بيان - مناورة عفو مضحكة من خامنئي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مناورة عفو مضحكة من خامنئي خوفًا من انعكاسات ثورات المنطقة
والموقف المتفجر في المجتمع الإيراني
في خضم الصراعات الداخلية لنظامه وأزماته الدولية والموقف المتفجر في المجتمع الإيراني أعلن خامنئي وفي مناورة مضحكة ومثيرة للسخرية «عفو عدد من المحكوم عليهم أو تخفيف عقوباتهم» في محاولة يائسة لامتصاص زخم الصراعات الداخلية في حكمه كونه أول من ساوره الخوف من سقوط القذافي والأفق المنظور بعد سقوط الديكتاتور السوري وانهيار جبهته الإقليمية وتفجر الغضب الشعبي في إيران. خاصة أن لديه مخاوف من أن يستغل المواطنون الإيرانيون الغاضبون مهزلة الانتخابات النيابية لنظامه الرجعي المزمع إجراؤها في أوائل العام المقبل لتصعيد انتفاضتهم ضد نظام «ولاية الفقيه» الشرير.

ففي خطبة صلاة عيد الفطر التي ألقاها يوم الأربعاء 31 آب (أغسطس) 2011 أشار خامنئي إلى انتفاضة الشعب الإيراني في عام 2009 قائلاً: «إن الانتخابات تعتبر أحد التحديات.. فاحذروا من أن ينال هذا التحدي من أمن البلاد.. يجب أن تكون الانتخابات سندًا لأمننا.. يجب أن لا نسمح بأن تنال من أمننا هذه التي هي رصيد الأمن وسند الأمن.. هل رأيتم وأحسستم ولمستم عن كثب كون الأعداء يريدون استغلال الانتخابات لضرب أمننا.. فعلى الجميع أن يحترسوا ويتوخوا الحيطة والحذر.. علينا جميعًا أن نتوخى الحيطة والحذر جدًا لنعرف ماذا نفعل.. إذا باتت الأحقاد والضغائن وحالات اللؤم وعدم التوافق تسود في ما بيننا... فلن نستطيع إنجاز هذه الواجبات الكبيرة التي على عاتقنا اليوم.. هذه وصية مهمة وضرورية أساسية».

ولكن حالة نظام «ولاية الفقيه» المتهرئ هشة إلى درجة لم يتجرأ فيها خامنئي في مناورته الصورية هذه حتى على إصدار أوامره بإطلاق سراح مسؤولين سابقين في النظام كانوا مؤيدين من خميني ومن خامنئي نفسه وهم الموالون الحقيقيون لنظام «ولاية الفقيه» من السجن أو الإقامة الجبرية. فإن الدرس الوحيد الذي استخلصه خامنئي من ثورات المنطقة هو المزيد من القمع والكبت لكونه منبوذًا ومكروهًا في إيران أكثر بمائة مرة من القذافي في ليبيا والأسد في سورية. ففي هذه الأيام تجري هناك اعتقالات واسعة في جميع أرجاء البلاد وخاصة في مدينتي تبريز وأورمية (أذربيجان - شمال غربي إيران) والمناطق الأخرى في أذربيجان الإيرانية.

إن خامنئي الذي تحدث في خطبة عيد الفطر عن العديد من الدول العربية لم يتجرأ على ذكر حتى اسم سورية، كما شكك في مصداقية المجلس الوطني الانتقالي الليبي قائلاً: «إنهم هم الذين كانوا حتى الأمس القريب يتجالسون ويتعاشرون ويشربون الخمور مع أولئك الذين كانوا يظلمون الشعب الليبي، وهم جاؤوا اليوم ويريدون استغلال الموقف»، وذلك فيما كان خامنئي وحتى الأمس القريب يعلن عن دعمه للقذافي ناسبًا ثورة الشعب الليبي إلى أميركا وإسرائيل.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – باريس

31 آب (أغسطس) 2011