آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الجهاد

  1. #1
    شـاعر وأديب الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
    تاريخ التسجيل
    04/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    1,665
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي صور الجهاد المجتزأة في عيون ماكرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    صور الجهاد المجتزأة، في عيون ماكرة!
    د. أيمن أحمد رؤوف القادري
    أين هو الإعلام الذي لا يزال ينظر إلى الجهاد على أنه الأساس في الحفاظ على هيبة الأمة!؟ نحن في الإجابة عن هذا السؤال، كالباحث عن إبرة في كومة قشّ، فقد جاء أمر العمليات من "دوائر" الغرب، "المستطيلة" و"المتطاولة"، إلى كلّ من لا يزال في فمه لسان، أو في يده قلم، أن يشتمّ من لا تزال في يده بندقية، أو فوق كتفه قذيفة، حتّى يهنأ بال صقور الإجرام، في مضاجعهم الوثيرة، ويجزموا أنّ خنادق المقاومة سيردمها أبناء جِلدتنا، وأنّ نداءات البطولة ستخنقها قبضات من هذه الرقعة الممتدّة عبر بلاد المسلمين!
    ولكن... هيهات هيهات لما يُوعَدون. إنّ هذه الأمة أكبر من أن تتّسع في قمقم، وأعظم من أن توضع في لقمة، وأجرأ من أن يرعبها نعيق غراب، وأعرق من أن تمحوها عن خارطةِ الوجودِ أصابعُ الكيدِ المرتجفة! وتبقى في الأمة ألسنة زائرة، تهدر بالغضب في آذان الطغاة، حتى يدّب فيهم الخور، وتبقى في الأمة أقلام جارحة، تغمد حبرها الأزرق في شرايين الاحتلال، حتّى يُقهر.
    أقول هذا، في أعقاب حلقة حوارية، بثّتها إحدى القنوات المرئية، في بيروت، جعلت محورها "الجهاد"، فكانت مناسبة لإطلاق المذيعة "بارودَ" غضبِها، على أرباب السيف، في زمن التّخاذل العربي، والزحف "المقدّس" لقادتهم باتّجاه "الأعتاب المقدّسة" في البيت الأبيض، حيث يرجون مظلاّت التفاوض، وغرفاً خلفيةً للتعرّي من ثياب العزّ والشهامة!
    في برنامج تلفزيونيّ يزعُم أنّ الحلّ في أيدي جمهور الأمة، يُحرَص على مصادرة قوّة الأمة، وإماتة جذوة البأس فيها، وتُجتَزَأ صور الجهاد اجتزاءً، و....ويلٌ للمصلّين!!!
    قد يحلو للبعض أن يترك الصور الناصعة المتواترة، ويُهرَع إلى نُتَفٍ من الأخطاء العابرة، يجعلها أصلاً يبني عليه! وذلك شأن ابن الرومي الذي بات سخرية الأجيال، إلى يومنا هذا، فهو إذا قرع عليه الباب امرؤ اسمه "حسن"، أحجم، لأنه عمد إلى قلب الكلمة، وباتت "نحس"، وإذا قابل امرأً اسمه جعفر، تشاءم، وقال: هذا "جاع" و"فرّ". نحن لا نملك شيئاً في علاج نفسية ابن الرومي، ولا من اقتفى أثره!
    لولا الجهاد، الذي حافظت الأمة على بقايا أحكامه، رغم ذهاب دولتهم الجامعة، لما بقيت مقوّمات الصمود ترعب الأعداء. فرغم مرور ثلثي قرن على موجات الاستيطان اليهودي في أرض الإسراء، ما زالت بنادق المجاهدين تزلزل حلم إسرائيل، وتمنع كلّ قدمٍ باغيةٍ أن يقرّ لها قرار، ورغم أطنان القذائف المدمّرة على العراق وأفغانستان ولبنان، يبقى الإسلام بمفاهيمه الجهادية، المصارع الوحيد والعنيد، في ساحة المواجهة الحامية، بين أذرع الإخطبوط الغربي، وسيوف أحفاد صلاح الدين، بين براثن الغول الرأسمالي الأسود، وصقور خالد ابن الوليد، غير مبالين بأحجام التضحيات النفيسة. ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة!
    فلماذا يُحجَب الضوء عن هذه الصور المشرقة؟! لماذا لا تُجعَل طبَقَ الإعلام الأساسيّ قصصُ الصابرات المحتسبات، من أمهات الشهداء، في العراق؟ لماذا لا يكون خبز الإعلام اليوميّ زغاريد بنات الشهداء، وجلسات التهنئة الجماعية في دور فلسطين، حين تزّف البشرى، أنّ شموع الحرّية زادت توهّجاً؟
    وتتساءل المذيعة عن مصير "الآخر"، إذا عادت أمواج الفتح الإسلامي، تقرع أبواب العالم. وكأنّ ثلاثة عشر قرناً من الفتوحات، لم تكن كافية لتفتح الطريق إلى الجواب. إن أحكام الجهاد والحرب في شريعة الإسلام، أكثر رأفة بأبناء الملل الأخرى، من أحكام السلم والموادعة في فلسفات الحضارة الغربية، المتتالية، حتى الرأسمالية، تلك الأحكام التي جنتْ على أبنائها، قبل أن تجني على أبناء الشعوب الأخرى، وأبناء سائر الملل. ولقد تسابق المستشرقون إلى تأكيد عدالة الإسلام في حروبه، وإرسائه دعائم التسامح الديني، في نصوصه، وفي تطبيق أبنائه له، عبر تاريخهم المديد.
    جاء في كتاب الدعوة إلى الإسلام، للسير توماس أرنولد، ص82-83 [الترجمة العربية، د.حسن إبراهيم وآخرون]: "ويظهر أنّ أخلاق صلاح الدين وحياته التي انطوت على البطولة، قد أحدثت في أذهان المسيحيين في عصره تأثيراً سحرياً خاصاً، حتى أنّ نفراً من الفرسان المسيحيين قد بلغ من قوة انجذابهم إليه أن هجروا ديانتهم المسيحية.."
    وقالت زيغريد هونكة في كتابها الموسوعي: شمس العرب تسطع على الغرب، ص412[دار الآفاق الحديثة، بيروت، ط6، 1401هـ/1981م]: "أما العجيب في تصرّف الغرب، فهو ما فعله الصليبيون الذين قادوا الحرب ضدّ أعداء دينهم، وخاضوا بحراً من الدماء في بيت المقدس ودمياط... وعلى الرغم من هذا، فقد نسوا عاداتهم وتقاليدهم واندمجوا بالعرب. ولأوّل مرّة في تاريخ العالم المسيحي أظهر النورمان تسامحاً مع المخالفين لهم في العقيدة، متمثّلين بالعرب في شهامتهم ورجولتهم. فكان ذلك المسلك بالتأكيد، هو سرّ ما أصاب دولتهم من ازدهار، إذا قورنت بنظيراتهم في الغرب."
    وقالت: "... كان العرب يسمحون للشعوب المنهزمة أن تمارس عاداتها وتقاليدها.." زيغريد هونكة في شمس العرب تسطع على الغرب، ص413 .
    وقالت إنّ نداءات التسامح الديني التي ارتفعت بها أصوات مفكّري الغرب، تلت خطابات صلاح الدين إلى ريتشارد قلب الأسد، إذ كانت رائدة في هذا المجال. زيغريد هونكة في شمس العرب تسطع على الغرب، ص428.
    وأشارت إلى أن الكنيسة نبذت الملك فرودريك الثاني، بسبب دعوته إلى التسامح الديني في العلاقة مع المسلمين! زيغريد هونكة في شمس العرب تسطع على الغرب، ص429.
    إنّ وضع قانون يتّسم ظاهره بالتسامح "المثالي" في نصوصه، دون إيجاد عقيدة وثقافة تنهجان التسامح، يعني أنّ التطبيقات ستأتي مشوّهة. ها هي الرأسمالية، ذات الشعار الديمقراطي، تتباهى بقيادة العالم الحرّ، وعلى أيديها حصل أكبر زخم استعماري، عمل على سحق هويات أمم، وإبادة أعراق، وتسخير شعوب، وانتهاب ثروات. وكلّ ذلك تحت سمع القانون الدولي، وبصره، وبغطاء فضفاض من قوانين تلك البلاد المستعمرة، التي ملأت الدنيا نعيقاً، وهي تتشدّق بمفردات الإخاء والمساواة وحقّ تقرير المصير!
    وإنّ قانوناً يتّسم بالتسامح الواقعي في نصوصه، ويغرس في أتباعه قداسة الالتزام لهذا القانون, يعني أنّ التطبيقات ستأتي بالتسامح المطلوب, الذي يبلغ صداه أجيالاً وأجيالاً. وذلك شأن الإسلام، في تشريعاته.
    والواقع أنّ جزءاً كبيراً من تشويه صورة المجاهدين, يعود إلى أنّ البيئة التي تحيط بالمجاهدين ليست خالصة لفكرة الجهاد, لأن الدولة ما زالت بعيدة، ومتباعدة، عن تصوّرات الأمة عامّة، وليست بيئة المجاهدين محصّنة أمنياً، لتمنع حدوث إشكالات أمنية تفتعلها أطراف تضمر بمشروع الجهاد شرّاً، أو تمنع حدوث تجاوزات فردية في التطبيق الخاطئ للجهاد، أو اختراق أجهزة استخبارات إقليمية أو دولية، لبيئة الجهاد تلك. ولهذا نصرّ على أنّ الأولوية هي في إعداد دولة موحَّدة موحِّدة، تقوم على أساس الإسلام العقدي، ويكون الجهاد فيها ركيزة العمل لتحرير الأراضي المسلوبة، وإعادة إحياء فريضة الجهاد، لتوسيع رقعة الإسلام، فتكون الأمّة كلّها مع هذا التّوجّه, وتكون السلطة حامية لهذا التّوجّه، وحاضنة له، بدل أن تكون مناوئةً أو منافسة أو مُحايدة, في أحسن الحالات. ولهذا كانت أعمال المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين، مسرحاً لتجاذبٍ إعلاميّ وتوظيفٍ سياسيّ, وحاول كثير من المُغرضين إخراجها عن إنجازاتها الجميلة, لا رغبةً في ضرب المُقاومين وما يُمَثّلون من أفكارٍ سياسيّة, فحسب، وإنّما رغبةً في إماتة حِسّ الجهاد في الأمّة, وتشويه صورته.
    أليس غريباً أن تتورّط المذيعة في إطلاق تهمة حبّ الموت، على المجاهدين، متأثّرة بالحملة الإعلامية السياسية، التي أسعرها أقوام مؤخّراً، جاعلين أبرز وصمة تجلب العار إلى خصومهم أنّهم يؤمنون بثقافة الموت! لقد بات التلاعب بالمصطلحات، بضاعةَ القائمين على بلبلة الأفكار، فالتضحية، والفداء، والاستبسال، والشهادة، والموت الإفرادي في سبيل حياة الأمة، كلّها ألفاظ مشحونة بالعظمة، ولا توحي إلاّ بالاحترام، وهي تنطبق على المجاهدين، وأكاد أقول إنها تزيدهم شرفاً، لولا أنّ الأليق أن يُقال إنهم يزيدونها شرفاً. ومع نبل هذه الألفاظ، يتهرّب منها، من يعمل، يائساً، على إفراغ الجهاد من مضمونه، ويبتكر لفظاً يوحي بالانتحار. وذلك يذكّرنا بأزمتنا مع الإعلام، منذ هجر كلمة "العمليات الاستشهادية"، وتعلّق بأذيال "العمليات الانتحارية"!
    أيها الإعلاميون، أبعدوا ثقافة موت القيم، عن أمّتنا، وكونوا لسان حالها. إنها أمة عظيمة عصيّة، تأبى أن يميتها التاريخ، وتأبى الانتحار السياسي، تأبى حياة الذلّ والعبثية، تأبى إلاّ أن تكون خير أمة أخرجت للناس.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية فريد التميمي
    تاريخ التسجيل
    11/01/2010
    المشاركات
    104
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: صور الجهاد المجتزأة في عيون ماكرة

    [QUOTE=أيمن أحمد رؤوف القادري;63030]بسم الله الرحمن الرحيم
    صور الجهاد المجتزأة، في عيون ماكرة!
    ولكن... هيهات هيهات لما يُوعَدون. إنّ هذه الأمة أكبر من أن تتّسع في قمقم، وأعظم من أن توضع في لقمة، وأجرأ من أن يرعبها نعيق غراب، وأعرق من أن تمحوها عن خارطةِ الوجودِ أصابعُ الكيدِ المرتجفة! وتبقى في الأمة ألسنة زائرة، تهدر بالغضب في آذان الطغاة، حتى يدّب فيهم الخور، وتبقى في الأمة أقلام جارحة، تغمد حبرها الأزرق في شرايين الاحتلال، حتّى يُقهر.

    أخي الكريم د . ايمن احمد رؤوف حماك و قواك
    وسدد على الدرب السوي خـُطاك
    وعاشت روحك الابية
    ان هذه الامة ولود ولن نعدم الابطال
    وان غدا لناظره قريب


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •