أصافحُ بعضي
أشاكسُ آخري دهْرا
وأرقبُ أوليْ...لمَّا
تُذوِّبني حُراقاتي
وأُزهي الصبحَ, قد أطفو
على صَفَحاتِ إشراقي
وأثقبُ في بحارِ الصمتِ دائرتي
أبوحُ ببعضِ آلامي
أُعلِّقُ في سواحلها
حبالَ الموتِ كي أنجو!
وأصعدُ في مدارجها
فأهبطُ في براكيني
ألملمُ قَطر أغنيتي
على نيرانِ أجوائي
فيصرُخُ صمتُ ذاكرتي
على عَرَصَاتِ أشلائي
حصى الأوهامِ أجمعها
صخوراً في ممرّاتي
فأزرعُ في سنابلها
جذوراً من عذيقاتي
ربيعُ اللحظةِ الآنَ
بيادٍ في لُحيظاتي
*******************
وتأخذني مسافاتي إلى غدنا
ووجهي قد يفارقني
ويسبقني على أهداب خطوتنا
تنام الآن يقظتنا
وكنا لا نسلِّمها إلى سِنةٍ تفرقنا
أتسكنُ في عيون النور عتمتنا؟
سأغسل في الضحى شمسي
وأغلق كل عالمنا
بمفتاح المداءاتِ
وأدخل بابكَ المائي من أعلى صلابتنا
بعينيَ سأمسك ماءك المسكوب في نهَري
وأزرع تحت أجنحتي رياح البيد تحملني
إلى واحات عينيكْ
هنا قدري
وبعض من تباريح المنى رقصتْ
على يأسٍ يغلفنا
تلقنه حروف الحزن وقت ممات مولدنا
هنا قدري
وجدران النوى بُنيتْ بأوردتي
يسد طريقنا ثقبان
سأحمل كل صحراءٍ على كتفي
وأسقطها بنهرك - أيها الظمآن -
وتسألني
أبعد لقائنا هجرٌ؟
نعمْ هجرٌ وليْ وصلٌ
إذا أحرقتَ ثوبَ الشمسْ
فقد ألبستها ثوباً
فدعها تدفئُ البسطاءَ من أهلي
بِعَدْلِ ضيائها نوراً
لكي تغتالَ هذا الظلمْ
ولي وصلٌ
إذا قدَّمتَ للبسطاءِ طعمَ الحلمْ
ولو مُزجتْ سُماقتُهُ ببعضِ السمْ
*****************************
شعر : خالد قاسم حجازي