Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
قراءة في سجل الرئيس الراحل

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: قراءة في سجل الرئيس الراحل

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية كاظم فنجان الحمامي
    تاريخ التسجيل
    22/12/2008
    المشاركات
    1,084
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي قراءة في سجل الرئيس الراحل

    قراءة في سجل الرئيس الراحل
    عبد الرحمن عارف
    رحمه الله

    كاظم فنجان الحمامي

    كان إنسانا طيبا ودودا هادئا مهذبا منذ شبابه المبكر, ولم يحدث أن تهور في سلوك, أو تفوه بعبارة جارحة, أو نطق بكلمة نابية، وكانت فترة حكمه فترة فريدة من نوعها, اختلفت اختلافا جذريا أساسيا عن الفترات التي سبقتها, أو تلك التي جاءت بعدها. لأنها امتازت بخلوها المطلق من القتل والاغتيالات والإعدامات في الحياة العامة والساحة السياسية. بالمقارنة مع بحار الدماء, التي غرق فيها الشعب العراقي في الفترات الأخرى.
    بدأ حياته الرئاسية صباح السادس عشر من نيسان عام 1966, فاصدر في ذلك اليوم عفواً عاماً عن السجناء السياسيين من دون استثناء, وأكد في قرار العفو على تأمين حقوقهم الوظيفية أو التقاعدية. وسمح بعودة الحياة السياسية الحزبية إلى أوضاعها الطبيعية, وشجع التيارات السياسية على استئناف نشاطاتها المعطلة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كانت حدود العراق في زمن عبد الرحمن عارف هادئة ومصانة, بما في ذلك الحدود مع إيران, وتركيا, والحدود الجنوبية مع الكويت, لا تشوبها شائبة, ولا تعكر صفوها الانتهاكات والتجاوزات المتكررة.
    وكانت لعبد الرحمن مواقف عربية مشهودة, نذكر منها: أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اتصل به بعد نكسة الخامس من حزيران 1967, وأخبره انه لا يملك مالا يدفع به رواتب الموظفين, ولا خبزا يطعم به ملايين المواطنين, فبادر عبد الرحمن إلى تقديم الدعم المالي الممكن, وقام على الفور بجولة سريعة واسعة في المملكة السعودية ودول الخليج الأخرى, التي كانت علاقاتها فاترة مع مصر في تلك الفترة, وأقنعها بتعويض مصر عن العائدات المفقودة من قناة السويس المغلقة وقتذاك, بعدها سافر إلى موسكو في زيارة مشتركة مع الرئيس الجزائري هواري بومدين, واقنعا الاتحاد السوفييتي بضرورة إعادة تسليح الجيشين المصري والسوري. ولعب دورا أساسيا في تأسيس القيادة العربية المشتركة بعد كارثة حزيران, وترصين الجبهة الشرقية عسكريا, وتحريك الجحفل العراقي إلى المفرق بقيادة اللواء (حسن النقيب).
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كانت الحركات الشعبية الوطنية تتحرك في الشارع العراقية بحرية تامة, من دون مضايقات ولا اعتقالات, فالمظاهرات تجوب شارع الرشيد بانسيابية ملموسة, وتطلق شعاراتها من دون اعتراض الدولة, ويقول (عبد الرحمن) في ذلك: (جئنا لنحكم بالعدل, وليس لإرهاب الشعب, فلندع الشعب يعبر عن رأيه بأسلوب حضاري وديمقراطي, ونستمع إلى ما يقول, ونصحح أخطائنا, ونتشاور مع الجميع). فالرجل كان متسامحا مع الجميع, ولم يلاحق أحدا سياسياً.

    لقد كانت علاقته بكل تيارات الشعب العراقي ودّية ومتسامحة, تحفها الثقة والمحبة، وكان يحترم رجال الدين, ويجلهم جميعا من دون تفريق بين طائفة وأخرى, وتذكر الوثائق التاريخية إنه أمر بتخصيص طائرته الرئاسية الخاصة لتقل المرجع الديني (السيد محسن الحكيم) لأداء فريضة الحج، سبقتها وصية خاصة للعاهل السعودي آنذاك توصيه بالاعتناء بمقام المرجع الكبير.
    وكان متعاطفا مع القضية الكردية, فالتقى الراحل (مصطفى البرزاني) في شمال العراق, واستقبلهُ هناك استقبالاً حاشداً لا مثيل لهُ, وحل جميع المشاكل العالقة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اتبع الرئيس (عبد الرحمن) سياسة خارجية واضحة المعالم والرؤية, ومتوازنة ونابعة من المصلحة الوطنية العليا للشعب العراقي, وكان شديد الحرص على أمن واستقرار العراق, ويسعى دائما بان تكون العلاقات مع دول الجوار مبنية على المصالح الوطنية, من دون المساس أو التفريط بالسيادة العراقية, سواء أكانت برية أو بحرية أو جوية. فتبنى سياسة سلمية رصينة مع دول الجوار كافة. وزار تركيا والأردن والسعودية وسوريا وإيران والكويت. واستطاع أن يعزز بزياراته الخارجية العلاقات الدولية مع العراق, على أساس حسن الجوار والمصالح العليا المشتركة, وكان يصطحب معه السيدة حرمه (أم قيس) في معظم زياراته الدولية, وحالة فريدة لم يفعلها رئيس عراقي قبله ولا بعده.
    زار إيران إبان حكم الشاه, في الرابع عشر من آذار عام 1967, واستقبل في إيران استقبالاً كبيراً وحافلاً, لم يحظ بهِ أي زائر قبلهُ, وبأعلى مستويات حسن الضيافة, وتقديرا لهذه الزيارة الودية قامت إيران بإصدار طابع بريدي بتلك المناسبة يحمل صورة الرئيس (عبد الرحمن), وهذا ما لم يحدث من قبل, ما يعكس الرغبة الصادقة في ذلك الوقت في أن تكون العلاقات هادئة ومتوازنة، كما ركز على أن تكون العلاقات بين البلدين مبنية على قواعد حسن الجوار, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الدولتين. ولم تجر أية مساومات أو صفقات مشبوهة تمس بسيادة العراق, خصوصاً في موضوع الموانئ الإيرانية القائمة على ضفاف على شط العرب العراقي من المنبع إلى المصب. وظلت السيادة الملاحية الكاملة في هذا النهر الحيوي تحت إشراف وإدارة الكوادر البحرية العراقية, وكان العراقيون يرشدون السفن الإيرانية والأجنبية المتوجهة إلى الموانئ الإيرانية في (خسرو آباد, وعبادان, وخرمشهر), وكان العلم العراقي هو العلم الوحيد الذي ترفعه السفن فوق صواريها إثناء تحركها في أي مقطع من مقاطع الممرات الملاحية لشط العرب.
    كان عبد الرحمن منفتحا على العالم دفاعا عن مصالح العراق, وكان حازما في إبلاغ الشاه موقف العراق الرافض للتدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي وأقنعه أن لا مصلحة إيرانية حقيقية في هذا التدخل بل العكس هو الصحيح.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تميزت زيارة (عبد الرحمن) لفرنسا بطابع الأهمية, فقد زار باريس أيام حكم الرئيس الفرنسي الجنرال (شارل ديغول), وانعكست النتائج الايجابية لتلك الزيارة على العلاقات العربية - الفرنسية، وكانت بمثابة الدعامة الأساسية في كسب المعركة الدبلوماسية العربية وخاصة بعد نكسة حزيران، وأن تنطلق هذه المكاسب إلى بقية الأمم التي كانت تجهل حقيقة المعركة التي يخوضها العرب ضد إسرائيل نتيجة التعتيم الإعلامي, ونتيجة لتفوق الإعلام المضاد والمحالف له على أحقية القضايا العربية. ووقفت فرنسا بعد تلك الزيارة مفتوحة العينين, وأدركت حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط.

    اما على الصعيد النفطي, فيؤكد الخبير الدولي الأستاذ الدكتور (عصام الجلبي) على أن الخطوة الذكية التي تبناها (عبد الرحمن) في العشرين من تشرين الثاني عام 1967 بتوقيع اتفاقية عقد الخدمة بين شركة النفط الوطنية العراقية وشركة (الف – ايراب) الفرنسية كانت ضربة قاضية للمصالح الغربية, وقد تم تشريع تلك الخطوة بقانون في الثالث من شباط عام 1968, وذلك تنفيذا لأحكام المادة الثالثة من القانون (97) لسنة 1967, وهكذا حافظ على الثروة الوطنية كما ينبغي لمؤتمن على أمانته فشرع قانون تحديد مناطق الاستثمار الرقم (97) الذي أعطى لقانون (80) معناه وأسس شركة النفط الوطنية ورفض منح امتياز الكبريت للأمريكان رغم ضغوطهم وفتح الباب للبولونيين للتفاوض عليه بشروط أفضل للعراق.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لقد حافظ الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف على هدوئه في تدرج الحياتي والوظيفي حتى بعدما أصبح رئيساً للجمهورية عام 1966, و لم يمنح نفسه أي امتيازات معينه أو رتب عسكريه أعلى من استحقاقه.
    لقد كان حاكماً صالحاً مهذباً رؤوفاً رقيقاً عطوفاً, وكانت هذهِ هي الصفات المثالية الطيبة والشمائل الخلقية الرائعة, التي امتلكها الرئيس الراحل, فأهلتهُ لان يكون متطهراً من شوائب الدنيا وشرور السلطة, فلم يلوث يده طوال بقائه رئيساً على العراق الزاخر بالثروات, ولم تتلوث يدهُ بدماء الشعب العراقي, ولا بأموال وثروات الشعب العراقي, ولم يصدر حكما جائرا بحق مواطن عراقي.
    سيبقى التاريخ يذكر هذا الحاكم العادل بكلمات بيضاء ناصعة, والحمد لله بقي الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف طيلة حياتهُ يعتاش على راتبهُ التقاعدي, وسيبقى تاريخهُ وتاريخ العراق ابيضا ناصعا.
    تميزت فترة حكمه بالهدوء والاستقرار، وكان هو نفسه يميل إلى البساطة والتواضع في ممارسة حياته اليومية كرئيس لجمهورية العراق, فلم يغير من مقر إقامته في حي اليرموك, في داره القديمة, وكان نجله الأكبر (قيس) تلميذا في الكلية العسكرية, لا يختلف كثيرا عن بقية التلاميذ في تأدية واجبات التدريبية الشاقة, ومن نافلة القول نذكر ان نجل الرئيس كان ينتقل من بيتهم في اليرموك إلى مقر الكلية الحربية بطرق المواصلات العامة في الذهاب والإياب, فهو يغادر بيتهم في حي اليرموك بواسطة الباص (42) في طريقه إلى (باب المعظم), ثم يتحول بمفرده إلى باص آخر باتجاه (الرستمية) حيث مقر الكلية, من دون حمايات ولا سيارات مدرعة, ولا مواكب صاخبة, ومن دون أن يتسبب بأي إزعاج لعامة الناس, ومن دون أن ينتهك نظام المرور, ويعطل حركة المركبات, ومن دون أن يطلق العيارات النارية الطائشة في الفضاءات المفتوحة. ولم يكن (قيس) أبنا مدللا كأبناء الرؤساء والأمراء العرب, بل كان مثالا للتلميذ الحربي المهذب الملتزم بالضوابط والتعليمات العسكرية الصارمة, ومن الطريف أن نذكر هنا أن قيسا هذا لم يلتحق بعد تخرجه بديوان الرئاسة, ولا بمكتب رئيس الجمهورية, ولم يصبح عنصرا من أفراد حماية الرئيس, وإنما خضع للقرعة في التوزيع بعد التخرج أسوة بزملائه, وكان نصيبه الالتحاق بالفرقة الثالثة في (الحبانية), ثم انتقل بعدها إلى فوج (الإمام موسى الكاظم) من تشكيلات اللواء الأول, وأكمل خدمته العسكرية في تشكيلات قيادة القوة البحرية والدفاع الساحلي بالبصرة, حتى وصل إلى رتبة (عميد بحري), وكان من الخبراء المؤسسين للمدرسة المهنية البحرية, التي تكفلت بإعداد وتأهيل الكفاءات الملاحية والهندسية البحرية الوطنية, وعمل في هذا المضمار (المدني) مع كوكبة من الخبراء البحريين آنذاك, في مقدمتهم الكابتن عصام عمسو, وطارق عبد الصمد, ومثنى القرطاس, وماجد عبد القادر, وسمير الركابي, وجبار سعيد, ويشار رفيق خورشيد.
    ولم يكن نجل الرئيس يتمتع بأية مزايا إضافية أو استثنائية, من تلك المزايا الواسعة التي تمتع بها أقرانه في العواصم العربية.


    وفيما يلي أهم المنجزات التي تحققت في عهد الراحل عبد الرحمن عارف:
    • تنفيذ معمل استخلاص الكبريت من الغاز الطبيعي في كركوك عام 1966.
    • تنفيذ خط أنبوب نقل الغاز الجاف من كركوك إلى بغداد لتجهيز محطات توليد الكهرباء و المعامل و المصانع الكبيرة بالوقود عام 1967.
    • تنفيذ خطة أنبوب نقل الغازات النفطية السائلة الخام من كركوك إلى معمل التاجي للغازات النفطية عام1967.
    • تشييد معمل التاجي للغازات النفطية حيث تم توقيع عقد تنفيذ المشروع في 7 مارس 1966 مع شركة سبي الفرنسية و أنجز العمل عام 1968.
    • توقيع عقد تصدير النفط الأسود و النافثا من العراق إلى تركيا في آذار 1968.
    • توقيع بروتوكول تصدير الغاز الطبيعي بالأنابيب من العراق إلى تركيا في 6 نيسان 1967.
    • بلغ مجموع ما أنتجته شركة نفط العراق خمسمائة مليون طن من النفط في 30 نيسان 1967.
    • هذا القانون مهم وهو بداية الاستثمار الوطني أو التأميم الهادئ: " صدر القانون رقم 97 لسنة 1967 الذي جاء بموجبه تحريم استثمار النفط من المناطق المستردة من شركات النفط العاملة في العراق بطريقة الامتياز أو ما في حكمه". و يمكن القول أن هذا القانون جعل الغرب يقرر إزاحة الرئيس عبد الرحمن عارف بالاضافه إلى امتناعهِ من إعطاء امتيازات لشركات أمريكية و انكليزية من استخراج الكبريت.
    • صدور القانون رقم 123 لسنة 1967 الخاص بإعادة تكوين شركة النفط الوطنية العراقية و أعتماد الموارد المائية لتمكينها من أهدافها الأساسية.
    • توقيع عقود الخدمة مع شركة أيراب (الف - العراق) الفرنسية لتطوير حقول نفط ميسان في 20 تشرين الثاني.1967.
    • توقيع مذكرة التفاهم بين شركة النفط الوطنية العراقية ومع الجانب السوفييتي حول استثمار و تطوير حقل نفط الرميلة الشمالي عام 1968.
    • استحداث مؤسسة تعبئة الطائرات بالوقود و الزيت بالتعاون مع شركة اير توتال الفرنسية عام 1968.
    • إعادة تشغيل مصفى القيارة وتصدير ما ينتجه من الإسفلت الى سيريلانكا.
    • توقيع عقد الدراسات الاستثمارية لمشروع تصدير الغاز بالأنابيب من العراق إلى تركيا مع شركة بكتل الفرنسية في اذار1968.
    • افتتاح مصفى الدهون في الدورة في 23 حزيران 1968. في مجال الوحدة الوطنية أسس مجلس استشاري يضم رؤساء الوزراء السابقين ووجهاء من أبناء الشعب لوضع منهج للاختيار ممثلي الشعب والبدء بأعداد البلد للانتخابات الحر
    ة.

    التعديل الأخير تم بواسطة كاظم فنجان الحمامي ; 24/08/2011 الساعة 12:42 PM سبب آخر: تعديل الخط

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •