في سابقة تعتبر الأولى من نوعها, اقتحم طلبة كلية الشريعة مقر اجتماع اللجنة المكلفة للبث في ملفات العمداء المترشحين لشغل منصب عميد كلية الشريعة فاس الذي ضل فارغا ما يناهز 11 سنة إلا من عميد بالنيابة تم فصله عن مهامه في 22 مارس من موسم 2009/2010 بعد أن أقدم على إغلاق الكلية لمدة أسبوع كامل في وجه الطلبة والأساتذة الباحثين. ولقد ثم هذا الاقتحام في الساعة التاسعة صباحا من يوم السبت 3 دجنبر الحالي, بشكل حضاري ومنظم غاية التنظيم, يوحي بمدى الوعي والنضج الفكريين لطلبة كلية الشريعة, وبمذى رغبتهم في اجتثات رموز الفساد والمفسدين. للإشارة فطلبة الشريعة يخوضون اعتصاما مفتوحا بمقر رئاسة الجامعة منذ الخميس الماضي الفاتح من شهر دجنبر احتجاجا على قرار الوزارة الاستثنائي الرامي إلى تعيين عميد للكلية والمخالف لمقتضيات القانون 01-00 في مادته 15 والتي في مطلعها مايلي (يسير الجامعة رئيس لمدة أربع سنوات، يختار بعد إعلان مفتوح للترشيحات من بين المترشحين الذين يقدمون مشروعا خاص لتطوير الجامعة) وفي آخرها: (ويمكن للرئيس الذي انتهت مدة انتدابه أن يترشح لمدة ثانية وأخيرة) قلت, احتجاجا على قرار الوزارة, ورفضا لتسيير هذه الجامعة من طرف رئيس بالنيابة لما يناهز 11 سنة في خرق سافر لمقتضيات المادة 15 من القانون المشار إليه المهيكل للتعليم العالي. مطالبين بفتح الترشيح لشغل منصب الرئاسة أولا ثم البث في العمادات أخيرا. على غرار ماتقتضيه مضامين المادتين 15 و 20 من قانون الثلاثة أصفار. ولقد كان من المقرر أن يتم اجتماع اللجنة بمقر رئاسة الجامعة, لكن تم تغيير مكان الاجتماع وبشكل سري نظرا لاحتلال مقر الرئاسة من طرف الطلبة وفي محاولة للبث في الأمر في سرية تامة عن الطلبة, لكن نباهة هاؤلاء الأخرين جعلت منهم يتعرفون على المقر الجديد بطرقهم الخاصة, مما دفعهم إلى التفكير في اقتحام اجتماع اللجنة بشكل منظم ومظبوط, وثم التوجه إلى مكان الاجتماع ثلاث ثلاث في سيارات الأجرة, وبميزانية الطلاب الخاصة مترصدين للحظة الاقتحام دون إثارة الرأي العام , وبعد إعلان الاقتحام اجتمع الطلاب أمام باب المقر في منظر رهيب, وكأنهم كانوا مختبئين بجحور في الشارع العام فبعد أن كان ثلاثة طلاب أمام الباب يهمهمون برؤوسهم, أصبح العدد 100 طالب في ظرف 30 ثانية ليرتفع العدد بعدها إلى ما يفوق 200 طالب وطالبة. وبعد هذا الاقتحام الذي ارعب أعضاء اللجنة عبر الطلبة والسادة الأساتذة الذين تواجدوا هناك لحظة الاقتحام عن معارضتهم وتصديهم لكل ما تروم اللجنة تقريره, كما رفض الطلبة مواصلة اللجنة لاجتماعها بعد أن طلب السيد الخمليشي مدير دار الحديث الحسنية 5 دقائق للتداول في الأمر بين أعضاء اللجنة, الأمر الذي لم يلق ترحيبا إلا من طرف السادة الأساتذة , لكن الطلبة امتنعوا عن الخروج إلا واللجنة أمامهم... وبعد محاولات من أعضاء اللجنة لإقناع ممثلي الطلبة بالانسحاب والتي باءت كلها بالفشل, توصل أعضاء اللجنة إلا اتخاذ قرار الانسحاب دون تداول. كما وجه الطلبة رسائل جمة أهما التعريف بالوضع المأساوي الذي تعيشه الجامعة متمثلة في فروعها الأربع والوضع المزري الذي تعيشه كلية الشريعة فاس بشكل خاص, والتي يكاد يجهز عليها من طرف عميد بالنيابة لمدة 3 ولايات متتاليات بشكل غير قانوني. كما ناشدوا أعضاء اللجنة بعدم التواطؤ على الإجهاز على جامعة القرويين التي يكاد لها في الخفاء , الشيء الذي جعل أحد أعضاء اللجنة وبعد اطلاعه على الوضع المأساوي أن يفكر في الانسحاب منها, بعد علمه بأن طلبة كلية الشريعة يدرسون في كلية لم يعد لها من الكلية إلا الإسم: قاعاة تكاد أسقفها أن تخر على رؤوس الطلاب, ومدرجات من خشب متآكل غير مزودة بأبسط وسائل التعليم البدائة فبالأحرى الوسائل العصرية الحديثة, ومراحيض خالية من الماء, وطلاب لايعرفون المصير, وأساتذة تشيعوا إلا أحزاب متطاحنة في حرب باردة حامية الوطيس, وعميد منتزع لقبه من طرف الرئيس, ورئيس عاث في الأرض فسادا بلا حسيب ولا رقيب...
بعد خروج اللجنة توجه الطلبة في مسيرة سلمية غاية في التنظيم, مثنى مثنى نحو مقر الرئاسة لينقلوا الاعتصام من هذه الأخيرة إلى كلية الشريعة صبيحة الإثنين 5 دجنبر مجمعين على إغلاق الكلية وتعطيل جميع مرافقها حتى تصلح الأوضاع بشكل جذري.
للإشارة فرئيس الجامعة لم يكن في حسبانه أن الطلبة بوسعهم فعل ماتم فعله نظرا لأنه كان دائما ينعثهم بعدم فهمهم للقانون. ولقد صدم عند علمه بالأمر مما اضطره للاتصال بالإدارة المركزية ليتهم عميد كلية الشريعة السيد حسن الزاهر بالوقوف وراء ماقام به الطلاب, الشيئ الذي استنكره طلبة كلية الشريعة مؤكدين أن ماتم القيام به ناتج عن مدى تلاحمهم وتفاهمهم ونصرة الله لهم لكونهم يريدون إعلاء كلمة الحق, ولا علاقة للأستاذ الزاهر ولا غيره بما أقدموا عليه.


شهيد خليل طالب بكلية الشريعة فاس