عانقيني... بلا خجلِ
واسكري من خمرة القُبلِ
عانقيني ودعي الزمن مسمّراً
فأنتِ الزمنُ وقضائي وقدري
عانقيني... بكل صَبابةٍ
وغُوصي في أمواج تنهُّدي
فأنا لا أقاوم ريحَكِ
ولا أخشى عليكِ من لَهَبي.
عانقيني...
كطفلٍ من البرد هارب
واحتمى بفوهة بركان...
كعود ثقاب في حُرجٍ يابسٍ
كمطرٍ فوق زرعٍ
كجمر في موقدِ
عانقيني...
بما للنار من حرارة
وذوبي... كالثلج في يدي
يا جدولاً عذباً
يا بيدراً للحب والغزلِ
أمطري جسدي برشقات نداكِ
واعجنيه... كطينٍ طيّعٍ
كلُبانٍ بين فكّيك معطّرِ
عانقيني...
ولا تكفّي عن مهاجمتي
وليلُكِ الطويلُ يلفّني بنارٍ وكبريتِ
عانقيني... أيا واحةً ...
مسكونةً بملاكٍ وعفريتِ
أنتِ النارُ والجنّه
أنتِ بحرٌ في دُوارْ
كوني اللحنَ والمغنى
كوني الزيتَ فوق النارْ
خصرُكِ ... ثغرُكِ
أشهى من كل الأثمارْ
جيدُكِ ... نهدُكِ
أغوى من كل الأحجارْ
عانقيني ... ودعيني...
أتحسّس حريرَكِ
لأشعرَ أنني مَلكٌ
وبين يديَّ... كلُّ قلاعِ الدنيا تنهارْ
عانقيني ... وقبليني
بزهوٍ ... بلهوٍ
بطمَعٍ ...بوجَعٍ
بغير تفكيرِ...
وفوق صدريَ العاري
تقلّبي كزورقٍ وسط الموج...
تناثري كعنقودٍ يانعٍ
وكزوبعةٍ... انهاري
عانقيني ...
ودعي جمرَكِ يكويني
وعطرُكِ يُضعف أنفاسي
ولا تسألي عما يرويني
وهل فاضت بالحب كاسي؟
فانا مشلولٌ حتى الموت
وقاتلتي أعزُّ ناسي
عانقيني ...وابقي الدهرَ مسمَّراً
فهذا حقاً يكفيني .