هذيان واع جدا...


النافورة في مدخل المدينة يتيمة( بالنسبة لي هذه مشكلة وجودية)... قضّى الفنان التشكيلي سنتين من عمره وهو يبدعها، لكن المجلس البلدي لا يعرف معنى الإبداع! ما إن سدّت ينابيعها الاصطناعية حتى كفّت على أن تصبح نافورة! أصبحت لوحات فسيفساء لا حياة فيها،( أنا هنا أحاول أن أجاري جنونكم، لكني كتبت هذا الكلام من قبل في رواية الأوراق المالحة وبأسلوب أكثر جنون...)
ولكن كيف لي أن أجد فرصة للجنون والترجمة تأكل وقتي وجهدي ( أنا أحب الترجمة كثيرا، لأني أتوهم أن الحرف المترجم يملك أكثر من جناحين وبالتالي يمكنه الطيران أسرع للآخر... الآخر الذي يقدّم المعونات لحكوماتنا الوطنية جدا [ معونات تقنية في شكل هراوات وقنابل مسيلة للدموع وخراطيم للمياه الحارقة وغيرها... ] الترجمة توهمك أنك تبدع فيما أنت تقفز كمهرّج بين لغتين مستعينا بالمعاجم العربية السخيفة...)
لكن ها قد أصبحت فارس إنانا بفضل المجهود الجبار الذي بذلته في ترجمة نصوص الأصدقاء الذين لم يقرأ أغلبهم النصوص المترجمة لضيق الوقت أو لضيق الأفق!!! أو لنقص الدعاية في الوسائل الرسمية...
لماذا تسبّ الأصدقاء؟
هل أجبرك أحدهم على إهمال العمل في روايتك والاشتغال على الترجمة؟
قال لك سمير لماذا ترفض أن تبيع روايتك للتلاميذ؟ يجب أن تفعل وإلا بقيت مكدّسة فوق الخزانة... هم يحبونك ويريدون ترجمة هذا الحب عبر شراء نسخة من روايتك وهذا يفيدك ماديا ومعنويا...
عدنا للترجمة مرّة أخرى !!!
نعم أنت أيضا قمت بترجمة حبك لهذا المنتدى عبر ترجمة نصوص أعضائه، وحلمت أن تترجم كل النصوص، لكن زوجتك الحريصة على أن لا يشغلك ذلك عن العمل في روايتك التي تحلم بها منذ سنوات، لا تفتأ تذكّرك بصرامة لا تليق بها...
ثم لماذا تدخّن تبغك كما تدخّن صديقا؟
كأنك لن تدخّن أبدا بعد ذلك، كأن الطبيب لم يحذرك،
كأن قلبك لم ينذرك!
شكرا على مرورك بقصيدتي!
شكرا أيها النادل على الكرسي والواجهة البلورية...
شكرا أيها الليل لأنك ستطول لأترجم أكثر ما يمكن من نصوص الأصدقاء، لكن الغرفة القديمة باردة جدا والمدفئة الغازية في غرفة الأولاد، هم أحق بها، ولتذهب أنت وهذا المنتدى إلى سبيريا، رحم الله تروتسكي... والرفاق الآخرين..
أظنّ أنك الشيوعي الوحيد هنا / هناك... أو أنك الشيوعي الوحيد الذي يجهر بذلك، ليس فخرا ولكن صلافة!!! أصبحت هذه الصفة لا تبعث إلا السخرية أو على الأقل الشفقة! المسكين يعيش خارج التاريخ!!! ولكنك تغمض أذنيك!!! وتنام خارج الجغرافيا!!!
حاولت أن تكون مجنونا فإذا بك تحول النص إلى دراما سياسية كئيبة!!! الأوراق البيضاء الافتراضية ليست مزبلة لإلقاء فضلاتك النفسية، توقف عن التقيّؤ هنا!!!
سأعود للترجمة، تنتظرني "امرأة من جليد"!