ايابنيتي: أنت مقبلة على حياة جديدة، حياة لا مكان فيها لأمك أو لأبيك، أو
لأحد من إخوتك.. ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان
من لحمك ودمك..
كوني له زوجة يا بنيتي، وكوني له أماً، اجعليه يشعر أنك
كل شيء في حياته، وكل شيء في دنياه، اذكري دائماً أن الرجل – أيّ رجل – طفل
كبير، أقل كلمة حلوة تسعده لا تجعليه يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك
وأسرتك؛ إن هذا الشعور نفسه قد ينتابه هو، فهو أيضاً قد ترك بيت والديه،
وترك أسرته من أجلك، ولكن الفرق بينك وبينه، هو الفرق بين المرأة والرجل،
المرأة تحن دائماً إلى أسرتها؛ إلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت
فيه، ولكن لا بد لها أن تعوّد نفسها على هذه الحياة الجديدة لا بد لها أن
تكيّف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجاً، وراعياً، وأباً لأطفالها، هذه
هي دنياك الجديدة.
يا بنيتي: هذا هو حاضرك، ومستقبلك، هذه هي أسرتك التي
شاركتما أنت وزوجك في صنعها، أما أبواك، فهما ماضٍ. إنني لا أطلب منك أن
تنسي أباك، وأمك، وإخوتك، لأنهم لن ينسوك أبداً يا حبيبتي وكيف تنسى الأم
فلذة كبدها؟! ولكنني أطلب منك أن تحبي زوجك، وتسعدي بحياتك معه.