الاسد: أي عمل عسكري ضد سوريا ستترتب عليه نتائج عكسية

Sun Aug 21, 2011 10:57pm GMT

بيروت (رويترز) - قال الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد ان الاضطرابات التي تجتاح البلاد أصبحت أكثر ميلا للعمل المسلح لكنه عبر عن ثقته في السيطرة عليها وحذر من أن أي عمل عسكري ضد بلاده ستترتب عليه نتائج عكسية.
ويواجه الاسد دعوات غربية له بالتنحي بسبب حملته لقمع الاحتجاجات على مدى خمسة اشهر وتقول الامم المتحدة ان حوالي 2000 مدني لاقوا حتفهم فيها لكنه قال ان سوريا لن تقبل التدخل الخارجي.
وقال الاسد في مقابلة مع التلفزيون السوري "طبعا اي عمل ضد سوريا ستكون تداعياته اكبر بكثير مما يمكن ان يحتملوه لعدة اسباب."
واضاف "السبب الاول هو الموقع الجغرافي السياسي لسوريا السبب الثاني هو بالامكانيات السورية التي يعرفون جزءا منها ولا يعرفون الاجزاء والتي لن يكون بمقدورهم تحمل نتائجها "
وتتمتع سوريا التي تشترك في حدود مع اسرائيل ولبنان والعراق وتركيا والاردن بنفوذ اقليمي بسبب تحالفها مع ايران ودورها في لبنان رغم انتهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في 2005. كما تتمتع بنفوذ في العراق وتدعم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي وحزب الله.
ولم تقترح اي دولة حتى الان تحركا ضد سوريا على غرار ما فعله حلف شمال الاطلسي لدعم المعارضة الليبية المسلحة التي تسعى للاطاحة بمعمر القذافي.
لكن الولايات المتحدة واوروبا دعتا الاسد الى التنحي وفرضت واشنطن عقوبات جديدة بينها تجميد الارصدة الحكومية السورية وحظر واردات سورية.
وقال الاسد ان سوريا قد تأخذ النصيحة من دول في المنطقة لكنها لن تسمح لاي دولة بالتدخل في قرارها.
وتلقي السلطات السورية باللوم في أعمال العنف على مجموعات مسلحة من المتطرفين تقول انهم قتلوا 500 من أفراد الشرطة والجنود منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار.
وقال الاسد "بالنسبة للوضع الامني حاليا فانه تحول الى اتجاه العمل المسلح أكثر خاصة في الاسابيع الاخيرة وتحديدا في الجمعة الماضية... نحن قادرون على أن نتعامل معه... أنا لست قلقا."
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) يوم الاحد انه تم تشييع جثامين خمسة جنود قتلهم مسلحون في حمص ودرعا.
وقال الاسد يوم الاحد انه يتوقع اجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا في شهر فبراير شباط العام المقبل بعد سلسلة من الاصلاحات من شأنها أن تسمح لجماعات سياسية بخلاف حزبه البعث بالمشاركة فيها.
وقال الاسد "الزمن المتوقع لانتخابات مجلس الشعب هو في شهر شباط (فبراير) 2012."
ويرفض نشطاء اصلاحاته السياسية التي وعد باجرائها ورفضت الكثير من شخصيات المعارضة دعوته لاجراء حوار وطني قائلين انه لا يمكن اجراء نقاش في الوقت الذي تواصل فيه قوات الامن قتل المتظاهرين.
وقال ملحم الدوربي عضو جماعة الاخوان المسلمين يوم الاحد ان النظام يريد ايجاد مبررات للقم وانه عندما يقول الاسد انه مستعد للتعامل مع الانتفاضة السورية فانه يقصد انه سيقتل المزيد من المحتجين.
وقال لؤي صافي وهو نشط سوري يقوم بتدريس العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون ان الجماعات الارهابية المسلحة التي تتهمها السلطات بقتل المدنيين هي الميليشيات الموالية للاسد.
واضاف انه يستخدم نفس الاسلوب بالتحدث عن الاصلاحات في الوقت الذي يلجأ فيه النظام الى مزيد من الوحشية والقمع ويقوم بارسال دبابات الى المدن والبلدات ويقوم بقصف المناطق والاحياء لمواجهة المطالب السلمية.
وأرسل الاسد دبابات وقوات الى بعض من أكبر المدن السورية لسحق المعارضة خلال شهر رمضان.
وذكر نشطاء أن قوات الاسد اعتقلت عشرات الاشخاص خلال غارات في محافظة ادلب بشمال البلاد كما داهمت قوات الجيش والامن حي الخالدية في مدينة حمص بوسط البلاد.
وقال نشطاء ان قوات الاسد قتلت 34 شخصا منهم أربعة أطفال يوم الجمعة في حمص ودرعا اللتين بدأت فيهما الانتفاضة الشعبية في مارس اذار وفي ضواحي دمشق ومدينة تدمر الصحراوية القديمة.
وطردت سوريا معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الاضطرابات الامر الذي يصعب معه التحقق من الاحداث.
وقالت مسؤولة من الامم المتحدة ان فريقا من المنظمة الدولية وصل الى سوريا يوم السبت لتقييم الاحتياجات الانسانية في البلاد. وتسعى الامم المتحدة لدخول هذا الفريق سوريا منذ مايو ايار.
وأضافت المسؤولة "نرحب بموافقة الحكومة على البعثة الانسانية."
وتابعت أن الفريق سوف "يقيم الوضع الانساني وحالة الخدمات الاجتماعية الاساسية ويحدد الاحتياجات الاولية المطلوبة التي يمكن تقديمها من خلال استجابة سريعة."
ولم تحدد المناطق التي سيزورها الفريق في سوريا لكنها قالت ان المهمة ستستمر حتى يوم الخميس.
وقال الاسد للامين العام للامم المتحدة بان جي مون الاسبوع الماضي ان كل عمليات الجيش والشرطة توقفت لكن نشطاء يقولون ان عشرات المحتجين قتلوا منذ ذلك الحين.
وقالت المعارضة السورية في المنفى التي يجتمع أعضاؤها في تركيا بعد أن شجعها تزايد الضغوط العالمية على الاسد انها ستشكل مجلسا وطنيا يوم الاحد لدعم الانتفاضة وتساعد في شغل أي فراغ في السلطة اذا أطاحت الاحتجاجات بالزعيم السوري.
ولم تسفر مبادرات مماثلة في الماضي عن تشكيل كيان تنضوي تحت لوائه كل كتل المعارضة التي شتتها 41 عاما من الحكم الاستبدادي لبشار ووالده حافظ الاسد.
من مريم قرعوني

© Thomson Reuters 2011 All rights reserved.

http://ara.reuters.com/article/topNe...110821?sp=true