الصراع الجمهوري الملكي في اليمن وأبعاده العربية والدولية 1962م-1970م
الباحث:
د/ عبدالحميد عبدالله حسين البكري
الدرجة العلمية:
دكتوراه
تاريخ الإقرار:
2004 م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
الملخص:
كانت ثورة ايلول / سبتمبر عام 1962 في اليمن أول ثورة في الجزيرة العربية ،غيرت النظام السياسي من نظام إمامي ملكي الى نظام جمهوري ، وكان لهذا الحدث صدى واسع على المستويين الإقليمي والدولي ، وتباينت المواقف بين مؤيد ومعارض ، ورغم ان الثورة اليمنية كحدث قد نجحت وسيطرت على معظم المدن اليمنية ، لكن نجاة الإمام محمد البدر، وبعض أمراء الأسرة المالكة، ولجوءهم الى المملكة العربية السعودية ، وطلبهم منها العون والمساعدة في استعادة عرشهم ، حَوَّل الموقف في اليمن الى صراع عسكري وسياسي داخلي ، بدأت أحداثه منذ الأسبوع الاول للثورة بين أتباع النظام الجمهوري المعلن يوم السابع والعشرين من ايلول / سبتمبر عام 1962 ، الساعين الى بسط نفوذهم على أرجاء اليمن، وأمراء أسرة حميد الدين الملكية الساعين الى استعادة عرشهم الذي فقدوه في اليوم نفسه ، وقد استمر الصراع طوال المدة ما بين عامي 1962 و1970 .
ولسوء حظ اليمن أن ثورته وما تبعها من صراع داخلي حدثت في زمن يعيش فيه العالم العربي والدولي حالة حرب باردة ، من علاماتها سياسة الاستقطاب والحرب بالوكالة ، الأمر الذي أثر في الصراع في اليمن بين الجمهوريين والملكيين وحوَّله من صراع محلي داخلي الى صراع اقليمي - دولي ، شاركت فيه قوى إقليمية ودولية بشكل مباشر أو غير مباشر ، مما أججَّه وأطال مدته .
ولأهمية موضوع الصراع الجمهوري – الملكي في اليمن في المدة ما بين عامي 1962 و 1970 وابعاده العربية والدولية ، ولعدم وجود دراسة أكاديمية شاملة تتناول الصراع من جميع جوانبه الداخلية والخارجية ، كان اختياره موضوعا لهذه الاطروحة .
إشتملت الاطروحة على مقدمة ووتمهيد وأربعة فصول وخاتمة ، وضحت في التمهيد حكم الإمام يحيى وابنه الإمام أحمد ما بين عامي 1918و 1962 ، والسياسة الداخلية والخارجية لهما ، التي مثلت المناخ الملائم لنشوء المعارضة السياسية لهذا الحكم ، ومِنْ ثَم توضيح مراحل تطور هذه المعارضة ، وصراعها مع النظام الإمامي الملكي الذي انتهى بقيام ثورة ايلول / سبتمبر عام 1962 .
أما الفصل الاول فقد تضمن أحداث ثورة ايلول / سبتمبر 1962 تخطيطا وتنفيذا ، ومحاولة الثورة بسط نفوذها على البلاد من العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الرئيسة ، ثم توضيح كيفية نجاة الإمام البدر وإفلاته من أيدي الثوار ولجوئه الى السعودية ، وتوضيح الحملات العسكرية الجمهورية لمطاردته ، وفشلها في القبض عليه ، الأمر الذي أدى الى تحول اليمن الى ساحة صراع جمهوري ملكي ، ثم تطور بعد ذلك الى صراع اقليمي – دولي ، ثم يوضح الفصل القوات العسكرية المشاركة في الصراع ، سواء أكانت جمهورية أم ملكية ، من حيث أعداد الجيوش وأنواعها ، والأسلحة والعتاد التي امتلكها الفريقان المتصارعان .
وقد خصص الفصل الثاني للصراع العسكري الجمهوري – الملكي منذ الأسبوع الأول للثورة ، عندما بدأ الملكيون بثورتهم المضادة وهجومهم عبر جبهتين رئيستين ، ومحاور عسكرية متعددة ، ضغطت القوات الملكية من خلالها على الجمهوريين قبل أن يلتقطوا أنفاسهم ، متتبعين في هذا الفصل أحداث الصراع العسكري ، راصدين أهم المعارك العسكرية ، التي دارت بين الفريقين حسب تسلسلها الزمني حتى انتهائها عام 1970 ، وقد قسم الصراع العسكري على خمس مراحل ، لكل مرحلة ما يميزها من انتصار فريق على آخر ، ولكن ليس النصر الكامل ، وانما كانت المعارك سجالاً ،حتى عام 1967/ 1968، عندما حقق الجمهوريون انتصارا بإفشالهم حصار الملكيين الذي ضربوه على صنعاء ، واستمر اثنين وسبعين يوما ، بعدها توالت انتصارات الجمهوريين ، وتراجع الملكيون وبان انحسارهم ، حتى انتهى بهم الأمر الى المصالحة مع الجمهوريين في عام 1970 ، وخلال العرض التاريخي للصراع العسكري الجمهوري الملكي عملنا على توضيح العوامل والظروف الداخلية والخارجية التي كانت تؤدي الى نصر أو هزيمة أحد الفريقين ، أو تؤدي الى تهدئة الصراع أو تأجيجه .
بينما خصص الفصل الثالث للصراع السياسي الجمهوري -الملكي ، متتبعين أحداثه منذ إعلان النظام الجمهوري وحتى انتهاء النظام الملكي في ايلول / ديسمبر عام 1962 ، وحتى إعلان المصالحة بين الفريقين في آيار / مايو عام 1970 م . وقد قسمت أحداث الصراع السياسي على ثلاث مراحل رئيسة ، موضحا في البداية الخطوات السياسية التي اتخذها الفريقان المتصارعان ، كل منهما يريد تقوية موقفه ، وكسب التأييد والمناصرة الداخلية والخارجية ، مستخدمين وسائل عدة لتحقيق أهدافهما منها : الأعلام ، والدبلوماسية ، والمال ، والسلاح ، وغيرها ، ثم التركيز على الدعوات والمبادرات المحلية والاقليمية والدولية الساعية الى تسوية الصراع وانهائه ، متخذين من اللقاءات والمؤتمرات منابر تصارع من خلالها الفريقان الجمهوري والملكي ، والأسباب التي كانت وراء فشل تلك اللقاءات والمؤتمرات والاتفاقيات ، ثم أنهيت الفصل بذكر بعض الأحداث السياسية ، التي شكلت عوامل أساسية في إنهاء الصراع ، منها اتفاقية الخرطوم بين مصر والسعودية في عام 1967 والتي خرج بموجبها الجيش المصري من اليمن ، وفشل حصار الملكيين لصنعاء في نهاية عام 1967 وبداية عام 1968 ، ثم القناعة السعودية بعدم تحقيق أي نصر عسكري ، ومن ثم سياسي لترويض الجمهوريين ، ثم تخوفها من التغلغل السوفيتي في الجزيرة العربية ، وتقاربه مع الجمهوريين في اليمن ، هذه الأحداث دفعت باطراف الصراع الداخلية والخارجية مجبرة نحو إنهائه ، عندما تصالح الفريقان الجمهوري – والملكي في عام 1970.
ونظرا لكثرة المعلومات المتعلقة بالصراع السياسي ، فقد اتبعت منهجية غير التي اتبعتها في الفصل الخاص بالصراع العسكري ، فاعتمدت على منهج تحليلي أكثر من كونه سردياً ، موضحا المعلومات الرئيسة التي تخدم الموضوع وتوضح الفكرة بشكل مركز ، من غير اللجوء الى التفاصيل التي تؤدي الى تضخيم الاطروحة وأثقالها . وفي الهامش أحيل القارئ على المصادر التي يمكن الرجوع اليها لتفصيل اكثر ، مراعيا في ذلك التسلسل الزمني للأحداث ، ولكن أحيانا كنت اضطر الى الخروج قليلا عن التسلسل الزمني لتوضيح فكرة معينة ، واظهارها بشكل متكامل ، ولكن لا يخل ذلك بتسلسل تاريخ الأحداث العام .
اما الفصل الأخير فقد وضحت فيه أبعاد الصراع ، العربية والدولية ، مبتدءاً بطرح وتوضيح الظرف العربي والدولي الذي حدثت فيه الثورة اليمنية ، وأثره فيما حدث بعدها من صراع داخلي جمهوري – ملكي .
وقد قصرت الحديث في هذا الفصل على مواقف الدول الإقليمية والدولية وأبعادها ، التي كان لها أثر واضح في الصراع ، وأيدت وناصرت فريقاً على آخر بشكل كبير ، بطريقة مباشرة أم غير مباشرة ، وعرضت هذه المواقف عبر محورين : الأول الأبعاد التي دفعت دولاً الى تأييد الجمهوريين ومناصرتهم في صراعهم مع الملكيين ، أهمها: مصر والاتحاد السوفيتي ، والثاني : الأبعاد التي دفعت دولاً الى تأييد الملكيين ومناصرتهم في صراعهم مع الجمهوريين ، أهمها : السعودية ، والأردن ، وبريطانيا ، والولايات المتحدة الامريكية وحاولنا في خاتمة الاطروحة عرض ما خلصت اليه الاطروحة من خلال تتبعنا للحقائق ووقائع الصراع التي تضمنتها فصول الاطروحة.
اعتمدت الاطروحة على مجموعة من المصادر المتنوعة ، في مقدمتها الوثائق غير المنشورة ، وأهمها الوثائق المحفوظة في دار الكتب والوثائق في بغداد ، ومنها وثائق البلاط الملكي ، ومجلس السيادة ، والوثائق الامريكية المحفوظة على الميكروفلم والتي غطت معظم مدة الصراع ما بين عامي 1962 و 1969 ، وبالنسبة للوثائق اليمنية فلم استطع الحصول عليها ، لرفض المركز الوطني للوثائق بصنعاء السماح بالاطلاع على الوثائق الخاصة بالموضوع أو استنساخها ، بحجة أنها لم تتجاوز المدة القانونية لإخراجها لغرض الدراسة والبحث ، كما اعتمدت على الوثائق المنشورة التي شكلت مادة جيدة غطت النقص في الوثائق غير المنشورة ، وتمثلت في الوثائق اليمنية المنشورة في كتب ومذكرات الاشخاص المشاركين في احداث الصراع كما سيأتي ، فضلاً عن الوثائق العربية الصادرة عن الجامعة الامريكية في بيروت ، التي غطت معظم سنوات الدراسة ما بين عامي 1963و1968 ، وكذلك الوثائق العربية الصادرة عن دار الأبحاث والنشر ، وقام بتحريرها جبران شامية تحت اسم ( سجل العالم العربي ) ، واستفدت منها ما له علاقة بعامي 1967 و1969 ، فقد احتوت هذه الوثائق على التصاريح والبيانات والمقابلات والمؤتمرات الصحفية ، والخطب والقرارات والاتفاقيات الخاصة بموضوع الاطروحة ، كما أفادت الاطروحة من الوثائق الأمريكية والبريطانية في الفصل التمهيدي ، ومن وثائق الأمم المتحدة في الفصلين الرابع والخامس .
اما بالنسبة للصحف فقد استخدمت القليل منها وذلك لتحيز معظمها الى أحد الفريقين ، ولذلك لم اعتمد عليها إلا في أخذ بعض النصوص الرسمية لبيان رسمي أو لقرارات أو معاهدات ، وتواريخ الأحداث ، وبعض المقابلات الصحفية بحذر ، وقد أغنتني الوثائق العربية و (سجل العالم العربي) عن استخدام الصحف ما عدا القليل منها، كما هو موضح في هوامش الاطروحة وقائمة المصادر ، كما أفادت الاطروحة من المعلومات الواردة في البحوث والدراسات المنشورة في المجلات ، ولا سيما المجلات اليمنية ، منها : مجلة الحكمة ، واليمن الجديد ، والكلمة ، وقضايا العصر، وغيرها . كما كان للمقابلات الشخصية التي أجريتها مع شخصيات شاركت في أحداث الصراع أثر في رفد الاطروحة بمعلومات جيدة ، ولكنها لم تكن بالمستوى الذي كنت أطمح اليه ، وذلك لتحفظ المشاركين في الصراع الى جانب الملكيين ، وعدم اجابتهم عن الاسئلة التي كانت تطرح عليهم ، خوفا من تأثيرها في وضعهم وسمعتهم السياسية ، أو أن تحسب عليهم ، والبعض الآخر من الذين التقيت بهم كان يتخلص مني بقوله : انه في حالة إعداد مذكراته ، وسيضمنها كل ما لديه من معلومات ووثائق ، كما ان لعامل تقادم الزمن الأثر في نسيان الأحداث ، ولذلك كانت تأتي المعلومات في كثير من الأحيان متضاربة ، ولكن كان للمذكرات التي طبعت في السنوات الأخيرة ما يغطي النقص أو يصحح معلومات المقابلات الشخصية ، وكان للرسائل والاطروحات الجامعية والمثبتة في قائمة المصادر أثر كبير في رفد الأطروحة بمعلومات قيمة ، وكذلك كانت البحوث والدراسات غير المنشورة .
كما اعتمدت الأطروحة على الكتب العربية والمترجمة ذات الصلة بموضوعها ، وتأتي أهمية هذه الكتب من أن مؤلفي معظمها من المشاركين في الصراع ، ومدعمة بالوثائق ، ومن أهم هذه الكتب :
أولا - الكتب اليمنية : ومعظمها كتب وثائقية ومذكرات أصحابها مشاركون في الصراع ، منهم : ناجي الأشول ( الجيش والحركة الوطنية في اليمن ) ، وسنان أبو لحوم ( اليمن حقائق ووثائق عاشتها ) في جزئين ، ومحمد محمد اليازلي ( من الثورة البكر الى الثورة الأم ، حقائق ووثائق تنشر لاول مرة ) ، وعبد الملك الطيب في كتابيه الوثائقيين ( الثورة والنفق المظلم ) و ( التاريخ يتكلم ) ، وعبد الله الحسني ( مؤتمر حرض وثائق ومحاضر ) ، وعلي محمد العلفي ( نصوص يمانية ) ، وصالح الأشول ( حقائق ثورة سبتمبر اليمنية إعدادا وتنفيذا ) ، وزيد الوزير ( مؤتمر خمر نصوص ووثائق ) ، ومحسن العيني(خمسون عاما في الرمال المتحركة – قصتي مع بناء الدولة الحديثة في اليمن ) ، وغيرها من الكتب المثبتة في قائمة المصادر .
وقد حاول الباحث الابتعاد عن بعض المعلومات التي وردت في هذه الكتب إذا ما تميزت بالمبالغة ، أو التحيز الى فريق معين ، أو التمحور حول الذات . وللكتب الصادرة عن مركز الدراسات والبحوث اليمنية أهمية كبيرة ، إذ هي شهادات ، مدعمة بعضها بالوثائق ، أدلى بها كثير من المشاركين في أحداث الصراع من العسكريين والمدنيين ، عن طريق عقد الندوات أو عن طريق الأسئلة المكتوبة التي أعدها المركز وأجابوا عنها خطيا ، أهمها : ( ثورة 26 سبتمبر شهادات ودراسات للتاريخ ) الكتاب الأول ، والثاني ، والثالث ،و (حصار صنعاء) الكتاب الأول والثاني .
ثانيا - الكتب العربية : التي شارك أصحابها في الصراع أو كانوا قريبين من أحداثه ، ومنهم : وجيه أبو ذكرى (المصري) ( الزهور تدفن في اليمن ) ، وعادل حسين ( ذكريات حرب اليمن ) ، وصلاح الدين الحديدي ( شاهد على حرب اليمن ) ، وصلاح الدين المحرزي ( الصمت الحائر في اليمن ) ، ومحمد أحمد محجوب ( الديمقراطية في الميزان ) ، ومحمد فوزي ( حرب الثلاث سنوات ) ، ومحمد حسنين هيكل ( سنوات الغليان ) ، وغيرها من الكتب العربية التي تناولت الصراع الجمهوري الملكي في اليمن. ويلاحظ على معظم هذه الكتب ، المبالغة في وقع الانتصارات الجمهورية وتضخيمها ، والمبالغة في الخسائر التي لحقت بالجانب الملكي ، أو تضخيم قوات الملكيين وأسلحتهم ، والمبالغة في تقدير الدعم الذي يتلقونه من الخارج ، لتبرير هزائم الجيش الجمهوري المصري في اليمن ، فضلا عن محاولتها الغاء الدور اليمني الجمهوري ، بأن جعلت كل الايجابيات وعوامل النجاح في صراعهم مع الملكيين للمصريين ، بينما حملت الجانب اليمني الجمهوري كل أسباب الفشل ، ولذلك حرص الباحث على التنبه لهذه الأمور والعمل على تجاوزها .
ثالثا - الكتب الأجنبية المترجمة وغير المترجمة : التي شارك بعض مؤلفيها في الحرب أو عايشها ، ومنهم الكولونيل البريطاني ديفيد سمايلي ، الخبير بحرب العصابات ، الذي شارك في تدريب الجيش الملكي ونظم جبهات قتالهم ، وعمل معهم منذ عام 1963 وحتى عام 1968 ، وقد ألف كتاب ( مهمة في الجزيرة العربية ، اليمن ، ج2 ) والصحفي البريطاني أدجار اوبلانس الذي زار اليمن قبل الحرب وفي سنوات الحرب وألف كتاب ( الحرب في اليمن ، دراسة في الثورة والحرب حتى 1970 ) ، ورغم ما على هذين الكتابين من ملاحظات إلا أنهما أفاداني كثيراً في الفصل الثالث الصراع العسكري ، ولا سيما أنهما يعبران عن وجهة نظر الملكيين ومؤيديهم الخارجيين ومنهم بريطانيا ، فحصلت منهما على معلومات هامة عن الجانب الملكي ، فضلا عن كتب أخرى مترجمة مثبتة في قائمة المصادر .أما الكتب الأجنبية غير المترجمة فأهمها كتاب الكاتبة الامريكيـة ( Dana Adams ) الـذي أسمتـه Yemen The Unknown War)) وكتاب الكاتب الامريكي ( Dan Hofstadtar ) بعنوان (Egypt Nasser ) الجزء الثاني ، إذ استفدت من المعلومات التي وردت في هذين الكتابين ، فضلاً عن الكتب الأجنبية الأخرى المبينة في قائمة المصادر ، وعلى الكتب الأجنبية المترجمة وغير المترجمة كثير من الملاحظات ، أهمها انها تجعل من الثورة اليمنية ثورة مصرية تخطيطا وتنفيذا ، وتحاول تضخيم طموحات الرئيس جمال عبد الناصر ، في سعيه للسيطرة على الجزيرة العربية ونفط الخليج العربي ، من خلال تدخله في اليمن ، كما تحاول الغاء الشخصية اليمنية ، ومن الملاحظات أيضا أنها تحاول إثارة النعرة الطائفية في اليمن بين مذهب الزيدية الشيعي ، ومذهب الشافعية السُّني ، مبالغين في حجم الخلافات والاختلافات بينهما ، إذ صورت أن أهم أسباب الصراع الجمهوري الملكي الرئيسة هو ذلك الخلاف ، وهذا غير صحيح ، كما صورت الصراع في اليمن بأنه صراع بين السعودية ومصر على أرض اليمن ،غير ناظرة الى الأسباب الأساسية الداخلية للصراع ، وما السعودية ومصر إلا عوامل خارجية ، رأت في الصراع فرصة لتصفية حسابهما مع بعضهما ، مِمَّا كان له أثر في تأجيج الصراع الداخلي الموجود أساسا بين اليمنيين .
وقد ألحقت في نهاية الاطروحة بعض الخرائط التي توضح المدن والأماكن التي جرت فيها الأحداث والمعارك العسكرية بين الفريقين ، لزيادة الإيضاح ، وعدم اثقال هوامش الاطروحة بالتعريف بهذه المدن والأماكن .
وأخيرا أضع هذا الجهد المتواضع بين يدي أساتذتي الأجلاء رئيس وأعضاء لجنة المناقشة شاكرا لهم سلفا ما تجشموه من تدقيق مادة الاطروحة وتصويبها وإكمال نواقصها ، فالكمال لله وحده ، والله من وراء القصد .