الدول الكبرى تغذّي الحقد على الإسلام حتى وصل إلى ملاعب كرة القدم!
قرر الاتحاد الصربي لكرة القدم منع لاعب بوسني مسلم من اللعب لمدة عامين قابلة للتمديد، وصادق على قرار الحكم بطرده من أرض الملعب، خلال مباراة رسمية بحجة أنه تلفظ بأقوال تثير النعرات العرقية. وحسبما ذكرت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، فإن اللاعب علي حاجيتش (18 عاما) لم يتمالك نفسه عندما سدد هدفا لفريقه بودرينيا القريب من مدينة بيلينا الواقعة داخل حدود صربيا، فسجد على الأرض وصرخ بشكل عفوي قائلا: "الله أكبر".
قد يبدو الخبر للوهلة الأولى خبراً هامشياً لتعلقه بكرة القدم، لكنه مشهد يختزل الحرب على الإسلام الذي تقوده الدول الكبرى الاستعمارية، ويكشف عن مكنون الحقد الدفين الذي تنميه تلك الدول ضد المسلمين في كافة أرجاء العالم وفي كافة مناحي الحياة.
فالدول الكبرى، تشن هجوماً معلناً بحروبها ضد المسلمين في العراق وأفغانستان، وآخر غير معلن عبر شحن الأجواء بمعاداة الإسلام والمسلمين، حتى جعلت من ممارسة شعائر الإسلام في نظر الشعوب جريمة ومن المسلمين "إرهابيين"، وحظر الحجاب ومنع بناء المآذن، والتجرؤ على حرق المصاحف والتهجم على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسوم كاريكاتيرية مشينة، والتهجم على الاسلام من بابا الفاتيكان بعبارات عدائية، أمثلة ناطقة حيّة تشهد على مخزون الحقد الذي ترعاه الدول الكبرى ضد الإسلام والمسلمين.
وفي كل مرة تسعى تلك الدول إلى التذرع بذرائع واهية لتبرير أفعالها الإجرامية النابعة من حقدها الدفين على الإسلام، وتحاول تبرير دوسها على قوانينها وما تدّعيه من حريات وحقوق إنسان عندما يتعلق الأمر بالإسلام وأهله، وتسعى لتصنيف تلك الحوادث كحوادث منعزلة أو فردية.
إنه لا يخفى على أحد أن حرباً حضارية تقودها الدول الكبرى ضد الإسلام خشية ظهوره من جديد وعودة دولته، فيبدد نور الإسلام ظلمة الرأسمالية التي عمت العالم، وسبق أن صرح بذلك بوش الابن بتسميته حرب أفغانستان بالحرب الصليبية وبتخوفه من عودة الخلافة.
إن ما يقوم به الأفراد أو الجهات المختلفة الغربية من تصرفات معادية للإسلام –لو استبعدنا فرضاً نظرية المؤامرة ووقوف الدول الكبرى بشكل مباشر خلف تلك التصرفات أو بعضها- هي نتيجة لحالة الاحتقان والشحن المقصود للأجواء ضد الإسلام الذي تبثه تلك الدول بين شعوبها وفي كافة أرجاء العالم.
إن الحضارة الغربية قد أفلست أمام حضارة الإسلام ومبدئه في الميادين الفكرية والحضارية، بالرغم من امتلاك دولها الكبرى للأسباب المادية الهائلة وسيطرتها على كل المنابر المحلية والدولية وعدم امتلاك مبدأ الإسلام لعشر معشار تلك الامكانيات وافتقاره لدولة تحمله وتدافع عنه، فلجأت تلك الدول إلى هذا الأسلوب الهمجي والعدائي في تحريض الناس على المسلمين ومحاولة تشويه أحكام الإسلام وصورة المسلمين، بينما ترتكب هي أفظع الجرائم في سجونها الديمقراطية في غوانتانامو وأبو غريب والسجون السرية في أوروبا وتقتل المدنيين في أفغانستان والعراق وتدعم جرائم كيان يهود ببطشه بأهل فلسطين العزل واحتلاله لأرضهم وحرقه لمساجدهم وتدنيسه المتكرر لمقدساتهم.
إن الدول الكبرى، هي من تثير النعرات الطائفية بين الناس، ففي عقر دارها نما التمييز العنصري، وهي التي تنهب خيرات الشعوب المستضعفة وتسخرهم لخدمتها، وهي ترى تفوق الجنس الغربي (الأوروبي والأمريكي) على بقية أجناس العالم، ومن ثم تقوم تلك الدول بكل صلف وعنجهية وغرور باتهام الإسلام بما ترتكب من ممارسات لا أخلاقية.
إن حضارة الإسلام قد أنارت العالم بعدلها قروناً طويلة، شهد على ذلك العدو والصديق، فكانت ملاذ الخائفين ومحل استنجاد الغربيين كما استنجد الفرنسيون بالخليفة سليمان القانوني لإنقاذ ملكهم ففعل، وإن ظلم الرأسمالية وعنجهية دولها الكبرى وتضليلها للعالم ومحاربتها للإسلام لن يحول بين الإسلام وعودته ظاهراً على المبادئ الوضعية الظالمة في دولة تنشر الخير والهدى للعالم.
(فأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)