حاجيان عائلة سمتها الشهادة
جريمة في بغداد واخرى في طهران بنفس الاسلوب ونفس التاريخ ونفس الظرف .. الايعني ذاك ان القاتل واحد؟؟
صافي الياسري
قال لي عبر الهاتف بصوت لا مسحة فيه للحزن انما للغضب والاصرار على المواصلة .. استشهد اخي ورفيق دربي منصور يا استاذ ياسري .. ذهلت وكانما دقت في راسي اجراس الكون كلها فقد كنت اعرف ان منصور حاجيان احد جرحى مجزرة 8 نيسان يرقد في مستشفى مدينة الطب .. كان ذلك يوم السبت 11 ايار الجاري ..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وكان المتحدث هو اخوه مهرداد حاجيان .. ذهلت حتى اني لم استطع ان اعزيه باستشهاد شقيقه ... وكانما شعر الرجل الاشرفي المجاهد .. مقاتل درب الحرية بما يعتمل في صدري .. فقال على الفور .. نحن نفخر بشهادته ولا نتلقى العزاء عليه، فقد منحنا فخرا اخر جديدا كما فعل شقيق سابق لنا اعدمه النظام الفاشي في ايران عام 1981، ان عائلة حاجيان كلها معطرة بعطر الشهادة وتبتسم في وجه الموت من اجل الوطن والمبدأ .. خيل الي وانا اسمعه يرتل تلك الكلمات ترتيلا .. اني ارى وجه شهيد اخر مقبل يضحك لنصر قريب، حقيقة غمطت الرجل وحسدته على رجولته وصبره وثباته والتزامه الوطني فهكذا يكون الرجال .. انما نحن بشر، ومثلما نسعد ونفرح كابناء شعوب اصيلة باوسمة التضحية من اجل شعوبنا تهتز مشاعرنا وتفيض بالاسى والالم لفراق الاحبة، مع اننا نعرف انها ضريبة عشق الوطن .. قلت لن اعزيك يامهرداد وابارك لك الوسام الجديد ولعائلتك التي باتت الشهادة تعطر منزلها وصارت سمة لها .. انما اشاركك انت وشقيقك محسن الالم واتضامن معكما وارفع صوتي ضد تلك الجريمة الوحشية اللاانسانية.
مهرداد ومحسن ومنصور حاجيان ثلاثة اشقاء ورفاق درب ومحاربون في صفوف منظمة مجاهدي خلق المقاتلة من اجل حرية ايران، وكان الفرسان الثلاثة من سكان مخيم اشرف وقد بقي اثنان هما محسن ومهرداد الذي كان يكلمني والى جانبه محسن، ولا ادري هل كنت اتكلم بصوت عال فقد قال لي مهرداد .. ما زلنا الفرسان الثلاثة في اشرف وما زلنا الفرسان الاربعة على درب الحرية، ولا يظنن احد اننا فقدنا احدا .. وان حزمة سيوفنا قد ثلمت!! ولن اعلق على هذا الكلام فقد مس شغاف قلبي، انما كاعلامي سالته يا صديقي هلا رويت لي قصة عذابات منصور قبل ان ينهي رحلتها على باب الخلود؟؟
نعم .. استاذ ياسري .. يوم المجزرة، 8 نيسان الماضي .. تجمع الاشرفيون يحتجون على اجتياح القوات العراقية المخيم، دون سابق انذار ودون مسوغ، ويحاولون افهام القوة المقتحمة الا مبرر لذلك وان كل شيء يمكن ان يحل سلميا وبالحوار .. الا ان القوات المغيرة كانت قد لقمت اسلحتها ذخيرة حية وبدات تصوب وترمي في المقتل!! وسقط عدد من اخوتنا واخواتنا .. كنا مصدومين .. لم نصدق اننا نواجه الرصاص الحي بصدورنا العارية .. لم نكن نصدق على معرفتنا وخبرتنا السابقة في جريمة تموز عام 2009 مع القوات العراقية .. ان تصل الامور الى هذا الحد؟؟ وان يتخلى الانسان عن انسانيته بسبب اوامر عليا ظالمه، وفجاة سقط شقيقي منصور مضرجا بدمه برصاصة استهدفت صدره العاري!! فحملناه الى مستشفى العراق الجديد،في اشرف، الذي صرنا نسميه بسبب استخدامه لتعذيبنا، بدار التعذيب،كانت الرصاصة التي تلقاها بصدره قد اخترقت القفص الصدري واستقرت في الرئة بعد ان مزقتها، وفي دار التعذيب او مستشفى العراق الجديد، وبعد تاخير وانتظار طويل بسبب عدم وجود طبيب، سمح لنا بنقله الى مستشفى بعقوبه، فاخبرنا هؤلاء بعد فحصه ان علينا اخذه الى بغداد، وبعد اجراءات التأخير والتعطيل المتعمد مرة اخرى واستهلاك الوقت في المراجعات والانتظار والسفر، نقلناه الى مستشفى مدينة الطب ببغداد، وهناك اخبرنا الاطباء ان وضع شقيقنا منصور قد تعقد بسبب تغيير موضع الاصابه!! وبسبب اوامر لجنة اغلاق مخيم اشرف التي كانت تتابع اوضاعنا فردا فردا لتضيق علينا وتعقد الامور حتى لو ادى ذلك الى هلاكنا، بل من اجل ان يؤدي ذلك الى هلاكنا .. ارجعوا شقيقي منصور الى مخيم اشرف بوضع اسوأ بكثير مما كان عليه، بسبب المضاعفات وانعدام العلاج وتعب السفر والتاثيرات النفسية والالام الضاغطة المتزايده، ولكن بعد تدخل الامم المتحدة قمنا بنقله الى اربيل يوم 23 ايار الماضي على امل ان ندخله احد مستشفياتها الاهلية او الحكومية وان تكون حكومة اربيل ارحم من حكومة بغداد .. لكنهم اوقفونا عند مدخل المدينة ساعات طويلة ليخبرونا بعدها ان السلطات المحلية لم تسمح بالدخول .. ولم نعرف السبب مع ان وضعنا كان يستحق الاهتمام كوضع انساني ؟؟ على كل حال عدنا بشقيقي الى اشرف يوم 24 ايار خائبين .. وقد تضاعفت الامه واشتدت حالته سوءا بسبب انعدام الاجراء الطبي والمعالجة الفورية او في الوقت المناسب ورحلة التاخيرات والتعطيلات التي صرت تعرفها الان .. تمت الموافقة على ان ننقله الى مستشفى مدينة الطب يوم 2 حزيران الجاري، وبسبب انعدام الامكانيات وعدم الاهتمام واللامبالاة المقصودة بسبب الضغوط التي مارستها لجنة اغلاق اشرف، فقد شقيقنا اخر خيط يصله بالحياة واستشهد يوم السبت 11 حزيران الجاري .. فمن ياترى الذي قتله ؟؟ اهو ذلك الذي اطلق الرصاصة على صدره العاري فاصابه بمقتل ؟؟ ام ذلك الطبيب الذي وافق على اهماله وعدم تقديم اللازم طبيا وعلاجا له ؟؟ ام ذلك السياسي الذي امر الطبيب بما فعل ؟؟ ام الحكومة التي اتمرت بامر حكام طهران ؟؟ نترك للشعب العراقي وللعالم الاجابة .. لكننا نردد بكل قوة ..اننا لن نرضخ ولن ننحني .. ومن اشرف الصامده اهتف لك استاذ ياسري .. انقلها عني، انا مهرداد حاجيان انتظر في اشرف اللحاق بشقيقي منصور وسيكون ذلك اعلى وسام اناله وستضيفه عائلتي الى بقية اوسمتها.
لا تعليق لدي على كلام مهرداد فهو كاف بذاته لبيان الجريمة والمجرم .. انما اود ان اقرن حديثه وروايته بخبر تلقيته اليوم ايضا من داخل ايران،
أستشهد السيد رضا هدى صابر سجين سياسي في إيران وصحفي مترجم بالغ من العمر 52 عامًا يوم السبت 11 حزيران (يونيو) 2011 نتيجة إصابته بنوبة قلبية ناجمة عن إضرابه عن الطعام ومماطلة جلادي النظام الإيراني في نقله إلى المستشفى. وعلّل الأطباء وفاته بتساهل وإهمال السجانين في نقله المبكر إلى المستشفى!!
احسب ان سبب اقراني استشهاد السيد رضا هدى صابر، في السجون الايرانية واضح، وهو يلفت النظر بانه وقع في نفس يوم استشهاد حاجيان، السبت 11 حزيران الجاري وكلاهما يبلغ من العمر 52 عاما، وهي ليست من المصادفات كما قد يظن البعض فلكل رمز دلالته في هذا الاقران، كما ان السبب الذي ادى الى استشهاد حاجيان هو الاهمال الطبي وعدم المعالجة الفورية وهو نفس السبب الذي ادى الى استشهاد رضا، ثم ان كليهما لا يقران للنظام الحاكم في طهران ولا يدينان له بالطاعة، وكلاهما معتقل .. هذا مطوق في اشرف وذاك خلف اسوار ايفين، وفي رايي ان هذا هو سبب قتلهما الحقيقي ولا يغرنكما ان حاجيان قتل في بغداد ورضا قتل في طهران، وما اقوله ان الاسلوب واحد في الجريمة والاسباب واحدة .. الا تتفقون معي ان القاتل واحد اذن؟؟
safyas13@yahoo.com