رسالة المبتعث !

عندما ينوي الإنسان تكملة دراسته الجامعية أو العليا في إحدى الدول الأوربية أو أمريكا الشمالية، لابد أن يكون حاملا رسالة أرى إنها لا تقل أهمية عن الهدف الذي تغرب من أجله، فإذا كان ابتعاد المبتعث عن وطنه وعن أهله من أجل تلقي العلم والحصول على شهادة فيها الفائدة والخير له وللمجتمع، فإن سنوات التعليم والتربية التي تلقاها وأمضاها بين أسرته وفي مراحله التعليمية الأولى داخل بلاده كفيلة بإذن الله أن تجعله خير سفير لدينه وبلاده في بلاد الغربة، وكفيلة أيضا بأن تكون نبراساً يضيء له طريق النجاح ويساعده في مهمته النبيلة، ومن هنا جاءت أهمية الرسالة الأخلاقية للمبتعث والتي هي مرآة حقيقية لدينه وبلاده أرضا وإنسانا في الثقافة والمجتمع الجديد.
هكذا يكون المبتعث الذي يعي تماما كيف يحافظ على دينه وقيمه في كل بلد يذهب إليه، لذلك قبل أن يكون المبتعث سفيرا لوطنه هو سفير لدينه الحنيف وتعاليمه السمحة ومنهج نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
وهناك نماذج كثيرة ولله الحمد أثبتت أنها خير سفير لدينها وبلادها عند تواجدها للدراسة في بلدان العالم الأخرى، وهذه النماذج نفخر بها ويحق لها أن تفخر بنفسها، فلقد عادت إلى وطنها الأم بمحصلة أكثر من الشهادة العلمية، مثل الفائدة الثقافية والتعرف والتعلم من الحضارات والثقافات المختلفة في عصر لا يقبل إلا الفكر النير والدبلوماسية في الحوار مع الآخر، كما زادت سماتهم الشخصية في النواحي الإيجابية مثل الاستشعار بالمسؤولية والثقة بالنفس واحترام الموعد والوعد.

أحمد محمد أحمد مليجي

نشر في صحيفة الرسالة التي تصدر عن جامعة الملك سعود

http://rs.ksu.edu.sa/6380.html