النكبة النكسة الهزيمة النصر أوسلو ..... شهداء الحرية ... 1967 هل تعود
الكاتب : توفيق خليل / 6 / حزيران 2010
هذا الصراع العربي الاسرائيلي القائم منذ النكبة وحتى اليوم .. هو بجوهره صناعة عربية هكذا ارى انا.. حتى ولو جاء التخطيط والاشراف غير عربيين؟! ولذا .. فانه يزيد الانقسام العربي انقساماً وتشتتاً.سؤال يدور في ذاكرة كل مواطن ....؟ هل الامة العربية الان موحدة اكثر من قبل ومتفقة ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟ضع مليون اشارة استفهام ومليون علامة سؤال بمعنى لاء .... في الماضي كان العرب شبه متفقين ولكن غير موحديين ... ولكن ليسو على قلب رجل واحد هذا المخفي اما الظار لا والف لا في الحقيقة يوجد شعار اسمه المزاودات وهذا الشعار ليس يخضع لمقياس .. وحدث عنه ولا حرج وخاصة اذا تحركة الاجهزة الامنية لتلعب دور التفرقة بين الشعب والشعب وبين الاخ واخيه وبين الحزب والحزب والتنظيم والتنظيم هذا طبع لا يمكن لهذه الاجهزة تبتعد عنه ..... إن عالم اليوم الذي تجمعه معادلات القوة ومنطقها وتزايد التدويل المطرد للحياة الإنسانية، ولجوء القوى الكبرى الى التكتل لحماية مصالحها، يفرض التكامل الاقتصادي العربي بديلاً حتمياً موضوعياً وحقيقة تاريخية لمواجهة هذه التحديات، لقد بدأت معظم الأقطار العربية في تبني برامج الاصلاح الاقتصادي بمساعدة المؤسسات الدولية، وهذه بادرة مشجعة، ورغم بعض المحاذير من وصفات هذه المؤسسات فإن الانفتاح على الخارج قد يهيئ المناخ الأفضل لعمل عربي مشترك يعيد الاعتبار لمشروعات التكامل الاقتصادي وفي مقدمتها مشروع السوق العربية المشتركة، ان التحديات التي تواجهها الاقتصاديات العربية عديدة ولابد من التصدي لها بعقلانية وتفاعل مستمر، وفي ظل ماتقدم لايمكن إغفال أهمية المصالحة العربية والإسراع في تحقيقها لانتشال العمل العربي المشترك من الهوة السحيقة وبعودة التضامن العربي ومناخ المصالحة يمكن تفعيل وإصلاح مؤسسات العمل الاقتصادي والسعي الجاد لاحياء مشروعات التكامل الاقتصادي.
في الثالث عشر من شهر نيسان/إبريل عام 1950 وقعت سبع دول عربية بالأحرف الأولى على معاهدة للدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي، وكان ذلك ترجمة رسمية لمطالب ومشاعر شعبية عربية جُرِحت في الصميم بعد هزيمة عام 1948 وقيام دولة صهيونية في فلسطين، وتحقيقاً لتطلع قومي مشروع في إطار جامعة الدول العربية التي كانت قد تأسست قبل ذلك، لتحقيق تنسيق وتعاون عربيين يؤديان إلى:
- تكوين قوة عربية قادرة على رد العدوان عن أقطار الوطن العربي، وكان العدوان ماثلاً ومجسداً بالكيان الصهيوني بالدرجة الأولى.
-إيجاد أرضية فعلية وضمانة حقيقية للسلام والأمن والاستقرار والتعاون بين الأقطار العربية، وردع أي محاولة من دولة عربية للسيطرة على دولة عربية أخرى، أو للعدوان عليها والتجاوز على أراضيها وسيادتها ومصالحها.
وفي قصر (انطونيوس) بالإسكندرية وقعت ست دول عربية وهي: الأردن- سوريا - السعودية - لبنان- مصر- اليمن، على تلك المعاهدة التي نصت المادة الأولى منها على ما يلي:
تؤكد الدول المتعاقدة، حرصاً على دوام الأمن والسلام واستقرارهما، عزمها على فض جميع منازعاتها الدولية بالطرق السلمية، سواء في علاقاتها المتبادلة فيما بينها أو في علاقاتها مع الدول الأخرى.
ولم يوقع العراق الاتفاقية في ذلك اليوم، بل وقع عليها في 2 شباط/فبراير 1951م بعد التوقيع على بروتوكول إضافي تضمن النص على تأسيس هيئة استشارية عسكرية، والنص في المحاضر على تصريح أدلى به نوري السعيد رئيس الوزارة آنذاك، أكد فيه أن القرارات التي يتخذها مجلس الدفاع المشترك بأكثرية الثلثين وتغدو ملزمة حسب المادة السادسة لا تسري على ما ورد في الفقرة الأخيرة من المادة الرابعة والتي تنص على ما يلي: "رغبة في تقييد الالتزامات السالفة الذكر على أكمل وجه تتعاون الدول المتعاقدة فيما بينها لدعم مقوماتها العسكرية وتعزيزها، وتشترك بحسب مواردها وحاجاتها في تهيئة وسائلها الدفاعية الخاصة أو الجماعية لمقاومة أي اعتداء مسلح".
نعرف جيداً التحركات العربية والأجنبية التي جاءت بعد ذلك، والخطوات التي دفعت إلى وحدة سوريا ومصر، وإلى مواجهة تلك التجربة العربية الرائدة وإحباطها. وبعد الانفصال دخل العمل العربي طريقاً شبه مسدودة، وبرزت حاجة ماسة لشكل من أشكال الوفاق والعمل العربيين على صعيد واقعي فعال، وكان ذلك حاجة شعبية ورسمية عربية حيث صدر ميثاق التضامن العربي عن القمة في 5 أيلول/سبتمبر 1965 ونص على ما يلي:
إيماناً بضرورة التضامن بين الدول العربية ودعم الصف العربي لمناهضة المؤامرات الاستعمارية والصهيونية التي تتهدد الكيان العربي، ويقيناً منا بالحاجة القصوى لتوفير الطاقات العربية وتمهيداً لتعبئة القوة لمعركة الكفاح لتحرير فلسطين، وإيماناً بالحاجة إلى الانسجام والوفاق بين الدول العربية لكي يتسنى لها أن تلعب دوراً فعالاً في إقرار السلام، ورغبة منا في توفير جو يسوده روح الود والإخاء بين البلاد العربية حتى لا يتمكن الأعداء من أن يفتّوا في عضد الأمة العربية.
فقد التزمنا نحن ملوك ورؤساء الدول العربية في مؤتمر القمة المنعقد بالدار البيضاء بين 13، 17/9/1965 بما يلي:
أولاً: العمل على تحقيق التضامن في معالجة القضايا العربية وخاصة قضية تحرير فلسطين.
ثانياً: احترام سيادة كل من الدول العربية، ومراعاة النظم السائدة فيها وفقاً لدساتيرها وقوانينها وعدم التدخل في شوؤنها الداخلية.
لقد كان العمل العربي في بدايته من أجل النهضة والتحرير والدفاع عن النفس، وأصبح التضامن العربي الذي كان أحد الحدود الدنيا للعرب في وقت ما من أرفع سقوف تلك المطالب إن لم يكن أرفعها اليوم؟! ويزداد الأمر سوءاً في مناخ العمل العربي المشترك في زمن المحنة هذا حيث يصبح عقد قمة للتداول في المشاكل من الأمور ولإجراء إصلاحات حيوية وضرورية عسيراً إلى درجة مؤلمة في ظروف عربية مهلكة يتناول فيها الأعداء أقطارها وشؤونها من كل جانب بالاحتلال والتشويه والاستقطاب والإذابة وتزوير الشخصية وفرض التبعية المزرية.
فهل من أمل يتركز في الوجدان والفكر ومجالات العمل والمصالح العليا، يفضي إلى وضع عربي نعود فيه إلى الوراء العربي المتقدم على الأمام العربي الذي نحن فيه اليوم؟!
إن معظم أبناء الأمة ينتظرون ذلك، ويحزنون أشد الحزن للخلافات العربية على مستوى القمة التي تحبطهم وتضر بحاضر الأمة ومستقبلها، وتفتح مغاليق أبوابها أمام الأعداء والمحتلين ومن يرمون إلى تغييب ثقافة الأمة وعقيدتها وتشويه أدائها عبر التاريخ وجعلها تحت هيمنة العدو المحتل والطامع المحتمل.
فهل إلى وعي يتجسد عملاً عربياً منقذاً من سبيل؟!
كانت الفكرة نعم ولهذا وقع الملوك ورؤساء الدول العربية المجتمعيين في الدار البيضاء من عام 1965 على ميثاق التضامن العربي "إيمانا بضرورة التضامن بين الدول العربية ودعم الصف العربي لمناهضة المؤامرات الاستعمارية الصهيونية التي تهدد الكيان العربي..
ويقينا منا بالحاجة القصوى لتوفير الطاقات العربية تمهيدا لتعبئة القوى لمعركة الكفاح لتحرير فلسطين.. وإيمانا بالحاجة إلى الانسجام والوفاق بين الدول العربية لكي يتسنى لها أن تلعب دورا فعالا في إقرار السلام..
ورغبة منا في توفير جو يسوده روح الود والإخاء بين البلاد العربية، حتى لا يتمكن الأعداء من أن يفتوا في عضد الأمة العربية.. فقد التزمنا نحن ملوك ورؤساء الدول العربية في مؤتمر القمة المنعقد بالدار البيضاء يوم 15/9/1965 بما يلي:
1- العمل على تحقيق التضامن في معالجة القضايا العربية، وخاصة قضية تحرير فلسطين.
2- احترام سيادة كل الدول العربية، ومراعاة النظم السائدة فيها وفقا لدساتيرها وقوانينها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
3- مراعاة قواعد اللجوء السياسي وآدابه وفقا لمبادئ القانون والعرف الدولي.
4- استخدام الصحف والإذاعات وغيرها من وسائل النشر والإعلام لخدمة القضية العربية.
5- مراعاة حدود النقاش الموضوعي والنقد البناء في معالجة القضايا العربية، ووقف حملات التشكيك والمهاترة عن طريق الصحافة والإذاعة وغيرها من وسائل النشر.
6- مراجعة قوانين الصحافة في كل بلد عربي بغرض سن التشريعات اللازمة لتجريم أي قول أو عمل يخرج عن حدود النقاش الموضوعي والنقد البناء من شأنه الإساءة إلى العلاقات بين الدول العربية أو التعرض بطريق مباشر أو غير مباشر بالتجريح لرؤساء الدول العربية".
ترى هذا الميثاق اقوى من ميثاق التضامن الاسلامي الي وقع في عهد رسول الله لنقراء ونقارن وقد تجسدت الوحدة الشاملة في عهد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة المنورة .
حققت الوحدة الإسلامية طوال عصور الخلافة , والقوة والمنعة والازدهار للدولة الإسلامية , فقدمت للعالم حضارة أغنت الدنيا , وعلّمت البشرية , واستظل بنورها العالم .
تعرضت الدولة الإسلامية لعوامل الفرقة والانفصال مما أدى إلى ضعفها وتعرضها لمخاطر الغزو والتهديد الخارجي , فكانت الوحدة هي سبيلها للتخلص من الخطر الصليبي والغزو المغولي .
المحاولات الاستعمارية للسيطرة على الوطن العربي وثرواته فكانت المقاومة للشعب العربي ضد الاستعمار , وبرزت الحركات الوطنية ولتحقيق الأهداف التالية:
1. التخلص من الاستعمار ونيل الاستقلال .
2. تحقيق الوحدة العربية الشاملة .
نالت معظم الدول استقلالها , ومازالت بعض المعوقات تعترض سبيل التضامن على الرغم من توافر عوامل قيامه . فما عوامل قيام التضامن العربي ؟ وما المعوقات التي لازالت تعترضه ؟
عوامل التضامن العربي :
1. وحدة الدين الإسلامي يعد الدين الإسلامي أهم العوامل التي تجمع بين العرب وتوحدهم
2. اللغة العربية تعد اللغة العربية من أهم العوامل الأساسية في شعور الأمة العربية بوحدتها وتضامنها , ومما زاد من أهمية لغتنا العربية أنها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم
3. الوحدة الجغرافية يشغل وطننا العربي موقعا جغرافيا متميزا
4. التاريخ المشترك مر موطننا العربي بظروف تاريخية واحدة منذ ظهور الإسلام , فقد شمل الأمة العربية تاريخ واحد في :
• انتصاراتها وأمجادها وامتداد حضارتها عبر ثلاث قارات. • الأخطار التي تعرضت لها الأزمات التي واجهتها.
• حركات النضال والروح الواثبة التي تغلبت بها على أعدائها والطامعين فيها.
5. وحدة المصير والأماني والأهداف المشتركة أهداف أمتنا العربية واحدة ومصيرنا واحد ومصالحنا في الوطن العربي مترابطة , ومن أهمها : التضامن العربي الشامل. • القضاء على الأخطار التي تهدد العرب جميعا. • الرخاء الاقتصادي والأمن الغذائي.
• التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يضع أمتنا في مصاف الأمم المتقدمة.
وخلال الفترة الأخيرة تراكمت القضايا العربية التى ازدادت تعقيداً،* ‬فالقضية الفلسطينية تعانى من عدم الاحتضان العربى وما آلت إليه الأوضاع من خلافات أدت إلى الانقسام الداخلى فلسطينيا والذى* ‬يطغى على حل القضية ومستقبلها مما* ‬يدفع الدولة الإسرائيلية المحتلة إلى مزيد من التعنت والتحدى وتجاهل لحقوق الشعب الفلسطينى*.. ‬والعراق المحتل منذ* ‬2003* ‬يعانى من وضع شاذ دمر قدرات العراق تفرضه قوى الاحتلال والقوى المتحالفة معها مما أدى إلى الاقتتال على أسس إثنية وطائفية*.‬
والحال فى السودان* ‬يشهد توترا بين الشمال والجنوب قد* ‬يؤدى إلى انفصال الجنوب،* ‬والأوضاع فى دارفور تزداد تفاقماً* ‬وأضحت مطية للتدخلات الأجنبية*.‬
وكذلك الوضع فى اليمن شديد الخطورة من نشاط الحوثيين مما* ‬يهدد سلامة الوحدة الوطنية،* ‬والوضع فى لبنان مازال قلقا*. ‬أما الصومال فيعيش حالة مخيفة من عدم الاستقرار ومنطقة المغرب العربى،* ‬يتعثر مشروع توحيدها وتنفجر فيها بؤر الإرهاب التى قد تكون مطية للتدخلات الأجنبية،* ‬والوضع فى الخليج العربى* ‬يواجه ضغوطات إقليمية ودولية*.‬
إن تلك الأوضاع مع كل ما تعكسه ظروف التدخل الأجنبى والعدوان السافر على الوطن العربى والدول الإسلامية المجاورة* ‬يؤثر سلباً* ‬على الأمن والسلم والاستقرار فى العالم*.‬
وفى ضوء تفاقم المشاكل والأزمات المتعددة التى تتطلب إرادة وجهداً* ‬عربيا فى مواجهة التحديات وهو ما* ‬يتطالب الحوار والدراسة الجدية للأوضاع العربية والدولية،* ‬والنظر فى تأكيد البناء الديموقراطى للأمم المتحدة لتأكيد إرادة الشعوب وخاصة شعوب الجنوب بما* ‬يمكن من إعادة النظر فى النظام الدولى* ‬غير العادل*.. ‬ومن هنا أخذ الاجتماع الثالث والعشرون للجان التضامن العربية الذى جرى فى طرابلس أهمية خاصة لعودة ليبيا إلى المجال النشط لمنظمة التضامن*.. ‬لتوحيد الرؤية نحو الأوضاع القائمة والاتفاق على ما* ‬يمكن أن تسهم به لجان التضامن العربية للخروج من تلك المآزق*.‬
والأمل أن تثمر الأيام القادمة بعد ما جرى فى الاجتماع الثالث والعشرين للجان التضامن العربية فى طرابلس أن تتحقق نتائج عملية تحقق أهداف شعوب الأمة العربية فى التواصل والتصالح وتنمية المجتمعات على أساس من العدل والحرية والديموقراطية*.. ‬ومد جسور التضامن بين شعوب الجنوب فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية*.. ‬والنتائج التى أثمرتها زيارة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء إلى ليبيا ومقابلته رئيس وزراء ليبيا الميرغنى المحمودى ترجح الرؤية بأن طريق التضامن العربى* ‬يبشر بتحقيق أهداف الأمة العربية. ولكن للاسف الشديد اقول منذ عام النكبة ونحن نردد هذه العبارات بعد مل لقاء او اجتماع ... هذه الكلمات خفيفة في الميزان خفيفة في الكلام اصبح لاقيمة لها
هل لا يزال أمل التضامن العربي قائمًا ويؤتي ثمارا لهذه الامة المفككة كما جاء في وثيقة كامبل التي تنص على تفكيك الامة العربية والاسلامية ؟
هل القمة العربية، التي عقدة في ليبيا أواخر شهر مارس : هل عقد ة أم لا . طيب وإذا انعقدت، فهل حضرها كل الملوك والرؤساء العرب، وهل الذين تغيبوا هم المرشحون لمقاطعتها، الذين يشكل غيابهم تحديد مستوى تلك القمة وقدرتها على إنجاز شيء ما، وحين تنعقد بقادة الصف الأول أو بمن حضر، فهل ستكون قراراتها فعالة وإيجابية؟ أم ستكون قرارات عادية تتجنب الخوض في المسائل الأساسية المطلوبة؟
هذه الصورة التي ظهرة حول القمة، والتي ابرزة كم أن الخلافات العربية كبيرة وكثيرة، وتفتقد الى وضع آلية للتصدي لها، وإمكانية تجاوزها. فمن آلية سلامات ولقاءات ود وكفى، إلى آلية تعترف أن الخلافات تنبع من غياب الرؤية السياسية العربية الموحدة، والقوية، التي تلتقي حول المصالح العربية، وصياغتها بطريقة تقول للآخرين كفى لقد تجاوزتم الحدود، وأصبح الأمر يحتاج إلى قرارات دولية تتعامل مع المصالح العربية بجدية، وها نحن نقول لكم بجدية، هذه هي المصالح العربية، وها هي تنبع من فلسطين، ومن تعاملكم الحنون مع عدوانية إسرائيل. ها هي تنبع من القدس، ومن المساس الصهيوني بها، في عملية استفزاز تاريخية تغضب الفلسطينيين والعرب والعالم الإسلامي.
اقول ايها العرب والمسلمون مطلوب منا نحن ان نتفق على استراتيجية واحدة كفانا ضحك على الذقون كفانا ان ندخل الى غرفة النوم ونقف امام المراء ونقول والله بقيت زعيم ...؟؟؟؟ .... يا زعيم نحن بحاجة إلى حوار عربي عربي واسلامي اسلامي بمعنى الكلمة الصادقة وليس اسلامي كهذا الذي نراه على شاشات التلفزة من بعض هؤلاء المسلمون هؤلاء مسلمون مشوعون لانه اسقطوا الامة العربية والاسلامية امام الغرب ولا قيمة لنا نحن العرب والمسلمون الان .... مثلا لقد دعت السعودية في مهرجان الجنادرية الخامس والعشرين، وموضوعه الأساسي هو الحوار، الداخلي والحوار بين الأديان
والحوار بين الحضارات، وانعقدت من أجله ندوة فكرية حضرتها وساهمت فيها شخصيات دولية وعربية مرموقة. وكذلك في وقت تم فيه استذكار مبادرة الملك عبد الله في قمة الكويت العام الماضي، حين دعا الحكام العرب، إلى التعالي والتسامي على الخلافات والانقسامات، وإنجاز مصالحات سياسية، تقود الوضع العربي نحو حالة من التلاقي والتضامن كيف نرى ذالك .
أولا: موضوع المفاوضات الجارية مع إسرائيل، فقد أصبحنا أمام سياسات إسرائيلية وقحة، ترفض التعامل مع حقوق الفلسطينيين، وتخالف القانون الدولي بالسعي للاستيلاء على التراث العربي والإسلامي، وذلك بعد أن أوغلت، وخلافا للقانون الدولي، في فرض تغييرات جغرافية من خلال الاستيطان، وفي فرض تغييرات ديموغرافية من خلال الاستيلاء على الأرض، ومن خلال بناء الجدران العازلة. ولا تتورع السياسة الإسرائيلية الوقحة هذه عن الحديث عن ترحيل فلسطينيي 1948م، تطبيقا لشعار يهودية دولة إسرائيل.
ثانيا: الموقف من السياسات الإقليمية، وخاصة سياسة إيران التي تشكل عنوانا أساسيا في الانقسام العربي.. وليس مطلوبا هنا القول، أو الاكتفاء بالقول، نحن مع سياسة إيران أو ضدها، مطلوب أن تتبلور سياسة عربية إقليمية، تقول هذا هو مطلبنا، وهذا هو ما نريد. وهذا هو ما يعبر عن مصالحنا، من أجل بلورة تضامن إقليمي يضع العرب في قلب المعادلة الإقليمية. وفي حالة كهذه. ستكون الأطراف الأخرى في المجال الإقليمي مجبرة على أخذ وجهة النظر العربية.
ويمكن عندها لمؤسسة عربية تنشأ عن القمة العربية، وتسعى إلى دعوة الملك عبد الله للحوار والتصالح والتضامن، أن تحقق نجاحا في تغيير صورة الوضع العربي القائم.
إن كل عمل سياسي يحتاج إلى قيادة، ويحتاج إلى قائد. ونحن نعيش لحظة عربية تحتاج أكثر ما تحتاج إلى قيادة وإلى قائد.
بينما كانت هزيمة حزيران- يونيو عام 1967م بما مثلته من نوع وحجم وكيفية ومصدر .. من اهم اسباب التقارب - المؤقت؟! بين عرب الامس! فهل عرب اليوم بحاجة الى هزيمة جديدة شبيهة بهزيمة الأمس؟!! ذلكم هو السؤال؟!
لنخوض في الماضي قليلا لنستذكر حتى نصحى قليلا يا معشر العرب والمسلميين قبل ثلاثة واربعين عاماً.. وخلال ستة ايام فقط .. وتحديداً من الخامس حتى العاشر من شهر يونيو - حزيران عام 1967م الحقت اسرائيل هزيمة موجعة بثلاثة جيوش عربية حينما احتلت سيناء المصرية .. والجولان السورية .. وضمت القدس الشرقية التي كانت تحت الادارة الاردنية.. بجانب ضمها لقطاع غزة والضفة الغربية؟!! بل ان سلاح الجو الاسرائيلي استطاع تحطيم اكثرمن عشرين مطاراً وقاعدة جوية مصرية واكثر من اربعمائة وخمسين طائرة .. وذلك خلال ساعات من اليوم الاول للاعتداء؟!! لتخرج اسرائيل من هذه الحرب وقد زادت مساحتها اكثر من ثلاثة اضعاف عما كانت عليه !.. وبات جيشها يضرب به المثل.. باعتباره الجيش الذي لايقهر ؟! وزادت ثقة اليهود بدويلتهم آنذاك والذين شعروا بالأمان لاول مرة منذ تسعة عشر عاماً من القلق والاضطراب اللذين صاحبا هذه الدويلة منذ تأسيسها على ارض فلسطين عام 1948م حتى توحيد فلسطين التاريخية حسب زعمهم ؟! عام 1967م ولذا لاغرابة ان يحتفل اليهود يوم السادس عشر من شهر مايو كل عام منذ عام 1967م باعتبار ذلك يمثل ذكرى اعادة توحيد القدس حسب التقويم اليهودي ليصل هذا الاحتفال ذروته هذا الشهر وفي هذه الايام هم يحضرون لهذه الاحتفالات - بمناسبة الذكرى الثالث والاربعين لاكبر نصر عسكري لهؤلاء اليهود؟ وآخر نصر عسكري ايضاً كما اتضح فيما بعد !
كانت حرب ١٩٤٨ أولي الحروب بين الدول العربية والجماعات اليهودية المتواجدة علي أراضي فلسطين.. وانتهي القتال في ١٨ يوليو ١٩٤٨، وتم توقيع اتفاقية الهدنة مع مصر في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.. ولكن الإسرائيليين احتلوا قرية أم الرشراش الفلسطينية التي تطل علي خليج العقبة في ١٠ مارس ١٩٤٩، أي بعد توقيع الهدنة وأقاموا مكانها مدينة إيلات.
كان الهدف أن تكون إيلات بوابة وقاعدة إسرائيل علي البحر الأحمر ، ومن جهة أخرى أصبحت إيلات عائقا أمام رحلات حجاج مصر و شمال أفريقيا بالطريق البرى ، وكان علامة علي تدويل البحر الأحمر!.. وظلت إسرائيل غير قادرة علي الانطلاق من إيلات بسبب تحكم مصر في مضايق تيران.. فلما كان العدوان الثلاثي في ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ وكانت ذريعته تأميم مصر قناة السويس في يوليو ١٩٥٦، وفيه اجتمعت إسرائيل وإنجلترا وفرنسا لمهاجمة مصر.. وكان من ضمن أهداف إسرائيل : خليج العقبة وقناة السويس.. وتدخلت الدول الكبري، فانسحبت القوات الغازية، ووضعت شرم الشيخ ومضايق تيران تحت إشراف قوات الطوارئ الدولية.. وبالتالي فتح الخليج أمام السفن الإسرائيلية بجميع أنواعها، وكانت انطلاقة للدولة الإسرائيلية.. أما هذا الاتفاق فتم إخفاؤه عن الشعب المصري، الذي ظن أننا خرجنا منتصرين من العدوان الثلاثي بدون أي تنازلات أو تضحيات!!.. تأزمت الأمور بين مصر والأردن، وقام الملك حسين باتهام جمال عبد الناصر بأنه يختبئ وراء قوات الطوارئ الدولية ويحتمي بها؛ مما جعل عبد الناصر يتصرف بمنطق ردة الفعل، لقد ابتلع جمال عبد الناصر الطعم الذي أعد جيداً فأمر بتجميع قوات الطوارئ الدولية في قطاع غزة وقام بإغلاق مضائق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية , مما كان واضحاً أن عبد الناصر ينوى الحرب مع إسرائيل وكان أول خطوة هى حصار ميناء العقبة (إيلات ) وقفل طريق الملاحة امام السفن الإسرائيلية .وبذلك أتيحت الفرصة الذهبية لإسرائيل التي اعتبرت إغلاق المضائق بمثابة إعلان للحرب من طرف مصر ضدها، لأن فتح مضائق تيران كان شرطا من شروط الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عام 1956 م .
كان قرار القيادة السياسية المصرية باغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الاسرائيلية هو ثالث القرارات السياسية الخطيرة التي اتخذتها هذه القيادة خلال المرحلة التحضيرية التي سبقت نشوب حرب يونيو 67 فقد حتم بالضرورة تحول مرحلة المواجهة العسكرية التي نشأت بين مصر واسرائيل عقب سحب قوات الطوارئ الدولية وحشد القوات العسكرية المصرية في سيناء إلي مرحلة الصراع المسلح بين الطرفين وهيأ لاسرائيل امام العالم الأسباب والمبررات التي استندت إليها في اتخاذ الحرب.
من الذي يتحمل مسئولية الهزيمة؟ وقف القتال بعد الهزيمة المريرة التي لحقت بمصر في حرب يونيو 1967 اثير هذا السؤال علي اوسع نطاق بين افراد الشعب وسرعان ما دار جدال شديد وصدام رأي حاد بين اعوان الرئيس عبدالناصر واعوان المشير عامر حول تحديد مسئولية الهزيمة التي اخذ كل طرف منهم يلقي بها علي كاهل الطرف الآخر وحتي يمكن لنا تحديد هذه المسئولية بدقة وحياد ينبغي علينا ان نذكر بعض الحقائق التالية:
1* لم تكن هناك حدود فاصلة بين اختصاص القيادة السياسية التي كان يمثلها الرئيس عبدالناصر واختصاص القيادة العسكرية التي كان يمثلها المشير عامر بالطريقة التي اوضحناها في الحلقة الأولي من هذه الدراسة وكما يجري الحال عليه في كل الدول المتحضرة فقد اندمج الاثنان بحكم زمالتهما القديمة وصداقتهما الوثيقة في قيادة واحدة ليس لها شبيه هي القيادة السياسية العسكرية الثنائية.
2* ان جميع القرارات والاوامر والتعليمات التي صدرت خلال مرحلة التحضيرات التي سبقت الحرب أو اثناء الحرب سواء السياسية أو العسكرية صدرت بمعرفة القيادة الثنائية وبالاتفاق بين طرفيها بما فيها قرار الانسحاب المشئوم الذي صدر بعد ظهر يوم 6 يونيو والذي كان يقضي بانسحاب جميع التشكيلات والوحدات من مواقعها الدفاعية 'التي استغرقت مرحلة حشدها وتجهيزاتها حوالي اسبوعين' إلي غرب القناة في ليلة واحدة بالاسلحة الشخصية مع ترك جميع الاسلحة والمعدات الثقيلة وبدون صدور امر عمليات ينظم هذا الانسحاب وفقا للمبادئ التكتيكية السليمة والذي يعد أصعب مراحل الحرب مما ادي إلي تحول عملية الانسحاب إلي حالة عارمة من الفوضي والارتباك والانهيار لم يحدث مثلها في التاريخ.
3* الاخطاء الجسيمة التي شابت القرارات السياسية الاربعة التي تمت لنا مناقشتها في الحلقات الثلاث لا يسأل عنها عبد الناصر وحده باعتباره ممثلا للقيادة السياسية فإن الانصاف يدعونا إلي ان نوضح ان المشير عامر كان شريكا متضامنا في كل هذه القرارات والتصرفات لانه لم يكن يمثل القيادة العسكرية بالمعني الدقيق لهذه القيادة فقد كان عمله في الواقع سياسيا اكثر منه عسكريا و علي ذلك فان الحق والعدل يجعلانا نقرر بضمير مستريح ان الرئيس عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر مسئولان مسئولية تضامنية عن هذه الهزيمة الشائنة التي لحقت بمصر في حرب يونيو .1967 ثلاثة واربعون عاما و نحن تحت الاحتلال الاسرائيلي. عندما اندلعت حرب الايّام الستّة في الخامس من حزيران 1967م, و وما زلنا نرزح تحت الحكم الاسرائيلي وبعد هذا المشوار الطويل من العمر ... منذ تلك الحرب المشؤومة و حتّى ألآن حصلت بعض التغييرات الجذريّة على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي كان ابرزها :
بروز المقاومة الفلسطينيّة المسلّحة و نشاطها ضدّ اسرائيل بكثافة بحيث اصبحت عنصرا جديدا و بارزا في الصراع ضدّ دولة اسرائيل, و قيام اسرائيل اخيرا بالاعتراف علنا بهويّة الشعب الفلسطيني بموجب "اتّفاقيّات اوسلو" لسنة 1993م.
إتسع نطاق العمل الفدائي بعد حرب حزيران ليشمل جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م , فالتحفظات العربية التي كانت تعرقل نشاط منظمات المقاومة الفلسطينية قبل 1967 زالت نتيجة هزيمة الجيوش العربية , وكانت للعمل المسلح الفلسطيني جاذبيته في استقطاب قطاعات شعبية ووطنية فلسطينية و عربية واسعة , والصيغة الإئتلافية للمنظمات العسكرية والجماهيرية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية حافظ على بقاء هذه المنظمة التي كانت مرشحة لأن تلقى بعد حرب 1967م وآثارها المدمرة مصير حكومة عموم فلسطين بعد حرب 1948م, أي الزوال وهنا اقول وبكل صراحة اخوية لولا حركة فتح و قيادتها التاريخية . وابناؤها ومقاتليها وشهدائها الذين وقفوا وقفة رجل واحد وراء قيادنهم وايضا .
لم يكتف الفلسطينيون بأن يلجأوا الى العروبة والاحتماء بها كما فعلوا بعد نكبة 1948 بل استمروا في ثورتهم التي اعتبروها شكلا من اشكال النضال القومي العربي ضد اسرائيل والصهيونية وقوى الاستعمار الجديدة ولخصت حركة فتح هذه الحالة بالشعار القائل ان الثورة فلسطينية عربية الوجه عربية القلب. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية الكيان والوطن المعنوي لكافة ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات , وقام مندوبون عنها بتمثيل الشعب الفلسطيني في الجامعة العربية والامم المتحدة وفي كافة منظماتها ووكالاتها وكافة المؤتمرات الرسمية الشعبية , كما حظيت منظمة التحرير الفلسطينية باجماع شعبي فلسطيني وعربي وشرعية عربية واسعة وإتخذت من القدس مقرا لها واصبح للشعب الفلسطيني والمنظمة التي تمثله علم وقسم ونشيد وطني , وجاءت هذه المبادرة التاريخية من القائد المناضل الشهيد احمد الشقيري بالتنسيق مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وحكومته التي دعمت قيام كيان فلسطيني ردا على ادعاءات اسرائيل وحلفائها بعدم وجود شعب فلسطيني
شهدت الساحة الفلسطينية ظروفا مستجدة بعد 1967 وقفزة نوعية في العمل الفدائي الفلسطيني حيث ازدادت منظمات المقاومة من حيث العدد وكثافة العمليات ضد الاهداف الاسرائيلية لتغطي اكبر مساحة من الارض المحتلة ان ظهور الفتنة التي ظهرة بعد مشروع روجرز بشكل واضح و جليّ و مكشوف في حرب أيلول الاسود في الاردنّ سنة 1970, ثمّ معارك جرش و عجلون( في الاردنّ ايضا) صيف 1971م , و اقتراح الاردنّ " سنة 1972م مشروع " المملكة العربيّة المتّحدة " لأستعادة الضفّة الغربيّة و شرقيّ القدس بعدما كسر ظهر المنظّمات الفلسطينيّة , و اندلاع الحرب الاهليّة في لبنان في آذار 1975م الّتي قامت خلالها اسرائيل ببيع السلاح للقوّات الكتائبيّة المارونيّة بينما قدّم امراء الدعم المالي للكتائبييّن , و قام الجيش السوريّ بالتدخّل في الحرب الاهليّة اللبنانيّة صيف 1976م دعما للكتائبييّن (عملاء اسرائيل) , و قيام رئيس مصر آنذاك بزيارة اسرائيل فجأة في شهر نوفمبر1977م ثمّ اعترافه باسرائيل و ابرامه اتّفاقيّة صلح وسلام مع اسرائيل " اتّفاقيّة كامب دافيد" سنة 1979م , و قيام العراق وايران بشنّ حرب ضروس بينهما في ايلول 1980م و لمدّة 8 سنوات حتّى شهر آب 1988م خدمة للصهيونيّة والمصالح الماليّة والاقتصاديّة للاستعمار الغربي بدلا من أن يكرّس مجهوده الحربي ضد اسرائيل
هذا الصراع العربي القائم اليوم .. هو بجوهره صناعة عربية .. حتى ولو جاء التخطيط والاشراف غير عربيين؟! ولذا .. فانه يزيد الانقسام العربي انقساماً وتشتتاً.
بينما كانت هزيمة حزيران- يونيو عام 1967م بما مثلته من نوع وحجم وكيفية ومصدر .. من اهم اسباب التقارب - المؤقت؟! بين عرب الامس! فهل عرب اليوم بحاجة الى هزيمة جديدة شبيهة بهزيمة الأمس؟!! ذلكم هو السؤال؟!
اقول انتهت أزمة السويس دون انتصار عسكري للجيش المصري ولكن بانتصار سياسى هام لمصر وذلك بانسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في 8 مارس/آذار 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار. بعد الانسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سبباً لحرب. بين مارس/آذار 1957 وأبريل/نيسان 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبياً، بينما تكثفت الإشتباكات بين إسرائيل وسوريا في 1964 بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن حيث بدأت إسرائيل قي إنشاء شبكة لنقل المياه داخل أراضيها. وردا على هذا المشروع بدأت سوريا قي تنفيذ خطة لتحويل مياه نهرى بنياس والحصبانى بعيدا عن الأراضى الإسرائيلية مارة بالأراضى الأردنية لكى تصب قي نهر الأردن ولكى تنتفع بها كل من سوريا والأردن. ورغم القصف الإسرائيلى عام 1965 لمسارات تحويل المياه التي قامت بها سوريا ظلت الحدود الإسرائيلية السورية مسرحا لتوتر مستمر. ومما زاد من توتر الموقف بدء منظمة فتح الفلسطينة شن هجمات مسلحة على إسرائيل اعتبارا من أول يناير 1965.
و في عام 1966 وقعت كل من مصر وسوريا اتفاقية للدفاع العسكري المشترك وقي نوفمبر/تشرين الثاني 1966، انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين حيث قُتل 3 جنود إسرائيليين بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربية في لواء الخليل الذي كان تابعا للمملكة الأردنية الهاشمية، فشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متذرعًا بهذه الحجة على قرية السموع الحدودية وهدم بيوتاً كثيرةً فيها وإدعت إسرائيل آنذاك أن 50 أردنياً وإسرائيلياً واحداً قُتلوا في تلك المعركة. وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن خسائر الجيش الأردني لم تزد عن 16. وقد أعلن الإسرائيليون فيما بعد أن قائد الحملة الإسرائيلية في هذه المعركة قتل فيها أثناء القتال. وكان قد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة. إلا أن استخدام الإسرائيليين لهذه الأسلحة في هذه المعركة، حرض سكان الضفة على المطالبة بإدخال الأسلحة الثقيلة، مما حدا بالملك حسين بإقرار دخولها20 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 تحسبا لأي هجوم آخر بنفس المستوى.
طوال الشهور الأول من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين، بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين وتسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينين إلى داخل إسرائيل وتسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا من جانب آخر,كان الاتجاه العام داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا إلا أن ليفي أشكول رئيس الوزراء لم يكن في صف التصعيد إلا أن الضغط العسكري وشكاوي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود دفعت باتجاه التصعيد بصورة أكبر، ففي يوم 5 أبريل/نيسان أعلن ليفي أشكول في الكنيست: "إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا, وأن الطريق إلى دمشق مفتوح" في 7 أبريل (نيسان) 1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21(إثنتان داخل سوريا وأربع أخرى منهم ثلاث طائرات داخل الأردن على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين، وتبادل لإطلاق النار والقصف، وأمر الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة (وهم النقباء وقتها علي عنتر ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي)الذين هبطو بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا بعد أحداث 7 نيسان/أبريل كانت التوقعات تقريبا على كل الأصعدة بأن الحرب ستنشب بين سوريا وإسرائيل لا محالة، فعلى الجانب السوري زادت العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، وعلى الجانب الإسرائيلي هدد رابين وأشكول الجانب السوري بان الأسوأ لم يأت بعد، فوكالة المخابرات الأمريكية أخبرت الرئيس جونسون بإحتمال وقوع تحركات ضد سوريا، وتوصل المصريون إلى نفس الاستنتاج، كان أخطر التهديدات الإسرائيلية لسوريا ما نشرته وكالة أخبار الدولية للنشر (UPI)، كان الاعتقاد السائد وقتها ان المصدر المجهول لهذه التصريحات هو رابين، لكن ذلك المصدر كان الجنرال أهارون ياريف، رئيس الاستخبارات العسكرية، أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من القلق على الصعيد العربي، في 28 أبريل/نيسان أبلغ وكيل وزارة الخارجية السوفيتية سيميونوف نائب الرئيس المصري أنور السادات أن ليفي أشكول بعث برسالة إلى ألكسي كوسيغين رئيس الوزراء السوفيتي حول الأوضاع على الجبهة السورية الإسرائيلية يحمل فيها سوريا مسؤولية الاستفزاز، وأن رئيس الوزراء الروسي قام بتقريع السفير الإسرائيلي بسبب حشدها لقوات ضد سوريا، فأخبره السفير الإسرائيلي أنه مخول بنفي تلك المعلومات، وأن ليفي أشكول طلب من السفير الروسي الذهاب بنفسه لزيارة الجبهة الشمالية للتأكد، فرفض الأخير معللاً ذلك بقدرة الإتحاد السوفيتي على معرفة الحقيقة بوسائله الخاصة,في 13 مايو 1967 أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي "سيرغي" (كان مستشاراً بالسفارة السوفييتية بالقاهرة) مدير المخابرات العامة المصرية بأنه يوجد 11 لواءا إسرائيليًا محتشدًا على الجبهة السورية ,في 14 مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الاستعداد, بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا, وعندما ناقشه رئيس العمليات اللواء أنور القاضي في عدم جاهزية الجيش للحرب, اخبره المشير بأللا يقلق, فالقتال لم يكن جزءا من الخطة الموضوعة وإنما استعراض كرد على التهديدات الإسرائيلية لسوريا.في 15 مايو ذهب الفريق محمد فوزي إلى سوريا, ولم يستطع الحصول على أي معلومة تؤيد المعلومات الروسية, حتى الصور الجوية لم تظهر أي تغيير في مواقع القوات الإسرائيلية في يومي 12 و 13 مايو. في 15 أيار/مايو بدأت مصر بتكثيف قواتها في سيناء، ونظر إلى هذه التحركات من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية على أنها "تحركات دفاعية تهدف لإظهار للتضامن مع السوريين في وجه التهديدات الإسرائيلية", حتى ان الإسرائيلين لم يظهروا قلقا كبيرا تجاه هذا التحركات, حتى عندما حذر رابين أنهم لا يمكنهم ترك الجنوب بدون تعزيزات، لم يثر الأمر قلقا كبيرا لتشابه تلك الخطوة مع تحركات سابقة تمت عام 1960 في ظل مشاكل حدثت على الجبهة السورية وقتها، وذهب القادة الإسرائيلين للمشاركة في احتفال عسكري بالذكري التاسعة عشرة لقيام دولة إسرائيل. وفي 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها في خطاب وجهه الفريق أول محمد فوزي إلى قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ريخي وقام بتسليمه العميد عز الدين مختار يطالبه فيه بسحب جميع جنوده، للحفاظ على سلامتهم، وذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش وتركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادًا لأي هجوم من إسرائيل.في البداية تعامل الإسرائيليون بتفهم مع التحركات المصرية، كان الإسرائيليون ما يزالون في حالة تركيز على الوضع السوري. في 22 أيار/مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في سيناء. و سرعان ما نحى الملك حسين جانبا بعض التردد الذي كان لديه قي مسألة دخوله الحرب ووقع مع مصر قي 30 مايو 1967 اتفاقية دفاع مشترك انضافت إلى التحالف العسكري المصري السورى. وتم تعيين قائد عسكري مصري لقيادة القوات الأردنية. و على الجانب الآخر تم تعيين موشى ديان قي الأول من يونيو 1967 وزيرا للدفاع الإسرائيلى قي وزارة تحالف وطني شكلتها عدة أحزاب.
في 5 يونيو/حزيران 1967 شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتًا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات حيث افتقرت القوات الجوية المصرية أسس الحماية المناسبة ، مطلقا بذلك شرارة الحرب.
العمليـات العسكـرية
عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:
بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت إستراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثًا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الاستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الإستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيًا واقتصاديًا فيها أو ما يسمى باللوبي الداعم لإسرائيل (الأيباك) (بالإنجليزية: AIPAC‏) المشكل من الزعامات والقيادات اليهودية الأمريكية. اعتمدت إسرائيل على الحرب الاعلامية. أطلقت حملة من الحرب النفسية.
استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الأعراق غير السامية أي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها، وآخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست.
أطلقت حملة دعم في أميركا وإنجلترا تحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها أغلب الإنجليز والاكثرية الساحقة من الأميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة أو بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب. وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية.
وفي الختام أحب التنويه الى أنه سيكون من الأجدر والأجدى لأمتنا العربية في القرن الواحد والعشرين أن تتوج أعمال أسلافنا الأوائل الذين وضعوا الأسس المتينة لبناء اقتصاد الأمة العربية بعقد قمة اقتصادية عربية تخصص لبحث مجمل القضايا لدعم منطقة التبادل التجاري وتفعيل إنشاء السوق العربية المشتركة بكيفية يتفق عليها الملوك والرؤساء ، أسوة بغيرنا من عمالقة العصر. إن جميع الانتفاضات والثورات والفصائل والكتائب والاجنحة المسلحة في فلسطين انتهت مع نكبة الشعب الفلسطيني وكل ثورة او فصيل لم يعمر الا لفترة محدودة، ويرجع ذلك الى عدم وجود اطار كياني سياسي عسكري تنظيمي مركزي لكافة العمل الوطني الفلسطيني على امتداد فلسطين الجغرافية , وغياب هذا الكيان الواضح الأهداف والنظام الداخلي لتنظيمه على أن يكون هذا الكيان كمرجعية في القرار والتخطيط والتطوير على أن يوفر كل عناصر الدعم والتوجيه والتنظيم من خلال شبكة علاقات اقليمية ودولية من الاصدقاء وحركات التحرر العالمية, وغياب هذا الكيان ادى الى تلاشي هذه الفصائل المقاومة وكان احد الاسباب التي ادت الى النكبة , وفي الفترة ما بين 1948 -1964 غياب الشعب الفلسطيني عن قضيته نتيجة غياب هذا الكيان (مؤسسة قيادية جماعية للشعب الفلسطيني مثل منظمة التحرير الفلسطينية ) , ومن هنا نجد اهمية مؤسسات منظمة التحرير واعادة هيكليتها وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات المرحلة والمعطيات الاقليمية والدولية والمستجدات على الساحة الفلسطينية. ان منظمة عاشت اكثر من اربعة عقود كوطن قومي ومعنوي ونضالي وثقافي للشعب الفلسطيني جديرة باحيائها وتطويرها في اماكن وجود الشعب الفلسطيني , خاصة وان تقدم تنظيمات وتراجع اخرى وهذا التردد في ميزان الفصائل العاملة في الساحات الفلسطينية قد يؤثر على الحفاظ علي المنظمة كمؤسسات واهداف وثوابت وضوابط تتناسق وتتوازن مع الايقاع الاقليمي والدولي بما يخدم الشعب الفلسطيني لا لأن تغير معطيات اللعبة لنعود الى المربع الاول , و نخسر السلطة الوطنية و منظمة التحرير الفلسطينية كإنجاز وطني لكل الشعب الفلسطيني و العربي و الإسلامي , حيث كلف الجميع و خاصة الشعب الفلسطيني الكثير الكثير .
أيا أبناء هذه الأمّة : فلتتحمّلوا مسئوليّاتكم تجاه أمّتكم أمام الله و أمام التاريخ , و اعلموا أن التضامن العربى ضرورة ملحّة... قبل أن يفوت الأوان.واود القول في هذه الايام ونحن نشهد حملة مسعورة من قبل الصهيوتية ضد قوانا وتوحيدنا من هنا اناشدكم ان تتحدو لتفوتو الفرصة امامهم .... اذهب والتقي لان التاريخ سيسجل هذا القاء رغم انني اعرف من كل القاءات الفارطة كلها لم تأتي بثمار..... ولكن قال بلا ....... هل يطمئن قلبي ؟؟؟؟؟ والله اعلم والله ولي التوفيق
الكاتب : توفيق خليل / 6 / حزيران 2010