعوبة ُحلِّ المشكلة ِ.
* لا تُعاقبْ أو تُعنِّفْ طفلكَ أبداً .
* يُساعدُ دعمُ الطِّفل ِوتشجيعُهُ على نجاح ِالعلاج ِ.