تشكل منطقة الشرق الاوسط منطقة واحدة وفلسطين جزء لا يتجزأ منها, فقد سكنتها قبائل عربيثة منذ قديم الزمان, ومزاعم الاسرائيليين ان اليهود اول من سكن البلاد لا صحة لها فقد دخلوها كغزاة وبقيت القبائل العربية فيها قبل كل غزو واجهته فلسطين وبعده, واكد عدد من المؤرخين ورجال الفكر ان عرب فلسطين لم يكونوا غزاة او محتلين, بل هم سكان البلاد الاصليون الذين عاشوا عاشوا فيها رغم الغزوات الكثيرة المتعاقبة عليها, ثم ان القبائل العربية الفلسطينية لم تأت مع الفتح الاسلامي في القرن السابع للميلاد, بل كانت هناك قبل الفتح, فالامة العربية كانت موجودة في اطراف المشرق العربي قبل الاسلام, ومن بقي في فلسطين من العرب المسلمين بعد الفتح الاسلامي اندمج مع السكان الاصليين, واهل فلسطين هم سلالة الكنعانيين والادوميين والانباط والغساسنة وقبائل اخرى.
وقد سميت فلسطين منذ اقدم العصور باسم ارض كنعان نسبة الى اول شعب استقر فيها حوالي 3000 قبل الميلاد, والكنعانيون هم شعب عربي سامي, هاجر من الجزيرة العربية وسكن بلاد الشام, وقد تعرض الكنعانيون العرب لغزوات خارجية كثيرة بحكم اهمية موقع بلادهم وجنوبها الغربي "فلسطين" من جهة وخصوبة ارضها ووفرة خيراتها وغناها من جهة اخرى.
اما الفلسطينيون فهم شعب بحري هاجر من غرب تركيا "اسيا الصغرى" ومن جزر بحر ايجة في اواخر القرن الثاني عشر واوائل القرن الحادي عشر قبل الميلاد الى بلاد الشام واستقروا اخيرا على ساحل فلسطين الجنوبي, وبنوا خمسة ممالك ومدن وهي غزة, عسقلان, اسدود, جت, وعقرون.
وفي سنة 750 قبل الميلاد ورد اسم "بلست" اي الفلسطينيون باللغة العبرية ثم ورد اسم بلادهم "فلستيا Philistia" بعهد ذلك, كذلك ورد اسم "بالستين" او سوريا الفلسطينية Palestine Syria الذي كان يطلق على الجزء الساحلي والداخلي من فلسطين الحالية حتى الصحراء العربية.
(الموسوعة الفلسطينية-الدراسات التاريخية 1990 ص4)
وكذلك ظهر اسم فلسطين سوريا في عهد الامبراطور الروماني هارديان والذي تحول اخيرا الى اسم فلسطين, وهو الاسم الحالي الذي انطبق على جميع الارض المقدسة وانتشر بشكل واسع في الكنيسة المسيحية.
اما في العهد الاسلامي فقد كانت فلسطين جزءاً من بلاد الشام, وقد كان لفلسطين منزلة خاصة في قلوب العرب والمسلمين, وقد استمر اسم فلسطين حتى وقتنا الحاضر حيث استخدمه الصليبيون والرومان والبيزنطيون والعرب والمماليك والتتار المغول والاتراك العثمانيون وبريطانيا والدول الغربية.
وقسمت فلسطين زمن الرومان البيزنطيين الى ثلاث اقسام ادارية هي:
1- فلسطين الاولى وشملت وسط فلسطين وعاصمتها مدينة قيسارية.
2- فلسطين الثانية وشملت شمال فلسطين وعاصمتها بيسان.
3- فلسطين الثالثة وشملت جنوب فلسطين وعاصمتها مدينة البتراء.
وخلاصة القول فإن اسم فلسطين صار يطلق على جميع انحاء فلسطين الحالية مع بعض الاضافات القليلة, اما البلاد الواقعة شرق نهر الاردن فكان يطلق عليها اسم "عبر الاردن Trans-Jordan" وبقيت فلسطين في العهد الاسلامي عربية اسلامية منذ الفتح العمري لبيت المقدس سنة 15هـ ولم تنتزع عنها صفة العروبة والاسلام الا خلال ثلاث فترات محددة هي:
الفترة الاولى عندما حكمها الصليبيون .
الفترة الثانية عندما غزاها التتار المغول.
الفترة الثالثة عام 1948 عندما أعلنت فيها دولة اسرائيل.
وقد حكمها الرومان والصليبيون والتتار والمماليك المسلمون والاتراك العثمانيون والانجليز, وهي الآن تحت الحكم الاسرائيلي.