رغم الموات
تُرى من أنا ؟ يا نسيم الصباحِ
أطيفاً تراقص في الأمنياتِ
على سُلم الليل يبقى لقائي
وأصعد فوق منابر يأسي
أشدُّ الأراضيْ ـــ التي أنبتـتـني ـــ
إلى غيمةٍ في السماءِ
إلى عالمي المـسـتـنـيـرِ بحلمي
سوياً هنا في انتظار الرحيلِ
إلى دوحةٍ ظلها من ضلوعي
لأفرشَ فوق غيوم الظلامِ
ضياءَ السـنيـن بخد المساء اللواتي
تشم أريج الصفاء بأنف المحالِ
بعيـنـيك دمعي ـــ ودمعي ـــ
هنا في عيون الحيارى
بعيـنـيك فرحي ـــ وفرحي ـــ
هنا في غصون الأماني
وقلبُ الذي لا يخون القلوبَ
تعلَّم من خائـنـيـه الأمانةْ
تعلَّم من سامـعـيـه الصموتَ
تعلَّم ألا يخون الخيانةْ
تعلَّم أن الربيع الذي كحل الياسمينَ
سيأتي لنا في خريف النذالةْ
وسيف الرجولة حتماً
سيقطع جذر المهانةْ
أيسقط بكر الكلامِ
على شفة المادحينَ؟
ويخطئ من يقرؤون الحروف الأوائل في ...
تمتمات الأعاجمْ
أنبتاع كل الحروف
بحرف جرى في الحناجرْ
ستكبر في السنبلات الجياعُ
ويكبر في الأمنيات الضياعُ
ووجهك هذا الأبي الزكي
يفتّْش عن جسمنا للبقاء
يفتّش عن روحنا للبهاء
يراهن رغم المواتِ
بقاء الربيع الذي نام بين الأفول
**************
تمتَّعْ بنصفك هذا الأسيرْ
وخذني بأسرك علي أطيرْ
ومدّد ظلاليَ في سوسناتك
وغرّدْ كما غرَّد الآحرونْ
شعر: خالد قاسم حجازي