السفارة الأمريكية تدعو "أصدقاءها" بالقاهرة لاجتماع عاجل لبحث تداعيات فوز الإسلاميين




الخبر: نشرت جريدة "المصريون" في عددها يوم السبت الموافق 3/12/2011م أن السفارة الأمريكية تدعو "أصدقاءها" بالقاهرة لاجتماع عاجل لبحث تداعيات فوز الإسلاميين، ودعت السفارة لعقد اجتماع عاجل مع عدد من القوى الليبرالية وما يطلق عليهم "أصدقاء السفارة بالقاهرة" لبحث تداعيات الفوز الكبير ل "الإخوان المسلمين" و"التحالف السلفي".



التعليق:



إن قلق أمريكا من توجّه الأمّة نحو تطبيق الإسلام في أقطار العالم الإسلامي، وخصوصا تلك التي تشهد منها ثورات وعلى رأسها مصر، قد ألجأ أمريكا إلى إيجاد غرفة عمليات طارئة للتعامل مع هذه المتغيرات لإبقاء السيطرة على مصر، فكانت تلك الزيارات المكوكية لرئيس أركان الحرب الأمريكي مايك مولن، ومنسق احتواء وإدارة الثورات وليام تايلور، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة، مع المجلس العسكري وشيخ الأزهر ورموز الدولة، وذلك للاطمئنان على أن المجلس العسكري يسير وفق الخطة المرسومة له.



وزاد الأمريكان قلقاً عندما أظهرت نتائج انتخابات مجلس الشعب الأولية تقدما ملحوظا للحركات والأحزاب الإسلامية، على الرغم من أن هذه الأحزاب قد طمأنت أمريكا على أنها تريد دولة مدنية ديمقراطية، وأنهم لا يسعون إلى تطبيق الشريعة وأسلمة الشارع، وأنهم سيحترمون الحريات العامة والتعددية، والتي لم يحترمها الغرب أصلا مع المسلمين في أوروبا وأمريكا.



ونحن نتساءل: من هم هؤلاء الأصدقاء المقربون من السفارة الأمريكية، الذين يشاركون أعداء الله والأمة، في التخطيط والتآمر على أهل مصر المسلمين؟!



أليسوا هم تلك الأبواق النشاز الذين يتلقون الدعم المادي من السفارة ليصدّوا عن سبيل الله؟



أليسوا هم من يشيع الفتن بين أبناء مصر؟



أليسوا هم المنادين بالدولة المدنية العلمانية الديمقراطية الليبرالية؟



أليسوا هم الذين لا يريدون تطبيق شرع الله على المسلمين في بلد الإسلام مصر؟



فهلا أدركت الأحزاب الاسلامية الفائزة في الانتخابات، ما تخططه أمريكا للإسلام والمسلمين من كيد لسلخهم عن إسلامهم، فضلا عن الحيلولة أن يطبَّق شرع الله على المسلمين؟



وهلا أدركت هذه الأحزاب أيضا، الفرق بين أن يصل الإسلام الى الحكم ليطبق من خلال دولة الخلافة الإسلامية والذي فرضه الله سبحانه على المسلمين، وبين أن تصل هذه الأحزاب إلى الحكم ليطبقوا على المسلمين نظاما وضعيا يُسخط الله سبحانه ويبقي الناس في الذلّ والظّلم والفقر والهوان؟



وهلا أدركوا قبل ذلك أن السلطة والقوة لا تزال بأيدي من لا يحكم بشرع الله، وأن هؤلاء سيجهضون كل قرار أو عمل لا يتفق ومبادئ الديمقراطية الليبرالية التي ترضي أمريكا و"إسرائيل" فقط؟!



وهلا أدركوا أن القاعدة الشعبية الكبيرة التي حققت لهم فوزا في الانتخابات، كان بإمكانها أن تجبر المجلس العسكري على الانعتاق من التبعية لأمريكا، لو وُجّهت التوجيه الصحيح، وأصرّت في مطالبها على تطبيق الشريعة من خلال دولة الخلافة الراشدة، ليصبح السلطان بيد الأمّة؟



وهلا أدركوا أنهم قد رفعوا شعار الإسلام هو الحل، ما يعني أن أهل مصر ينتظرون أن يروا ذلك الإسلام يحل لهم مشاكلهم، وأن يروا راية الإسلام، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحلّ محلّ عَلَمِ سايكس بيكو، لا أن يروا ظلم النظام السابق لا يزال يحكمهم برعاية أمريكية كما تدعو إليه السفارة الأمريكية.



وهلا أدركوا سبب قيام وزارة الداخلية باستيراد 21 طنا من قنابل الغاز المسيل للدموع، كما كشف عن ذلك موظفو الجمارك في ميناء السويس؟



وهل يدرك الجميع أن لا خلاص ولا نجاة لأهل مصر جميعاً، مسلمين وغير مسلمين، إلا بتطبيق شرع الله عليهم من خلال دولة الخلافة الإسلامية الراشدة ليس غير؟ أم أنّ عليهم أن يجرّبوا عقودا أخرى من الزمن؟





( إنّ الّذينَ كَفرُوا يُنفِقونَ أموالَهُمْ لِيَصُدّوا عَنْ سبيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَليهِمْ حَسْرَة ثُمّ يُغْلَبونَ والذينَ كَفَروا إلى جَهَنّم يُحْشَرون )