هيلاري كلينتون وخلطاتها السياسية العجيبة
تعالج هيلاري كلينتون أحداث العالم بخلطات عجيبة غريبة. لا يقرها شرع ولا علم ولا عقل ولا منطق.
ولذلك لم تحقق في مسيرتها السياسية والاجتماعية شيئاً يذكر.سوى تغريدها بالتصريحات,وشدوها بالخطابات والمواقف المتناقضة والمتخبطة.والتي تتعارض في بعض الأحيان مع آرائها ومواقفها السياسية والاجتماعية.وحتى مع سياسات إدارتها الأميركية.مما دفع البعض لتلخيص الفرق بين الإدارات الأمريكية.بما يلي: إدارة يوش الرئيس أبيض واختار وزيرة خارجية سمراء هي رايس,بينما الرئيس أوباما أسمر وأختار وزير خارجية بيضاء. وإدارة كلينتون الرئيس وزوجته ووزيرة خارجيته بيض البشرة فقط.فالتغيير هو في اللون فقط.
والسيدة هيلاري وسطية في حياتها الاجتماعية والزوجية بدون إرادتها.أما في عملها السياسي,فهي تُتبع كل تصريح ينظر إليه على أنه جنوح نحو التشدد والمغالاة,أو اللين والتساهل, بتصريح مضاد. وبنظرها فإن المفعول لمثل هذه التصريحات المتناقضة يصب في خانة الوسطية.وما حققته حتى الآن يتلخص بالأمور التالية:
• في لقاء هيلاري مع موظفي وزارة الخارجية لتسلم مهامها.قالت:إنني لا أستيقظ كل صباح لأفكر فقط بالتهديدات والأخطار رغم أنها حقيقية.فأنا أفكر أيضاً بما بمقدورنا أن نفعله، وبمن نحن، وما نُمثْله.
• بخصوص أفغانستان: دعمت هيلاري الاحتلال الأمريكي لأفغانستان.وتقف الآن حائرة من هذه الورطة.وتلعن الساعة التي دعمت فيها هذا التدخل والاحتلال.والحل بنظرها قد تجود به السماء.
• بخصوص العراق: صوتت إلى جانب غزو العراق.و خلال ولايتها الثانية في مجلس الشيوخ دعمت الحملة الفاشلة لإجبار الرئيس بوش على إعلان خطط للانسحاب من العراق.وُطولبت بالاعتذار عن دعمها لتلك الحرب,لكنها لم تعتذر إلى الآن.وإنما أكتفت باتهام إدارة بوش بخداع الكونجرس.وهدفها ربما إشعار الرأي العام الأمريكي بتراجعها عن تأييد هذه الحرب لغاية انتخابية خدمة لمصالحها فقط. فهي من قالت أنها إذا فازت بمنصب الرئيس ستسحب كل الجنود الأمريكيين من العراق وأفغانستان. وبعد تجنيدها لخدمة إدارة أوباما الديمقراطية,راحت تسعى لتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق. وهذا استخفاف واستهتار بشعبها الأمريكي,ودليل على أن ألسنة الساسة الأمريكيين لا رباط لها, ولا قيمة لتصريحاتهم ووعودهم.لأن الامبريالية ربطتهم من أمكنة أخرى معيبة ومخجلة ومحرجة وموجعة.
• بخصوص ليبيا: سعادة كبيرة غمرت هيلاري بصدور قرار مجلس الأمن الدولي بفرض الحظر الجوي على ليبيا. والذي جعلها تطير فرحاً بالسماح لطائرات الناتو بدك الأراضي الليبية.وطارت إلى باريس بسعادة لا توصف, لتشكر ساركوزي على موقفه.حيث بدت في قمة سعادتها عند استقبال ساركوزي لها. وترحيبه بها على طريقته الخاصة.وابتدأ المشهد بهبوطها من السيارة وتقدمها نحوه بلهفة للقائه,وهي فاتحة ذراعيها,ومنتشية وثغرها باسم.وبادر هو الآخر بإظهار والمودة بقبلاته.واقتربت منه أثناء السلام حتى كاد جسدها أن يلتصق به, ثم صعدا السلالم وقام بضرب مؤخرتها بخفة دون أن تبدي أي د.وهذا دفع صحيفة دايلي ميل البريطانية للتعليق على الأمر, وذلك تحت عنوان الحليفان السعيدان.
• بخصوص البحرين:قالت هيلاري: إنه يجب على الأطراف المعنية في البحرين العمل من أجل التوصل لحل سياسي.فالتحديات الأمنية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الحل السياسي.وأنه لا بد من دعم الحوار بين الأطراف المعنية.وأن على تلك الأطراف أن تبدأ باتخاذ خطوات فورية من أجل البدء بالحوار للتوصل لحل سياسي.وأنها قلقة من العنف ، وأن الحل يتم عبر عملية سياسية وليس الحل العسكري.
• بخصوص إسرائيل: فالسيدة هيلاري مواظبة على دعم إسرائيل بكل المجالات. فبعد إعلانها في أيار 1998م أنها تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة.فإذا بها تغير لهجتها لصالح إسرائيل,وتتخلى عن مبادئها السابقة.و ربما أنها تذكرت أن دخولها مجلس الشيوخ الأمريكي من باب نيويورك, لا يتم إلا عبر كسب الناخب اليهودي.وتنتقد مناهج التعليم الفلسطينية باعتبارها تنشر الكراهية,وتُعلم الأطفال كراهية الإسرائيليين،وتطالب بمراقبة ومكافحة خطاب العداء للسامية في كافة الأوساط.وأيدت هيلاري جدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل، وانتقدت قرارات محكمة العدل الدولية الرافضة له.
• في الحرب الإسرائيلية على لبنان: شاركت هيلاري بمظاهرة دعم عدوان إسرائيل.فإسرائيل بنظرها تدافع عن القيم الأمريكية.وتعتبر القدس عاصمة لإسرائيل،وطالبت إدارة بوش بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.ولكنها وهي الوزيرة الآن حائرة في كيفية الخروج من ورطات مواقفها السابقة.
• بخصوص إيران:قالت في مؤتمر انتخابي أثناء حملتها الانتخابية, بأنها ستمحي إيران من الخارطة إذا فكرت في مهاجمة إسرائيل.واعتبرت إيران دولة سيئة وتنشر الإرهاب.وقطعت على نفسها وعداً بأنها إذا فازت بالانتخابات,ستمنع كل محاولات إيران النووية.ولكنها وهي وزيرة للخارجية تبرر سعيها للحوار المباشر مع نظم معادية لبلادها كإيران بهدف معرفتها من الداخل,ومعرفة كيف تمكن هزيمتها.
• بخصوص القضية الفلسطينية:رفضت نتائج الانتخابات الفلسطينية التي فازت فيها حركة حماس. وطالبت بتدخل الدول العربية لتأييد قيادة فلسطينية تساند عملية السلام على أساس اتفاقات أوسلو.وها هي اليوم تهدد بقطع المساعدات الأمريكية عن الفلسطينيين إذا هم أعلنوا دولتهم المستقلة من جانب واحد.ودعت هيلاري إلى استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.حيث قالت: استئناف المفاوضات لا يلزمه وقف أو تجميد الاستيطان باعتباره أمراً يأتي بالتفاوض وليس قبله.أي أنها تطالب السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بالانصياع لشروط ومطالب بنيامين نتنياهو.
• بخصوص حصار قطاع غزة: وصفت هيلاري قافلة أسطول الحرية الثاني الإنساني.بقولها:بأنه عديم الفائدة وذات هدف استفزازي.وهذا ما أثار سخط البرلمان الماليزي وباقي شعوب العالم. حين باتت المساعدات الإنسانية استفزازية وغير مشروعة وعديمة الفائدة بنظر امرأة ووزيرة خارجية كهيلاري.
• الأحداث في اليمن: حددت هيلاري أسلوب التغيير.بقولها:الدستور اليمني قوي، و أي تحول أو انتقال أو تغيير يجب أن يتم وفقاً للدستور.وكأن دساتير الدول أخرى واهنة. وأي تغيير في أي منها يجب أن يتجاوز الدستور ولا يأخذ بمواده.وكم هي مضحكة وجاهلة وغبية وحمقاء هذه السيدة التي تحمل شهادات دراساتها العليا في القانون على ظهرها كمتاع, لا فكراً وعملاً ينيران لها طريق حياتها.
• الأحداث في سوريا: أعلنت هيلاري موقف بلادها.بقولها:بشار الأسد فقد شرعيته وليس شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه.....و أن المعارضة السورية سيئة.ولكن إدارتها سارعت للإعلان:أن تصريح وزيرة الخارجية هيلاري كانت ارتجالية وتعبير عن موقف شخصي.ورد عليها نائب الرئيس السوري.بقوله:الرئيس يستمد شرعيته من شعبه وليس من الآخرين.وكأن غباء هيلاري زين لها بأنها أو إدارتها من تمنح الشرعية للآخرين.أو ربما أرادت أن تعبر عن وسطيتها بخصوص موقفها من سوريا.
• مصر:غردت هيلاري بموشح.قالت فيه:الولايات المتحدة ستستأنف الاتصالات المحدودة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر لأن من مصلحة واشنطن التعامل مع الأطراف الملتزمة بالأنشطة السياسية التي لا تتسم بالعنف.وأن بلادها تواصل التأكيد على أهمية المبادئ الديمقراطية ودعمها، خاصة الالتزام بنبذ العنف، واحترام حقوق الأقليات، وإشراك المرأة بشكل كامل في أي نظام ديمقراطي. وهذا التصريح تسبب برجمها وانتقاد سياسات بلادها وإدارات بلادها من جماعة الأخوان المسلمين.
• عسكرة الإدارة الأمريكية والسياسة الخارجية:ويبدوا أنها توافق الرئيس أوباما على عسكرة الإدارة الأميركية ومؤسساتها,وحتى عسكرة السياسة الخارجية الأميركية.حيث عُين الجنرال كارل إيكنبري قائد القوات الأميركية الأسبق في أفغانستان سفيراً للولايات المتحدة في كابول.إضافة إلى تعيين بعض موظفي البيت الأبيض ودوائر وزارة الخارجية من عناصر المارينز والبحرية والجيش والمخابرات.
• في مجال الطاقة: انتقدت جهود الرئيس بوش في احتواء أسعار النفط.بقولها:إن استجداء السعوديين وآخرين من اجل خفض سعر النفط لن يفلح.وطالبت باعتماد سياسة أخرى في مجال الطاقة,كي لا تخضع أمريكا للنفط الأجنبي.وقالت: أن هذا الأمر سيكون مهمتها إذا فازت برئاسة أمريكا.ولكنها شطبت مواقفها السابقة بعد تقلدها وزارة الخارجية الأميركية.حيث قالت هيلاري أمام مجلس الشيوخ الأميركي:علينا البقاء متيقظين إزاء الأطراف الأخرى التي تتحرك أيضاً لأن لدينا احتياجات للطاقة.
• بخصوص قيم الحرية والديمقراطية: وجه سؤال للسيدة هيلاري عن سبب احتفاظ الولايات المتحدة بعلاقات مع أنظمة قمعية؟ فأجابت هيلاري: الولايات المتحدة لها علاقات مع كثير من الدول التي لا نتفق دائما مع قيمها، وننتقد أفعالها، كالصين وروسيا والنظام المصري السابق، وعلاقتنا بهذه الدول وغيرها معقدة، وتعمل على عدة مستويات في الوقت نفسه، مما يتيح لنا بين وقت وآخر أن نضغط في اتجاه قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية في السر والعلن.فهذه القضية بنظرها هي للتجارة فقط.
• بخصوص الربيع العربي:أدلت هيلاري بشهادتها أمام مجلس الشيوخ.فقالت:لدينا مسؤولية التأكيد على أنه في الوقت الذي نركز فيه اهتمامنا على ما يدور بالمنطقة العربية، لن ندع السودان يتحول ليصبح الصومال....نحاول جاهدين استخدام مساعداتنا الخارجية بطريقة إيجابية ومؤثرة....ما نريده بشكل خاص أن نكون مؤثرين في ما يحدث من تحول في تونس ومصر،مع البقاء متيقظين إزاء الأطراف الأخرى التي تتحرك أيضاً....المنطقة العربية تمر بفترة تغيير, وأن هناك الكثير من الأمور على المحك حول ما يدور في المنطقة. ولهذا أعتقد أن هذه المنطقة تشوبها المخاطر ولكنها تمتلك إمكانات كبيرة.
• بخصوص معالجة مشكلة الفقر والمجاعات:لم يؤرق هيلاري تصريح رئيس كازاخستان نور الدين سلطان نزار باييف عن وجود مليار نسمة في العالم في حالة تهجير.ولم يؤلمها وجود مليار ونصف المليار نسمة في العالم يتضورون جوعاً.و أكنفت بمناشدة العالم الانتباه إلى المجاعة بالقرن الأفريقي.حيث قالت: هذه أسوأ كارثة إنسانية طارئة في العالم.وعلى المجتمع الدولي معالجة الأزمة الغذائية والأمن الغذائي معاً.وأنه من الضروري أن نساعد دول القرن الأفريقي على تخطي الأزمة الحالية، والعمل على منع تكرارها.وأن ما يدور في القرن الأفريقي أزمتان أزمة غذاء وأزمة لاجئين.وأن الولايات المتحدة بصدد تقديم دعم مالي إضافي لمحاربة المجامعة في القرن الأفريقي بقيمة 17 مليون دولار.و تخفيف قواعد مكافحة الإرهاب التي تفرض عقوبات على وكالات المعونات العاملة في مناطق المجاعات.علماً بأن كلفة حفلة زفاف أبنتها أكثر من مليوني دولار. وهذا المبلغ كافي لإنقاذ نصف مليون إنسان.
• بخصوص الصين: تسبب الصين بنموها وتطورها صداعاً مستداماً للسيدة هيلاري. وتنصح دول العالم بعدم الاقتداء بالتجربة الصينية. ووصل بها الأمر إلى حد التشكيك بنوايا الصين.حين قالت: إن على أفريقيا أن تتوخى الحذر من استعمار جديد, مع توسع الوجود الصيني. وعلى أفريقيا أن تكون شريكاً للولايات المتحدة الأميركية في مساعدة الدول الإفريقية على تحسين أوضاعها. ورد هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.قائلاً: بكين بعيدة عن أن تكون قوة قهر واستغلال في إفريقيا.فالصين لم تفرض إرادتها على الدول.وعلى المعنيون النظر إلى التعاون الصيني الإفريقي بموضوعية ونزاهة.فالصين ودول إفريقيا وغيرهم تاريخياً هم ضحايا الاحتلال والقمع الاستعماري.
• بخصوص روسيا: تفاخر هيلاري كلينتون بأن العلاقات الأمريكية الروسية شهدت مؤخراً إعادة تشغيل في ظل وجودها في وزارة الخارجية،وأنها أحرزت تقدماً كبيراً في علاقات بلادها مع موسكو. ولكنها لا تتورع عن انتقاد روسيا أو تعطيل هذا التقدم عند أول فرصة سانحة تجدها عذراً ومبرراً.
• بخصوص الدول العربية والإسلامية: كشفت هيلاري عن بعض ما تقوم به إدارتها في منتدى المستقبل بتاريخ 3/11/2009م.حيث قالت:لقد طلبت من سفارتنا التواصل والانخراط مع المجتمعات المحلية للحصول على بعض الأفكار حول كيف يتسنى للولايات المتحدة أن تصبح شريكا أفضل. كما قمت أيضا بتعيين فرح بانديث أول ممثلة أميركية لدى المجتمعات المسلمة.والآن نركز على ثلاثة مجالات واسعة، حيث نعتقد أن دعم الولايات المتحدة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. الأول يأتي من العمل والبحوث التي تم القيام بها على مدى سنوات عديدة. فعندما كنت أسأل الناس في جميع البلدان في هذه المنطقة أو في أي مكان آخر في العالم ما هو أكبر قلق لديكم وما الذي تريدون أن تروه يحدث بطريقة مختلفة في المستقبل، كان الجواب بأغلبية ساحقة:إنني أريد وظيفة أفضل. أريد دخلا مرتفعا. أريد أن أوفر لعائلتي، وخصوصا أولادي، مزيدا من الفرص (أي أن أكثرية الشعوب بنظر هيلاري غير مكترثة بالقيم الوطنية والدينية والتحررية وباستقلال أوطانها).وتتابع هيلاري كلامها:مجالنا الثاني سيكون تقدم العلوم والتكنولوجيا،والمساعدة على خلق الوظائف والأعمال لمواجهة التحديات العالمية.....ولقد أنشأت وزارة الخارجية برنامجا للمبعوثين العلميين، ويسرني أن أعلن اليوم أن أول المبعوثين سيكونون ثلاثة من العلماء الأميركيين البارزين هم: الدكتور بروس ألبرت، الرئيس السابق للأكاديمية الوطنية للعلوم، والدكتور إلياس زرهوني، المدير السابق للمعاهد الوطنية للصحة، والدكتور أحمد زويل، الكيميائي الفائز بجائزة نوبل. وقد وافق كل واحد من الرجال الثلاثة على السفر إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا استجابة لتكليف الرئيس أوباما برعاية التعاون العلمي والتكنولوجي....والمجال الثالث الذي سنشارك فيه هو التعليم. فقد أعلنتُ في الأسبوع الماضي عن دعمنا لبرنامج جديد للتعليم العالي في باكستان. وبدأنا أيضا برنامجاً لدعم الشراكة بين الكليات الأهلية الأميركية والمؤسسات في المجتمعات الإسلامية وذلك للمشاركة في تبادل المعرفة وتدريب الطلاب لتولي الأعمال والوظائف الجيدة. ونحن بسبيل توسيع فرص الزمالات الدراسية لطلبة المدارس الثانوية المحرومين على الأخص. ولعل من أنجح برامجنا التعليمية برنامج اسمه الوصول.فهو يوفر تعليم اللغة الإنجليزية للطلاب النابهين في المجتمعات الفقيرة. وأنا ملتزمة شخصياً بهذا البرنامج وأبحث عن الطرق التي يمكنني أن أقدم دعما إضافيا من خلالها لأنني اطلعت مباشرة على قوة فاعليته..... أولوية أخرى ذات صلة, هي تمكين النساء من حقوقهن. فقد دَأبتُ على القول سنوات عديدة، كما يعلم بعضكم، وقال الرئيس أوباما في القاهرة، إنه ما من بلد قادر على تحقيق تقدم فعلي أو تحقيق إمكانياته الخاصة عندما يترك نصف شعبه دون تعليم.وقد عينت الولايات المتحدة أول سفيرة متجولة لها لقضايا المرأة العالمية على الإطلاق، وهي السفيرة ميلاني فرفير.....ونحن نسعى في سبيل دعم جهود المجتمع المدني عالمياً لأننا نؤمن بأن المجتمع المدني يساعد على جعل المجتمعات أكثر رخاء واستقرارا. فهو يساعد في دفع عجلة النمو الاقتصادي الذي يفيد أكبر عدد من الناس. كذلك يدفع المؤسسات السياسية على أن تكون نشيطة سريعة الحركة مستجيبة للناس الذين تخدمهم.... هذه هي بعض السبل التي تسلكها الولايات المتحدة سعياً وراء تحقيق رؤيا الرئيس أوباما لعلاقة جديدة. فعملنا قائم على أساس تمكين الأفراد من حقوقهم بدلاً من ترويج الإيديولوجيات، والاستماع إلى أفكار الآخرين واحتضانها بدلاً من فرض أفكارنا الخاصة، والسعي إلى إقامة الشراكات المستدامة القائمة على قاعدة عريضة. ونحن نؤمن بأنه، رغم اختلافاتنا، هناك ما هو أكثر بكثير الذي يوحدنا. فالآباء والأمهات في كل مكان يريدون السلام والفرص لبناتهم وأبنائهم. والناس في كل مكان يريدون أن يكون لهم دور في اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهم، وأن يعبروا عن حاجتهم إلى استماع قادتهم لهم، وأن يساعدوا في رسم مصائرهم بأنفسهم. وأريد أن أوضح أيضا أن الولايات المتحدة ملتزمة بالسلام الشامل في الشرق الأوسط. وأنا أدرك أن هذه مسألة تلقى اهتماما خطيراً وواسعاً عند البلدان العربية الممثلة هنا، ولكنها تتخطى هذه المنطقة إلى أبعد بكثير.يمكننا أن نحافظ على ولائنا للماضي، لكننا لا نستطيع تغيير الماضي.يمكننا أن نعمل معاً ونتابع رؤيا الرئيس أوباما وإلهامه لنساعد في تشكيل مستقبل يكون أفضل كثيراً لأبناء الفلسطينيين وللأسر الإسرائيلية على السواء.وبنظر هيلاري فاغتصاب فلسطين وتشريد شعبها,واحتلال وطن, هو من الماضي.والماضي لا يمكن تغييره ولا يجوز حتى التفكير فيه.ومن له الحق بالتطلع إلى الماضي,أو محاسبة الآخر على الماضي هما بنظر هيلاري بلادها وإسرائيل فقط.
يقول البعض:إذا كان للمرأة دور كبير في نجاح زوجها وكسبه رضا أهله ومحبة أصدقائه وجيرانه ومعارفه. فإن هيلاري عبء على زوجها,وعلى شعبها الأمريكي وشعوب العالم.وأنها وإن كانت أقل شراً وشراسة وعدوانية من مادلين أولبرايت وغونداليزا رايس والمحافظون الجدد,فهي أخطر على العالم وشعبها من النازيين. والمحزن أن هؤلاء النسوة يَدّعون أنهم يدافعون عن حقوق الأطفال والنساء,وهم من ساهموا بترميل وتيتيم وقتل ملايين الأطفال والنساء في العراق وأفغانستان وفلسطين وليبيا ولبنان.وليسوا سوى ثلاثة نسوة تؤزهم الشياطين.
السبت:20/8/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
bkburhan@hotmail.com