بسم الله الرحمن الرحيم
حين عثرت على موقع هذه الجمعية بالصدفة قبل عدة سنوات, فرحت كثيراً. فقد كنت أبحث عن موقع جاد أستطيع الإستفادة منه, وأستطيع أن أكتب وأشارك فيه بكل حرية وديمقراطية.
والحقيقة أن الموقع يزخر بطاقات ثقافية, وأكاديمية خلاقّة, وإن كنت لست في موقع المقيّم للأساتذة الكبار. وهناك أيضاً من الأعضاء ممن هم بحاجة للتشجيع والرعاية من الكبار حتى تستمر المسيرة, ويصبح لدينا أجيال مختلفة من المثقفين والمتعلمين, ممن همهم رفعة أمتهم العربية والإسلامية حتى تأخذ دورها الذي من المفترض أن تأخذه بين الأمم.
لقد لاحظت, وقد أكون مخطئاً, أن البعض ينحى بالموقع على غير النهج الذي وجد من أجله. ولعل البعض يقول أن الأمر لا يتم إلا بالتدخل والمشاركة في مواضيع السياسة. وإني أختلف مع من يقول ذلك, كون التطور الذي ننشده والرقي الذي نبحث عنه, لا يكون إلا بالأمن والإستقرار, وأن العمل على تحقيق هذه الأهداف النبيلة, يكون بالعمل الجاد في مجالات عديدة, وهي مجالات لا تخفى على أعضاء واتا المثقفون الواعون. فالتطور يكون بأن نطور من أنفسنا علمياً, وعملياً وذلك بأن نسعى جميعاً لخدمة أوطاننا في أي مجال كنا.

فالطالب يستطيع خدمة وطنه من خلال الإهتمام بدروسه, والتفوق في دراسته, والمدرس يستطيع خدمة وطنه ودينه بالعمل المخلص في تربية جيل واع محصن ضد كل الإغراءات الخارجية. والعامل في مصنعه والتاجر في متجره كذلك يستطيعان خدمة وطنهما من خلال الإخلاص وإتقان العمل, وهكذا في كل مجال.

إذا ما أصلحنا أنفسنا, وصدقنا معها, وترفعنا عن المكاسب الشخصية الضيقة على حساب أوطاننا وشعوبنا, عند ذلك يتحقق الإصلاح الذي ننشده. وسوف تتحقق مصالحنا الشخصية ومصلحة أوطاننا. فالعمل بالسياسة أو الكتابة حولها ليس حراماً, ولكن لا أظن أنه هو من يدفع بالأمة نحو التطور, فالعمل الجاد هو الأهم, وهو عملياً سيفضي إلى الإصلاح المنشود, وبرأيي أن العمل الجاد هو المحك لإختبار حبنا وولاءنا لأوطاننا.