أخرج ابو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء أَنَّ التابعي الجليل صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ، وَأَصْحَابَهُ مَرَّ بِهِمْ فَتًى يَجُرُّ ثَوْبَهُ، فَهَمَّ أَصْحَابُ صِلَةَ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ أَخْذًا شَدِيدًا،
فَقَالَ صِلَةُ: دَعُونِي أُكْفِكُمْ أَمْرَهُ.
فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً»
قَالَ: وَمَا حَاجَتُكَ؟
قَالَ: «أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعَ إِلَيَّ إِزَارَكَ»
قَالَ: نَعَمْ وَنُعْمَى عَيْنٌ.
فَرَفَعَ إِزَارَهُ.
فَقَالَ صِلَةُ لِأَصْحَابِهِ: «هَذَا كَانَ أَمْثَلَ مِمَّا أَرَدْتُمْ، لَوْ شَتَمْتُمُوهُ وَآذَيْتُمُوهُ لَشَتَمَكُمْ»
كم هو جميل حسن انتقاء الألفاظ في مخاطبة الناس، ودعوتهم بالحب لا بالعنف، والترفق في نصيحتهم بألين الألفاظ وأرق العبارات.
ترى يا إخواني ، هل نمارس النصيحة والدعوة بهذه الحكمة أم نلقي بالنصيحة في وجوه الناس كالصخر ظانين أننا نبرئ ساحتنا بالبلاغ.
هل مرت بك تجربة جيدة كنت فيها ناصحا أو منصوحا فتركت أثرها الطيب عندك أو عند من نصحته؟ حبذا لو ذكرنا بعض تلك التجارب.