سمسرة المالكي وفتح أبواب البيت العراقي امام القوات الإيرانية - رائد كاظم الحمداني


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

واع
8/9/2011

بقلم: رائد كاظم الحمداني
بعد عزوفه عن الحديث بشكل مباشر عبر وسائل الاعلام حول أي شأن يتعلق بمخيم أشرف تجنبا للاقتراب من القصص المرعبة عن مجازره التي ارتكبها ضد اللاجئين القاطنين في هذا المخيم المحاصر من قبل قواته ومرتزقته، أطل علينا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتصريحات تذكرنا بالمثل القائل (الإناء ينضح بما فيه)، عبر من خلالها عن مدى ولائه لأسياده ملالي ايران ودافع عنهم دفاعا لم يقم به أقرب مستشاري الملالي ، بل كان المالكي في هذا الحوار – الذي بثته قناة الاتجاه الفضائية – ايرانيا اكثر من الايرانيين انفسهم.
ففي حديثه عن القصف الايراني المستمر على القرى الكردية الواقعة في الشريط الحدودي شمال العراق، أعطى المالكي العذر لإيران بمواصلة هذا القصف ومنحها الحق في ذلك رسميا بصفته رئيس وزراء الدولة العراقية، ليكون بذلك اول رئيس وزراء في العالم يسمح لدولة اجنبية بقصف بلده..
هنا نتساءل: ما طبيعة هذا الرجل؟ وماهذه القدرة العجيبة على التخلي عن الكرامة والشرف والسماح للغرباء بدخول وطنه (بيته) والعبث فيه؟! وهل يختلف هذا التصرف عن تصرفات سماسرة الأعراض منزوعي الشرف والغيرة والضمير؟!
ان غالبية سماسرة الاعراض يمارسون مهنتهم المكللة بالرذيلة والفجور – والعياذ بالله - بعيدا عن بيوتهم وعوائلهم ، بل ان غالبيتهم قد يمارسون مهنتهم دون ان تعلم عوائلهم شيئا عنها، باستثناء القلة القليلة التي ينتمي اليها نوري المالكي ، فالمالكي سمسار يرضى بفتح ابواب بلده امام المعممين الايرانيين ويمنحهم الضوء الاخضر ليستبيحوا حرمة العراق .. ولا شيء يمنح المالكي البراءة من هذه السمسرة المشينة سوى اعترافه بأنه ليس عراقيا.
ثم جاء المالكي بعذر من ماركة (عذر أقبح من الذنب)، وهي ماركة (علامة) تجارية مسجلة بإسم المالكي، عندما ألقى باللائمة في القصف والتوغل الايراني داخل الأراضي العراقية على اعضاء المعارضة الايرانية من حزبي العمال وبيجاك الكرديين ومنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، مدعيا ان من حق القوات الايرانية قصف العراق كيفما شاءت طالما كانت هذه المنظمات والاحزاب موجودة داخل العراق، وعندما وصل الى الموضع الذي اراد فيه ان يذكر اسم مجاهدي خلق انفعل وارتجف وسقطت على لسانه سهوا لفظة (منافقين) التي تعود على استخدامها ملالي ايران منذ عهد الخميني المقبور لعنه الله وجعل مثواه جهنم، الا ان المالكي ورغم انفعاله سارع الى تصحيحها بعبارة (مجاهدي خلق).
وربما لاتوجد للمالكي مشكلة مع حزبي العمال وبيجاك، إلا ان انفعاله الواضح وحالة الهستيريا التي اعترته وهو يذكر عبارة (منافقين) تؤشر حجم كراهيته لهذه المنظمة الثورية التحررية التي تطالب باجتثاث الولي الفقيه واقتلاع العصابات الفاشية الحاكمة في ايران والمتسلطة على رقاب دول المنطقة.
لم يبق شك في ان ولاء المالكي المطلق هو للحكومة الايرانية، ونقول (للحكومة الايرانية) وليس لـ (إيران)، لأن الشعب الإيراني بريء من حكومة الملالي ومن جواسيسها العراقيين كالمالكي وغيره، تماما كبراءة الشعب العراقي العظيم من صناع الموت والارهاب ومرتزقة الملالي.
لقد خسر المالكي نفسه، قبل ان يخسر ما تبقى من احترام الناس له، وارتضى لنفسه الدخول في عالم الإرهاب والعمالة والجاسوسية من أوسع أبوابه، مقابل ثمن زائل وسلطة سرعان ما تتلاشى كسلطة القذافي ومبارك وبقية الطغاة.