غربة
شعر : د. جمال مرسي
يا ربُّ هل من عَودةٍ ورجوعِ =بعد الشتاتِ و غُربتي و دموعي
باتت طيورُ الروضِ في وُكُناتِها =و طيورُ وجدي لم تَعُد لربُوعي
فتأجَّجَت شمسُ الهجيرِ بمُهجَتي =وتَضَرَّمَت نارُ الأسى بضلوعي
أمشي على شَوكِ القتادِ ، تقودني =قدماىَ صَوبَ الأحمرِ الممنوعِ
أجتازُ حَدَّ الإنهزامِ ، وأعتلي =موجَ التحدِّي ، سابحاً بقلوعي
أطوي دياجي حَيرتي و تغَرُّبي =وأُضيئُ رغم الإنكسارِ شموعي
الشوق يعصف بي فأسعى للثوا =في موطني بين الجوى ونزوعي
و صبابتي للنيلِ يروي خافقي =حُبّاً ، و رفضي ذِلّتي وخضوعي
وطني الذي خبَّأتُ بينَ جوانحي =و عشقتُهُ في يقظتي و هجوعي
و جهرتُ بالحبِّ الذي أسمو بِهِ =فشَهَرتُهُ كالبيرَقِ المرفوعِ
وطني الذي في مُقلَتَيْكِ رأيتُهُ =كالطيرِ يلثُمُ صَفحَةَ الينبوعِ
و رأيتُهُ في وجنتيْكِ ، فَخِلتُهُ =ورداً يتيهُ بسهلِكِ المزروعِ
و رأيتُهُ فوقَ الجبينِ مُزَيِّناً= تاجَ العلاءِ بروعةٍ و نصُوعِ
حطَّمتُ كُلَّ سلاسلي و تَغَرُّبِي =و حَزَمتُ أمتعتي ، رَبَطتُ نُسوعي
و عَبَرتُ خطَّ الإرتياحِ ، ولهفتي =تجتاحُ مابي من صدىً أو جوعِ
قبَّلتُ ذرَّاتِ الترابِ ، حَسِبتُني =كالفاتحِ المغوارِ يومَ رجوعِ
و ظننتُي المرجُوَّ بعد فراقِهِ =فَوَجَدتُني كالقائدِ المخلوعِ
الكُلُّ يلوي رأسَهُ إن أبصَرَت =عيناهُ وجهَ العاشِقِ المخدوعِ
هيَّأتُ نفسي للرجوعِ مُهَلهَلاً =و دَفَنتُ طَيَّ حقائبي مشروعي
و عزمتُ أن أبقى هناكَ بغُربتي =ما بين أشعاري و بين دموعي
المفضلات