آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إلى بشار الأسد..الكتاب الرابع

  1. #1
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    05/04/2011
    المشاركات
    150
    معدل تقييم المستوى
    13

    افتراضي إلى بشار الأسد..الكتاب الرابع


    أما بعد،
    فقد تبين الرشد من الغي، وبان أنك مستمسكٌ بالإمارة عاضٌّ عليها بالنواجذ، وليس فوق استمساكِك استمساك، وأن صولجان الحكم أحبُّ إليك من رعيتك، بل ومن نفسك التي بين جنبيك. وبان أن الدم المهراق لا يساوي عندك جناح بعوضة.
    ولئن كنت أعجب فعجبي من الحسن بن علي رضي الله عنه كيف اعتزل والناس له تَبَع، وفيه راغبون، حقناً لدماء المسلمين، وحفاظا على بيضتهم، وخشية فتنة لا تُبقي ولا تذر. فأين أنت من سبط رسول الله؟ أين أنت من الزكي ريحانة رسول الله؟ أين أنت منه وهو الذي استقبل معاوية بكتائب أمثال الجبال، وهو يعلم علم اليقين أن معاوية يدعوه لأمر ليس فيه عزّ ولا نَصَفة؟
    أوَنعقدت لك بيعة؟ أوَخرج الناس يهتفون باسمك طالبين أن تسوسهم؟ إنما هو مُلك ورثته عن أبيك. إنما هي إمارة أخذتها غصبا وما كنت لها أهلا. ولولا مَلؤك والزور لما رجوتَ أن تراها مناما. كيف والبلد موطن العلماء والفضلاء؟ كيف والبلد محضن الساسة المُجربين؟ أوَيُجاري الغِرُّ المحنكين؟ وأين أنت من أهل الحصافة والرأي؟ أوَيجاري القزم العمالقة؟ ألا تبّاً للدنيا حين تجور!
    ثم ماذا أيها الأسد؟ أليس حين تمَّ لك الأمر واستقر، أمضيتَ السيف على رقاب العباد؟ فقلْ لنا بربك متى كان أمركم شورى بينكم؟ ألستَ تتذرع بأنك على ثغر من ثغور الأمة، وأنك أقسمت أن لا يُؤتَى مِن قِبَلك، ثم جعلت ذلك سبيلا للبطش والفتك؟ قد عرفناك والله ذا تَعِلاَّت ما جرَّت غيرَ قطع الألسن وإلجام الأفواه؟ أما العدو فآمنٌ في سِربه، مُعافى في بدنه، له قوت يومه وغده، ينام نومة الأبرار، قد علم أنه لا حذر ولا وجل. وهل يُخشى الهِر؟ وما عسى يبلغ عضُّ النمل؟
    أما قومك فبين شريدٍ وطريد، وسجين ومعذب، والباقون في شظف من العيش، وقسوة من الدهر. ولئن تفرقت بالناس السبل، وذهب قومك شذر مذر، فقد جمعهم الضيم، وضمَّهم الجور، وأنت في رغد، تنظر إلى الناس من علٍ، وتحدثك نفسك أنك الحاكم الفذ، والداهية المقتدر، والسلطان الأوحد، بك تقرُّ البلاد، ويَأمن العباد.
    هذا، وقد أسرفت في سفك الدماء، وجاوزت حدود الإنسانية، وطرحت المروءة، ونبذت كل عُرف حَسن، فنسأل الله العلي القدير أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، إنه نعم المولى ونعم النصير.
    والسلام على من اتبع الهدى.
    13 ذو القعدة 1432ه
    11 أكتوبر 2011


  2. #2
    عيسى الجندي
    زائر

    افتراضي رد: إلى بشار الأسد..الكتاب الرابع

    امين امين امين هو ومحبيه


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •