القلم مثبت الحكم قال الله تعالى (ن والقلم وما يسطرون) وقال تعالى (علم بالقلم) ، وقيل كم من مآثر بنتها الأقلام فلم تطمع في دروسها الأيام وقيل القلم قيم الحكم ، ونظر المأمون إلى مؤامرة بخط حسن فقال لله در القلم كيف يزين وشيء المملكة ، وقيل القلم في حساب الجمل نفاع وذلك أن حروف مائتان وواحد وعدد نفاع مثله في الحساب وهذا اتفاق ظريف

وصف قلم ممدوح بأنه يجدي ويردي


وقال شاعر قلمٌ يمجُّ على العداة سمامَه لكنّه للمرتجينَ سماءُ

كمْ قد أسلتَ به لعبدِك ريقةً سوداءَ فيها نعْمَةٌ بيضاءُ


وقال ابن طباطبا وإذا انتضى قلماً ليخطب خلتَ في يمْناه نصْلا

كمْ ردّ عاديةَ الخطوبِ وكمْ أعزّ وكمْ أذّلا

يجري فيؤمنُ خائِفاً ويصُبُّ في الأعداء نبْلا


وفي وصفه شجاع يمج السم والعسل
ولابن ثوابة في وصفه كالنّار يعْطيكَ من نورٍ ومن حرق والدهرُ يعطيك من همّ ومن جزْلِ


وقال أبو الفياض الصابيء في الصاحب بن عباد أقالَ اللهُ للأقدار سيري وفي أقلامِ إسماعيلِ صيري


تفضيل القلم على السيف

قال محمد بن علي يمدح في كفّه صارم لانَتْ مضاربُه يسوسُنا رغباً إن شاءَ أو رهبَا

السيْفُ والرمْحُ خدّامٌ له أبداً لا يبلغانِ به جدّاً ولا لعِبا

فما رأيْنا مداداً قبْل ذاك دماً ولا رأيْنا حُساماً قبل ذا قصَبا


وقال ابن الرومي كذا قضى الله للأقلام مُذْ بُرِيَت أنّ السيوفَ لها مذْ أرهفَتْ خدَمُ


تفضيله على القلم

فاخر السيف القلم فقال القلم أنا أقتل بلا غرر وأنت تقتل على خطر فقال السيف القلم خادم السيف إن نيل مراده وإلا فإلى السيف معاده
وقال البحتري وعادةُ السيْفِ أن يستخدِمَ القلما


وقال المتنبي حتّى رجعْتُ وأقلامي قوائِلٌ لي المجْدُ للسّيْفِ ليْسَ المجْدُ للقَلَم

اكتب بنا أبداً بعْد الكتابِ بهِ فإنّما نحْن للأسيافِ كالخَدَمِ


وصفه بأنه يكشف عن الضمائر

قال بعضهم القلم يزف بنات القلوب إلى خدور الكتب وقال ابن المعتز القلم يخدم الإرادة ولا يمل الإستزادة يسكت واقفا وينطق سائرا وقال شاعر ومكشف السرّ الضمير بلا معاناةِ السّؤال


وقال آخر نواطقُ إلا أنّهن سواكِتُ يترجمْن عمّا في الضميرِ مُكتمَا


وفي وصفه عجبْتُ لذي سنين والماءُ نبتُه لهُ أثرٌ في كلّ مصر ومعمرِ


وقال ابن المقفع القلم بريد القلب يخب بالخبر وينظر بلا بصر وقال ابن أبي داود القلم سفير العقل ورسول الفكر وترجمان الذهن