من سموم الصحافة الكويتية


جريدة المستقبل العراقية في 18/8/2011



كاظم فنجان الحمامي


من يقرأ المقالات المنشورة ضدنا في الصحف الكويتية يصاب بالذهول, ويسقط مغشيا عليه من بشاعة الحملة الإعلامية المشاكسة, التي تصاعدت نبرتها في الأيام الأخيرة على خلفية المواقف العراقية الشعبية الرافضة لمشروع ميناء مبارك.
نقرأ على صفحات جريدة (السياسة) الكويتية الصادرة في 17/7/2011 مقالة بعنوان (غربان الشمال) بقلم: صالح الغنام, يصفنا فيها بالغربان المشئومة, ويوصي الحكومة الكويتية بضرورة ((إبقاء الخلافات الداخلية دائرة ومشتعلة في العراق, حتى ينشغل أهل العراق بأنفسهم, وينصرفوا عن الكويت)), ويوصيها بحشد طاقاتها كلها لزعزعة الأمن في العراق, وبث الفرقة بين أبناء الشعب العراقي, ويوصيها بإذكاء نيران الفتن القبلية والمذهبية والطائفية, وتأجيج الصراع بين الفئات المتنازعة, وتشجيعها على التناحر مع بعضها البعض.
ونقرأ على صفحات جريدة (الوطن) في 20/7/2011 مقالة وقحة تحمل عنوان: (ألو الحجاج ؟), بقلم الكاتب الموتور (مفرج الدوسري), يجري فيها مكالمة هاتفية وهمية مع الحجاج بن يوسف الثقفي, ويطلبه فيها بالنهوض من قعر جهنم, والعودة ثانية إلى العراق, لكي يقطع رقاب الناس هناك, ويقتلهم بالجملة إرضاءا للأحقاد التي يحملها (مفرج الدوسري) ضد الشعب العراقي الصابر المجاهد.
ثم يعود (مفرج) نفسه على صفحات جريدة (الوطن) ليكتب مقالة أخرى في 29/2/2011, تحمل عنوان: (أيتام صدام والردح الكاولي), يبتدئها بالهجوم على الحكومة العراقية الحالية ويصفها بالفشل, بقوله: (مازالت السلطات العراقية مستمرة في إلقاء تبعات فشلها وإخفاقاتها على الكويت), ويصنف فيها الشعب العراقي إلى ثلاثة أصناف, فهم في نظره, أما (أيتام لصدام), أو (عملاء لإيران), أو (رعاع ومغفلين), ويواصل من خلال هذه المقالة استغاثته مرة أخرى بالحجاج للانتقام من العراقيين والبطش بهم.
ونقرأ على صفحات جريدة (الرأي) في 24/7/2011 مقالة بعنوان: (الفاو وأم قصر المحتلة), بقلم (فهيد البصيري), والتي يبتدئها بهذه العبارة العدوانية الشمولية الجازمة: (لن يتوقف العراقيون عن حماقاتهم إلا إذا توقف كوكب الأرض عن الدوران), ويستخف في مقالته بتاريخ الدولة العراقية, وينتقص من مكانتها السياسية والتاريخية, ويتهكم على الحضارية السومرية, وينعتها بأبشع النعوت, يسميها (الحضارة الحومرية) نسبة (للحمير) أعزكم الله, ويزعم أن الفاو وأم قصر والزبير ممتلكات كويتية صرفة, ويناشد الحكومة الكويتية بضرورة العمل على استعادتها, واستردادها من قبضة العراق.
ونقرأ على صفحات جريدة (الوطن) في 30/7/2011 مقالة استفزازية أخرى, بعنوان: (العراق الجديد بنفس نوايا صدام), بقلم (وليد بورباع), وفيها يتجنى الكاتب على الشعب العراقي بطريقة سافرة, ويتطاول عليه بعبارات جارحة وألفاظ نابية.
ونقرأ للكاتب الكويتي المتهتك (فؤاد الهاشم) مقالة قبيحة على صفحات صحيفة (الآن) الكويتية, يشتم فيها الشعب العراقي بكلام فاحش لا يصدر إلا من حاقد يبول من فمه, وهذا مقطع من كلامه البذيء:-
((العراق يشبه الكلب الضعيف المربوط بشجرة, ينبح على الكويتيين ليل نهار, ليس لديه طائرات قاذفة مقاتلة, ولا دبابات, ولا قوات برية, ولا بحرية, ولا يستطيع, ولا يجرؤ أيضاً, لفعل أي شيء ضد الكويت للمائة سنة القادمة, مع الوجود الأمريكي عند الطرفين)).
ونحمد الله, أننا في العراق لم نهبط إلى هذا المستوى الرخيص في التراشق الإعلامي, ولم نتطاول على الشعب الكويتي الشقيق مثلما تطاول علينا محمد بن إبراهيم الشيباني, ومفرج الدوسري, وصالح الغنام, وفهيد البصيري, ومحمد الجدعي, وفؤاد الهاشم, وعوض المطيري, الذين بالغوا في الاستخفاف بالشعب العراقي وفي الإساءة إليه, ونحن عندما طرحنا أفكارنا الرافضة لإنشاء ميناء مبارك في هذا الموقع الحرج, الذي يتقاطع مع مسارات الخطوط الملاحية الوحيدة المؤدية إلى الموانئ العراقية, كان رفضنا مبنيا على الأسس العلمية والتشريعية والملاحية والجيولوجية والحدودية, وكان اعتراضنا مدعوماً بالشواهد التاريخية الراسخة في ذاكرة خور عبد الله, فجاءت أفكارنا متطابقة تماما مع الأفكار الكويتية الرافضة لهذا المشروع, بل إننا لم نتطرق إلى سلبيات ميناء مبارك مثلما تطرق إليها النائب الكويتي المتشدد (وليد الطبطبائي) بمقالته التي نشرتها جريدة (الوطن) الكويتية في 27/7/2011, وكانت بعنوان: (ميناء بوبيان. . فكرة غير مناسبة), والتي فنَّدَ فيها فكرة المشروع, وتوقع فشله في المستقبل القريب لأسباب بيئية وملاحية وأمنية ومالية وإستراتيجية, وحذر من تفجر الأوضاع الحدودية عند تقاطعات المسارات الملاحية المتشاطئة. واختتم الطبطبائي مقالته بجملة من الحلول والمقترحات طرحها على الحكومة الكويتية, تلخصت: (باختيار موقع بديل للمشروع, بحيث يكون خارج مناطق التوتر, أو اللجوء إلى الاستفادة من الأموال المهدورة في جزيرة (بوبيان), وتوظيفها في توسيع مينائي (الشعيبة), و(الدوحة), أو نقل المشروع إلى جزيرة (فيلكا) واستغلال موقعها البحري العميق, وإنشاء جسر (بحري - بري) بين الكويت وجزيرة (فيلكا), والسعي لربطها بخطوط السكك الحديدية لنقل الحاويات من والى الجزيرة, أو تزحيف موقع المشروع ونقله إلى الطرف الجنوبي من جزيرة (بوبيان), على أن تكرس الحكومة الكويتية جهودها لتحويل الموقع الحالي للمشروع إلى قاعدة بحرية عسكرية كويتية متقدمة, تكون على أهبة الاستعداد عند خطوط المواجهات الساخنة مع إيران أو مع العراق), فإذا كانت بعض الأصوات الكويتية المنصفة تتفق معنا في رفض فكرة ميناء مبارك, فلماذا تواصل الصحف الكويتية شن حملات السب والشتم ضد الأصوات العراقية الرافضة للمشروع ؟, ولماذا تتعمد التعميم لتشمل بكلامها الفاحش الشعب العراقي كله, بحيث لم تستثن أحد ؟.
وهل ستتدخل الحكومة العراقية لوقف حملات السب والشتم التي ماانفكت تشنها علينا الصحف الكويتية هذه الأيام, والتي تتهجم فيها على الشعب العراقي بأساليب سافرة ؟.
وهل اطلعت الحكومة العراقية على نصوص المقالات الكويتية, التي تنعتنا بالرعاع والغربان والكاولية, وتتهمنا بالعمالة والتخلف ؟.
وهل قرأ أعضاء البرلمان الكتابات الكويتية, التي تشوه تاريخ العراق العظيم, وتستخف بحضارتنا, وتنعتنا بأبشع النعوت والصفات ؟؟.