بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...
فكرة رائعة و مداخلات أروع من الأحبة الكرام...
الماء سر الحياة...سلاح البناء و سلاح الهدم...سلاح التطهير و الطهارة في الدنيا و ضده في الآخرة...هل يصح أن نقول أن النار هو الضد الطبيعي للماء في دائرة المتضادات...فالماء يطفئ النار...و هو سر من بين أسرار الحياة...فكيف أطفأ الله عز و جل بالماء نار الكفر التي لحقت بالإنسان في حقبة تاريخية معينة لتكون عبرة و حكمة و قصة واقعية شهدها ما عاش زمنها و استوعبها من صدق بكتاب الله و رسوله عليه الصلاة و السلام...
الماء في الحياة الدنيا يزيل كل خبث و كل نجس و النار في الآخرة [و العياذ بالله ] تزيل كل خبث و كل نجس و تطهر الإنسان حتى يصبح كالماء الزلال عذب نقي صاف من كل السيئات...
فسبحان الذي وضع قانون السببية حتى لا يتيه العقل بين الحق و الباطل...العقل الأداة التي يستعملها القلب لقول هذا حق و هذا باطل ...ليقول هذا صواب و هذا خطأ...ليقول هذا خير و هذا شر...فسبحان الله العظيم كيف جعل هذا القانون و هذه السنة و هذه الآية...تدبر قول الحق جل و علا:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)} سورة الأنبياء.
فهو خطاب يدعو فيه الله عز و جل الإنسان الغير مؤمن لكي يؤمن بطريقة عقلانية و بطريقة الاقتناع العقلي القائم على التساؤل و البحث و إعمال و تفعيل قانون السببية حتى يصل إلى اليقين الحق...فسبحانه يحث الكافر على التساؤل و إعمال العقل بأداة النظر و البصر و التبصر و التساؤل ليطرح على بساط العقل السماوات و الأرض كيف كانتا و كيف أصبحتا و كيف جعل من الماء و من وجود الماء سببا رئيسيا للحياة...و هنا تأخذ كلمة الماء عدة دلالات و عدة معاني بحسب طبيعة الشيء الذي يسري فيه الماء لتبض فيه الحياة...
فالماء سر من أسرار الحياة...و هو النعمة الأولى التي يرغب فيها من وجدوا أنفسهم في النار [اللهم قنا عذابها يا رب العالمين]...
{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) سورة الأعراف.
لذلك جعله الله في الحياة الدنيا نعمة تحيي القلوب بالطهارة و تنطف الحياة الدنيا من الأوساخ و الخبائث و تطفئ نار العطش...
و للماء منافع و خصائص لا تعد و لا تحصى و لذلك جعل الله عز و جل نهر الكوثر و قد قيل في قيمة هذا النهر ...
{وصف نهر الكوثر كما وصفه الحبيب صلى الله عليه وسلم
سقانا الله واياكم منه ومن حوض رسوله الكريم
أخوتى وأحبتى فى الله
وددت فقط أن انقل لكم بعضا من صفات نهر الكوثر كما
وصفها لنا رسولنا الكريم كما وردت فى كتاب ( مفاتيح الغيب)للإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازى
لعلنا نشتاق له فنعمل لأجله ولأجل شربة منه .
قال صلى الله عليه وسلم ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من الذهب , والماء يجري على اللؤلؤ , وماؤه أشد بياضا من اللبن , وأحلى من العسل )
شرح الحديث :
قوله صلى الله عليه وسلم ( الكوثر نهر في الجنة ) هذا إخبار منه عما أعطاه الله تعالى , وهو الكوثر الذي قال فيه تعالى :
( إنآ أعطيناك الكوثر ) وقوله صلى الله عليه وسلم:
( حافتاه من الذهب ) هذا وصف للكوثر ,
وقد وقف عليه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج , والمراد من حافتيه أي جانبيه . وقوله :
( والماء يجري على اللؤلؤ ) أي ماء النهر يجري على اللؤلؤ الذي هو في أرض النهر.
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ) هو كما أخبر صلى الله عليه وسلم إذ وقف عليه, وشاهده بعينيه. وقد ورد أنه يشخب منه في حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرضات القيامة , ويشرب منه هو وأمته , ولا يشرب معهم أحد , وأن الذين بدلوا دين الله , وغيروا يُحرَمُون منه إذ تذودهم الملائكة عنه فيقول صلى الله عليه وسلم ( إنهم من أمتي )
فيقال له :( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )
أي من تبديل والتغير في دين الله .
حوض النبي ( طوله شهر وعرضه شهر , أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل , آنيته كعدد نجوم السماء , من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا , حافته اللؤلؤ المجوف وطينته المسك )
اللهم اسقني وإياكم منه شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا.} منقول للفائدة...
تحيتي و تقديري...
المفضلات