ثورة اليمن1962م - دراسة في الخلفية التاريخية
الباحث:
د/ عبد الله فارع عبده العزعزي
الدرجة العلمية:
دكتوراه
تاريخ الإقرار:
17/2/2000م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
إطار البحث وتحليل المصادر
شهدت اليمن في المدة ما بين عام 1948-1962م تغيرات مهمة في جميع جوانبها ،وقد شكلت تلك المدة خلفية لحدث تأريخي في الجزيرة العربية ،والذي لم يكن محض صدفة أو وليد ساعة ،بل توج من خلال تراكم نضالي دؤوب ومتواصل في المدة نفسها ،وعد ذلك الحدث لبنة من لبنات النضال في الوطن العربي .
وقد شهد الوطن العربي سلسلة من الأحداث بدءا بهزيمة الأنظمة العربية في فلسطين عام 1948م ،واندلاع ثورة مصر عام 1952م مروراً بثورة الجزائر ،والوحدة المصرية -السورية ،وثورة العراق أثرت جميعها بشكل مباشر أو غير مباشر على الأوضاع في اليمن .
ولأهمية تلك المدة حظيت بعدد من البحوث والدراسات ،ولكنها اقتصرت على دراسة بعض جوانبها،ولم تدرسها بصورة شاملة أو معمقة .ونظراً لعدم وجود دراسة أكاديمية سلطت الضوء على الخلفية على الخلفية التاريخية للثورة اليمنية وقع الاختيار على المدة نفسها ،مع محاولة تجنب التكرار للمعلومات التي وردت في الدراسات السابقة .
وقد حددت نقطة البداية للأطروحة عام 1948م لعدة مسوغات أهمها وجود بحوث ودراسات عدة غطت المدة الواقعة ما بين عامي1904-1948 م ،ولا سيما دراسة حركة المعارضة اليمنية وصولاً الى ثورة السابع عشر من شباط 1948م ،أغنت عن تناولها .
وقد حوت الأطروحة بين دفتيها على مقدمة وستة فصول وخاتمة ،تضمن الفصل الأول الأوضاع السياسية في اليمن ،مركزاً على شخصية الإمام أحمد وسياسته الداخلية بوصفه من أهم الأئمة الذين حكموا اليمن في التاريخ المعاصر ،ومدى تأثير هذه الشخصية على الساحة اليمنية سلباً وإيجاباً .وتطرق الفصل الى تولي محمد البدر السلطة خلفاً لوالده وتوضيح البرامج السياسي الذي أعلنه خلال الأسبوع الذي حكم فيه فضلا من ذلك عرضت خلافات الأسرة الحاكمة وانعكاساتها عليها وصولاً إلى فقدان مقاليد السلطة من يدها .
وجاء الفصل الثاني لدراسة الملامح الإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،مع التركيز على أهمية تلك الجوانب وأثرها على المجتمع دون الدخول في التفصيل.
وتأتي البحوث والدراسات المنشورة في المجلات والتي شملت جوانب عدة،ولاسيما من قبل الباحثين المختصين والمهتمين بالكتابة عن تلك المدة.ولكن بعضها خلت من الوثائق واعتمدت على التحليلات الشخصية .
ولم تخل المقالات الصحفية المنشورة في بعض الصحف المعاصرة لمدة الدراسة أو المتأخرة عنها من فائدة لتسليطها الضوء على جوانب متنوعة،التقط منها ما أفاد الأطروحة،والابتعاد عن المبالغات الواردة في بعضها.
وأفادت الأطروحات والرسائل الجامعية الواردة في ثبت المصادر الأطروحة بمعلومات قيمة ،منها رسالة الشرفي أفادت الفصل الأول ،وخصروف في الفصل الثاني ،والقحطاني ،والزيدي،والخفاجي والإمارة في الفصل الثالث ،وخضر في الفصل الرابع ،والنظاري في الفصل الأخير.
وفي الوقت نفسه أفادت الأطروحة من الكتب العربية والمترجمة ذات الصلة بالموضوع والتي غطت فصول الأطروحة ،ومن أهميتها الكتب التي ألفت في المدة نفسها وصنفت على مجموعتين عكست الأول انحيازها للنظام وركزت على الإيجابيات مثل كتب السقاف،والشامي ،والرفاعي.أما المجموعة الثانية كتب المعارضة ولاسيما التي ركزت على سلبيات النظام .
ولم تغفل الدراسة الكتب التي وردت فيها معلومات عن مدة الدراسة،أهمها كتاب العطار الذي أفاد منه الفصل الثاني -وهو في الأصل أطروحة دكتوراه -، والشعيبي في الفصل الثاني والخامس ،والشهاري والجناحي في الفصل الرابع ،وأبو أصبح في الفصل الخامس ،وأريك ماكرو في الفصل الثالث ،وغلب على بعضها التأثير بالخلفية الفكرية والاجتماعية لكاتبها أدى إلى اللاموضوعية في جزء مما حوته .
ومن أهم الكتب التي صدرت لبعض الشخصيات التي ساهمت بشكل مباشر في صنع الأحداث وأفادت الأطروحة هي مؤلفات جزيلان ،والطيار عبد الرحيم عبد الله ,وأجمد محمد الشامي ،والأسودي ،والخطري،وزيد عنان ،وعبد الغني مطهر،والبيضاني،وسنان أبو لحوم ،وزيد الوزير ،وإبراهيم الوزير،والرحومي وأقرانه.
وعلى الرغم من أهمية المعلومات التي حوتها تلك الكتب والتي أفادت الأطروحة,
إلا أن هناك مجموعة من الملاحظات عليها تتمثل بأنها سلطت الضوء على دور الفرد،والذاتية المحصنة،وأظهرت مؤلفيها بأنهم أصحاب الدور البطولي والملحمي الأول على حساب الدور الجماعي ،كما ركزت بعضها على اتجاه فكري أو فئوي وأهملت أما الوثائق المنشورة فقد كانت الفائدة من الوثائق العربية ولا سيما الوثائق اليمنية ووثائق الجامعة العربية والتي غطت جزءا من النقص في فصول الأطروحة.
وأتت الوثائق الأجنبية البريطانية ،والأمريكية على درجة كبيرة من الأهمية ،إذ أفادت الأطروحة منها ما بين عامي1984-1961م ،ومما يؤخذ عليها عدم دقة بعضها في تسمية المواقع والأعلام ،فضلا عن ذلك النفس الطائفي،والمناطقي ،والأسرى عند رصدها للأحداث .
وكانت الصحف اليمنية -الإيمان ،والنصر ،سبأ-المعاصرة للمدة نفسها قد حوت معلومات قيمة عن النظام الإمامي ،ودونت المراسيم والقرارات وحركة المسئولين وأنشطتهم وعكست صورة عن السياسة الداخلية والخارجية للنظام آنذاك ،إلا أنها أبرزت الإيجابيات وتحاشت ذكر السلبيات ودافعت عن النظام وبقائه ،ويعزى ذلك لإشراف الإمام المباشر عليها.
وفي الوقت نفسه أعتمد على صحف المعارضة والصحف المستقلة مثل صوت اليمن ،والفضول ،وفتاة الجزيرة ،واليقظة ،والتي تضمنت معلومات مغايرة للصحف الرسمية أكدت السلبيات والمساوئ لنظام الحكم التي أهملتها الصحف الرسمية .
فضلا عن ذلك أفادت الأطروحة من الصحف التي صدرت بعد الثورة وهي للجمهورية ،والثورة ،وصحيفة 26سبتمبر ،والوحدة ،كانت الصحف العراقية والمصرية والأردنية هي الأخرى من بين المراجع التي تحققت الفائدة المرجوة منها في بعض فصول الأطروحة .
وقد جرى التعامل مع الصحف السابقة بحيطة وحذر لصيغة المبالغة التي ترافق المعلومات الواردة فيها والتي تعد سمة من سمات وسائل الإعلام ،ومفردة من مفرداته ،لاعتماد عنصر الإثارة دون التحقيق أحيانا من مصدر الرواية ،ومدى صحتها ودقتها،باستثناء ما ينشر من قرارات ومراسيم ،وتشكيلات صادرة من جهة رسمية .
وما اعتمدت علية الأطروحة المقابلات الشخصية والصحفية مع بعض الشخصيات التي عاصرت الأحداث وشاركت فيها بشكل مباشر أو غير مباشر وكانوا شهود عيان على الأحداث ،أو الشخصيات التي لها اهتمام بالموضوع نفسه .
ولكن ما يؤخذ على بعضها هيمنة العامل الذاتي وعدم الاعتماد على الوثائق ،فأضحت سمة التذكر والطابع الشخصي هي الغالبة على الحديث سواء في المقابلة الشخصية أو الصحفية .