العرس الفلسطيني ارث تراثي جميل مثِّل ولا زال شكلاً من أشكال الترابط والألفة التي جمعت أهل القرية الواحدة بكبيرها وصغيرها وبنساءها ورجالها ، يحتفلون بزفاف أبنائهم بطقوس ومراسيم تحمل بين طياتها الكثير من معاني الرمزية والجمال .

ومن ضمن العادات الجميلة في أعراسنا و التي لازالت منتشرة حتى يومنا هذا . وصلة قمة بالروعة والجمال أطلقنا عليها عندنا في فلسطين وصلة "تجلابة العروس " تستهوي الكثير من فتياتنا في يوم زفافهن ..

تعود تجلاية العروس وفقاً لرؤية الدكتور" مصلح كناعنة " إلى عهـد الكنـعانـيين حين كان الـزواج يقـام في معـبـد إلهة الخـصـب الكنـعانـية "عـشـتار"، حيـث كانـت تقـدم القرابـين لإرضائـها وتضـاء الشـموع للإحتـفاء بقداسـتها.

على ضوء شمع خاص يسمى الشمعدان وعلى أنغام موسيقى خاصة للتجلاية وهي في الأغلب أغنية " اتمخطري يا حلوة يا زينة " تسير العروس وتتمخطر وهي تحمل الشمعدان ويتبعنها مجموعة من البنات الصغيرات وهن يحملن الشموع ويشاركنها الرقص وفي أخر التجلاية ينظم العريس إلى عروسه ويحمل الشمع معها ..

طبعاً هذه الطقوس تقام بقاعات الأفراح المنتشرة اليوم حتى في القرى والأرياف الفلسطينية ، بينما في الماضي حيث لم تكن منتشرة لا القاعات ولا المنتزهات ؛ كانت العروس تودع قبل مغادرة بيت والدها بالأغاني والأهازيج الجميلة بمعانيها واذكر منها :

هاي الأصيلة بنت الأصايل
وهاي اللـّي لا نقال عنها ولا جرى
ولا تعيـّرت شبانها بالمجالس
يا بنتِ موج البحر لا ياختِ فارس
وبوصّيك يا هاالعريس ما توخذ نذايل
وما توخذ الاّ الأصيلة بنت الأصايل
وما توخذ البنت إلاَّ إن كانت لامها
والبدر أبوها والهلال ابن عمها



تجلجلْ، تجلجلْ يا جميـّل الغريّبِ
جابولا الهودج وقالولا اركبي
قالت لا بركبْ ولا بعلا الجملْ
تييجي خيّ الحنون اودعه
لمـّا اجا خيّ الحنون ودعتو
قال اركبي يا خيتا يا طولة غربتك
ومن طول شوقك لحديث الحبايب
حديث الحبايب مثل شربي على رِوى