لا أخفي سراً أنني قلق على وطني. فوطني العربي ليس مجرد أرض أعيش على أديمها, وإنما هو توأم روحي,بل هو جزء مني. وهو يمر اليوم بتغييرات خطيرة أنظر إليها شخصياً بعين الشك والريبة. ولست هنا أخوّن الشعب العربي, فهو صادق ولكني لا أثق بأولئك الذين يتدخلون بشئونه من وراء البحار, أولئك الذين حرّكوا طائراتهم وأساطيلهم وقبل ذلك أعوانهم ليضربوا أبناء شعبنا العربي دون رحمة. فلم أرَ هذه الطائرات قد تحركت, ولا تلكم الضمائر قد انتصرت لغزة مثلاً, رغم ما عانته من دمار جرّاء عدوان غاشم شنته عصابات إسرائيل عليها. فأين كانت نصرتهم للحريّة؟ وأين كانت نصرتهم لحق تقرير المصير وحق كل شعب في أن يختار لنفسه ما يشاء من أنظمة؟ أين هم من هذه الشعوب المظلومة -كما يدّعون- كل هذه السنين؟ إنّ عالمنا العربي يتعرض لمؤامرة كبرى حيكت خيوطها في ليل أظلم بيد خفافيش التآمر والخديعة. إنني لا أرى ما يحدث إلا خديعة جديدة لشكل إستعماري جديد. ولا يفهم البعض أنني أسوق للنظام الرسمي العربي. فأنا أعلم جيداً أنَّ المواطن العربي تعرض بشكل عام لظلم شديد وضاعت بسبب سياسات البعض على العرب الكثير من الفرص لتحقيق التطور والرفاهية للمواطن العربي, كما أضاعت هذه السياسات الكثير من العقول العربية الواعية, والكثير من الطاقات العربية الخلاّقة.
لا يستحق المواطنة من يتآمر على وطنه, ومن يضع يده بيد الغزاة ليدمّر أبناء شعبه مهما كانت صفته وموقعه, وليعلم كل من يتآمر أن الله له بالمرصاد وأن الشعب العربي قادر بإذن الله على صد وكشف كل المؤامرات و جميع المتآمرين.
المفضلات